الذهاب إلى الفضاء هو محور جدي من محاور علم الفضاء الحديث، فقد ظهر في الآونة الأخيرة كثير من الأفكار والمبادرات والدعوات حول إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض، وأبدى الكثيرون رغبتهم في خوض مثل تلك التجربة، حبًا في الاستكشاف أو في الخروج من كوكب الأرض الذي أصابه الكثير من العطب والخلل وظهرت عليه أعراض أمراض غير مبشرة، والتي يعتقد بعض العلماء أنها قد تنهي حياته من الأساس. ربما سيحدث هذا فعلًا حتى لو كنا غير قادرين على تخيله الآن، لكنه احتمال وارد وله بوارد بدأت تظهر حولنا في كثير من الأشياء، كما أن كل الاختراعات الحديثة وكل التسهيلات الحياتية لدينا الآن كانت مستحيلة منذ قرون مضت، وكانت غير واردة في عقول البشر من الأساس لأنهم لم يكن لديهم القدرة على معرفة ماذا يوجد حولهم من كواكب ومجرات ونجوم.
الذهاب إلى الفضاء : ما تحتاج إلى معرفته قبل القيام بالرحلة
سهولة السفر في عصرنا
في عصرنا هذا، نحن محظوظون لأن لدينا الإمكانيات التي تسهل لنا معرفة العالم من حولنا والتي لم تتاح لأسلافنا. في عصرنا الذهاب إلى الفضاء أمر متيسر وسهل جدًا، أو ربما تذهب في رحلة إلى القمر، فهناك بالفعل رحلات ذهاب إلى القمر، ويمكنك أن تشاهد صور أو تسجيلات من الفضاء تصور حركة الكواكب والنجوم والمجرة من الخارج. لكن قبل أن تذهب للسفر إلى الفضاء، ربما عليك أن تتعرف على بعض المعلومات الهامة حول هذا العالم الواسع.
معلومات فلكية حول الكواكب والنجوم والمذنبات
حتى يومنا هذا تم اكتشاف حوالي 1800 كوكب ومن المتوقع اكتشاف أكثر من 3000 كوكب في المستقبل القريب، بينما قديمًا اعتقدوا أنهم فقط 8 كواكب، ويبحث علماء الفلك في بنية تلك الكواكب فيما إذا كانت تلك الكواكب صالحة للعيش مثل كوكب الأرض أم لا. المذنبات، هي أجرام سماوية ضبابية تدور حول الشمس وتتميز بذيل طويل لا يظهر إلا عندما تقترب المذنبات في مداراتها من الشمس. أما النجوم هي أجرام سماوية كبيرة الحجم تتألف من غازات شديدة الحرارة تتجمع بفعل الجاذبية وتطلق إشعاعات كهرومغناطيسية وخاصة الضوء، نتيجة التفاعلات النووية التي تحدث داخل النجم. بحسب الإحصاءات الفلكية، فإن عدد النجوم في مجرة درب التبانة بلغ مئات المليارات.
معلومات فلكية حول مجرة درب التبانة
مجرتنا (أي المجرة التي يتواجد فيها كوكب الأرض) هي مجرة درب التبانة، وهي ذات شكل لولبي ولها عدة أذرع، ويحيط بها غيمة أكبر منها من غاز الهيدروجين وتلك الأخيرة معوجة عند أطرافها في شكل أنصاف دوائر. تضم مجرة “درب التبانة” ملايين النجوم من أنواع مختلفة، وأفضل الأوقات لرؤية المجرة باستخدام التلسكوبات العادية، هي ليالي الصيف الصافية التي يغيب فيها القمر، خاصة من المناطق المعتدلة الواقعة في نصف الكرة الشمالي. تبدو المجرة كشريط مضيء غير متناسق يلف السماء من الأفق الشمالي إلى الأفق الجنوبي الغربي، وهي واحدة من مئات الملايين من المجرات المشابهة الواقعة في مجال رؤية التلسكوبات الحديثة.
معلومات فلكية وجيولوجية حول كواكب المجموعة الشمسية
قد يعتقد الإنسان أن هناك مناطق أفضل في المناخ من مناطق أخرى على كوكب الأرض، لكن الحقيقة أن مناخ كوكب الأرض ككل هو الأكثر ملائمة للإنسان مقارنة بكل الكواكب الأخرى التي تمكن العلماء من دراستها، فمثلًا كوكب المشترى في الثلاثمائة سنة الأخيرة شهد عواصف قوية لو كانت مثلها في كوكب الأرض لقضت على أغلب سكان الكوكب، وكوكب عطارد والمريخ، بهما تغيرات متطرفة جدًا في الحرارة يوميًا، أما كوكب الزهرة فإن درجات الحرارة فيه أعلى بخمس مرات من الماء المغلي وتصل فيه درجة الحرارة إلى ما يعادل 500 درجة مئوية، وزحل وأورانس أيضًا فيهم عواصف قوية للغاية، لكن أكثر كوكب به عواصف مقارنة بكل الكواكب المتعارف عليها، هو نيبتون، فقد سجل سرعات تفوق 2575 كيلومتر في الساعة.
الأيام تختلف في الفضاء بين الكواكب فمثلًا اليوم الكامل في الكرة الأرضية يعاد 24 ساعة، لكن في كوكب الزهرة اليوم الواحد يعادل 243 يوم، أي كل 8 شهور وثلاثة أيام تعادل مرور يوم واحد فقط في كوكب الزهرة. نتخيل الفضاء بعيد جدًا عنا، لكن الحقيقة أن الفضاء ليس بعيد، فالخط الذي نعتبره الفاصل بين الكرة الأرضية والفضاء يبعد 100 كيلو متر عن سطح الأرض بمعنى أنه لو قررت الذهاب إلى الفضاء بسيارة تستطيع الصعود إلى الأعلى، فإن بإمكانك الوصول للفضاء في ساعة واحدة.
لكن الكواكب هي التي تبعد عن الكرة الأرضية، فأقرب كوكب للكرة الأرضية هو الزهرة ويبعد عنها مسافة 38 مليون كيلو متر. على الرغم من أن عطارد هو أقرب كوكب للشمس فهو ليس أعلى كوكب في درجات الحرارة، وهذا يرجع إلى أن كوكب عطار لا يحتوى على غلاف جوي، بمعنى أن كوكب عطارد يكون حار عند الجهة التي تواجه الشمس بدرجات حرارة تصل إلى 425 درجة مئوية، لكن في الجهة الأخرى التي لا تواجه الشمس تكون الحرارة منخفضة للغاية، وقد تصل إلى -180 درجة مئوية.
كوكب زحل هو الكوكب الوحيد في المجوعة الشمسية الذي تقل كثافته عن كثافة الماء، حيث تصل كثافته إلى 0 .69 سم مكعب. الشمس تشكل 99% من نظامنا الشمسي، بمعنى أن مليون كرة أرضية تعادل حجم الشمس. ظاهرة المد والجزر في البحار والمحيطات الأرضية تنتج في الأساس من تأثير القمر على كوكب الأرض.
انعدام الجاذبية في الفضاء
قبل السفر إلى الفضاء عليك أن تدرك أنه على متن محطات الفضاء، لا يمكن البكاء أي أنه إذا نزلت دمعة من عينيك فإنها لن تسقط، بل ستبقى أسفل عينيك، والسبب أن الماء والسوائل تتكون على شكل فقاعات في الهواء ولا تنزل للأرض نتيجة انعدام الجاذبية التي تقوم بجذب الدموع في الوضع العادي على الأرض لتسقط. فمثلًا عند البكاء ترتفع الدموع وتتجمع عن العين وتدخل فيها، وهذا قد يكون خطر جدًا على الإنسان. في أحد المرات، عند قيام رائد الفضاء “لوكا بارميتانو” بالتجول حول محطة الفضاء، حصل عطل فني في رداءه، مما أدى إلى تسرب المياه داخل الرداء، مما أدى إلى تجمع المياه في أعلى حماية الرأس ووصل الماء إلى عينيه وكاد أن يغرق في ملابسه إلا أنه تمكن من الوصول إلى المحطة بسرعة.
رسالة إلى الكائنات الفضائية
في عام 1977، توجهت رحلتان إلى الفضاء وكانت مهمة الرحلة الأولى الأساسية هي الذهاب إلى الفضاء وزيارة كوكبين المشترى وزحل، أما الرحلة الثانية مهمتها الأساسية زيارة أورانوس ونيبتون، وقد وصلت الرحلة الأولى بالقرب من كوكبي المشترى وزحل، أما الرحلة الثانية أكملت طريقها لكوكب أورانوس ونيبتون ولم يصلوا إلى اليوم، ولكنهم اقتربوا من أهدافهم، ومحتوى الرحلتين هو لوح من الذهب، ليكون بمثابة كبسولة زمنية من الأرض أرسلها البشر للفضائيين فيها تحية من الكرة الأرضية بعدة لغات وموسيقى وأصوات بشر يتكلمون وأصوات محركات الصواريخ وأصوات البحار وأصوات وصور الحيوانات، وقال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت “جيمي كارتر” :”هذه الرسالة تمثل آمالنا ونوايانا الطيبة بمجرتنا، وتم ترجمة هذه الرسالة إلكترونيًا ليتم ترجمتها كتابيًا في حالة إذا وجدتها مخلوقات ما في الفضاء”. بالرغم من تلك المجهودات و الذهاب إلى الفضاء ، مازال هذا العالم يحيطه الغموض بالنسبة للبشر.
معلومات جميلة ومفيدة