لا يوجد في الجسم أجزاء بلا فوائد له، لكن البعض يعتقد ذلك ويؤمن به، وذلك فقط لمجرد أن جزء ما لا يؤدي دور رئيسي ومحوري، وهو في الحقيقة اعتقاد خاطئ، إذ أنه من المستحيل عقلًا أن يكون هناك جزء في ذلك الجسم العبقري بلا فائدة، فهو على الأقل إذ لم يكن بالشكل المتصور فهو يُكمل جزء آخر ويمنحه فائدة ما كانت لتحصل لولا هذا الجزء الذي يُوصف بأنه بلا فائدة، عمومًا، في السطور القادمة، سوف نتعرف سويًا على أهم أجزاء الجسم التي يعتقد البعض أنها أجزاء بلا فوائد، والتي هي بالطبع ليست كذلك، لكنها فقط تفوق قدرة البشر على إدراكها.
هل يوجد أجزاء بلا فوائد في جسم الإنسان؟
أجزاء الجسم
الجسم جهاز مُتكامل، لا يُمكن أن يعمل إلا بوجود أجهزة تُكملّه، لذلك تم تقسيمه إلا عدة أجهزة وأجزاء، لكل جزء فائدة معينة، وإن كان هناك من يقول بأنه ثمة أجزاء بلا فوائد في جسم الإنسان فإن ذلك بالتأكيد لا يُرد إلا لجهل الإنسان وعدم قدرته على معرفة فائدة هذه الجزء الذي يعتقد أنه بلا فائدة، وسوف نحرص الآن على تناول أهم هذه الأجزاء التي يدعي الغير مُلمين بها أنها أجزاء بلا فوائد، والتي أهمها بالتأكيد عظمة العصص وحلمات الرجال واللوزتين وضرس العقل.
عظمة العصعص، عظمة الميزان
هناك عظمة تنبت في الجسم عند الحمل تُسمى عظمة العصص، وغالبًا ما تظهر بعد الأسبوع السادس من الحمل، وقد قال العلماء بعدم جدوى هذه العظمة بالرغم من أنها تظل مستمرة بعد الولادة وحتى الموت، لكن من قالوا ذلك بالطبع، وعدوها ضمن قائمة أجزاء بلا فوائد بالجسم، لا يعرفوا ما توصل إليه بعض العلماء فيما يتعلق بهذه العظمة، حيث قالوا إنها تختص بعمل نوع من التوازن في الجسم أثناء فترة الحمل، وأنها مفيدة جدًا للمرأة، وبالعقل، لا يمكن أن تكون هذه العظمة التي تنبت فجأة بلا فائدة كما يعتقد البعض، وإلا ما كانت نبتت من الأساس، لكن المشكلة كما ذكرنا في جهل البعض بأهميتها، وهو ما يدفعهم إلى الجزم بعدم وجود فائدة من الأساس.
حلمات الرجال، علامات استفهام كبيرة
من الأجزاء التي تدخل ضمن قائمة أجزاء بلا فوائد بجدارة هي حلمات الصدر التي تكون موجودة عند الرجال، فالمرأة تتواجد بها هذه الحلمات من أجل إرضاع الأطفال، أما الرجال فهم بالتأكيد لا يخوضون مثل هذه التجربة، لذلك يتعجب العلماء من وجود حلمات الصدر لديهم، ويعتبرونها بلا أي فائدة تُذكر، إلا أننا إذ أرجعنا الأمر فسنجد أنه ليس له علاقة بالأطفال والرضاعة من قريب أو بعيد، فحلمات الصدر بغض النظر عن هذه العملية يجب أن تكون في جسم أي إنسان، سواء كان الجسم تابع لامرأة أو رجل، وبالتأكيد ثمة فائدة لهذه الحلمات، لكن مثلما هو الحال مع عظمة العصعص، لا أحد يعرف تلك الفائدة، أو بمعنى أدق، لا أحد يمتلك من العلم ما يؤهله لمعرفة فائدة حلمات الصدر لدى الرجال، لذلك يُسارع باعتبارها كواحدة من أجزاء بلا فائدة في الجسم.
اللوزتين، الأعضاء الزائدة
يعتبر البعض اللوزتين أجزاء بلا فوائد في الجسم، وذلك لسبب بسيط جدًا ومُقنع في الحقيقة، وهو أن اللوزتين يُمكن الاستغناء عنهم وإزالتهم دون حدوث أي مشاكل بالجسم، بل أنه يُقال إن الجسم يُصبح أفضل بعد عملية إزالتهم، وإذ لم يكن ذلك صحيحًا فعلى الأقل يتأثر الجسم دونهما، بل أنه من الصعب جدًا أن يُميز الشخص الذي يملك اللوزتين من الشخص الذي لا يملكهما.
اللوزتين في الأساس يتبعان جهاز هام في الجسم يُسمى الجهاز اللمفاوي، وهو يؤثر بشكل كبير في المناعة، لكن وجودهم يكون مُهددًا دائمًا بالإصابة بمرض شهير وهو سرطان اللوزتين، ولذلك يشرع الكثيرين في إزالتهما، وبعد ذلك يُصبحون طبيعيين دون أي نقص، ولهذا عُدت اللوزتين ضمن قائمة أجزاء بلا فوائد بالجسم، وإن كان نترك هذا الأمر أيضًا إلى جهل الإنسان وعجزه عن التوصل إلى فائدة اللوزتين الحقيقية، والتي بالتأكيد موجودة لكنه لا يعرفها.
ضرس العقل، الضرس المجنون
يتواجد ضرس العقل ضمن قائمة أجزاء بلا فوائد بالجسم، فهو اسم ليس على مُسمى مُطلقًا، لأنه لم يلقى استحسان أي شخص ممن عرفوا به، وغالبًا ما يتمنى الجميع إزالته أو الاستغناء عنه بسبب الآلام التي يُسببها.
يظهر ضرس العقل في مرحلة المراهقة، وعادة ما يكون ذلك في سن الثامنة عشر، ثم يبدأ بعد ذلك في شغل مساحة مزعجة بالفم، ويُقال إن الفم لا يتقبله بسبب حجمه هذا، مما يجعله سببًا في زيادة الألم، كما أنه يُرجح كذلك عدم تماشيه مع التغير الذي يحدث في عملية المضغ، فالشخص في هذا العمر تُصبح أسنانه غير مواكبة للطعام الذي يتناوله، مما ينتج عنه ألم شديد يُزيده وجود ضرس إضافي مثل ضرس العقل، والحقيقة أنه لا أحد يعرف إذا كان هذا الأمر صحيحًا أم لا، لأنه وبنفس المنطق السابق لا يمكن أن يظهر جزء دون أن تكون له فائدة، اللبس في عدم القدرة على التوصل إلى هذه الفائدة بسبب قلة علم الإنسان.
الزائدة الدودية، الزيادة الزائدة
هي كما يتضح من اسمها، ولا تحتاج أبدًا إلى أن تكون ضمن قائمة أجزاء بلا فوائد كي يعرف الإنسان أنه لا يحتاج إليها، بالرغم من أن البعض يتغنى فوائدها التي لا غنى عنها أبدًا.
تتواجد الزائدة الدودية بالقرب من الأمعاء الغليظة، ومع ذلك تُعتبر بالنسبة للكثير من العلماء غير مُفيدة على الإطلاق، والدليل أن إزالتها أول شيء يُفكر فيه الإنسان إذا شعر بأي ألم ناتج عنها، وعندما تحدث هذه الإزالة لا يشعر الإنسان بأي تأثير يُذكر، وبذلك يكون القائلون بعدم أهميتها على حق، إذ أنها لو كانت مفيدة لكان تأثير عدم تواجدها كبيرًا للغاية، لكن، هناك علماء آخرون يرون أنها مفيدة جدًا للجسم، فهي على حد قولهم تحوي نوع من أنواع البكتيريا مسئول عن تنظيف المعدة وتسهيل عملية الهضم، عمومًا يبقى الأمر في النهاية متروكًا لجهل الإنسان وعلمه، فهو يدعي أن الزائدة الدودية لا تمتلك أي فوائد للجسم فقط لأنه لا يعرف إذا كانت تمتلك أم لا، أما إذا استطاع التوصل إلى الحقيقة فسوف يقتنع بعكس ما يقوله، كما ترون، الأمر فقط يتمثل في فقر المعرفة.
الأجزاء والزمن
بمرور الوقت وتقدم الزمن تقل قائمة أجزاء بلا فوائد في الجسم بشكل كبير، هل تعرفون لماذا؟ لأنه وببساطة يحدث تطور كبير في العلم وتُكتشف فوائد تلك الأجزاء المزعوم أنها بلا فائدة، لذلك يُنصح ألا يتسرع البعض بنعت جزء ما في الجسم بأنه بلا فائدة، لأن هذا الأمر يُعد بمثابة شهادة ضمنية بالجهل، وليس هناك دليل على ذلك أكبر من أن تلك الأجزاء تظهر فوائدها مع تقدم العلم.
أضف تعليق