أذكى الحيوانات : كيف استخدم العلماء التجارب لإثبات ذكاء الحيوانات؟

في هذا المقال نقدم لك مجموعة تجارب تثبت أذكى الحيوانات على كوكبنا، فالإنسان ليس هو المخلوق الوحيد الذكي على كوكب الأرض، ومع ذلك بالطبع فإن الوعي الإنساني هو الوعي الوحيد الذي يمتلك الأعصاب والعصبونات المعقدة وذو ذاكرة قوية وقدرات استنتاجية وتحليلية تفوق كل الحيوانات، ولكن التجارب الأخيرة أثبتت لنا أن هناك العديد من الحيوانات التي تتميز بذكاء وافر، وهي ما سنذكرها لك في الفقرات التالية، ولكن هذا لا يعني أنها أذكى الحيوانات على الإطلاق، فمن ضمن الحيوانات التي تعتبر الأذكى والتي لم نذكرها نجد الدولفين والشيمبانزي والبونوبو (الشيمبانزي القزم) والجرذ والخنزير والبطة والبقرة والنحلة والسنجاب، وهناك العديد من الأنواع الأخرى التي يكتشف العلماء ذكاءها يومًا بعد يوم مثل غرير العسل وأنواع مختلفة من الطيور مثل الببغاء.

كيف يتعرف العلماء على أذكى الحيوانات عن طريق التجربة؟

الغراب وقدرات التفكير

الغراب هو من أذكى الحيوانات على الإطلاق إن لم يكن أذكاها، والعلماء يجزمون أنه أكثر الطيور مهارة في التفكير، وهو لا يتوقف عن إبهارنا بما يمكن أن يفعله، وأيضًا فإن الغراب قادر على فهم بعض قواعد الفيزياء البسيطة مثل تأثير الأثقال المختلفة وكذلك قدرته على فهم طبيعتها من خلال النظر إلى المرآة بالإضافة إلى مهارته في تصنيع أدواته الخاصة واستخدامه المنطق في فهم الأشياء المحيطة به.

وقد تمت تجربة بسيطة لمعرفة القدرات الخفية للغربان، حيث تسائل العلماء عن قدرة الغراب على التفكير واتخاذ القرارات بالاعتماد على التغيرات التي تحدث في بيئته، تمت التجربة في جامعة فيينا مع عشرة غربان (كلهم تمت تربيتهم في الأقفاص منذ صغرهم)، ووضع كل زوج منهم في غرفة يوجد في منتصفها نافذة مغلقة، ثم فتحوا النافذة وأعطوا لكل غراب قطعة من الطعام على مرأى من الغراب الآخر ليخفيها وهذا ما قام به كل منهما بالفعل وذلك بحرص تام حتى لا يعرف الآخر المكان، وفي المرة التالية كرروا الأمر لكنهم تركوا فتحة صغيرة في النافذة، وهنا اختلف رد فعل كل غراب حيث أصبح متوجسًا بشكل كبير وأخذ يحوم حول المكان ليتأكد من أنه غير مراقب، وفي المرات التالية قاموا بإغلاق الفتحة وتركها في مرات أخرى، ولاحظوا أن الغراب أصبح يتحقق بشكل مستمر من الجو المحيط في حالة وجود الفتحة، وهذا يعني أن قدرته على الملاحظة قوية جدًا كما أنه يمتلك حس الريبة الذي يتطلب مهارة عالية في التفكير.

القطط لا تهتم بأصحابها

تمت هذه التجربة لإثبات أن القطط هي ضمن أذكى الحيوانات في عالمنا وذلك في جامعة طوكيو، حيث أخذوا 20 قطة كعينات للتجربة وهم من فصائل متنوعة وتمت في المنازل التي تعيش فيها القطط لاحتمالية أن ردود الفعل قد تتغير بتغير البيئة. كان الغرض الأساسي من التجربة إثبات مدى قدرة القطط على إدراك أصوات ممتلكيهم ومدى تفاعلهم معهم، وفي البداية أخرجوا للقطط ثلاثة أصوات مختلفة لأشخاص غريبين عنهم وينادون باسمهم، ثم يأتي صوت ممتلك القطة، وفي المرة الخامسة يأتي صوت شخص غريب، وذلك لضمان كافة احتمالات ردود الأفعال، وبالاعتماد على لغة الجسد وطريقة تصرف القطط فإن الباحثون أكدوا أن القطط قادرة على التفريق بين الأصوات، وأنها في حالة الأشخاص الغرباء تحاول الاقتراب منهم لتتعرف إليهم وتحفظ رائحتهم، أما بالنسبة لممتلكها فإنها لا تعيره أي اهتمام!

الكلاب تهتم بالحالة المزاجية لأصحابها

في دراسة لجامعة فنلندية أثبت الباحثون أن الكلاب من أذكى الحيوانات على الكوكب وهي تمتاز بالعديد من قدرات التواصل، كما أنها تهتم بشكل كبير بالحالة المزاجية لأصحابها وتحاول التخفيف عنهم في حالة شعورهم بأن ممتلكيهم يشعرون بالغضب، حيث قاموا بإجراء تجربة ضمت 13 كلب من أنواع مختلفة وفيها تم تعريضهم إلى أوجه تعبيرية للبشر وهم في حالات مختلفة تشمل حالة الشعور بالتهديد والسرور والغضب والوجه الخالي من التعبيرات وغيرها من الحالات، وفي كل حالة وجدوا أن الكلاب قادرة على فهم تعابير البشر بل والتفاعل معها بالشكل المناسب لتخفف عن أصحابها في حالة شعورهم بحالة سيئة.

الكبوشي يرفض الظلم

الكبوشي هو جنس رئيسي في مملكة الحيوانات هو ومن الرئيسيات ويتبع شعبة الفقاريات وفصيلة السعادين كبوشية الشكل، واسمه العلمي هو كيبوس (Cebus)، ومن أشهر أنواعه الكبوشي الكباوري والكبوشي ذو الخطوط السوداء والكبوشي الزيتوني والكبوشي ذو البطن الذهبية.

وقد تمت تجربة بسيطة لمعرفة قدرات وردود فعل الكبوشي وذلك على فردين وضعا في قفص واحد، في المرة الأولى طلب منهما الإمساك بحجر ومناولته لأحد الأشخاص، وكمكافأة على هذا تم إعطاء الكبوشي الأول قطعة من الخيار وإعطاء الثاني قطعة من العنب الذي يفضله بصورة بالغة، ولوحظ أن الكبوشي الأول شعر بشيء غريب يحدث واستغرب التفريق بينه وبين صديقه لكنه لم يبدِ أي اعتراض واضح، في المرة الثانية وعند تكرار الأمر لم يسكت الكبوشي الأول وانفعل بشكل غريب وأمسك بقطعة الخيار ولوّح بها أمام وجه القائم بالتجربة ليعلن رفضه وربما كان هذا إنذار بالتهديد وضرب بيديه على الطاولة الموجودة أمامه، وهذا يثبت قدرته على التمييز بين ما يحصل عليه كل الأفراد والأهم رفضه لفكرة الظلم وهذا شيء نادرًا ما نجده في الحيوانات.

الفيل والذاكرة الخيالية وتمييز الأصوات

يملك الفيل قدرات استثنائية تدهشنا كل يوم، وهو قطعًا من أذكى الحيوانات ، وأهمها ذاكرته التي يدعي بعض العلماء بأنها غير محدودة، وفي حادثة أقرب من كونها إلى تجربة اكتشفنا المزيد من القدرات، ففي مشهد يشبه أفلام الكارتون، وجد المراقبون في مأوى الأفيال في ولاية تينيسي الأمريكية لقاء حميمي بين الفيلة جيني التي كانت تسكن المأوى منذ وقت طويل والفيلة الجديدة شيرلي، وتفاجأ الناس للغاية بسبب هذه المشاعر في الاستقبال، فبدأوا بالبحث عن سجل الفيلتين إلى أن اكتشفوا أنهما كانتا معًا في سيرك شهير يدعى سيرك كارسول وبارنيز، وقد حدث هذا قبل 23 سنة، والعجيب أن فترة بقائهما في السيرك كانت بضعة أشهر فقط، إلا أنهما استطاعتا التعرف على بعضهما البعض بعد أكثر من عقدين، لكن الأعجب هو دراسة ظهرت مؤخرًا تخبرنا بأن الفيل يستطيع التعرف على 30 فيل من خلال رائحة البول فقط!

وفي حديقة أمبروسيلي الوطنية في كينيا لاحظ المراقبون أن الأفيال ذات قدرة رهيبة على تمييز الأصوات وفهم اللغات، فقاموا بتجربة بسيطة، حيث سجلوا كلمات قليلة نطق بها أحد السكان المحليين من قبيلة الماساي الأفريقية مع تسجيل لنفس الكلمات بصوت فرد من قبيلة الكامبا، وقاموا بتشغيل التسجيل من مكبر للصوت أخفوه بعيدًا، واختلفت ردود الفعل بين الجملتين، فالفيلة هناك معتادة على سماع أصوات قبيلة الماساي والهرب بسبب عمليات الصيد المتكررة التي تقوم بها القبيلة في حين أن القبيلة الأخرى لا تهاجمهم، وحتى بعد أن قاموا بعملية تشويه للصوت، لدرجة أن الإنسان قد لا يستطيع التفريق بين الأصوات بعد هذه العملية، وعامةً فإن حاسة السمع لدى الفيلة تفوق البشر بمراحل، وهم يستطيعون التفريق بين صوت النساء والأطفال والرجال البالغين، كما أنهم يفهمون بعض الكلمات الأساسية من لغاتنا ولديهم سرعة عالية في التعلم، لذا فإنهم بلاشك من أذكى الحيوانات .