تسعة اولاد
الرئيسية » ظواهر طبيعية » شرح لظاهرتي المد والجزر وسبب حدوثهما وكيفية الاستفادة منهما

شرح لظاهرتي المد والجزر وسبب حدوثهما وكيفية الاستفادة منهما

المد والجزر

في وقتنا الحالي أصبح المد والجزر من الظواهر الطبيعية الهامة والتي لا يمكن الاستغناء عنها في المجال البحري، فهي بمثابة المحدد الأول لعمليات تنقل السفن ودخولها للموانئ ولذا تقوم الجهات المختصة بدارسة حالة المد والجزر بشكل يومي.

في الآونة الأخيرة ازدادت طرق الاستفادة من ظاهرة المد والجزر حتى أصبح من الصعب الاستغناء عنها في عدة مجالات، فعلى سبيل المثال لولا معرفتنا لحالة ظاهرة المد والجزر بشكل دقيق لفشلت العديد من الرحلات البحرية بسبب الجزر الشديد، وأيضًا لولا المد والجزر لما توصلنا إلى كميات كبيرة من الطاقة المتجددة والتي تتمثل في الكهرباء الناتجة عنها، وغيرها من الفوائد الأخرى التي سنتعرف عنها في مقالنا هذا، فالمد والجزر من الأمور الهامة التي لابد متابعة أحوالها ومعرفة مواعيدها بشكل دائم حتى نستفيد منها قدر الإمكان، فالصيادون والبحارة والتجار ومهندسين الطاقة كلهم يستفيدون من ظاهرة المد والجزر، ولذا تقام العديد من الإحصائيات والدراسات اليومين من قبل العديد من الجهات حتى يتابعوا الحالة بشكل دوري، ولذا إن كنت مهتم بمعرفة كل ما يخص المد والجزر من أسبابه والفرق بين المد والجزر وكيفية حساب الوقت الذي سيأتي فيه، فيتوجب عليك أن تعطيني انتباهك وتتابع مقالنا هذا بشكل جيد.

الفرق بين المد والجزر

يعد المد والجزر من الظواهر الطبيعية التي تحدث كل يوم في البحار والمحيطات ولكنهما مختلفين بعض الشيء، فالمد عبارة عن ارتفاع في منسوب المياه الموجودة في سطح البحر أو المحيط، ويحدث هذا الارتفاع بشكل تدريجي فتزداد كمية المياه مع مرور الوقت حتى تصل إلى ذروتها، ولكنها في بعض الأحيان قد تزداد كمية المياه بشكل كبير جدًا وبالتالي يتشكل خطرًا على الملاحة في تلك المنطقة وخاصة إذا كانت منطقة ضيقة، أما الجزر فهو عبارة عن انخفاض في مستوى المياه الموجودة في سطح البحر والمحيطات، ويحدث هذا الانخفاض المؤقت بشكل تدريجي فتقل المياه شيئًا فشيء حتى تختفي المياه تمامًا من تلك المنطقة.

ولا يوجد أي ضرر في عملية الجزر تلك لأنها تعيد الحياة إلى ما كانت عليها وتجعل المنطقة السطحية من البحر أو المحيط تعود لما كانت عليه قبل المد، وتحدث هذه الظاهرة سواء المد أو الجزر مرتين في اليوم الواحد بمعدل مرة واحدة كل أثنى عشرة ساعة، وإذا أردنا اختصار كل هذا الكلام في جملة واحدة فسنقول إن المد ارتفاع في منسوب المياه والجزر انخفاض في منسوب المياه.

المد والجزر وعلاقتهما بالقمر

عندما قمنا بالبحث عن العوامل التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة المد والجزر وجدنا عاملين أساسين الأول متعلق بالشمس والثاني متعلق بالقمر، والعامل الأخير هو الأكثر قوة وارتباطًا بتلك الظاهرة فالقمر هو المؤثر الأول لظهورها، فالمد والجزر يحدثان بسبب الجاذبية الكبيرة للشمس والقمر على مياه البحار والمحيطات، ولكن القمر تفوق على الشمس في تلك الجاذبية بالرغم من صغر حجمه مع مقارنته بالشمس، والسبب في ذلك التفوق هو كون القمر الأقرب إلى الأرض من الشمس وبالتالي تأثيره أشد وأقوى، وبذلك يتضح لنا أن القمر هو العامل الرئيسي في حدوث ظاهرة المد والجزر يليه مباشرة الشمس كعامل فرعي أو مساعد له.

ونعرف جميعًا أن الكرة الأرضية تدور حول نفسها أو محورها وبالتالي تمر على القمر والشمس، وعندما ننظر إلى بقعة معينة من الأرض نجدها قريبة من القمر في وقت معين وخلال هذه الوقت تحدث ظاهرة المد والجزر، وهكذا على بقية أجزاء الأرض كلما اقترب جزء حدث فيه المد والجزر، وعندما يكون القمر محاقًا أو بدرًا أي في الأسبوع الثاني والرابع من الشهر الهجري تزداد عملية المد والجزر بشكل كبير جدًا، فقد يزداد المد بشدة حتى يصل إلى ذروته وهذا ما يؤدي إلى نتائج وخيمة مثل تعطل عملية الملاحة في ذلك البحر أو المحيط، وبالأخص إن كان المياه المتعرضة لذلك المد موجودة في مضايق.

وقت المد والجزر

يحدث المد والجزر مرتين في اليوم لكل واحدًا منهما على حدة فالمد بمفرده يحدث مرتين في الأربعة وعشرين ساعة والجزر بمفرده مرتين كل أربعة وعشرين ساعة، ويتم ذلك كالآتي المد الأول يحدث لمدة ستة ساعات وأثنى عشرة دقيقة تقريبًا، ويتبعه الجزر بنفس المدة ستة ساعات وأثنى عشرة دقيقة، بعدها مباشرة يأتي المد الثاني ويستمر لمدة ستة ساعات وأثنى عشرة دقيقة، ويليه الجزر الثاني والأخير لمدة ساعات وأثنى عشرة دقيقة، وإذا قمنا بحساب المدة كلها سنجد أنها تتخطى الأربعة وعشرون ساعة بخمسين دقيقة تقريبًا، فلا تتعجب من تخطي الوقت لعدد ساعات اليوم فهذا الأمر يتم استناده إلى اليوم القمري الذي يقل عن الخمسة وعشرين ساعة بعشرة دقائق فقط، بعدما عرفنا المدة التي يحدث فيها المدة والجزر علينا أن نتعرف على طريقة حساب وقت المد والجزر في كل منطقة بالعالم بشكل شبه دقيق.

ففي البداية ستقوم باختيار اليوم الهجري الذي تود معرفة وقت المد والجزر فيه، فعلى سبيل المثال إذا اخترت يوم العشرين من الشهر الهجري فستقوم بضرب العشرين في خمسين ثم تقسم الناتج على ستين، 20*50/60=16.6 وهذا ما يعني أن المد سيكون في الساعة السادسة عشر والنصف تقريبًا، وبعدها بستة ساعات وأثنى عشرة دقيقة سينتهي المد ويبدأ الجزر في الحدوث وهكذا في المد والجزر الثاني، مثال أخر لزيادة التأكيد إذا كنت تريد حساب المد والجزر لليوم الثاني عشر من الشهر الهجري، فستقوم بضرب 12 في 50 ثم نقسم الناتج وهو 600 على 60 ليعطينا رقم 10، وهذا ما يعني أن المد سيحدث في الساعة العاشرة من اليوم وبعدها بست ساعات وأثنى عشرة دقيقة سيحدث الجزر وبعدها المد الثاني والجزر الثاني وهكذا.

فوائد المد والجزر

المد والجزر من الظواهر الطبيعية الهامة في حياتنا وذلك لما تقدمه لنا من فوائد عديدة ومتنوعة وأولى هذه الفوائد هي توليد الطاقة الكهربائية، حيث أن العلماء يقومون باستغلال هذه الظاهرة في توليد الطاقة المتجددة، فيقومون بإنتاج الكهرباء من الطاقة النابعة عن حركة المد والجزر وهذا الأمر يتم بعدة طرق تختلف من دولة لأخر أو شركة لأخرى، وأيضًا من فوائد المد والجزر إزالة الشوائب والملوثات التي تتواجد في البحر أو المحيط، ويحدث ذلك في حالة المد فتخرج المياه المحملة بهذه الشوائب والملوثات وتترك على السطح وبالتالي بعد المد يعود البحر نظيف ونقي، ويترتب على تلك الحركة نقل المواد المغذية للكائنات البحرية إليهم حتى يتغذون ويكملوا دورة حياتهم، ولذا لولا المد والجزر لماتت هذه الكائنات البحرية، وهذا يرشدنا إلى فائدة أخرى من فوائد المد والجزر ألا وهي ازدحام مناطق المد والجزر بالكائنات البحرية من سرطانات وبلح البحر وأسماك وأعشاب البحر وغيرها من الكائنات الأخرى.

فنظرًا لوجود المواد المغذية في تلك المناطق تأتي إليها الكائنات البحرية بشكل كبير، وهذا ما يسهل عملية الاصطياد كثيرًا فنجد الكثير من الصيادين يترقبون وقت المد حتى يقومون بجمع أكبر قدر من تلك الكائنات، وأيضًا من فوائد المد والجزر هو التأثير على حركة الملاحة في البحار والمحيطات، فالأوقات التي يكون فيها المد مرتفع تسهل عملية دخول السفن إلى الموانئ، بعكس الجزر الذي تقل فيه كمية المياه على سطح البحر أو المحيط وهذا ما يجعل البحارة يتجنبون هذا الوقت لصعوبة عملية دخول الموانئ، والمد والجزر يعمل على حدوث اتزان في درجات الحرارة ويجعلنا نتنبأ بأوقات التقلبات المناخية، وأيضًا يعمل على خلط مياه البحار الباردة مع مياه البحار الدافئة حتى يحدث اتزانًا فيما بينهم، فهناك بعض البحار التي لا تصلها أشعة الشمس بشكل جيد مثل منطقة القطبين وعملية الخلط تلك تساعد على ضبط حرارة المياه.

خصائص وأهمية المد والجزر

يأتي المد والجزر بشكلين أو اثنين من الخصائص وبينهما خاصية واحدة وهي متوسط المد والجزر، أما عن الخاصية الأولى فهي أعلى المد أو ذروة المد وهي الفترة الزمنية التي تصل فيها إلى أعلى منسوب لها في اليوم، والخاصية الثاني هي حضيض الجزر ويتضح من اسمها أنها الفترة الزمنية التي يقل فيها الماء بشكل كبير جدًا حتى يصل إلى انعدامه في تلك المنطقة تقريبًا، أما عن أهمية المد والجزر فهي تعمل على تنقية وتطهير مياه البحار والمحيطات ومصبات الأنهار وتقضي على الرواسب والشوائب العالقة بها، وأيضًا يتم دراسة حالة المد والجزر حتى يتعرف العلماء على الوقت المناسب لتحرك السفن ودخولها الموانئ البحرية، أي أنها بمثابة المحدد لمواعيد رحلات السفن بشكل يومي.

الكاتب: أحمد حمد

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

ثلاثة × 1 =