الخفاش واحدٌ من أكثر الحيوانات المثيرة للفضول فبرغم من أنه قادرٌ على الطيران مثل الطيور إلا أنه يعتبر من الحيوانات والثدييات بشكلٍ خاص، ودائمًا ما نسمع تشبيه خفاش الليل على الشخص الذي يحب الليل ويقوم بكل أعماله ومهماته فيه ويكره النهار وذلك لقربه الشديد من طبيعة الخفاش الذي يظل كامنًا نائمًا طوال النهار في مكانٍ مظلمٍ بعيدًا عن الضوء فما إن تغيب الشمس حتى يستيقظ من سباته وينشط ويخرج من مخبأه ليبدأ يومه ويصطاد فرائسه.
من هو طائر الخفاش مصاص الدماء؟
طيرانه وهبوطه من العجائب
واحدةٌ من أكثر العجائب التي حيرت العلماء في حياة الخفاش كانت قدرته المثيرة للعجب على الوقوف متدليًا من سقف كهفٍ أو فرع شجرةٍ والنوم بهذه الطريقة طوال النهار، قد يكون ذلك أمرًا عاديًا لكن الأكثر حيرةً وإثارةً للفضول كان قدرة الخفاش على الهبوط من طيرانه مقلوبًا رأسًا على عقب، فبحسب ديناميكية الطيران من الصعب أن يطير أي كائنٍ حيٍ معتدلًا ورأسه للأمام ثم يهبط مقلوبًا بحيث يكونه رأسه للأسفل وقدماه للأعلى.
ومع دراسة جسم الخفاش وجد أن عظامه ثقيلةٌ مقارنةً بعظام الطيور التي تكون مجوفةً وأخف وزنًا لتساعدها على الطيران كما أنه وبالمقارنة بين وزن الأجنحة والجسد تعتبر أجنحة الخفاش ثقيلةً جدًا وهو ما يزيد من العجب من قدرت على الهبوط بتلك الطريقة، لكن الخفاش يستخدم وزنه ووزن أجنحته لصالحه وليتمكن من ضبط زاوية هبوطه وعندما يصل لوجهته يقوم بطي جناحٍ ويحافظ على الآخر مفرودًا للتوازن حتى يستقر مقلوبًا فيطويه بدوره.
أمير الظلام
ستتساءل بالطبع إذا كان الخفاش يحب الصيد في الظلام فكيف يرى فرائسه؟! الحقيقة أن الخفافيش عمياء ولا ترى في النور أو الظلام لذلك لا يشكل لها الليل أي مشكلةٍ وإنما هو حجابٌ وستارٌ لها يحميها من أي معتدين ومفترسين آخرين أثناء رحلات صيدها، أما كيف تعرف اتجاهاتها وتجد فرائسها فبطريقةٍ غريبةٍ أخرى مرسلةً مجموعةً من الترددات الصوتية التي تصطدم بأي شيءٍ أمامها فترتد إليها مرةً أخرى محملةً بمعلوماتٍ عن شكل الشيء وحجمه وأبعاده ونوعه وعلى أي مسافةٍ منها يقع وإن كان فريسةً حيةً أو مفترسًا قاتلًا أو جمادًا لا يتحرك فتقرر في لحظة استقبالها الترددات رد الفعل الذي ستتخذه أمام ذلك الشيء، كل ذلك وهي تطير بسرعةٍ كبيرة في أجزاءٍ لا تتجزأ من الثانية! أوليست كائناتٍ غريبة؟
مصاصوا دماء
الخفاش من الحيوانات اللاحمة لكنه رغم ذلك يتناول الفواكه والخضروات والعديد من الثمار بجانب صيده للقوارض والحيوانات الصغيرة والحشرات، وبعض الأنواع منها تأكل الأسماك كذلك والكائنات البحرية الصغيرة لكن الأكثر إثارةً للفزع والرعب هو حب الخفافيش لشرب الدماء وهناك فصائلٌ كاملةٌ منها تعتمد على الدماء كمصدرٍ رئيسيٍ للغذاء وبقية الأغذية ثانويةٌ بجانبه، قد تقتل تلك الخفافيش من أجل الدماء مثل قتلها للطيور لكنها في أحيانٍ كثيرة تتغذى على دماء حيواناتٍ حية فترصد عنزةً نائمةً على سبيل المثال لتهبط على ظهرها وتبحث عن منطقةٍ مناسبةٍ لتتغذى منها وما إن تجدها حتى تغرس فيها أنيابًا حادةً قاطعة وتمتص منها الدماء، أظن أننا الآن أصبحنا نعرف من أين جاءت أساطير مصاصي الدماء المختلفة للوجود، لا أريد إرعابك عزيزي القارئ لكن بعضًا من تلك الخفافيش في بعض المناطق حول العالم تحب التغذي على دماء الإنسان فكن حذرًا.
أضف تعليق