تسعة اولاد
الرئيسية » تاريخ وحضارات » قبائل الزولو : كل ما تريد معرفته عن قبائل الزولو الأفريقية

قبائل الزولو : كل ما تريد معرفته عن قبائل الزولو الأفريقية

قبائل الزولو

يالتأكيد شاهدت العديد من الصور والوثائقيات التي تتحدث عن قبائل الزولو الأفريقية، هل تريد التعرف على هذه الشعوب عن قرب وبشكل أعمق؟ تابع القراءة إذًا.

هل تريد أن تتعرف إلى تاريخ قبائل الزولو التي تعتبر من أشهر القبائل الأفريقية؟ اقرأ هذا الموضوع الذي يضم باختصار مناسب كل ما تحتاج إلى معرفته عن تاريخ القبيلة وعاداتها وتقاليدها الماضية والحالية، وكذلك ما يخص الدين واللغة والحروب التي خاضتها القبيلة خاصةً مع الإمبراطورية البريطانية والتي فازت في بعض معاركها مما يؤهلها لتكون من أقوى القبائل في التاريخ، وخاصةً قائدها المغوار شاكا الذي استطاع توحيد شتات القبائل لتصبح الآن الأقلية الأكثر تعدادًا في دولة جنوب أفريقيا.

كل ما تود معرفته عن قبائل الزولو الأفريقية

تاريخ القبيلة

قبائل الزولو هي واحدة من أشهر القبائل في أفريقيا، وذلك بسبب الدور الكبير الذي لعبته في تاريخ القارة السمراء، وتنحدر أصول القبائل إلى شعب النجوني الذي استوطن قديمًا (منذ بضعة آلاف سنة) المناطق الشرقية والوسطى في أفريقيا وتباعًا بدأ بالهجرة إلى الأجزاء الجنوبية فيما يعرف باسم هجرة أو توسع البانتو، وقد حدث هذا بالتحديد في القرن التاسع الميلادي عندما بدأت مجموعة الزولو الأولى بالتكون، ومن بين العدد الكبير الذي نجده من القبائل القديمة في جنوب أفريقيا فإن قبائل الزولو تمثل المجموعة العرقية الأكبر من ناحية عدد السكان وأيضًا من ناحية القوة السياسية والاقتصادية في جنوب أفريقيا، فالتعداد الأخير وصل إلى ما بين 10-11 مليون إنسان، وأهم السمات التي يعرفون بها هي قوتهم الضارية وروحهم التي لا تعرف الخوف في مواجهة الأعداء، وبسبب الظروف المختلفة فقد اضطرت القبيلة إلى خوض العديد من الحروب، ونذكر من قادتهم على سبيل المثال شاكا زولو (1787-1828) الذي يعتبر القائد الأول للقبيلة والسبب في تحويلها من قبائل مشتتة إلى قبيلة ذات قيادة مركزية موحدة، وتصنفه دائرة المعارف البريطانية ضمن أقوى القواد والسياسيين المحنكين في القارة، كما أنه وُصف أيضًا بالوحشية في التعامل مع أعداءه.

صراع قبائل الزولو مع الإمبراطورية البريطانية

في سنة 1879 اصطدمت القبيلة بالغرب فيما يعرف بالحرب الأنجلو-زولوية كنتيجة لرفض ملك القبيلة سيتشوايو العرض الذي قدمه البريطانيون والذي يتلخص في احتلالهم أرض الزولو بشكل تدريجي وأن يعزل الملك جيشه، وقد تمت مواجهة دامية بين الجيشين أدت إلى خسارة فادحة للجيش البريطاني في معركة آيزاندلوانا، وهي من المعارك القليلة التي مُني فيها الجيش البريطاني بهزيمة قاسية من جيش أفريقي، لذا أرسل التاج الملكي إعانات عسكرية ضخمة حتى فاز البريطانيون بالحرب في النهاية، وكانت المواجهة الأخيرة هي معركة يولندي التي حدثت في الرابع من يوليو 1879، وتم أسر الملك سيتشوايو ونفيه إلى لندن، وبعد ذلك قسّم البريطانيون مملكة قبائل الزولو إلى 13 مملكة فرعية وتقسيم البلاد هي خطة غربية قديمة تستخدم لاستغلال الاختلافات الدينية والقومية حتى يتحارب أبناء الشعب مع بعضهم البعض، وهذا ما حدث بالفعل حيث انخرطت القبائل في صراعات دموية، ولكن بعد سنين أصبحت الأمور أكثر استقرارًا عندما توصل حكام القبائل إلى اتفاق مشترك، وبعد فترة وجيزة أطلقت بريطانيا سراح الملك وتمت إعادة تنصيبه كملك للزولو، لكنه لم ينجح بشكل كامل في توحيد كافة القبائل التي تمرد بعضها، لذا فإنه تم إجباره على مغادرة الأرض ومات في سنة 1884 ويحتمل أنه مات بسبب السم. وإذا أردنا أن نتحدث عن ملامح دولة جنوب أفريقيا فإن الحديث لن يكتمل إلا بذكر قبائل الزولو ، وهذا ما سنقدمه لك في الفقرات التالية.

الموطن

حتى بعد الجهود التي عمل عليها قادة قبائل الزولو لسنوات من أجل تحقيق الوحدة بين أفراد القبائل، إلا أنهم حتى يومنا هذا يعانون من الشتات، ولكن في القرن التاسع عشر بدأ عدد كبير منهم بالاجتماع في مكان واحد وهو منطقة كوازولو ناتال التي سكنها سابقًا أفراد القبائل أو هاجروا إليها باعتبارها موطنهم الأول، وحتى الآن هي أكبر تجمع لهم. ولكن حتى خارج جنوب أفريقيا يوجد بعض أفراد القبيلة، ففي مملكة ليسوتو يوجد 324,000 فرد منها، وفي زيمبابواي يوجد 167,000 فرد، وفي مملكة سوازيلاند يوجد حوالي مئة ألف، وفي مالاواي هناك 66,000 فرد، ويوجد بضعة آلاف في كل من بوتسوانا وموزمبيق وتنزانيا.

اللغة

اللغة الرسمية التي يتحدث بها أفراد قبائل الزولو هي لغة آيسيزولو وهي لغة واسعة الانتشار في جنوب أفريقيا، وأهم ملامح هذه اللغة أنها تهتم باحترام وتوقير الآخرين مهما كانوا، فمثلاً هناك العديد من الكلمات التي تستخدم لتوقير كبار السن، وفي أغلب الأوقات لا يستخدمون الأسماء الأولى لمخاطبة كبار السن ويضعون قبل الاسم بعض الألقاب مثل بابا أو ماما، ولكن هناك أيضًا بعض اللغات الأخرى التي يتحدث بها أبناء القبيلة والتي تعتبرها دولة جنوب أفريقيا ضمن اللغات الرسمية وهي 11 لغة أخرى مثل الإنجليزية والبرتغالية ولغة الشانجان والسيسوثو وغيرهم.

العقيدة الدينية

يؤمن أفراد الزولو بأرواح الأسلاف القدامى بشكل كبير، ويمثل هذا الإيمان ركيزة أساسية في شعائرهم الدينية، ويوصف الأسلاف في لغتهم باسم أمادلوزي أو أبافانسي، كما أنهم يعتقدون بوجود قوة روحية عليا سبقت كل الأرواح، وهذا الوصف يذكرنا بالإله أهورامازدا في الديانة الزرادشتية بصورة دقيقة، ويطلقون عليه اسم “أومفيليكانجي” والذي يعني “الذي أتى أولاً”، وهم يعتبرونه روح مجردة لم يرها أي إنسان قط ولا يمكن رؤيتها، ومع ذلك فإن هناك بعض الأشخاص الذين بإمكانهم أن يؤدوا دور الوسيط بين روح أومفيليكانجي وأرواح الأسلاف، وهؤلاء هم رجال الدين الذين يحظون بمكانة كبيرة لدى القبيلة. وحتى يومنا هذا يقوم أفراد قبائل الزولو بذبح الحيوانات وتقديمها كقرابين لأسلافهم حتى يرضوا عنهم، والمميز أن هذا يشمل العديد من المناسبات مثل حفلات ميلاد الأطفال والبلوغ والزواج بل وحتى الموت، كما أن الرقص ملازم لهذا الطقس، ومع ذلك علينا أن نعلم أن هناك عدد كبير جدًا من أفراد القبيلة يؤمنون بالديانة المسيحية، ويقومون بمزج المسيحية بتقاليدهم العتيقة وهذا ما نجده في العديد من القبائل الأفريقية.

الاحتفالات

كما هي عادة القبائل الأفريقية؛ تكثر الاحتفالات القومية والشعائرية التي تمتاز بجو مميز يتخلله الرقص الفلكلوري وأشياء أخرى مثل الدخان وقرع الطبول البدائية وتقديم القرابين وتلاوة الصلوات، لكن أهم الاحتفالات بالنسبة للزولو هو الاحتفال بيوم شاكا زولو مؤسس القبيلة وذلك في مطلع شهر سبتمبر من كل عام، وفي الاحتفال يرتدون الأزياء التقليدية ويجمعون الأسلحة كي يتشبهوا بقائدهم المغوار ثم يتجمعون في قرية كوادوكوزا في مدينة ستانجر حيث توجد مقبرة القائد شاكا، ويتميز هذا الاحتفال بالتحديد بمصادر البهجة والألوان المختلفة في الملابس، ويأتي الشعراء ليغنوا قصائدهم في مدح ملوك قبائل الزولو بدايةً من شاكا حتى قائدهم الحالي.

الملابس

الملابس التقليدية لأفراد الزولو هي مشابهة للقبائل الأفريقية الأخرى، إلا أن المميز أنهم في أغلب الأوقات يرتدون الملابس العصرية أو حتى ملابس عادية باستثناء الأعياد والمناسبات الدينية والقومية، مع العلم بأن أسلافهم كانوا يقومون بعكس هذا، وهذه من التقاليد القليلة التي ثار ضدها أفراد القبيلة، وهناك تقليد يقوم به عدد كبير من السكان يقضي بأن ترتدي المرأة المتزوجة ملابس تغطي جسمها بشكل كامل، أما المخطوبة فإنها ترتدي غطاء مزخرف يغطي صدرها، والعزباء ترتدي تنورة قصيرة غالبًا ما تصنع من العشب وترتدي أيضًا ملابس مصنوعة من الخرز.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

عشرين + 19 =