تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » جزر المالديف : معالم خلابة وواحدة من جنان الأرض

جزر المالديف : معالم خلابة وواحدة من جنان الأرض

جزر المالديف

جزر المالديف جُزر سياحية تتواجد في قارة أسيا وهي على عكس ما قد يظن البعض، دولة قائمة بذاتها ولها نظام حكم وليست مجرد جزر للتنزه لا تتبع أي سيادة.

تُعتبر جزر المالديف أكبر دليل على أن الجمال ما زال موجودًا في هذه الأرض، بل وبشدة، فتلك الجزر، والتي يصل عددها إلى ألف جزيرة، تقع في قارة أسيا، وبتحديد أكبر فهي موجودة في محيط المحيط الهادي، ولقد كانت قبل فترة من الزمن مجرد جزر عادية إلى أن تم توحيدها مؤخرًا وأصبحت دولة مُعترف بها دوليًا، كما يمكننا القول أنها قد أصبحت واحدة من أشهر دول العالم ليس لشيء سوى منظرها الخلاب وأرضها الآسرة، مما دفع البعض إلا اعتبارها منتجع سياحي كبير ومكان صالح جدًا للترفيه، وهو ما يحدث في كل عام، حيث يزور المالديف من السياح ما يفوق أعداد سكانها الأصليين، ولكل ذلك، دعونا في السطور القادمة نتعرف على جنة الأرض هذه وكيف أصبحت بكل هذا الجمال.

جزر المالديف أين تقع؟

كما ذكرنا، تقع جزر المالديف الساحرة في قارة أسيا، والحقيقة أن البعض في البداية كان يعتقد أن المالديف دولة أوروبية، وذلك على اعتبار أن الجمال كله يتواجد في أوروبا، لكن مع البحث اكتُشف أنه دولة أسيوية، ونقول دولة لأنها دولة بالفعل، لها حاكم ونظام حكم وحكومة، كما تُمثل في السفارات والأماكن المعترف بها دوليًا، والواقع أن الاعتراف بدولة مثل جزر المالديف لا يحتاج إلى تفكير، فهي تتكون من ألف جزيرة، والغريب أن الألف جزيرة بالرغم من ابتعادهم عن بعضهم جغرافيًا إلا أنهم يتضافرون في النهاية ويُشكلون دولة جزر المالديف.

وجود جزر المالديف بالتأكيد مر عليه قرون طويلة، بل وملايين السنوات إن جاز التعبير، لكنها لم تكن تحت مسمى المالديف، بل كانت مُقسمة، ولكل دولة كبرى في العالم مثل فرنسا أو بريطانيا جزء فيها، ولم تتوحد وتُصبح دولة قائمة بذاتها سوى خلال القرنين الماضيين، حيث بدأ العالم يعرف بحدود ومساحة دولة تُسمى جزر المالديف.

جغرافيا جزر المالديف

عندما نعرف أن جزر المالديف عبارة عن ألف جزيرة فإن هذه المعلومة بالتأكيد لن تكون كافية، بل يجب أن نتعرف أيضًا على مساحة وأبعاد وجغرافيا هذه الدولة الغريبة، ولتكون البداية مثلًا مع المساحة، حيث تقترب الجزر مجتمعة من بلوغ ثلاثمئة كيلو متر مربع، لكن ينقصها فقط إثنين كيلو متر مربع، فهي 298 على وجه التحديد، الغريب أن تلك المساحة الشاسعة لا تُعطي اليابس منها سوى واحد بالمئة فقط، أما باقي المساحة فهي عباره عن ماء الجزر الألف.

ارتفاع جزر المالديف عن السطح يبلغ حوالي إثنين متر فقط، ولذلك فإن البعض يتوقع أن تختفي تلك الجزر مع الوقت، فهذا الارتفاع لن يُسعفها للبقاء أكثر من قرن من الزمن، هذا إذا صار الأمر كما هو متوقع وانخفضت مترًا آخر خلال الخمسة عقود المقبلة، لذلك اسمحوا لنا أن نتعرف على كل شيء عن هذه البلاد قبل أن يحدث ذلك الاختفاء الوشيك.

تاريخ جزر المالديف

أول شيء يجب معرفته أن أي مكان هو تاريخه، والحقيقة أن تاريخ جزر المالديف بالرغم من احتوائه على الكثير من عمليات الاحتلال وما شابه فإنه يظل تاريخًا هادئًا، ولنبدأ من أول الخيط في هذا العقد الغالي، حيث قبل عام 1153، وهو الوقت الذي لم تكن فيه جزر المالديف أكثر من مجرد جزء من دولة صُغرى تُدعى سريلانكا، والمصريون بالطبع يعرفون هذه الدولة جيدًا لكونها الدولة التي نُفي إليها الزعيم أحمد عرابي، أما العالم فيعرفها بأكبر دولة إنتاجًا للشاي.

بعد عام 1153 انفصلت المالديف كراهيةً عن سريلانكا، لكن الانفصال كان لسبب جيد بالطبع، وهو دخول الحكم الإسلامي بها، وفي عام 1343 وصل الرحالة الشهير ابن بطوطة جزيرة المالديف وتولى مهام القضاء بها، واستمر الحكم الإسلامي للجزيرة حتى القرن السادس عشر، وهو القرن الذي تمكن فيه البرتغاليون من احتلال الجزيرة واستغلوا كل شيء فيها يصلح للاستغلال، ثم كانت الخطوة الأخيرة في العقود القليلة الماضية، حيث تمكنت المالديف أخيرًا من نيل استقلالها وأصبح لها نظام حكم خاص بها، والحقيقة أنه لا يزال استقلالًا يخضع للحماية البريطانية حتى الآن.

نظام الحكم في المالديف

يُطلق على جزر المالديف اسم الجمهورية، وذلك لأن نظام الحكم بها هو الجمهوري، كما يتم انتخاب رئيس جمهورية يتولى تسعين بالمئة من المهام داخل الجزيرة، حتى يُقال إنه يُشبه نصف الإله لكثرة اختصاصاته، كذلك مدته الكبيرة التي يُسمح له بتجديدها، وهي مادة الخمس سنوات، وعادةً ما لا يستعين خلالها بأي جهة سيادية أخرى مثل المجالس النيابية والوزارات، تلك الوزارات التي يقوم هو بتشكيلها بنفسه، ولا يُعين رئيس وزراء ليُشرف على هذه المهمة مثلما هو الحال في أغلب الدول التي تعمل بالنظام الجمهوري.

الديانة واللغة

ذكرنا من قبل أن البرتغاليون قد قاموا باحتلال جزر المالديف في القرن السادس عشر وأنهوا الحكم الإسلامي، لكن، لم يتمكنوا أبدًا من القضاء على الإسلام نفسه في سلسلة الجزر، فالمالديف تُعتبر من أكثر الدول تمسكًا بالإسلام وتعصبًا له، لدرجة أنه لا يُسمح لأي شخص لا يحمل الديانة الإسلامية بالعيش فيها أو الحصول على جنسيتها، كذلك الإسلام الموجود فيها إسلام خالص على منهج السنة النبوية، فليس هناك وجود للشيعة أو أي طائفة أخرى مُحدثة، وبالطبع ندرك من ذلك أن المسلون هناك يتمتعون بقدر كبير من الحريات في ممارسة عقائدهم وشرائعهم.

بالرغم من كون جزر المالديف دولة صغيرة إلا أنها تمتلك لغة خاصة بها، وهي اللغة الديفيهية، حيث أن تلك اللغة التي نشأ سكان جزر المالديف وهم يتحدثون بها، وبالطبع لا تخلو أبدًا من بعض الكلمات باللغة العربية، نظرًا للتأثر بالفترة الكبيرة الذي قضاها الإسلام والقرآن فيها.

السكان في المالديف

لا يتجاوز عدد سكان جزر المالديف أكثر من أربعمائة ألف نسمة، وهذا العدد في الحقيقة هو عدد السكان الأصلي الذي يحمل جنسية البلد، لكن هناك آخرين لا يحملون الجنسية ويعيشون على أراضي جزر المالديف أيضًا، وأغلب هؤلاء بطبيعة الحال من الهنود، والحقيقة أن السبب في ذلك هو أن جزر المالديف لا تمنح جنسيتها سوى للمسلمين فقط، بل وتُضيق على من يعيشون بها ولا يحملون هذا الدين، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد الموجود حاليًا من السكان بعد مئة عام بالتمام والكمال، وذلك لأن الزيادة تكون واحد بالمئة في كل عام.

معالم جزر المالديف

كثيرًا ما نسمع عن أثرياء يذهبون لقضاء شهر العسل بعد زواجهم في جزر المالديف، والحقيقة أن هؤلاء لم يُقدموا على هذه الخطوة من فراغ، وإنما كان ذلك بسبب المعالم الكثيرة الموجودة في المالديف والتي تجعل من الوقت الذي سيقضونه هناك أشبه بأيام في الجنة، ولنبدأ معًا بالمعلم السياحي الأهم في الجزيرة والجاذب للسكان أيضًا، وهو مدينة مالية.

مدينة مالية

مدينة مالية أو جزيرة مالية العاصمة كما هي معروفة عالميًا تُعد العاصمة الأولى لجزر المالديف، ففيها، بالإضافة إلى الأماكن الحكومية البارزة، ثمة العديد من الأماكن التاريخية، كما أن الشاطئ الموجود بالجزيرة يُعرف بأنه أهم شاطئ في العالم، والحقيقة أنه مع المباني القريبة منه يُعطي منظرًا خلابًا لا يُمكن مقاومته، لذلك لم يحدث أبدًا أن ذهب شخص عاقل إلى جزر المالديف ولم يأخذ جولة في عاصمة الجزر وعروسها جزيرة مالية.

منتجع هيلينجيلي

يعتبر منتجع هيلينجيلي الخيار الأول لمحبي الغوص في جزر المالديف، فهو من المنتجعات المتميزة عالميًا في هذا الأمر، والحقيقة أن المنتجع ليس للغوص فقط، بل أيضًا ثمة مدرسة به لتعليم الغوص، ويُمكن أيضًا مشاهدة الدلافين والحيتان وهي تستعرض هناك، وإذا لم يروق لكم كل هذا فثمة سلسلة مطاعم خرافية موجودة بالجزيرة، وتتميز على وجه الخصوص بالمأكولات البحرية، أي أن المتعة في منتجع هيلينجيلي لن تغيب عنكم ولو لدقيقة واحدة.

جزيرة ايسدهو

إنها الجزيرة الأهم من ناحية التراث الإسلامي، فهي تقريبًا تحتوي على كل شيء يتعلق به، كما يتواجد بها بعض المعالم البوذية والمسيحية، وكذلك بعض الوثائق الهامة التي لا تتوافر في أي مكان آخر، ولهذا يُطلقون عليها جزيرة الأديان، وبعيدًا عن كل ذلك فإنها ككل شواطئ المالديف، تحتوي على منظر خلاب للمياه يُستخدم سياحيًا بصورة رائعة، كما يتم هناك بناء البنايات التي تطل على الشواطئ فتُعطي صورة جميلة وغير تقليدية بالمرة.

منتجع شوي

جزر المالديف لا تعرف شيء أكثر من المنتجعات، فهي تمتلئ بأكثر من منتجع في كل جزيرة، ومن ضمن هذه المنتجعات منتجع شوي الموجود في جزيرة شوي، وهو منتجع شاطئي بامتياز مثلما هو الحال مع أي منتجع آخر، لكنه يمتاز بوجود مسابقة ركوب القوارب الشهيرة، كما أنه ثمة أماكن مُخصصة للضيوف داخل الماء في تصميم مائي عبقري، يُقال إنه لا يتواجد إلا في المالديف، والحقيقة أنه من الطبيعي جدًا أن تكون جزر المالديف هي الحاضنة لكل مظاهر الطرف البحرية هذه لأنها وببساطة تمتلك أكبر كيان بحري في العالم.

جزيرة أدو

تعج جزيرة أدو الموجودة ضمن جزر المالديف بالعديد من الروائح والنسمات التاريخية، فهي في الأصل مدينة قديمة كانت مركزًا للاحتلال البريطاني للمالديف في فترة من الفترات، ولذلك كان يتجاوز بها أكثر من ثلاثمائة قاعدة عسكرية، لكن، منذ عام 1976 بدأت السلطات في إزالة هذه القواعد، ولم يتبقى سوى بعض الشواهد على وجود الإنجليز بها مثل المطارات والموانئ، وبالمناسبة، تعج أدو كذلك بالمراكز الإدارية الهامة مثلها مثل العاصمة، فقد اتخذها الإنجليز عاصمة حكم أثناء فترة احتلالهم لجزر المالديف، وعمومًا، أغلب سكان هذه المنطقة من الإنجليز الأصليين، الذين جاؤوا مع الاحتلال الإنجليزي ولم يرحلوا بعد زواله وأصبحوا من سكان المالديف الأصليين.

المُتحف الوطني

في عام 1952 تم إنشاء متحف وطني في جزر المالديف كان الهدف منه جمع كل التراث الموجود في البلاد وحفظه، والحقيقة أن المتحف قد أدى مهمته على أكمل وجه وأصبح الآن أحد أشهر الأماكن السياحية الموجودة في الجزر، فلا يمكن أن تكون بالقرب من هناك ولا تذهب في زيارة للمتحف الذي تتمكن من خلاله استعراض التاريخ الكامل للبلد، كما أن جميع مقتنيات الملوك والحكام تذهب مباشرةً إلى هذا المتحف، وهنا تجد الإشارة إلى أنه ليس المتحف الأهم فقط بل الوحيد، لأن أغلبية الأماكن التي تقوم بنفس المهمة صغيرة إلى الحد الذي لا يُمكن معه إطلاق اسم متحف عليها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة + خمسة عشر =