يُعتبر حيوان فرس النهر من الحيوانات التي تحظي بشهرة كبيرة بين أوساط الحيوانات، بالرغم من كونه في الأصل حيوان نادر الوجود ولم يتمكن الكثيرين من رؤيته، إلا أن صفاته وخصائصه وعاداته هي بالطبع أكثر الأشياء المُميزة به، فيكفي أن نقول بأنه بالرغم من كونه حيوان مائي، يحتاج إلى ستة عشر ساعة على الأقل في الماء، يعيش في صحاري أفريقيا القاحلة التي يكون تواجد الماء به أشبه بمعجزة صغيرة، كما أن سمعته الطيبة اتضح في النهاية أنه مجرد وهم، حيث أنه ليس ذلك النوع الأليف من الحيوانات، وإنما هو حيوان قاتل متوحش، عمومًا، دعونا في السطور الآتية نعرف أكثر عنه.
ما هو حيوان فرس النهر ؟
حيوان فرس النهر
حيوان فرس النهر هو حيوان ضخم للغاية محسوب على الثدييات بشكل كبير، فالأكبر منه في هذا النوع حيوانين فقط، هما وحيد القرن والفيل، لذلك يتم معاملة فرس النهر معاملة الكبار دائمًا.
طول فرس النهر كذلك من الأطوال التي يتم احترامها في عالم الحيوانات، فأطول فرس النهر يقترب من الخمسة أمتار، أما الأصغر فهو لا يقل عن ثلاثة أمتار ونصف، بالإضافة إلى أنه يمتلك زيل غريب بعض الشيء، يصل طوله في كل أفراد النوع إلى ستين سنتيمتر، لكن كل ذلك لا يُعد شيئًا أمام حجم فرس النهر، والذي يُعد آية في الغرابة كذلك.
أحجام فرس النهر
يُعتبر الحجم من ضمن الأشياء التي يتميز بها حيوان فرس النهر، وأول نقاط التميز هي تفاوته، ففي عدد حيوانات قليلة، من بينهم فرس النهر، نجد أن الأوزان تتفاوت بين النوعين، الذكر والأنثى.
أنثى فرس النهر، والتي تعد صاحبة الوزن الأقل، لا تتجاوز في أغلب الأعيان الألف ونصف كيلوجرام، وهو وزن كبير جدًا بالطبع، ولكنه بالنسبة لوزن فرس النهر الذكر يعد قليلًا للغاية، حيث أن فرس النهر الواحد من نوع الذكور لا يقل بأية حال من الأحوال عن الأربعة آلاف كيلوجرام، وقد يصل غالبًا إلى أربعة آلاف ونصف الألف، أي أننا نتحدث عن ضعف الحجم تقريبًا بين النوعين، ولكم أن تتخيلوا كيف يظهر هذا التفاوت بين النوعين في حياتهما الزوجية.
أين يعيش فرس النهر؟
من الأشياء الغريبة أيضًا، والتي تجعل فرس النهر محط أنظار الجميع دائمًا، هي أماكن إقامة فرس النهر، فلكم أن تتخيلوا أن حيوان مائي مثله، يحتاج أن يكون في الماء لأكثر من ثلثي اليوم، يعيش في أكثر الأماكن حرًا في العالم!
لم يعرف أحد مكان لعيش فرس النهر بخلاف قارة أفريقيًا، وتحديدًا في صحاريها الشاسعة، فهناك تتواجد مجموعات كبيرة منها، ويُقال إنها بعد أن تمكث فترة طويلة وتقترب من الجفاف والموت تكتشف أماكن تواجد البحيرات والماء، فتقضي ست أو ثماني ساعات في الصحراء ثم تعود إلى الماء مرة أخرى وتُكمل فيه يومها، وبالمياه التي تُخزنها في جسدها تتمكن من استكمال حياتها وسط الصحراء الحارة الجافة، ويرى البعض أن أسباب اختيار حيوانات فرس النهر للصحراء هو أنه ترغب في المساحات الشاسعة التي تُمكنها من الركض واللعب، كما أنها أيضًا تكون بعيدة عن باقي أنواع الحيوانات.
حياة فرس النهر
يعيش حيوان فرس النهر حياة مثل باقي الحيوانات، فهو يكون في البداية جماعات لا تقل عن ثلاثين فرد، ثم يقوم أشرس حيوانين في المجموعة بالتقاتل، ومن يربح هذا القتال يُصبح قائد القطيع بلا منازعة والمسئول عن كافة القرارات بها، بما في ذلك زيادة أعدد القطيع أو تقليله، وعادة ما تصل المجموعة في النهاية إلى ثلاثمائة فرد.
حيوان فرس النهر كما ذكرنا ليس حيوان حدائق والجنائن مثل القرد وغيره من الحيوانات، بل هو شرس وعدواني للغاية، مُستعد للقتال في أي وقت ولأتفه الأسباب، ومهما كان خصمه أيضًا، ولكم أن تتخيلوا أن ضحايا فرس النهر من البشر فقط تتجاوز المئة ضحية سنويًا، بخلاف بقية أنواع الحيوانات والتي لا يتركها فرس النهر أيضًا، وغالبًا ما يستخدم أطفاله كطُعم بهذه المعارك، مما يجعل الأمر محط اندهاش من المُتابعين له.
طعام فرس النهر
الغريب فيما يتعلق بأطعمة الحيوانات أن حيوان مفترس مثل فرس النهر لا يأكل اللحوم أبدًا، حتى ضحاياه الذين يقضون على يده لا يأكل منهم أيضًا، وإنما يعتمد فقط على الأعشاب والنباتات.
يأكل فرس النهر أكثر من خمسة وثلاثين كيلوجرام من الأعشاب والنباتات في الليلة الواحدة، حتى أنه قد يتنقل من مكان لمكان فقط من أجل الحصول على هذا الغذاء، وغالبًا يجد ضالته بعد مسافات طويلة، لكنه يتحمل ذلك بسهولة، كما أن الفواكه بكافة أنواعها يمكن أن تكون كافية بالنسبة له أثناء الرحلة حال عدم عثوره على الأعشاب المطلوبة، المُثير كما ذكرنا أن الوزن الكبير لهذا الحيوان الضخم نتج فقط بسبب الأعشاب والنباتات والفواكه!
فرس النهر والسباحة
تخيلوا أن حيوان فرس النهر، والذي يعيش أساسًا في الماء، لا يستطيع السباحة؟ أجل كما سمعتم، فمشكلة فرس النهر الكبرى تظهر عند نزوله للماء، حيث يبدأ وقتها البحث عن أي شيء يمكن أن يدفع نفسه من خلاله، وعادة ما يجد هذه الأداة، لكنه في غالب الأوقات لا يجدها ويبقى ساكنًا في الماء، فهو لديه قدرة كبيرة على مجابهة الغرق وغيره من المشاكل التي قد يتعرض لها الأشخاص الذين لا يجيدون السباحة، حتى أنه قد ينام لوقت طويل على حالته هذه.
فرس النهر والتكاثر
يتشابه فرس النهر كثيرًا مع البشر فيما يتعلق بالحمل والتكاثر، فمثلًا مدة الحمل، تكون من سبعة إلى تسعة أشهر تقريبًا، ولا يلد فرس النهر أكثر من مولود واحد في كل مرة، ثم بعد ذلك يقوم برعاية هذا المولود لمدة عامين، حيث يقوم بحمله وتدليله ومصاحبته في الطعام والشراب، وهي لو انتبهتم نفس صفات البشر عند الحمل والوضع، ويمتاز جنين فرس النهر بوجود غشاء على عينيه يحميه من الماء أو أي شيء يقترب منها، ويكون الوزن عند الولادة حوالي خمسين كيلوجرام، وبالطبع هذا الوزن بالنسبة للبشر يمكن أن يكون وزن شاب مبلغ، لكن كما ذكرنا، أحجام فرس النهر بالأساس تتفاوت في الكِبر، مما يجعلها ثالث أكبر الحيوانات بعد الفيل ووحيد القرن، والأكثر شراسة وقوة بعد الأسد مباشرة.
فرس النهر والغابة
هناك شبه قاعدة أو قانون عند كل أفراد حيوان فرس النهر، وهي ضرورة الابتعاد عن الغابة، والأمر هنا ليس ضعفًا أو خوفًا من الحيوانات الموجودة، وإنما رغبة في حرية أكثر وتنقل أسهل، وكما ذكرنا، فرس النهر يقضي ثلثي يومه في الماء، وهذا لا يتوفر في الغابة بالتأكيد، إذ أنها تكون أرض أدغال وأشجار، وهي بيئة لم يُحبذها فرس النهر يومًا، عمومًا، يندر في الأساس رؤية النهر، ويقال إن أعداده لا تتجاوز المليون رأس، وبالرغم من ذلك لا توجد أي تهديدات بالانقراض.
أضف تعليق