ستتمكن بعد قراءة هذا المقال من معرفة معلومات فلكية وجيولوجية عن الشمس بشكل أساسي وبسيط، حيث سنذكر لك في البداية أهمية مركز وقدرة الشمس على إعطاء الطاقة لكوكب الأرض، ثم سنوضح لك الشكل العام للشمس من خلال الأرقام، وذلك من خلال ذكر أرقام هامة تتعلق بالمسافة بين الأرض والشمس، وحجم الشمس، وطبقات الشمس، ووقت انتقال أشعة الشمس إلى الأرض، بالإضافة إلى بعض المعلومات عن الشمس والشكل الخارجي لها، ثم سنعرض لك بإيجاز الطرق التي نظر بها القدماء إلى الشمس وكيف أنهم اعتبروها أساس الحياة إلى درجة أن الأمر وصل إلى حد العبادة والتقديس، ثم سنذكر لك المحاولات الأولى في المعرفة العلمية لطبيعة الشمس، إلى تطور تلك المحاولات من خلال العالمين كيبلر وجاليليو، ستتمكن من معرفة أهم المعلومات الفلكية والجيولوجية الخاصة بالشمس بعد قراءتك لتلك المعلومات البسيطة.
الشمس : تعرف عليها اليوم
الشمس هي التي تعطي الحياة للأرض
يجب أن ننظر إلى الشمس باعتبارها الأم التي تعطي الحياة لكوكب الأرض، وأن الأرض لا تملك أية طاقة على الإطلاق في حالة عدم وجود الشمس، حيث أن الطاقة التي تستمدها الأرض من الشمس هي ضرورية لكافة أنواع الحياة الموجودة على الأرض. وكوكب الأرض واحد من 9 كواكب تدور حول الشمس، وهذا ما ندعوه بالنظام الشمسي، نسبةً إلى الشمس. تمتلك هذه الكواكب 166 قمر تتبعها في مجموعات أو تكون أقمارًا فردية، بالإضافة إلى هذا، فإن هناك كواكب قزمة أخرى تدور حول الشمس، مع وجود عدد ضخم من الكويكبات التي تدور حول الشمس، وذلك مع الأعداد الهائلة للمذنبات، كل هذه الأجسام تدور حول الشمس.
أرقام عن الشمس
المسافة بين الأرض والشمس هي بالغة البعد، حيث قام العلماء بتقدير المسافة بين الأرض والشمس بـ 92.96 مليون ميل (أو 149.6 مليون كيلومتر)، والشمس أكبر مما تبدو عليه بكثير، فحجمها يتعدى حجم الأرض بكثير، حيث أن قطرها يساوي 2.715.395 ميل (4.730.005 كيلو متر). ومثل كل النجوم، فإن الشمس هي عبارة عن كرة هائلة مشتعلة من الغازات. وتبلغ نسبة الهيدروجين فيها 92.1%، مما يجعل الهيدروجين المكون الأساسي للشمس، وذلك مع وجود 7.8% من غاز الهيليوم (وتجدر بنا الإشارة إلى أن كلمة هيليوم آتية من الكلمة الإغريقية هيليوس والتي تعني الشمس). كما أن الشمس تملك 6 طبقات، والطبقة الوسطى هي قلب الشمس والتي تنتج كافة الطاقة الهائلة التي تخرج منها. ويتطلب الأمر حوالي 170 ألف سنة لتنتقل طاقة الشمس من مركز أو قلب الشمس إلى الطبقة التالية وهي طبقة الاتصال، ويأخذ الوقت 8 دقائق ليصل شعاع من الشمس إلى الأرض.
الشمس هي نجم
الشمس هي واحدة من ملايين وملايين النجوم الموجودة في مجرة درب التبانة، كما أن مجرة درب التبانة هي واحدة من ملايين المجرات الموجودة في الكون. نحن نرى الشمس ككرة ضخمة حمراء ومتوهجة لأننا قريبون منها أكثر من أي نجم آخر. قد تكون بعض النجوم الأخرى أكبر حجمًا وأكثر سطوعًا من الشمس، أو أصغر أو باهتة بدرجة أكبر من الشمس، لكن بسبب البعد الفائق لهم عنا، فإنا لا نراهم سوى عبارة عن نقط من الضوء في الليل. ويجب عليك أنك تتذكر أنه في الحالات التي يكون فيها الطقس صافيًا وتكون الشمس ساطعة، فإنه من الخطر للغاية أن ينظر الإنسان مباشرةً إلى الشمس، ولتفادي أية أضرار محتملة، يجب ارتداء أي نوع من النظارات الواقية.
حقائق عن الشمس
الشمس تملك كتلة هائلة، حيث أنها تكون تقريبًا 99.86% من كتلة المجموعة الشمسية بأكملها، وكذلك فإنها متوهجة بكم هائل من الطاقة ذات درجات الحرارة الفائقة، حيث أن درجة حرارة سطح الشمس هو 5500 درجة مئوية، وهذا بخصوص السطح فقط، حيث أن درجة الحرارة في مركز الشمس تصل إلى 13600000 درجة مئوية، ولولا المسافة الهائلة بين الأرض والشمس والتي تساوي حوالي 150 مليون كيلومتر، لأصبحت الأرض بكاملها مُنصهرة، كما أنه لو ابتعدت الشمس عن المسافة بين الأرض بفارق واضح، لما وصلت أشعة الشمس المطلوبة لاستمرارية الحياة على الأرض. من المهم لتعرفه أيضًا أن الشمس تنتج رياح شمسية والتي تحتوي على جزيئات مشحونة بالإلكترونات والبروتونات، وهم يتمكنون من الهرب من الجاذبية الهائلة للشمس بسبب طاقتهم النشطة العالية. كذلك فإن الشمس تنتج كميات هائلة من الطاقة من خلال تجميع أنوية ذرات الهيدروجين وتحويلها إلى هيليوم، وهذه العملية معروفة باسم الاندماج النووي. يجب أن تعرف كذلك أن السبب الوحيد الذي يمنع من تفكك هذا الكم الهائل من الغازات الموجودة في الشمس، هو كتلة الشمس الهائلة، حيث أنها تقوم بجذب تلك الغازات وتمنع هروبها، أما ما يخرج منها فهي نسبة بالغة الضآلة، وهي أشعة الشمس التي نراها.
نظرات القدماء عن الشمس
هناك العديد من الحضارات القديمة التي وضعت للشمس اعتبارها الخاص، واعتبرها الكثيرون أنها مصدر الحياة، فهي أكبر الأجسام الخارجية وأكثرها وضوحًا، إلى أن الأمر قد وصل إلى عبادتها في عدد متنوع من الحضارات في أرجاء العالم، حيث نجد ذلك في الحضارة الأزتيكية في أمريكا اللاتينية، وبالتحديد في المكسيك، حيث عبدوا الشمس بشكل كامل، كما أنها ظهرت كرمز للكثير من المعتقدات المختلفة، لكن الخطأ الأكبر الذي اعتقده الناس بخصوص الشمس، هو أن الأرض لا تتحرك بأية طريقة، وأن الشمس هي التي تدور حول الأرض، وقد ظل هذا الاعتقاد سائدًا لقرون طويلة إلى أن بدأ العلم بكشف الحقيقة بعد اكتشاف التلسكوب والتحديد الدقيق لحركة الكواكب والنجوم. ومن الجدير بالذكر، أنه كانت هناك بعض الافتراضيات والنظريات حول دوران الأرض حول الشمس، إلا أنها لم تلق بالترحيب الكامل من العلماء وكانت نظريات فردية، وصاحب أول نظرية حول دوران الأرض حول الشمس هو عالم الفلك والرياضيات أرسطرخس الساموسي، وهو يوناني الجنسية وقد ولد في القرن الثالث قبل الميلاد.
بداية الأبحاث العلمية عن الشمس
بدأت المحاولات العلمية الأولى الحقيقية في البحث عن طبيعة الشمس في القرن السادس عشر، وذلك بواسطة العالم البولندي نيكولاس كوبرينكوس، والذي نشر كتابًا قبل وفاته بقليل، والذي أثبت فيه أن الكواكب تدور حول الشمس، لكن المجتمع العلمي والديني لم يقتنع بنظريات كوبرينكوس، حيث أنها تتنافى مع ما هو معروف علميًا وما هو موجود في الكتاب المقدس، لذا فإنهم قاموا بسجن عدد كبير من أتباع كوبرينكوس. وأتى بعد كوبرينكوس عالمين كبيرين قاما بصقل وتطوير نظرياته حول طبيعة الكواكب، وهما العالم الإيطالي جاليليو والعالم الألماني كيبلر، وقد طورا في هذا الوقت تلسكوبات قادرة على رصد عدد كبير من النجوم والكواكب، وأصبحا يمتلكان دلائل واقعية حول ما اكتشفوه بخصوص الشمس، إلا أن النظريات الخاصة بالمجموعة الشمسية لم يتم تطويرها بشكل كامل إلا مع العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن، وذلك عبر إخراجه نظرية الجاذبية الأرضية.
في نهاية المقال، يجب أن تعرف أن الشمس هي من أسباب الحياة الرئيسية على الأرض، وبالرغم من أنها جسم مليء بالطاقة المدمرة والهائلة، إلا أنها لازمة لإكمال الحياة على سطح الأرض.
أضف تعليق