هناك الكثير من المتاحف العلمية التي تدخل الأجواء التفاعلية والترفيهية وتجعلنا أكثر قدرة على فهم خفايا الطبيعة والظواهر العلمية المختلفة، ومع غياب هذا النوع في الكثير من الدول العربية إلا أن هناك بعض المراكز العلمية البارزة مثل متاحف العلوم في مكتبة الإسكندرية والمتحف العلمي التربوي في الكويت ومتحف الشارقة، لكن في الحقيقة إذا قارننا تلك المتاحف بالمتاحف العالمية مثل متاحف عوالم الجسد والمتاحف الموجودة في الولايات المتحدة فإننا سنجد نفسنا أمام نقص كبير وهناك الكثير من التحسينات التي يجب أن يقوم بها المسئولون من أجل توفير الوعي الثقافي والعلمي للأطفال والمراهقين وحتى كبار السن.
متاحف عوالم الجسد
معارض أو متاحف عوالم الجسد أو بودي ووركس (Body Worlds) هي من أكثر المتاحف العلمية المميزة، ففيه سترى خفايا جسد الإنسان عبر نماذج أو جثث في وضعيات متعددة لتمثيل حركة الجسد، وتوضيح لأمراض معينة، وتمثيل لكل التفاصيل في البنية التشريحية، ومن المؤكد أن رؤيتك لتشريح العضلات سيبهرك وسيضيف الكثير إلى معلوماتك، ويعمل المتحف عبر تقنية جديدة تبدأ بتجفيف الجثث ومن ثم وضعها في محاليل الأسيتون ثم إغراقها بالسيليكون وتثبيت وضع النموذج، ويحصل المتحف على هذه الجثث عن طريق تبرع المواطنين لأجسامهم بعد وفاتهم. تم تنفيذ المعارض في دول مختلفة حول العالم مثل التشيك وفرنسا والمملكة المتحدة واسكتلندا وولايات متعددة في الولايات المتحدة.
مركز أونتاريو العلمي في كندا
مركز أونتاريو العلمي هو من أهم المتاحف العلمية في كندا ويقع بالقرب من دون فالي باركواي. تم افتتاح المتحف في سنة 1961 بعد التوسع الكبير للنشاط العلمي في كندا، وتم تكليف المصمم المعماري الكندي رايموند مورياما بمهمة تصميم المتحف المكون من ثلاث مباني أساسية متصلة مع بعضها البعض عبر مجموعة من الجسور والمصاعد الكهربية، ويملك المركز مئات المقتنيات في الجيولوجيا وعلوم الطبيعة والفلك ومعارض متعلقة بالتكنولوجيا وتشريح والجسم ومجالات الفنون مثل كيفية تعلم الموسيقى ومجالات التواصل. بشكل خاص يعتبر مركز أونتاريو من أكثر المتاحف العلمية الملفت للنظر بسبب المعارض المميزة والتفاعلية التي يقدمها مثل معرض هاري بوتر في سنة 2010 وورشة ليوناردو دافشني التي قدمت نماذج حقيقية لاختراعات دافنشي في سنة 2011، وفي سنة 2013 قدم المركز معرض خاص لمحبي ألعاب الفيديو القديمة.
متحف كوربس في هولندا
متحف كوربس هو متحف تفاعلي يشتهر بشعاره “رحلة داخل الجسم البشري” ويحتوي على نماذج مدهشة أهمها النفق الذي تكون البداية فيه مدخل نحو فم الإنسان ومن ثم بعدما تسير فيه ترى من حولك أعضاء الجسم، وبالرغم من وجود بعض المتاحف والمعارض التي تبنّت الفكرة إلا أن متحف كوربس هو الذي قدمها بأفضل صورة، وذلك عندما افتتحت ملكة هولندا المتحف منذ عشر سنوات، وكذلك يوفر المتحف فرصة جيدة للمعرفة عبر قراءة الأسئلة والإجابات الموجودة في الشاشات التفاعلية لتعرف معلومات هامة مثل كيفية نمو الشعر ونبض القلب والدورة الدموية والإشارات العصبية وغيرها من المعلومات الأساسية التي تعتبر شيقة بالنسبة لغير المتخصصين في الطب. وأيضًا يوفر المتحف عروض ترفيهية وفعاليات للأطفال والمراهقين لزيادة ثقافتهم الصحية عامةً وفهم جسم الإنسان بشكل خاص.
متحف العلوم في لندن
هو متحف قومي ويعتبر أحد أهم المتاحف العلمية في أوروبا والعالم، تم تأسيسه في سنة 1857 ولا يزال محافظًا على عراقته وتميز متعلقاته لدرجة أنه يجذب حوالي ثلاث ملايين زائر كل سنة مما يجعله أحد أهم المزارات السياحية في العاصمة الإنجليزية، ولا يفوقه بين نظرائه من المتاحف إلا متحف التاريخ الطبيعي والمرسم القومي ومتحف تيت مودرن وفي المركز الأول المتحف البريطاني العريق الذي يضم أكثر من ثماني ملايين قطعة ويجذب أكثر من سبع ملايين زائر كل سنة ويضم مقتنيات في مجالات متعددة أبرزها تاريخ الإنسانية والفنون والثقافات ولا يخلو كذلك من الاختراعات والآلات العلمية القديمة.
ما الذي يميز متحف العلوم في لندن؟
كسائر المؤسسات القومية في المملكة المتحدة فإن المتحف العلمي في لندن لا يفرض رسوم للدخول. يضم المتحف مجموعة مقتنيات تتعدى 300 ألف قطعة، أشهرها نموذج القاطرة البخارية التي بناها المهندس روبرت ستيفنسون الذي مهّد لتطور صناعة السكك الحديد في بريطانيا مع والده جورج ستيفنسون، وفي المجال الطبي يتميز المتحف بوجود مقتنيات نادرة جمعها رجل الأعمال والصيدلي المشهور هنري ويلكم، والدور الرابع من المتحف مخصص بالكامل للإنجازات الأولى التي حدثت في تطور علم الطب، والدور الخامس يسمى بعلوم وفنون الطب ويعرض آلات طبية قديمة تصور الممارسات الطبية البدائية في العصور القديمة من مناطق متفرقة حول العالم، ويضم متحف العلوم في لندن عدد كبير من براءات اختراعات وآلات مهمة تم عرضها للمرة الأولى في المعرض الكبير الذي بدأ في سنة 1851 في هايد بارك وكان واحدًا من أولى المعارض العلمية الهامة ومن ثم بدأت سلسلة من المعارض العلمية في أوروبا والولايات المتحدة وضم المعرض أعمال لكبار العلماء مثل تشارلز داروين وصامويل كولت وحتى أدباء مشهورين مثل تشارلز ديكنز ولويس كارول وجورج إيليوت وألفريد تينيسون.
متحف العلوم في مينيسوتا من أهم المتاحف العلمية
يقع المركز في مدينة سان بول في ولاية مينيسوتا الأمريكية وهو مؤسسة غير ربحية يعمل فيها موظفون وعلماء ومتطوعون يقدر عددهم بأكثر من ألفين. تم تأسيس المتحف في سنة 1907 ويركز على عرض المتعلقات الخاصة بالتكنولوجيا والتاريخ الطبيعي والعلوم والرياضيات، بدأت فكرة الافتتاح عبر رجل الأعمال تشارلز آميز الذي أراد توسيع الرقعة والتأثير لمدينة سان بول من خلال إنشاء مثل هذه المؤسسة التي حظت باسم معهد سان بول للعلوم والآداب في البداية، وبعد عشرين سنة تم نقل هذا المعهد الصغير إلى مكان أكبر وتم تطويره وتزويده بمقتنيات مميزة، وعبر العقود اللاحقة تم إضافة الكثير من التطويرات ومنها إضافة سينما آيماكس دوم لعرض البرامج العلمية بدقة أكبر وذلك في أواخر السبعينات، وفي التسعينات جاءت خطة أكبر لتطوير المتحف ونقله إلى مكان آخر، وبعد هذه النقلة أصبح المتحف واحدًا من أهم المتاحف العلمية في الولايات المتحدة، وبحلول سنة واحدة قبل الألفية الجديدة تم نقل أكثر من 1.75 قطعة متعلقة بالعلوم.
ما الذي يميز متحف العلوم في مينيسوتا؟
يضم المتحف نماذج حقيقية ومصنوعة لهياكل عظيمة وحفريات للديناصورات مثل الديناصور الضخم ديبلودوكس آكل العشب وديناصور تريسيراتوبس وحتى هياكل لحيوانات قديمة نادرة ومومياء قديمة، ويحتل معرض الجسم البشري جزء هام من المتحف ويعرض للزوار نماذج مختلفة للأنسجة والأعضاء البشرية وحتى بإمكان الزوار أن يجروا تجارب علمية متعلقة بالحمض النووي في المعامل المخصصة، ومعرض التجربة يقدم تمثيل لمفاهيم ونظريات هامة في الفيزياء والرياضيات وعلوم الأرض مع عروض تفاعلية لتدريب وتعليم الزوار، ويتم إقامة معرض فصلي خارج المتحف لتعلم علوم الأرض وكل ما يخص التصحر والتلوث وحركة المياه والطاقة المتجددة والحفاظ على الطاقة.
متاحف أخرى
من المتاحف العلمية البارزة أيضًا المتحف الألماني للتكنولوجيا الذي تم تأسيسه في سنة 1982 والمتحف التقني للابتكار في كاليفورنيا الذي يقع في قلب منطقة وادي السيليكون التي تمثل الآن أوج الازدهار التقني للولايات المتحدة.
أضف تعليق