يجب على الإنسان عدم الإكثار من تناول السكريات وأن يأخذ مقدار حاجته فقط وذلك بسبب كثرة الأضرار التي تصيب الجسد عند تناولها، فهي قد تضر الكلى والقلب والجهاز العصبي والهضمي و الأسنان وغيرها من أعضاء الجسد الأخرى، لذلك يتوجب على كل شخص منا أن ينظر إلى السكريات بعين حذرة وألا يقوم بالإسراف فيها، فسنقوم بمعرفة وزن جسدنا وطوله ثم نحاسب احتياجنا من السكريات كل يوم، وهذا أمر سهل يمكننا أن ننجزه عن طريق أي موقع إلكتروني متخصص في ذلك الأمر، ومن الجدير بالذكر أن هذه المواقع تعطينا نسبة السكريات اللازمة لجسمنا يوميًا مع نسبة البروتين والدهون كذلك، فكل ما يحتاجه الجسد يوميًا سوف تحدده هذه المواقع بعدما ندخل طولنا ووزننا والنشاط المبذول من الجسد كل يوم، بعد ذلك ستعرف ما يلزمك من السكريات يوميًا وتلتزم به وعدم الحياد أو الزيادة عليه، فأي زيادة ستجعلك عرضة للسمنة وزيادة وزن الجسم سريعًا، هذا بجانب العديد من الأضرار الأخرى التي تصيب الجسد وسوف نتعرف على تلك الأضرار في سطور هذا المقال، فلا تذهبوا بعيدًا.
أسباب الرغبة في تناول السكريات
توجد بعض الأسباب التي تؤدي إلى الرغبة في تناول السكريات ببعض الأوقات وتختلف هذه الرغبة من وقتٍ لأخر، فمن الممكن أن يشعر الإنسان بالرغبة في تناول السكريات لسبب ما وبعدها بيومين يشعر بالرغبة لسبب أخر، فالأمر لا يعتبر مرض ويأتي إلى الشخص لسبب واحد فقط بل الموضوع متقلب من وقت لأخر، ومن هذه الأسباب هي افتقار الجسم لبعض العناصر الغذائية اللازمة له، فقد تقل نسبة الفيتامينات أو السكر أو الحديد فتأتي الحاجة الماسة إلى التعويض السريع لها، وهنا يكون الحل الأسهل هو تناول السكريات ولكنه للأسف حل مؤقت وتختفي فائدته بشكل سريع جدًا، بعد ذلك لدينا قلة النوم التي تحفز الجسد على طلب الطعام وخاصة السكريات، فعندما تقل عدد ساعات النوم عن ست ساعات يوميًا تقل كمية اللبتين التي يفرزها الجسد، وهنا يحدث خلل في تنظيم مستويات السكر بالدم ويطلب الجسم تناول السكريات بشكل دائم لسد هذا الخلل.
وأيضًا من الأسباب التي تؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول السكريات هو الإجهاد الشديد وهذا السبب يعد الأهم من بينهم على الإطلاق، وذلك لأن التعب الشديد وبذل المجهود يؤدي إلى انعدام النشاط والحيوية لدى الإنسان وهنا لا يكون أمامه سوى طلب الطاقة، فالطاقة هي المحفز على حيوية الجسد ونشاطه ومن دونها لن يقدر الإنسان على فعل أي شيء، وأفضل وأسرع طعام يعطي هذه الطاقة هي السكريات فهي المحفز الأول والأسرع لها، بعد ذلك لدينا سبب أخر وهو متعلق بالجانب النفسي فمن الممكن أن تؤثر الأمور النفسية في طلب الجسم إلى السكريات، فإذا كان يعاني الشخص من التوتر أو القلق أو المزاج السيئ فإنه قد يطلب تناول الطعام عامة والسكريات خاصة، وللأسف يكون الطلب كثير جدًا فإنه لا يكتفي بكمية قليل بل يظل يتناول من السكريات حتى تؤثر عليه بشكل سلبي.
الإفراط في تناول السكريات
من المؤسف أنه عند تناول السكريات بكمية كبيرة جدًا ونصل إلى حد الإفراط في تناولها ندخل الجسم في مشاكل وعواقب وخيمة جدًا ويصعب التخلص منها في بداية الأمر، فمثلًا من الممكن أن يتسبب هذا الإفراط في إصابة الإنسان بداء السكري، وذلك لأن كميات السكر الداخلة إلى الجسم يصعب على الكبد أن يتعامل معها بالشكل المطلوب منه، وهو أن يحول السكر إلى طاقة كالمعتاد، وأيضًا قد يصاب الإنسان بمشكلة في الكلى والسبب في ذلك مرتبط بارتفاع نسبة السكر في الدم، فالكلى مسئولة عن تفريغ السكر الزائد عن حاجة الإنسان ولكن عندما تزداد هذه النسبة بشكل كبير جدًا ولا يقدر الكبد على تحويلها إلى طاقة، يحدث للكلى فشل فيها وهنا تكون مصيبة كبرى يصعب التخلص منها، ولدينا أيضًا إصابة الأسنان بالتسوس إذا لم يتم تفريش الأسنان جيدًا بعد تناول السكريات، فالسكر عندما يبقى على الأسنان تقوم البكتريا بالتهامه وتظهر التجاويف المحفزة للتسوس.
ولا ننسى أن تناول السكريات بكثرة قد يصيب القلب بمشكلات عديدة مثل نوبة القلب والسكتة الدماغية وبعض الأمراض الأخرى، والسبب في ذلك هو أن السكريات تحفز جدران الشرايين على النمو بشكل أسرع من المعتاد، وبالتالي يزداد الخناق والضغط الشديد على القلب شيئُا فشيء حتى تظهر هذه المشاكل، وأخيرًا من الممكن أن يؤثر الإفراط في تناول السكريات على زيادة وزن الجسم بشكل رهيب جدًا، فهي تعد أطعمة مليئة بالسعرات الحرارية الناتجة عن الكربوهيدرات وعندما ينسى الإنسان نفسه ويتناول منها كميات كبيرة في اليوم، يزداد وزن الجسم بشكل عشوائي وضار فيتكون الكرش والأرداف مع الضغط على القلب والإصابة بداء السكري.
أضرار تناول السكر الأبيض
بالرغم من كثرة الفوائد التي يقدمها السكر الأبيض أحد أهم السكريات إلا أن هناك الكثير من الأضرار التي تحل بمتناوليه عند الزيادة في الكميات المأخوذة منه يوميًا، فمثلًا يسبب السكر الأبيض يمكن أن يصاب الإنسان بورم سرطاني، والسرطان المتعلق بالسكر الأبيض من الممكن أن يكون من نوع المتوسط الجيني، أو المريء، أو الأمعاء الدقيقة، وأيضًا قد يتسبب السكر الأبيض في ضعف جهاز المناعة لدى الإنسان فتجده الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، وأيضًا لا ننسى مشاكل البشرة التي تظهر إثر تناول كميات كبيرة من السكر الأبيض مثل حب الشباب بسبب الزيوت التي تفرز بكثرة مع إفراز الأندروجين من الجسم، وتجاعيد الوجه وشيخوخة الجلد وهذا بسبب تأثير السكريات القوي في إتلاف الكولاجين أو الإيلاستين.
ومن الممكن أن ينتج عن السكر الأبيض ظهور مرض النقرس وإن كان موجود فالوضع سيزداد سوءًا، هذه هي الأضرار الناتجة عن السكر الأبيض فقط أما الأضرار المشتركة بينه وبين السكريات بشكل عام فهي عديدة جدًا، مثل حدوث مشاكل بالكلى والكبد والجهاز العصبي والأسنان، وحدوث زيادة كبيرة في الوزن، والإصابة بداء السكري وغيرها من الأضرار الأخرى، لذا ننصح دائمًا بعدم الإكثار من تناول السكريات وخاصة السكر الأبيض لأنه الأكثر ضررًا على الجسم.
أفضل وقت لتناول السكريات
هناك وقت معين يفضل تناول السكريات فيه بعكس باقي عناصر الطعام من بروتين ومعادن وألياف، أما الدهون والسكريات فهناك بعض الأوقات المناسبة لهم وأوقات غير مناسبة تمامًا بالنسبة لهم، فمثلًا تناول السكريات في الليل قبيل النوم يؤدي إلى عدة مشاكل، أهمها تحول السكريات هذه إلى دهون تتراكم في الجسد وخاصة منطقة البطن، فساعة الجسم البيولوجية تحدد ساعات معينة للطعام وساعات أخرى للنوم، وبالتالي مع تغييرها أو حدوث اضطراب بها قد يؤدي إلى ظهور السمنة على جسد هذا الشخص، وأيضًا قد يتسبب تناول السكريات في الليل إلى إصابة الشخص بمشكلة داء السكري الخطير، فالأنسولين هو المسئول عن أخذ السكر من الدم وتحويله إلى طاقة وعند الضغط على هذا الهرمون وعدم التعامل معه بالشكل المضبوط فسوف يؤدي هذا إلى تحويلها إلى دهون، أو إصابة الجسم بداء السكري مع مرور الوقت.
وفي الأخير نستفيد من هذا الحديث أن الوقت المناسب لتناول السكريات هو الصباح، أيًا كان نوع هذه السكريات أو صنفها فالأنسب لنا أن نتناولها في الصباح ونتجنب تمامًا تناولها في المساء وخاصة قبل النوم مباشرة، وهناك أمر بعيدًا عن ذلك يجب التنبيه عليه هو عدم النوم على البطن في أي وقت وخاصة بعد تناول السكريات أو الدهون، فهي سوف تتسبب في ظهور الكرش بجانب كونها خاطئة تمامًا، وإن لزم الأمر وتناولت السكريات في المساء فيجب عليك ألا تنام إلا بعد عدة ساعات حتى ينهضم كامل الطعام.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد حمد
أضف تعليق