تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » الماموث : حقائق مثيرة للدهشة عن حيوان الماموث المنقرض

الماموث : حقائق مثيرة للدهشة عن حيوان الماموث المنقرض

الماموث

حيوان الماموث العملاق الذي عاش في العصر الجليدي ما يزال يجذب اهتمام العديد من الباحثين وعلماء الحيوان إلى اليوم، تعرف معنا على معلومات شيقة عن هذا الحيوان.

تتبع جينوم الماموث العملاق المنقرض لم يعد مجرد حلم كما يقول عالم الأحياء التطوري والمتخصص بالحمض النووي القديم هندريك بوينار في برنامج حديث اليوم، فيؤكد هندريك أنها أصبحت حقيقة واقعة حديثة ونحن لسنا بعيدين جدًا عن رؤية الأنواع المنقرضة حية وتسير على الأرض مرة أخرى، فذكر بوينار هو وزملاء العمل حول كم اقتربوا من الانتهاء من الجينوم الخاص بهذا العملاق وهو لغز معقد يشتمل اكتشاف وربط أكثر من خمسة بلايين زوج من قواعد الشراكة بين الأحياء المنقرضة. من الناحية النظرية، يمكن استخدام هذا الحمض النووي لاستنساخ الحيوان وإعادته من الانقراض، وفي الواقع هناك مشروع خاص بهذا.

تعرف على حيوان الماموث عن قرب

لماذا نحن البشر لدينا مثل هذا الانبهار بالماموث؟

الماموث الصوفي يمثل الصورة المثالية للعصر الجليدي وعلى ما يبدو أننا لدينا اتصال عميق معهم كما نفعل مع الفيلة، ويقول بوينار في برنامج حديث الخيال العلمي الحديث: “يجب أن أعترف بوجود ذلك الطفل الصغير داخلي الذي يريد أن يرى هذه المخلوقات المهيبة تسير على أقدامها عبر الأراضي المتجمدة في الشمال.”

الموطن الأصلي

يُعرف عن هذا العملاق بأنه كان يعيش في الأجواء المتجمدة بالقطب الشمالي، ولكن الحقيقة هي أنها جاءت من مكان أكثر دفئًا، فوفقًا لبحث أجراه فريق عمل من جامعة مانيتوبا في وينيبيغ بكندا، أنهم وجدوا أن أسلاف كلًا من الماموث الصوفي والفيل الآسيوي كانت قد نشأت في أفريقيا منذ حوالي 7 مليون سنة ويبدو أنها قد بقيت هناك لمدة حوالي 4 مليون سنة قبل أن تنتقل إلى جنوب أوروبا. وبعد مليون سنة أخرى كانت قد انتشرت إلى أبعد من ذلك، إلى المنطقة التي تسمى الآن بسيبيريا وكذلك السهول الشمالية من كندا، ولكن خلال هذا الوقت وقع حدث كارثي على كوكب الأرض حيث بدأت العصور الجليدية، وقال كيفن كامبل رئيس فريق البحث من جامعة مانيتوبا: “حتى يتمكن العملاق من النجاة في مثل هذه الأجواء الباردة فقد حدثت طفرات وراثية صغيرة أدت إلى تغيير طريقة توزيع الدم للأكسجين داخل أجسادها والتي يبدو أنها ساعدتهم على البقاء أكثر دفئًا”.

ليس عملاقًا

خلافًا للاعتقاد الشائع، كان هذا الحيوان تقريبًا في نفس حجم الفيلة الأفريقية الحديثة، وكان ارتفاع الذكر يصل إلى 11 قدم ويزن حوالي 6 أطنان، وكان هناك حيوان من نفس العائلة يدعى بماموث السهوب الذي يعتقد أنه كان الأكبر في عائلته بارتفاع يصل إلى 15 قدم.

آذان الماموث الصوفي أقصر من آذان الفيلة الحديثة

مثل معطفها السميك من الفراء كانت آذانهم القصيرة جزء هام من تكيفها مع الطقس البارد لتقليل خطر الحصول على قضمة صقيع أو فقدان الحرارة.

التعرف على عمر العملاق الصوفي من خلال حلقات الأنياب

مثل النظر إلى حلقات الأشجار تمامًا، ولكن نابه يكشف المزيد من التفاصيل المحددة عما يكشفه جذع شجرة، وذلك عن طريق وجود خط كبير يكشف عن كل عام عاشه وخطوط صغيرة تعبر عن كل أسبوع وحتى أصغر منها تكشف عن عدد الأيام، كما يمكن للعلماء التكهن بالموسم الذي مات به هذا الحيوان حيث تتوافق الألوان القاتمة للصوف مع مواسم الصيف، أما سمك أو ركاكة الحلقات الموجودة على أنيابه تشير إلى حالة موته الصحية في تلك الفترة فالناب ينمو أسرع في ظل الظروف المثالية.

الماموث الصوفي والصوف

ليس الوحيد الذي يملك الصوف في جسمه كما يُشاع، فقد كان هناك وحيد القرن الصوفي الذي تعايش معه خلال حقبة العصر الجليدي، ومثل العملاق الصوفي تكيف وحيد القرن الصوفي مع البرودة بمعطف من الفرو، وكان يصور من قبل أسلافنا في لوحات الكهوف وانقرض في نفس وقت انقراض العملاق الصوفي تقريبًا.

لوحات الكهوف

لوحات الكهوف من قبل البشر في العصر الجليدي تعكس حقيقة العلاقة الهامة التي كونها البشر مع الماموث . كهف روفيجناك في فرنسا يوجد به 158 تصوير للماموث ممثلاً نحو نسبة 70% من الحيوانات المصورة التي يعود تاريخها إلى فترة العصر الحجري القديم الأعلى، وهناك أيضًا أدلة على استخدام عظامها وأنيابها من قبل البشر في تصنيع الأدوات والملاجئ والأثاث وحتى في عمليات الدفن.

مطاردة عاج الماموث

بسبب الاحترار العالمي بدأ ذوبان الجليد في الكشف عن الكنوز المخفية من العاج والأنياب في سيبريا، وبدأت مطاردة من قبل الصيادين المحليين لإيجاد هذه الكنوز وبيعها، فناب الماموث يستحق حوالي أربعمائة دولار للرطل الواحد وتجارة عاج هذا الحيوان لا تعارض القانون على عكس عاج الفيلة.

توثيق الهيكل الأول

تم توثيق أول اكتشاف لهيكل هذا العملاق كاملاً في عام 1799 حيث تم إحضار الهيكل العظمي للماموث إلى متحف علم الحيوان في معهد علوم الحيوان التابع للأكاديمية الروسية للعلوم في عام 1806، حيث كان فيلهيلم غوتليب قد جمع أجزاء الهيكل العظمي كاملة وكانت مهمته تستند إلى التشابه بين هذا الحيوان المنقرض والفيل الهندي في وضع الأجزاء معًا بترتيبها السليم، وكانت محاولة غوتليب ناجحة في إعادة بناء هيكل أول حيوان ضخم منقرض باستثناء خطأ واحد على حد تعبيره، حيث كانت الأنياب منحنية إلى الخارج بدلاً من الداخل.

المعطف الصوفي

المعطف الصوفي للماموث العملاق كان يتألف من طبقة خارجية من الشعر الطويل على كل قدم وطبقة داخلية من الشعر الأقصر طولاً. معطف الفراء الخاص بالعملاق والذي تم اكتشافه محفوظًا في الثلج كان يبدو برتقالي اللون ولكن الباحثين يعتقدون أن اللون قد تغير لأنه كان محفوظًا لفترات طويلة في الأرض.

طفل يكتشف ماموث عملاق

في سبتمبر عام 2012 في روسيا، كان هناك صبي يبلغ من العمر 11 سنة يدعى يفغيني زينيا وأثناء تمشية كلابه اكتشف ماموث عملاق محفوظ بطريقة جيدة في الثلج، وكان الهيكل العظمي يعود إلى ماموث صوفي يبلغ من العمر 16 عام والذي لقى حتفه منذ حوالي 30،000 عام، وهذا الاكتشاف ساعد العلماء في معرفة ماذا تفعله الكتل الكبيرة الموجود على ظهر أي ماموث عملاق حيث استنتجوا أنها تعمل مثل مخازن إضافية للدهون مثل تلك الموجودة على ظهر الجمال والتي تقوم بمساعدتها على البقاء على قيد الحياة في الشتاء البارد، وحصل هذا الهيكل العظمي للماموث على لقب “زينيا”.

الملاذ الأخير للماموث

آخر مكان تواجد به الماموث الصوفي بل انقراضه كان جزيرة رانجل في القطب الشمالي. على الرغم من أن أعداد هذا العملاق انقرضت منذ حوالي 10،000 سنة مضت، كان قد تبقى عدد صغير منها لا يزيد عن 1000 فرد عاشوا معًا على جزيرة رانجل حتى عام 1650 قبل الميلاد، هذا كان قبل حوالي 4000 سنة فقط وعلى نفس السياق كان الفراعنة المصريين في منتصف الطريق لبناء إمبراطوريتهم ونجحوا في ذلك بعد 1000 سنة منذ بناء أهرامات الجيزة، ولكن بعيدًا عن التكهنات إن السبب في فناء الماموث لا يزال غير معروف.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

19 − 1 =