تسعة اولاد
الرئيسية » اختراعات » تعرف على أبرز اختراعات النساء وأثرها على العالم

تعرف على أبرز اختراعات النساء وأثرها على العالم

اختراعات النساء

اختراعات النساء هي تلك التي تقوم النسوة باختراعها، فالبعض يظنون أن الرجال فقط هم من يخترعون تلك الأشياء التي نستخدمها حولنا.

عندما يسمع البعض كلمة مصطلح مثل اختراعات النساء فإن أول شيء سوف يُثار بهم هو الاندهاش، حيث أنه من شبه المستبعد بالنسبة لهم أن تقوم النساء باختراع أشياء مفيدة للبشرية، لأن الصورة التي يتم تصديرها تعتمد في الأساس على جعل الرجل هو كل شيء، بينما الأنثى مجرد زراع أو قدم له، مهمته مساعدته وإفساح الطريق لإنجازاته، صحيح أن عدد ليس كبير من النساء قد حصل على جائزة نوبل في الكثير من الأشياء لكن الاختراعات في النهاية شبه محدودة، وبالنسبة للبعض هي معدمة وغير موجودة أصلًا، وهذا في الواقع يرجع إلى الجهل والتعتيم على دور النساء، والذي نحن هنا الآن كي نُبرزه ونجعل الجميع يعرفون أن بعض النساء مخترعات وأنهم بالفعل يملكون اختراعات واكتشافات أفادت وستفيد البشرية فيما بعد، فهل أنتم مستعدون لخوض تلك الرحلة التي ستبدو صادمة بالنسبة للبعض منكم؟

الابتكارات والنساء

في الحقيقة هناك معلومة صادمة لكم فيما يتعلق بالعلاقة بين الابتكارات والنساء، تلك العلاقة تنص على أن بعض الاختراعات والابتكارات التي نتوهم جميعًا الآن أنها من تفكير الرجال هي في الأصل من تفكير نساء بحت، فالنساء هي التي سهرت الليالي حتى أنتجت ذلك الاختراع أو الابتكار وجعلته يخرج للبشرية في الصورة التي تحصد المنافع لهم، وإذا سألت المتخصصين في هذه الاختراعات النسائية المنسوبة للرجال فستجد أن أغلبهم يعرف بالأمر، لكنه تعود أن ينسب الابتكار والاختراع إلى الرجل الذي قال به، ولابد أنكم الآن مندهشون من هذا الأمر وتتساءلون في شغف عن السبب الذي قد يجعل الأنثى تترك اختراعها لرجل آخر وتجعله ينسبه إليه، إنها بلا أي شك جريمة، فما هي تلك الحجة القوية يا تُرى التي يُمكنها تبرير تلك الجريمة الشنعاء؟

لماذا كان يحدث ذلك؟

ببساطة شديدة، لم تكن الاختراعات تُنسب إلى أصحابها لأن الذين كانوا يعيشون في القرون القديمة من النساء كانوا محرومون من التعليم، ونحن هنا بالمناسبة لا نتحدث عن النساء في دول أفريقيا المتخلفة أو أسيا الهمجية قديمًا، وإنما نتحدث عن نساء بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، أجل، كانت النساء في هذه البلاد ممنوعة من قائمة طويلة من الأشياء، وعلى رأسها التعليم، فلم يكن يسمح لهن بالذهاب إلى المدرسة بحجة أن ذلك سوف يؤثر سلبًا على رعايتهن لبيوتهن، كما أنهن سوف يصبحن ندًا للرجال فيما بعد!

كنتيجة لما سبق كان يتم منع النساء كذلك من الاختراع والابتكار، بل كن تصريح النساء باختراعها لأي شيء جريمة تستحق عليها العقاب الشديد، ولذلك كانت حيلة النساء الوحيدة هي الاختراع سرًا ثم نسب ذلك الاختراع إلى رجل من الرجال لا يُمكن التشكيك به، كانت حياة مذلة بحق، لكنها قد انتهت تمامًا في عام 1809، حيث بات بإمكان النساء الذهاب من أجل التعليم والاختراع والاعتراف بالاختراع، بل وأيضًا الحصول على جوائز بسبب هذه الاختراعات، لكن بالطبع الاختراعات القديمة، التي تسبق عام 1809، تستحق منا تسليط الضوء عليها ونسبها إلى أصحابها الأصليين.

غسالة الأطباق، اختراع نسائي بحت

طبعًا كلنا نعرف أن مخترع غسالة الأطباق عالم يُدعى جويل، وهذا في الحقيقة ليس مجرد معرفة، بل إننا قد تدارسنا ذلك الكلام وقامت شركات صناعة ذلك الجهاز بنسبه إلى ذلك الرجل والتنويه عليه، لكن الحقيقة التي قيلت حديثًا أن ذلك الاختراع في الأصل قد تم إيجاده على يد سيدة كانت تعيش في بريطانيا بالقرن التاسع عشر، وهي التي ابتكرت ذلك الاختراع وأوجدت الدفع المائي القادر على تحريكه، حتى تتطور وأصبح بالشكل الموجود عليه الآن، صحيح أن جويل قد جاء وأضاف بعض الأمور التي أسهمت وأضافت إلى الاختراع لكننا بالتأكيد نعرف ما الذي يعنيه مصطلح براءة الاختراع، فهو الذي يمنح كافة الحقوق الفكرية لصاحبه حتى لو جاء بعده الكثيرون وطوروا تطويرًا كبيرًا، لكن في النهاية الفضل كله يعود لصاحب البذرة الرئيسي، والتي كانت امرأة بكل أسف لم يذكر التاريخ اسمها، بل اكتفى بذكر قصة اختراعها.

قصة اختراع غسالة الأطباق

طبعًا جميعنا الآن متفقون على أن غسالة الأطباق تُعتبر من اختراعات النساء الأصيلة التي لا غبار عليها، لكنها في الواقع تمتلك قصة طريفة جدًا تستحق الذكر، فقد كانت النساء قديمًا لا يغسلن الصحون والأطباق إذا كن من الطبقة العليا أو حتى المتوسطة، بل كان يتم جلب فتاة كخادمة، أو حتى فتاة متخصصة في غسل الأطباق فقط، كان الخوف كل الخوف من أن تذبل الأيادي وتفقد رونقها، على كلٍ، حصلت إحداهن على فتاة تغسل أطباقها، ومن هنا بدأ كل شيء.

كانت الفتاة التي تغسل الأطباق جيدة في عملها، لكنها كانت تعاني من مشكلة خطيرة بعض الشيء، وهي أنها لم تكن تستطيع السيطرة على نفسها بسبب رعشة يديها، فكانت تُسقط الطبق وتكسرها، ومن هنا شعرت السيدة البريطانية، التي لم تكن متعلمة بالمناسبة، بأن عليها أن تفعل شيء من أجل إنقاذ أطباقها، ولذلك فكرت في عمل غسالة آلية تكون مهمتها الأولى والوحيدة هي غسل الأطباق، ثم بمساعدة زوجها تمكنت من اختراع أول غسالة أطباق في التاريخ.

حفاضات الأطفال، الاختراع الذي يستخدمه الجميع

طبعًا لا أحد الآن لا يستخدم ذلك الشيء الشهير المُسمى بحفاضات الأطفال، لكن ربما أغلبنا لا يعرف أن السبب في وجوده بعد الله سيدة أمريكية تدعى ماريون، وقد كانت ماريون هذه امرأة عادية ربما لم تكمل تعليمها، لكنها تمكنت في نهاية المطاف من اختراع شيء تسبب في نقلها نقلة أخرى ووضعها في مكان لا تحلم بها، فقد باعت براءة اختراعها بعد أن قامت بإثباته إلى شركة شهيرة في هذا المجال، وهي شركة بامبرز، والتي تُعتبر المحتكر الأول لسوق الحفاضات في جميع أنحاء العالم، لدرجة أن الحفاضات نفسها لا يُطلق عليها اسمها الحقيقي، وإنما يُناديها الجميع باسم بامبرز، فما هي يا تُرى قصة ذلك الاختراع الذي أصبح مؤخرًا أيقونة لجميع الأطفال وكانت صاحبة الفضل الكبير به سيدة.

قصة اختراع حفاضات الأطفال

مثلما دعت الحاجة بطلتنا الأول إلى اختراع غسالة الأطباق وجعلها واحدة من أهم اختراعات النساء فإن الحاجة هذه المرة كانت على شكل أم ترى رأت الأطفال وهم يُسربون البول والبراز ويُسببون الإحراج والقرف لكل الجالسين معهم، ولذلك فكرت في طريقة جديدة تحجب ذلك الشيء المقزز، فكانت البداية بالستائر، ثم طورتها بعد ذلك إلى مواد أكثر جودة وأقل احتمالية في التسريب، لكن ماريون كانت تعيش في مجتمع لا يسمح لها بتسجيل مثل هذه الاختراعات باسمها، أصلًا لو فعلت لما وصل الاختراع إلى ما وصل عليه الآن، ولذلك قررت التضحية باسمها في سبيل انتشار الاختراع وسجلته باسم شخص آخر، لكن عندما استتبت الأمور وبات بإمكان النساء تسجيل اختراعاتهم عادت ماريون إلى اختراعها وسجلتها باسمها عام 1951، ثم باعته كما ذكرنا إلى شركة بامبرز الشهيرة، والتي جعلته يُحلق في سماء العالم بأكملها.

سائل تصحيح الأخطاء

في الحقيقة لا تتوقف اختراعات النساء عند الأمور المنزلية أو تلك التي تُستخدم للأطفال، بل هناك أيضًا الكثير من الأشياء الهامة التي اخترعتها النساء وأفادت البشرية بشكل عام، وعلى سبيل المثال هناك السائل الذي مهمته الرئيسية تصحيح الأخطاء التي تقوم بها آلات الطباعة، ذلك السائل الذي قامت السيدة بيتي جراهام باختراعه قبل حوالي سبعين عام، وتحديدًا في عام 1951، لكنها لم تتمكن بكل أسف من تسجيل الاختراع بنفسها بسبب القيود التي تحدثنا، ولهذا فإنها قد اضطرت إلى اللجوء للتسجيل عن طريق شخص آخر ونسب الاختراع له، ومن حظها الجيد أن قرار حظر النساء من الاختراع قد أُلغي في عام 1958 وأصبح بإمكان بيتي تسجيل ذلك السائل الذي يُستخدم بصورة رائعة في إزالة الحبر وتصحيح الخطأ مهما كانت قوته وقدرته، فما هي يا تُرى قصة ذلك الاختراع الرائع؟

قصة اختراع سائل تصحيح الأخطاء

لمن لا يعرف، كان بيتي جراهام مجرد فتاة عادية لم تُكمل التعليم الثانوي بسبب تلك القيود المفروضة على النساء فيما يتعلق بالتعليم، لكنها بالرغم من ذلك تمكنت من إيجاد عمل لها بأحد البنوك ككاتبة، وقد كانت الآلات الكاتبة في هذه الوقت تواجه مشكلة كبيرة، وهي أن أي خطأ سوف يحدث فسوف تكون نتيجته الحتمية هي تقطيع الورقة بأكملها، وهناك فكرت بيتي في القيام بأمر ما يُمكن من خلاله إيقاف ذلك الخطأ أو محوه دون تعريض باقي الورقة لخطر الإزالة، وهو ما جعلها تصل في النهاية إلى السائل، والذي كان يتم وضعه على الخطأ فيقوم بإخفائه مما يعني الإكمال بالكلمة الصحيحة من موضع الخطأ دون تعطيل أو تعرض لمشاكل وخسائر في الورق، وقد كان الاختراع كما ذكرنا مسجل باسم غيرها حتى عام 1958، حيث تمكنت بيتي من توثيق الاختراع وبيع براءته والسماح بتطويره حتى أصبح على ما هو عليه الآن.

نظرة على اختراعات النساء

بالطبع بمقدورنا الملاحظة أن كل ما سبق ذكره من اختراعات، والكثير لم يتم ذكره لعدم وجود المساحة الكافية، يخضع إلى الحاجة في المقام الأول، بمعنى أدق، اخترعت المرأة غسالة الأطباق لأنها تحتاجها، واخترعت كذلك الحفاضات لأنها الأقرب إلى الأطفال والأكثر شعورًا بمعاناتهم، وهذا على العكس تمامًا من اختراعات الرجل التي تكون في المجمل مفيدة للبشرية بشكل عام وليس فئة معينة، وهذا ما يدفعنا إلى وضع اختراعات النساء في الميزان.

اختراعات النساء في الميزان

بأية حالة من الأحوال لا يُمكننا أبدًا أن نترك الخيال للمبالغة إلى الحد الذي يجعلنا نظن أن اختراعات النساء يُمكن أن تصمد في الميزان أمام اختراعات الرجال، فسبحان الله، نجد الرجال في كل مجال هم المتميزون، وكأن النبي عندما أخبر أنهم ناقصات عقلٍ ودين كان يُرسل رسالة في كل شيء، وهذا طبعًا لا يُمكن أن يكون تقليلًا من شأن النساء، لأن هذا المقال في الأصل كُتب من أجل الوقوف في وجه من يحاول أن يطمس وجودهن أو يمنحهن الحق بشكل منقوص، فكل شخص له ما له وعليه ما عليه، ومن هذا المنطلق تناولنا بعض اختراعات النساء المنسية فيما مضى، لكن، وهذه ليست مبالغة على الإطلاق، إذا أردنا أن نفعل الأمر نفسه مع اختراعات الرجال فسوف نحتاج إلى مئات، وربما آلاف المقالات، مع الوضع في الاعتبار أن أعداد النساء في كل مجتمع تُضاعف أعداد الرجال، لكن هذه في النهاية سنة الحياة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرين − ستة عشر =