تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » حيوان الجاكوار : أغرب حالات التهجين بين القطط والنمور تنتج الجاكوار

حيوان الجاكوار : أغرب حالات التهجين بين القطط والنمور تنتج الجاكوار

حيوان الجاكوار

هل سمعت من قبل عن حيوان الجاكوار ؟ في الحقيقة هذا الحيوان ليس طبيعيًا، فهو حيوان مهجن من القط والنمر، كيف تم الحصول على حيوان الجاكوار ؟ هذا ما ستعرفه.

يُعتبر حيوان الجاكوار من أغرب الحيوانات الموجودة وأشدها قوة، فغرابة الجاكوار تأتي من عدم التأكد من أصله أو ماهيته الحقيقية، وهل هو من فصيلة النمور أم القطط، وهل هو حيوان بري مفترس أم حيوان أليف مُتسامح مع الطبيعة، لا أحد يعرف تحديدًا، فلقد تم رصد حيوان الجاكوار في كل الحالات السابقة تقريبًا، كما تواجدت به صفات القطط والنمور معًا، لذلك، بعد أن كان يُسمى في البداية بالنمر الأسود والقط الشرس تم الاستقرار على اسم مُخالف للاسمين ولا يُمكن من خلاله تحديد الوصف الدقيق له، وهو اسم الجاكوار، فدعونا نتعرف سويًا في السطور الآتية على حيوان الجاكوار وحياته.

حيوان الجاكوار المهجن وكل ما يخصه

ما هو الجاكوار؟

حيوان الجاكوار حيوان غريب فعلًا من حيث الشكل والتكوين، فهو يُشبه النمر والفهد والقطط أيضًا، والشبه هنا مُتفاوت بين الناظرين، فالبعض يراه قطة كبيرة الحجم، والبعض الآخر يرى فيه نمر أو فهد صغير الحجم، لكن من حيث السلوكيات فهو يشبه غالبا النمور، وهذا ما يُفسرّ بقائه في الغابات، إذ أن القطط لا تتمكن من الصمود وسط الحيوانات المفترسة، والتي يعيش وسطها حيوان الجاكوار بينها بلا أية متاعب.

أين يعيش الجاكوار؟

يعيش الجاكوار في كل الغابات، وخاصةً الغابات الاستوائية، أما إذا ما أردنا التحديد أكثر فهو يعيش في الجزء الشمالي من الأرض، حيث الأمريكيتين والدول المجاورة لها كأستراليا وتوكسون والأرجنتين، وكل هذه المناطق تحتوي على عدد وافر من الغابات الاستوائية يسمح بممارسة الجاكوار لحياته العادية، لكن هناك شيء غريب يُميز هذا الحيوان عن غيره من الحيوانات التي تشبهه وخاصةً النمور والفهود.

الجاكوار والهواية الغريبة

يعشق حيوان الجاكوار السباحة، لذلك يبحث دائمًا في الغابات التي يعيش فيها عن المستنقعات والبحيرات الصغيرة، ويمارس السباحة يوميًا ما لا يقل عن ثمانية ساعات، وربما هذا هو الشيء الوحيد الذي يُمكن أن يجعل من الجاكوار أحد أنواع فصيلة القطط، حيث أن النمور الحقيقية لم تُقدم أبدًا على السباحة، بل أنها تبتعد عن الأماكن التي تحتوي على بحيرات ومستنقعات، في الوقت الذي تُعد فيه هواية بالنسبة للجاكوار كما ذكرنا.

الجاكوار في سطور

إذا أجزمنا بكون الجاكوار أحد عناصر فصيلة النمور فأن أهم ما يُميزه، كما يُميز أي نمر آخر، هي القوة الجسدية، والتي تُمكنه من صيد ضحاياه بسهولة، فالجاكوار يعتمد بشكل كبير على اللحوم، لذلك تكون أغلب رحلاته من أجل الاصطياد، حيث يعود آخر الليل مُحملًا بأكثر من ضحية، فهو وللغرابة يمتلك قدرة كبيرة على حمل أكثر من ضحية، والذين لا يأخذون سوى عضة واحدة منه حتى يُصبحوا وليمة له.

يعيش الجاكوار بشكل منفرد ومنعزل، فهو لا يختلط بباقي الحيوانات ولا يُكون صداقات مع أيًا منهم، بمعنى أنه يُهاجم أي حيوان آخر يراه، وذلك اعتمادًا على جسده الضخم، أما اعتبرناه تابع لفصيلة القطط فهو بلا شك أكبر قط موجود في العالم، وبالطبع الذكور هم الأكبر وزنًا والأكثر شراسة، أهم الإناث فهم الأكثر عددًا وانتشارًا.

طعام الجاكوار

يأكل الجاكوار اللحوم كما ذكرنا، لكنه لا يأكل نوع واحد فقط، بل كل اللحوم تقريبًا، وخاصةً تلك التي تتبع الفقاريات كالغزلان مثلًا، والتي تُعد فريسة لكل الحيوانات المفترسة غالبًا، كما يصطاد الجاكوار الثعالب والخنازير والثعابين، وهي حيوانات لها مكانة كبيرة في الغابة، لكن الجاكوار لا يكتفي بهم، بل يصطاد أيضًا الحيوانات الضعيفة كالضفادع والماعز وغيرها من الحيوانات التي تتواجد في أماكن وجوده.

الجاكوار والتكاثر

يتكاثر حيوان الجاكوار بشكل شبه دائم، أي طوال أيام السنة، فالحمل في الأساس لا يأخذ أكثر من شهرين، بل يصل أحيانًا إلى شهر ونصف فقط، وأهم ما يُميز حيوان الجاكوار فيما يتعلق بالتكاثر هو قدرته الفائقة على الإنجاب، فهو مستعد لهذا الأمر كل شهر ونصف تقريبًا، وبذلك نجد أن أنثى وذكر الجاكوار يُنجبان في العام الواحد ما لا يقل عن ثمانية أبناء، وهو عدد كبير جدًا لا يتوافر في حيوانات أخرى تتبع فصيلة النمور أو القطط، لذلك تُضاف هذه الميزة إلى مميزات الجاكوار الأخرى كالقدرة على السباحة والسرعة الفائقة في صيد ضحاياه.

أعداد الجاكوار

بمناسبة ذكر التكاثر يجب علينا أن نتطرق إلى أعداد الجاكوار الموجودة في العالم الآن حسب آخر الإحصائيات، والتي تُشير إلى وجود أكثر من ربع مليون جاكوار حول العالم، أغلبهم كما ذكرنا في الأمريكيتين، لكن يجب علينا وضع قِدم هذه الدراسة في الحسبان، حيث أنها ترجع إلى عام 2001، مما يعني أن تطور كبير قد حدث في هذا العدد، سواء كان بالتزايد أو التناقص، أما التزايد فهو كما ذكرنا يكون بسبب العدد الكبير الذي تضعه أنثى الجاكوار في العام الواحد، والذي يصل إلى ثمانية أفراد، لكن التناقص يرجع سببه إلى ما هو شائع في كل الحيوانات المميزة، الصيد.

صيد الجاكوار

ظهرت مشكلة صيد الجاكوار خلال العشر سنوات الأخيرة، وذلك عندما بدأ الناس في الالتفات إلى أهمية الجاكوار وثمنه المرتفع، بالرغم من عدم وجود استفادة فعلية سواء من لحومه أو جلوده، إلا أن البعض يعتقدون أن امتلاك أشياء نفيسة ونادرة مثل الجاكوار أمر مميز في حد ذاته، ولذلك كثرت عمليات الصيد وتم تكثيفها في غابات استراليا والأمريكيتين حتى وصلت معدلات صيد الجاكوار إلى عشرة رؤوس يوميًا، وهو معدل جعل جمعية حماية الحيوان تنتفض.

الجاكوار والمحميات الطبيعية

طالبت بعض الأصوات بدخول الجاكوار المحميات الطبيعية باعتباره حيوان مهدد بالانقراض، إلا أن الأبحاث وعمليات الإحصاء التي تم إجرائها أثبتت أن وجود الجاكوار كثيف للغاية، ولا يدعو للقلق أو يتطلب دخوله المحميات، وهو أمر صحيح الآن، لكنه بالطبع سيصبح غير ذلك خلال السنوات القليلة القادمة، فالنهر بالرغم من كونه نهر إلا أنه مُعرض للنفاد، ولذلك لا نستبعد أبدًا أن تتزايد عمليات اصطياد الجاكوار حتي تُقرّبه من الانقراض، هذا ما حاولت جمعية حماية الحيوان إيصاله إلى المحميات الطبيعية ولم يلقى أي ترحيبٍ أو اهتمام.

الجاكوار والحياة البشرية

يُقال من قِبل بعض المؤرخين أن حيوان الجاكوار له يد في التعداد البشري الموجود الآن، وذلك بسبب ثورانه في عصر من العصور والتهامه لأكثر من نصف البشر الموجودين وقتها، وينسب للجاكوار بسبب هذه الحادثة الفضل في إعادة تشكيل الحياة البشرية، إذا كان من الممكن جدًا أن تكون بحالة غير التي عليها الآن، لكن بالتأكيد لا يجب أن يُؤخذ هذا الأمر على محمل التصديق مباشرةً، خاصةً وأنه لا يستند إلى أي دليل مادي مأخوذ به، فلم يقم الفراعنة مثلًا بتجسيد هذه الواقعة على جدران المعابد كما فعلوا مع أغلب الأحداث الأخرى، وكذلك اليونانيون والفينيقيون، أي أن الأمر يُعد مُجرد زعم منقوص، يهدف إلى إعطاء أهمية أكبر لحيوان الجاكوار.

في النهاية، وبغض النظر عن كل ذلك، لا يمكن القول سوى أن حيوان الجاكوار من الحيوانات الهامة، وأهميته تلك تنبع من ندرته وعدم وجود ما يُشبهه من الحيوانات، سواء في الصفات أو الشكل، وهذا مع التأكيد على الخلاف الشائك حول انتمائه للنمور أو القطط، والذي لم يتم القطع فيه حتى الآن.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × 5 =