تتعدد أنواع القطارات في العالم، فهي تتبع في النهاية درجة تقدم كل بلد وتطورها، ولذلك نجد اختلافًا كبيرًا بين منظومة القطارات الأوروبية ونظيرتها الأفريقية أو الأسيوية، لأنها ببساطة دليل تقدم وتأخر مثل الطائرات والسيارات، فهذان الاختراعان يتفاوتان أيضًا من بلد إلى أخرى، والحقيقة أنه شبه معجزة أن تكون دولة من دول العالم الثالث مثل مصر هي ثاني بلد في العالم عرفت القطار بعد إنجلترا، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على كل شيء يتعلق بالقطارات، والأهم بالطبع في هذا الموضوع هو أنواع القطارات الموجودة في العالم.
ما هي أشهر أنواع القطارات في العالم؟
ما المقصود بالقطار؟
قبل أن نتعرف على أنواع القطارات علينا أولًا التعرّف على ماهية القطار، فهو في الأساس وسيلة نقل مثل أي وسيلة نقل عادية كالسيارة والطائرة مثلًا، ويكون القطار على شكل سلسلة كبيرة أو صغيرة مُتصلة ببعضها، وتتحرك هذه السلسلة في مسار مُعين ومُحدد سلفًا، يُطلق عليه في العالم بأكمله خط السكة الحديدية.
سُمي القطار بالقطار لأن ثمة محرك قوي موجود في مقدمة القطر يعمل على تشغيله، يُسمى ذلك المحرك بالقاطرة، ولأنه أيضًا يكون على شكل مقطورة كبيرة، على كلٍ، يُعتبر القطار أحد أهم وسائل النقل الموجودة، في العالم، بالرغم من أنه يُعد اختراعًا قديمًا بعض الشيء مقارنة بالوسائل الأخرى كالطائرة.
اختراع القطار
عند اختراع القطار لم تكن هناك أنواع القطارات الكثيرة الموجودة حاليًا، وإنما كان ثمة نوع واحد تم اختراعه عام 1825 على يد رجل أعمال بريطاني كبير يُدعى جورج ستيفنسون، وللغرابة، لم يكن اختراع القطار بمفهومه الحالي هو المقصود.
أوصى ستيفنسون بعمل القطار عام 1825 بسبب حاجته إلى نقل بضائعه من بلد إلى أخرى داخل المملكة البريطانية، ثم اكتشف فيما بعد أن هذا الاختراع العظيم يُمكن استخدامه فيما هو أهم من ذلك، وهو نقل الركاب بدلًا من اللجوء إلى الوسائل الأخرى التي تُعد أبطأ بالتأكيد، عمومًا، جال القطار لأول مرة بالعالم في إنجلترا عام 1825، وظل محصورًا على الاستخدام بداخلها فقط حتى جاء إلى مصر نهاية القرن التاسع عشر، وقد كان وصوله إلى مصر من أجل مصلحة بريطانيا أيضًا، فقد كانت في الأساس أحد المستعمرات الأصيلة بها، لذلك تعتبر مصر ثاني دول العالم معرفة بالقطار.
كيف يعمل القطار
يعمل القطار بعدة أشياء، والحقيقة أن الأمر قد جاء عن طريق التدرج، فقد بدأ الأمر بالفحم ثم النفط ثم الكهرباء ثم الغاز الطبيعي ثم الطاقة الشمسية حديثًا، فكل هذه مصادر طاقة تعتمد عليها أنواع القطارات المختلفة.
نظام تشغيل القطار يختلف أيضًا حسب اختلاف مصدر الطاقة المُستخدم، لكن في النهاية يظل ثابتًا أن القطار يُدار من خلال عربة رئيسية يكون متواجدًا فيها سائق القطار فقط، وقد يكون هناك مساعد له في عربة القيادة مثلما هو الحال مع الطائرات، كما يختلف أمر آخر باختلاف أنواع القطارات وأغراض استخدامها، وهو وجود مُحصل أو موظفين داخل عربات القطار، عمومًا كل ذلك يتضح من خلال التعرف على أنواع القطارات.
أنواع القطارات
للقطارات نوعين رئيسيين إذا ما كنا نقصد التحدث عن النوع من حيث الاستخدام، فهو إما قطار نقل بضائع مثلما هو الحال مع القطار الأول في تاريخ البشرية، أو قطار نقل ركاب كما هو الحال مع التطور في استخدام هذا الاختراع، وسوف نتناول هاذين النوعين فيما يلي.
قطار نقل البضائع
هو أقدم أنواع القطارات وأكثرها استخدامًا طوال القرن الماضي، فقد ظهر في بريطانيا عام 1825 وبدأ في الانتشار بداية القرن العشرين بجميع أنحاء العالم، حيث أدرك الجميع أنه البديل الأهم للطائرات والعربات، لأن كلًا منهما يمتلك ما يعيبه، فالعربات مثلًا لا يُمكن أن تسير لمسافات طويلة، بينما الطائرات غالبًا لا تحمل الكميات الكبيرة، لذلك نجد أن القطار هو الحل الجوهري لهذه المشكلة، كما أنه وسيلة نقلة رخيصة نسبيًا.
في أوروبا ينقسم قطار نقل البضائع إلى قسمين رئيسيين، الأول هو القطار ذو الوجهة الواحدة، وهو القطار الذي يأخذ البضائع من مكان ما ثم يتحرك باتجاه مكان آخر دون أن يحاول التوقف خلال الطريق، فهو يلتزم بخط واحد لا يتغير، أما النوع الثاني فهو القطار المُتقطع، وهو الذي يقف في عدة محطات لتحميل بعض البضائع، وبشكل عام، يتميز قطار البضائع بأن عرباته تكون كبيرة الحجم والطول، كما أنها يمتاز بصلابة أكثر وليس به محصل رسوم مثل قطار الركاب.
قطار نقل الركاب
النوع الثاني من أنواع القطارات هو قطار نقل الركاب، وهو مُخصص فقط لنقل الركاب من مكان إلى آخر، وينقسم كذلك إلى قطار نقل مسافات بعيدة وقطار نقل مسافات قريبة، أما نقل المسافات القريبة فهو لا يأخذ على الأكثر ساعتين ويكون ما بين مدينة وأخرى أو محافظة وأخرى، بينما قطار نقل المسافات البعيدة يختص بنقل الركاب من دولة إلى أخرى في بعض الأحيان، مثلما هو الحال مع قطار أوروبا السريع الذي يمر من سبع دول.
قطار نقل الركاب عكس قطار نقل البضائع تمامًا، فهو يكون خفيف الوزن وصغير الحجم، كما أنه يتميز بتصميم وشكل أفضل، لأنه يُرى من عدد لا بأس به من الركاب يومين، فهو حسب الإحصائيات يجمع نصف سكان الكوكب أو ربعهم على الأقل، وأيضًا هناك نظام التذاكر أو الاشتراكات أو الدفع مقابل الخدمة، وهو أمر يُفرقه كذلك عن قطار البضائع.
درجات القطار
بعد أن تختلف أنواع القطارات تختلف كذلك أنواع الدرجات والخدمات، فهناك قطارات الدرجة الأولى، والتي تتميز في كل شيء بداية من المقاعد مرورًا بالمساحة انتهاءً بالمعاملة الجيدة، وذلك بخلاف الدرجة الثانية والثالثة التي تكون هذه المميزات فيها أقل، وعلى الأغلب تكون الدرجة الأولى من نصيب رجال الأعمال والأثرياء، بينما الطبقة الثانية لمتوسطي الدخل والموظفين والطبقة الثالثة للفقراء، والحقيقة أن هذا التقسيم يسري في كافة أدوات التنقل والسفر، سواء كانت طائرات أو سيارات، ففي النهاية يجب التسليم بأن التفاوت في الدرجات من سنة الحياة، حتى ولو كان الأمر يتعلق بدرجات قطار.
اندثار دور القطار
بغض النظر عن أنواع القطارات ودرجاته لوحظ في الآونة الأخيرة أن دور القطارات بدأ في الاندثار، وذلك بسبب امتلاك أغلب الناس للسيارات فيما يتعلق بخاصية النقل، وكذلك خصيص طائرات كبيرة لنقل البضائع، وبذلك نجد أن القطار بدأ بالتنحي بكلا نوعيه، لكن الحقيقة أن البعض ما زال يؤكد على قدرة القطارات على الاستمرار حتى مع تطور الطائرات وزيادة أعداد السيارات، ففي النهاية لم يثبت أن وسيلة قد تمكنت من القضاء على وسيلة أخرى تمامًا مهما كانت قوتها، وليس هناك دليل أكبر على ذلك من الصحف الورقية التي لم تختفي بالرغم من ظهور الصحف الاليكترونية وتطورها، عمومًا سو ننتظر ونرى.
أضف تعليق