يتطور العالم من حولنا في كل شيء حتى أن النقود المعدنية أصبحت قليلة التعامل في الآونة الأخيرة، وأصبح التعامل النقدي يتم من خلال النقود الورقية ثم ظهرت اتجاهات أخرى لبعض الدول أهمها إلغاء النقود الورقية أيضًا، حتى يصبح التعامل من خلال البطاقات البنكية المتنوعة والعملات الرقمية التي ظهرت مؤخرًا مثل البيت كوين، وفي وسط هذه التطورات والنوايا المقترحة من قبل بعض الدول المتقدمة لا تزال إلى الآن العملات المعدنية لها نصيب كبير في السوق العالمي، فناك العديد من الدول التي لا زالت تستخدم النقود المعدنية داخل أراضيها أشهر في الوطن العربي جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وعلى المستوى العالمي أغلب دول الاتحاد الأوروبي، وبصراحة تعد النقود المعدنية هي الأكثر صلابة وتحملًا للتنقل من يد لأخرى بعكس العملات الورقية، وخاصة العملات الورقية رديئة الخامات فمثلًا الجنية المصري الورقي يسهل تلفه بسبب خاماته البسيطة والضعيفة، ولذا تعد النقود المعدنية خيار جيد لدى العديد من دول العالم، ونحن هنا سوف نتعرف على أشهر الدول التي تتعامل بها، فتابعوا معنا.
جمهورية مصر العربية
أولى الدول التي لا تزال تتعامل بـ النقود المعدنية حتى يومنا هذا هي جمهورية مصر العربية، حيث يتواجد في مصر الجنية المعدني والذي يتكون من مائة قرش، ويوجد النصف جنية وهو يتكون من خمسون قرش فقط، وبالرغم من ندرة العملات المعدنية في العالم إلا أن مصر قد جاءت عليها فترة وألغيت الجنية الورقي تمامًا، وأصبح التعامل بالجنية المعدني فقط بعدها بعامين تقريبًا تم استعادة التعامل بالجنية الورقي مع البقاء على الجنية المعدني كما هو، والسبب في ذلك هو كفاءة الجنية المعدني وقدرته على تحمل التنقلات المختلفة، بعكس الجنية الورقي الذي يسهل لحاق الضرر به وقد يتلف الجنية الورقي نتيجة كثرة تنقله بين الناس أو لتعرضه لعرق اليد أو المياه، وبالتالي يكثر تداول الجنية المعدني داخل أراضي الجمهورية العربية المصرية.
النقود المعدنية في دول الاتحاد الأوروبي
هناك حوالي تسعة عشرة دولة تتعامل بـ النقود المعدنية داخل أراضيها وهي بعض من دول الاتحاد الأوروبي، وهذه العملة المستخدمة فيما بينهم هو اليورو المعدني ويعتبر اليورو هو ثاني أهم عملة في العالم بعد الدولار الأمريكي والمتحكم الرئيسي فيه هو البنك المركزي الأوربي الذي يقع مقره الرئيسي في دولة ألمانيا، ويوجد بداخل اليورو المعدني الواحد مائة سنت شأنه شأن الدولار الأمريكي، أما عن الدول التي تتعامل به في تسعة عشر داخل الاتحاد الأوروبي بجانب ستة أخرى غير منضمين للاتحاد، ومن أشهر الدول التي تتعامل باليورو المعدني هي دول ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا واليونان وقبرص ومالطا ولاتفيا وفنلندا وإيرلندا والنمسا وهولندا والبرتغال وأستونيا وليتوانيا وإيطاليا وسلوفينيا ولوكسمبورغ وسلوفاكيا، مع بعض الدول الأخرى الغير تابعة للاتحاد الأوروبي.
ومن الجدير بالذكر أنه قد تم العمل باليورو المعدني عام 1970 ولكن الفكرة نفسها كانت منذ فترة كبيرة، وعند نشوبها لم تجد قبولًا واسعًا من شعب الدول التي دخل اليورو إليها، فهناك بعض الدول التي رفض شعبها اليورو مثل فرنسا وألمانيا وذلك لأنها عملتها التي كانت متداولة في تلك الفترة كانت ذات قيمة أعلى من اليورو، أما الدول التي كانت عملتها منخفضة مثل اليونان وإيطاليا فقد حاز اليورو على ترحيب من جميع الشعب، وبشكل عام لا يزال إلى الآن اليورو المعدني يتعامل به في كل هذه الدول التي ذكرناها بالأعلى.
المملكة العربية السعودية
نأتي هنا للحديث عن دولة أخرى من الدول التي لا تزال تتعامل بـ النقود المعدنية داخل أراضيها وهي المملكة العربية السعودية، حيث أن المملكة تتعامل بالريال السعودي المعدني ذو التصميم الرائع عوضًا عن الريال الورقي، فحالها مثل حال مصر تقريبًا فقد كانت هناك نقود معدنية حتى فترة قليلة من الوقت، ثم تم إلغاءها والسير بالنقود الورقية وبعدها عادت النقود المعدنية بشكل الجديد مرة أخرى، مع وجود خطة لمنع تداول الريال الورقي في البلاد وهذا ما حدث في عام 2016، وبالفعل تم حظر تداول الريال الورقي وأصبحت أقل قيمة للعملة الورقية في المملكة العربية السعودية هي الخمسة ريالات، تعلوها العشرة ثم الخمسين ثم المائة ثم الخمسمائة ريال سعودي.
أما النقود المعدنية فيوجد الريالان ثم الريال الواحد ثم الخمسين هللة ثم الخمسة وعشرون هللة ثم العشرة هللة ثم الخمسة هللة ثم الهللة الواحدة، وبشكل عام يعد الريال السعودي هو أحد أهم العملات المتداولة في الوطن العربي وذلك بسبب موسم الحج والعمرة، فملايين المسلمون يقومون بتحويل عملتهم إلى الريال السعودي حتى يستطيعوا العيش في المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج أو العمرة.
كندا
حتى يومنا هذا لا تزال النقود المعدني تستخدم في دولة كندا الواقعة بأمريكا الشمالية، حيث تستخدم هذه الدولة الدولار الكندي والذي يتكون من مائة سنت شأنه مثل شأن دولار الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه يختلف عن الدولار الأمريكي في سعر الصرف العالمي وذلك لأن الدولار الأمريكي يساوي في الوقت الحالي دولار وواحد وثلاثين سنت كندي، والدولار الكندي يتداول بشكلين داخل الأراضي الكندية الشكل الأول قد صنع قبل بداية القرن الواحد والعشرين، والشكل الثاني صنع بعد بداية القرن العشرين وتحديدًا في العام الرابع من هذا القرن، وبطبيعة الحال الشكل الأخير هو السائد والأكثر تداولًا في البلاد بعكس الأول الذي يندر تواجده في الأسواق، وبعد الدولار الكندي تتواجد عملة معدنية أخرى وهي الخمسون سنت، يليها الخمسة وعشرون سنت، ثم العشرة سنتات، وأخيرًا السنت الواحد، وبشكل عام قد ازداد تداول الدولار الكندي على مستوى العالم حيث أنه صار يأتي في المرتبة السادسة بين عملات العالم، وهي مرتبة جيدة وقفزة هامة في تاريخ الدولار الكندي.
اليابان
من الدول التي لا تزال تتعامل بـ النقود المعدنية حتى يومنا هذا هي دولة اليابان التي تقع في شرق قارة آسيا، وعملة اليابان تدعى الين وهي متوفرة بالشكل المعدني والورقي ولكن المعدني خاص بالقيم القليلة فقط، فمثلًا يوجد الين الياباني الواحد، ثم الخمسة ين ياباني، ثم العشرة ين ياباني، ثم الخمسون ين ياباني، ثم المائة، ثم الخمسمائة، أما الورقي فهو متمثل في الألف والألفين والخمسة آلاف والعشرة آلاف ين ياباني، ويعد الين الياباني من العملات البسيطة والبدائية في التصميم بعكس اليورو أو الريال السعودي على سبيل المثال، أما عن قيمة الين الياباني العالمية فالدولار الأمريكي يساوي مائة واثني عشر ين ياباني، وهذه قيمة منخفضة جدًا للين ولكنها قد مكنته من دخول الاقتصاد العالمي بقوة كبيرة، حيث أن يعد أحد أهم وأكثر العملات العشرة تداولًا في العالم ولذلك بسبب قوة الاقتصاد الياباني وتواجد العديد من الشركات المصنعة الرائدة في العالم، مثل سوني وسبايك وسمايل بليز وسكوير.
الكاتب: أحمد حمد
أضف تعليق