العثة : معلومات غريبة عن حشرة العثة الطفيلية

حشرة العثة هي واحدة من أكثر أنواع الحشرات انتشارًا في كوكبنا، وهي تتبع رتبة حرشفيات الأجنحة وهي قريبة إلى حد كبير من الفراشة لكن توجد بعض الاختلافات بينهما مثل قرون الاستشعار الطويلة عند الفراشات والقصيرة لديها وأنها كائن ليلي، ويتكون جسمها من ثلاثة أجزاء هي الرأس والصدر بالإضافة إلى البطن وهو الجزء الأهم والذي يحتوي على أهم الأجهزة الحيوية، وتمر دورة حياة العثث بأربعة أطوار تبدأ من البيضة ثم تصبح يرقة ثم تقوم بلف نفسها بخيوط دقيقة لتلتصق بجسم صلب حتى تتحول إلى الطور النهائي، لكن هناك بعض المعلومات الغريبة التي تتعلق بالعثة وهذا ما سنستعرضه بإيجاز في الفقرات الآتية.

كل ما يخص حشرات العثة

العثث القمرية

العثث القمرية هي من أشهر أنواع العثث بسبب شكلها المميز وأجنحتها ذات اللون الأخضر المتوهج، لكن هذا اللون المميز لا يأتي إلا عبر انعكاس ضوء القمر على الحشرة حيث أنها تملك حراشف عاكسة لضوء القمر أو أية مصادر أخرى للضوء ومن هنا أتى اسمها، وهذه العثة لا تأكل ولا تملك فم، وتستمر دورة حياتها حوالي أسبوع واحد، ولا يقومون بأي شيء مهم في حياتهم سوى التناسل والهروب من الهجوم الجامح للخفافيش، فالعثة القمرية هي من الكائنات الليلية وأعدادها مهولة وتتواجد في الكثير من الأماكن بغض النظر عن المناخ أو غيره من العوامل.

المناورات بين العثث والخفافيش

منذ زمن طويل كان هناك صدام بين العثة القمرية والخفاش يذكرنا بالقطط والفئران، ويحاول كل منهما إثبات جدارته في الانتصار، فمثلاً وجد العلماء مؤخرًا أن بعض العثث القمرية طورت تقنية بارعة تتمثل في رفرفة الأجنحة الخلفية بطريقة تضلل الخفاش عن المكان الحقيقي لهم عن طريق تشتيت صدى الصوت الذي يعتمد عليه الخفاش في معرفة أماكن الفرائس أو على أسوأ الفروض فإن الخفاش سيقضم الأجنحة الخلفية فقط، والعثة القمرية مثل بقية العثث تمتلك زوجان من الأجنحة، زوج أمامي وهو طويل في الغالب وزوج خلفي أقصر، وهي تستطيع العيش دون وجود الزوج الخلفي، لذا فإنها بهذه الطريقة انتصرت على الخفاش لتقضي بقية حياتها في الغرض الوحيد لها وهو التناسل ووضع الآلاف من البيض.

العثة تعتمد على دموع الحيوانات كغذاء

العديد من العثث تتغذى على دموع الحيوانات كبيرة الحجم مثل الغزلان والتماسيح والأفيال، وبعضها تتغذى على دم الحيوانات والبشر، وفي سنة 2004 اكتشف العلماء أن أحد أنواع العثث وهو يتواجد في مدغشقر يتغذى على دموع الطيور النائمة، مع ملاحظة أن هذه عملية صعبة جدًا، فالحيوانات الكبيرة لن تلاحظ وجود العثث حول عينها حتى وهي مستيقظة، أما هذا النوع المميز يملك خرطوم أنف ضئيل وحاد ويشبه الرمح القديم الذي كان يستخدم في صيد الحيتان كي تستطيع الحشرة اختراق رموش أعين الطيور، كما أنها تفرز مادة مخدرة لمنع الطائر من الاستيقاظ حتى لا تصبح وجبة له، وقد تستمر في التغذي لمدة نصف ساعة.

التعاون بين العثث وحيوان الكسلان

حيوان الكسلان يحمل داخل فرو ظهره الكثير من الحشرات والطحالب والبكتيريا ومنها حشرة العثة ، وقد احتار العلماء لسنين بسبب العادة الغريبة التي يقوم بها الكسلان في إخراج فضلاته، فهو يضطر إلى النزول من أفرع الشجر التي يتعلق فيها لأغلب الوقت ليقضي حاجته، وبسبب تلك العادة فإنه يتعرض إلى افتراس الحيوانات خاصةً الأسود الجبلية، وأكثر من نصف حالات موت الكسلان ترجع إلى هذه العادة، لذا فإن هناك سر اكتشفه العلماء مؤخرًا يتعلق بالعثث، فعندما يبدأ في إخراج فضلاته تقفز العثث من على الفرو لتضع بيضها في الفضلات ليفقس ويخرج الصغار ليحتلوا فرو حيوان آخر، وهناك منفعة متبادلة بين العثث والكسلان، فالعثة تعطيه التمويه الأمثل الذي يحتاجه عندما تتحول لونها هي والطحالب إلى اللون الأخضر ليكون من الصعب تمييزه من أوراق الأشجار، كما أنه يعتمد عليها في التغذية في بعض الأحيان خاصةً أنه في أغلب الأوقات لا يقتات إلا على أوراق الأشجار.