تسعة اولاد
الرئيسية » شخصيات وعلماء » جيمس نايسميث : الطبيب الكندي مخترع لعبة كرة السلة الشهيرة

جيمس نايسميث : الطبيب الكندي مخترع لعبة كرة السلة الشهيرة

جيمس نايسميث

تلعب كرة السلة في العديد من مناطق العالم، ولها شهرة تقارب شهرة كرة القدم، لكن هل تعرف مخترع هذه اللعبة؟ اسمه جيمس نايسميث وهو طبيب كندي معروف نوعًا ما.

دائمًا ما يرتبط اسم الطبيب الكندي جيمس نايسميث بلعبة من أشهر الألعاب الموجودة في العالم الآن، والتي تأسر ما لا يقل عن مئة مليون مُشجع، وتُعتبر ثالث الألعاب مكانةً بعد كرة القدم وكرة اليد، والأكثر شهرة على الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية، إنها كرة السلة، تلك اللعبة التي لم يمضي على اختراعها أكثر من ثلاثة عشر عقدًا، لكنها بالرغم من ذلك تربعت مكانة عالية بين باقي الألعاب، والفضل في كل ذلك بالطبع يرجع إلى أول من مارسها وأسس القواعد لها، إنه جيمس نايسميث، فدعونا في السطور التالية نتعرف عليه وعلى لعبته الشهيرة.

جيمس نايسميث مخترع لعبة جيمس نايسميث

من هو جيمس نايسميث؟

في السادس من نوفمبر عام 1861 ولد جيمس نايسميث بإحدى القرى الكندية الفقيرة، لأب وأم يعملان بالزراعة، وبالطبع يُمكننا استنتاج الحالة المادية التي كان عليها جيمس وأسرته، حيث بدت شبه مُعدمة، لكن بالرغم من ذلك لم تكن السنوات التسع الأولى في حياة جيمس أسوأ مما يليها، فلم يمض على ولادته هو وشقيقه الوحيد سوى تسع سنوات حتى مات والديهما إثر الإصابة بداء التيفوئيد، والغريب أن هذا الداء لم يُصب جيمس وشقيقه وأصاب والديهما بل وقتلهما، ليعيش الشقيقان بعد ذلك بلا أب وأم، والأهم من ذلك، بل مال يكفي لطعامهما على الأقل، وكان لابد من تضحية.

تضحية شقيق

ذكر التاريخ اسم جيمس نايسميث بوصفه مخترع كرة السلة، لكنه لم يتطرق نهائيًا إلى ذكر حتى مجرد اسم شقيقه، والذي قرر بعد وفاة والديه قرارًا أكبر منه بكثير، وهو أن يترك أخيه جيمس يتابع دراسته بينما يتركها هو ويتفرغ للعمل حتى يتمكن من تغطية تكاليف الدراسة والطعام والشراب، ليتابع جيمس تعليمه حتى يدخل كلية الطب وهناك، بدأت بوادر اختراع كرة السلة في الظهور.

فريق الجامعة

في جامعة كندا، وتحديدًا في كلية الطب، اضطر جيمس نايسميث إلى الالتحاق بأحد الفرق الرياضية بالجامعة، فبدأ أولًا برياضة الركض ثم وجد نفسه بعدها يميل إلى كرة القدم، وللمفاجأة، ظل جيمس على مدار ثلاثة سنوات يحصل على لقب لاعب الكرة الأفضل في الجامعة، فقد كان سريعًا ومهاري بما فيه الكفاية، لكن، في عام 1891، اضطرته الظروف إلى اختراع رياضة جديدة مُغايرة تمامًا لكرة القدم التي يعشقها.

مُلابسات الاختراع

كان جيمس نايسميث معروف بأنه الرياضي الأول في الجامعة بل وفي كندا بأكملها، لذلك تم تفويضه عام 1890 بإيجاد حلول لمشكلة الثلوج والأمطار التي تُغطي الملاعب الرياضية بكندا وتحول دون إقامة المباريات، ولقد كان الأمر مُحددًا، وقيل له مُباشرة “نُريد لعبة تصلح للممارسة في أي مكان مُغطى، وقد كان جيمس نايسميث يعتقد أنه بصدد إحداث تغير طفيف في لعبة كرة القدم، لكنه لم يشعر بنفسه إلا وهو يخترع لعبة جديدة مُغايرة تمامًا.

اختراع كرة السلة

بعد أسابيع قليلة قضاها جيمس نايسميث في التفكير توصل أخيرًا إلى أن الكرة التي تُلعب من خلالها لعبة كرة القدم يُمكن أن تُستخدم في أشياء أخرى غير ذلك، وبما أن قوانين كرة القدم تُحرّم استخدام اليدين فما المانع من اختراع لُعبة جديدة تقوم بالكامل على استخدام اليدين، وبالفعل تمكنت الفكرة من رأس جيمس وقام بطلب صندوقين من أحد أصدقائه ليضعهما في غرفة مُغلقة، بحيث يجعل في كل جانب منها صندوق، لكنه صديقه لم يجد وقتها صندوقين، فقام بإحضار سلتين للخوخ بدلًا منها، لتُلعب في تلك الليلة كرة السلة لأول مرة.

جيمس يضع قواعد اللعبة

بدأ جيمس، بصفته مُخترع لعبة كرة السلة، البحث عن قواعد للعبته الوليدة، وقد بدأ بتحديد شكل الكرة التي يجب أن تُلعب بها كرة السلة، حيث أمر بأن تكون مُغايرة تمامًا عن الكرة العادية التي تُلعب بها لعبة كرة القدم، وقد أوصى على وجه التحديد بأن تكون الكرة خفيفة الحجم وكبيرة أيضًا، بحيث تختلف تمامًا عن أي كرة خاصة بالألعاب الأخرى.

الركض بالكرة، ممنوع

القاعدة الثانية التي وضعها جيمس نايسميث في لعبته الجديدة كانت تتعلق بكيفية مُعاملة تلك الكرة التي تقوم عليها اللعبة، حيث منع جيمس الركض بالكرة، وأكد على أن يتم تسليمها من الوضع واقفًا ودون عدد معين من الخطوات، أما الركض فهو ممنوع تمامًا، بل وإذا حدث فيؤدي إلى منح الكرة للفريق المناسب كعقاب للاعب.

حماية اللاعب

أما فيما يتعلق بلاعب السلة نفسه فقد حدد جيمس له عدة أمور أيضًا، منها مثلًا أن يكون للاعب حماية من نوع خاص، بمعنى أن يتم منع كل ما يُعرض اللاعب للخطر، وأهم تلك المخاطر الاصطدام، والذي قد ينتج عن سير اللاعب بالكرة دون النظر أمامه، مما ينتج عنه اصطدامه بمنافسه، وفي هذه الحالة وضع جيمس نايسميث قاعدة تقول إن الاصطدام في عالم كرة السلة خطأ كبير، يُعاقب عليه الفريق بفقدان الكرة ومنحها للخصم.

وضع جيمس نايسميث أيضًا قاعدة تقول إن الأهداف يُمكن أن تُسجل من أي مكان في الملعب، لكن كل هدف يختلف عن الآخر حسب المكان الذي تم تسجيله منه، فالهدف الذي يكون من مسافة قريبة مثلًا بنقطة، والأبعد قليلًا بنقطتين، والأبعد من ذلك يُحتسب بثلاث نقاط، وهكذا حتى يحصل كل هدّاف على ما يستحقه جراء هدفه وصعوبة إحرازه. وبالطبع كل ما سبق يمكن وصفه بقواعد أولية للعبة، لكن هناك بعض القواعد الأساسية التي قام جيمس نايسميث بوضعها فيما بعد، وتحديدًا بعد انتشار اللعبة.

أهم شروط اللعبة

وضع جيمس نايسميث بعد ممارسة اللعبة بعض الشروط التي من المفترض أن تُحدد سير اللعبة، والتي استمر أغلبها حتى الآن بالفعل، منها مثلًا وقت المباراة، والذي حدده جيمس بنصف ساعة فقط، تكون مقسمة على شوطين، كل شوط 15 دقيقة، كما حدد، وكأمر بديهي، أن يكون الفائز هو من ينجح في جمع أكبر عدد من النقاط، كما سمح أيضًا بالطرد المؤقت الذي لا يتجاوز الدقيقتين، والذي إذا تكرر أكثر من مرة يُصبح طردًا نهائيًا.

أجاز جيمس أيضًا أن تُمسك الكرة بيد واحدة أو باليدين معًا، لكنه منع كما ذكرنا استخدام القدم في هذه اللعبة، وأعطى دورًا كبيرًا للحكام وجعلهم المتحكمين بشكل كامل في اللعبة ولهم الحق في إنذار أو طرد من يرونه مُستحقًا لذلك، وبالطبع وضع قواعد أخرى تصل إلى العشرين، لكن أغلبها مع الوقت تم إلغائه أو تعديله، حتى تبقت تلك القواعد فقط.

استقبال الناس للعبة

استقبل الشعب الكندي لعبة جيمس نايسميث بحفاوة بالغة، وقد ظلت فترة اللعبة الأولى هناك، واحتلت بصورة كبيرة مكانة كرة القدم، ولم تمضي سوى سنوات قليلة حتى تم تصديرها إلى الدول المجاورة كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيًا، ثم وفي خلال عشر سنوات أصبحت موجودة في أكثر من نصف الكرة الأرضية، لكن الانتصار الأكبر بالطبع للعبة جيمس نايسميث كان عندما أدرجتها اللجنة الدولية ضمن الألعاب الدولية المُعترف بها رسميًا والمتواجدة كلعبة أساسية في الأولمبياد، لكن جيمس بكل أسف لم يستطع رؤية ذلك الانتصار بنفسه، حيث مات قبل بداية أول ألعاب أولمبية تتواجد بها كرة السلة، لتُخلّد لعبته، ويُخلد هو معها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثمانية − 5 =