البحث عن كائنات فضائية هي فكرة استحوذت على عدد كبير من العلماء وغيرهم منذ منتصف القرن العشرين، وبعد الاكتشافات الفضائية الحديثة واكتشاف مجرات لم نعرفها من قبل ودراسة كواكب ونجوم بشكل مفصل لأول مرة، زادت نسبة التوقع بوجود كائنات ذكية موجودة خارج كوكب الأرض، من خلال الأسئلة والإجابات التالية سنعطيك فكرة عامة عن الموضوع وستتمكن من معرفة الاحتمالات المبدئية لوجود الكائنات الفضائية مع بعض المعلومات عن أهم الكواكب الشبيهة بالأرض والنطاق الصالح للحياة الذي يمكن أن تكثر فيه نسبة الاحتمالات وسنتعرض إلى الرسائل اللاسلكية التي أرسلها العلماء إلى الفضائيين عبر عشرات السنين ليعلموا بوجودنا وليردوا علينا برسائل لاسلكية أيضًا باعتبارها أسهل الطرق.
تعرف على جهود العلماء من أجل البحث عن كائنات فضائية
ما هو الاحتمال المبدئي لوجود كائنات حية خارج الأرض؟
إذا نظرت إلى السماء ليلاً ستتعرف على بعض النجوم، لكن الفضاء لا يحتوي تلك النجوم البعيدة فقط، فمع وجود 200-400 مليار نجم، أكد العلماء رصد ما لا يقل عن 100 مليار كوكب داخل مجرتنا، وخمّن بعض علماء الفلك أن هناك كوكب واحد على الأقل تابع لكل نجم، مما قد يضاعف عدد الكواكب المرصودة. أغلب تلك الكواكب قريبة من حجم الأرض، هذا يعني أن نطاق الاحتمال عالي جدًا، فنحن نبحث عن كوكب واحد فقط صالح للحياة من بين 100 مليار كوكب.
ما هي الكواكب الشبيهة بالأرض؟
آخر الاكتشافات في الفضاء أتت بنتائج مثمرة جدًا، مثل اكتشاف كوكب Kepler-186f الذي يزيد حجمه بنسبة 10% فقط عن حجم الأرض، وكمية الطاقة التي يمتصها من النجم التابع له تساوي ثلث الطاقة التي يمتصها كوكب الأرض من الشمس، وهو يبعد 500 سنة ضوئية عن الأرض، ولاحظ العلماء وجود بعض التشابهات الأخرى بينه وبين الأرض، بالإضافة إلى كواكب أخرى تزيد عن عشرة كواكب، مثل Gliese 667Cc الذي يبعد عن الأرض 22 سنة ضوئية فقط.
كيف سنتواصل مع الكائنات الفضائية في الكواكب البعيدة؟
تكمن المشكلة في المسافات الهائلة للفضاء، فإذا افترضنا أن هناك كوكب يحتوي على حياة موجود في مجرة درب التبانة على بعد 300 سنة ضوئية، فإن إرسال واستقبال إشارة سيتطلب 600 سنة، لذا فهذا هو التحدي الأكبر بالنسبة للعلماء اليوم.
ما هو النطاق الصالح للحياة؟
النطاق الصالح للحياة هو المكان الذي تتوفر فيه الظروف الأساسية للحياة، وبالرغم من أن العلماء لم يتوصلوا حتى الآن إلى مكان شبيه بالأرض تمامًا، إلا أنهم توصلوا إلى بعض الكواكب التي يحتمل أن تكون نطاقًا صالحًا للحياة، وهي الكواكب الصخرية التي تبعد عن النجم التابع لها بمسافة مناسبة لتكون درجة الحرارة مناسبة لقيام الحياة وليستمد منها الكوكب الطاقة الكافية، وأن لا تكون إشعاعات النجم سامة، وأيضًا يجب أن يتوفر العنصر الأكثر أهمية وهو الماء.
هل يوجد ماء خارج الأرض؟
الإجابة هي نعم، لكن لم يتم حتى اليوم اكتشاف أي كوكب يحمل مسطحات مائية كالموجودة على الأرض، لكن الاكتشافات الحديثة أثبتت أن هناك الكثير مما لا نعرفه. فالماء يوجد على هيئة ثلوج في المريخ وبنسبة صغيرة كبخار ماء، لكن هذا لا يعني أن هناك مسطحات مائية في المريخ، وفي الكوكب الذي أطلق عليه العلماء اسم أوروبا، يعتقد العلماء أنه على الأرجح هناك مياه في عمق 100 كم تحت سطح الأرض، وأن كمية المياه فيه قد تكون ضعف كمية المياه على الأرض، ويُعتقد أن هناك ماء في قمر جانيميد وهو أكبر أقمار المجموعة الشمسية. وفي قمر تيتان وهو أكبر أقمار كوكب زحل، وجد العلماء أدلة واضحة على وجود كميات كبيرة من المياه السائلة، وهو بهذا يعتبر أحد أكثر الاحتمالات الخاصة بوجود كائنات ذكية خارج الأرض.
ملياردير روسي يستثمر 100 مليون دولار للبحث عن كائنات فضائية
في عام 2016 وبالتزامن مع يوم الفضاء (12 أبريل)، أعلن الملياردير الروسي يوري ميلنر عن إطلاقه لمشروع استكشاف كوكبة بعيدة (كوكبة قنطورس) باعتبارها أحد الأماكن التي يحتمل أن تحتوي على كواكب صالحة للسكن من قبل مخلوقات عاقلة، وذلك تحت إشراف عالم الفيزياء والكونيات الشهير ستيفن هوكينج، وتعتبر تلك الخطوة بالغة الأهمية في الرحلة نحو البحث عن كائنات فضائية، حيث أن مثل تلك الرحلات افتقرت إلى التمويل من أشخاص مستقلين بسبب المخاطرة الكبيرة التي تنطوي عليها مثل تلك المشاريع التي قد تهدر الملايين بدون تحقيق أية نتائج، لكن يبدو أن طموح الإنسان ليس له حدود.
ناسا تبحث عن فضائيين
في سنة 1974، بدأت ناسا بمحاولات جدية للبحث عن فضائيين، حيث أرسلت من خلال مرصد أريسيبو في بورتوريكو رسالة عبر الراديو (ووقتذاك كان هو الطبق الراديوي الأكبر في العالم)، وتم إرسال الرسالة إلى مجموعة من النجوم تحتوي على أكثر من مليون شمس، وحاول العلماء الوصول إلى الطريقة الأكثر سهولة ووضوحًا، وكان نص الرسالة كالتالي: “إليكم الطريقة التي نعد بها من واحد إلى عشرة. إليكم الأرقام الذرية لخمسة من العناصر الكيميائية: هيدروجين، كربون، نيتروجين، أكسجين، فوسفور. ونظن أنها مهمة. إليكم بعض الطرق التي تتحد بها بعض هذه العناصر: جزيئات الأدينين والثايمين والجوانين والسايتوزين، مكونة سلسلة من جزيئات تبادلية من السكريات والفوسفات تشكل جزيئًا طويلاً يسمى DNA يتكون من حوالي أربعة مليارات وصلة في السلسلة الواحدة، ويتكون الجزيء من لولب مزدوج. وهذا الجزيء مهم للكائن الغريب الشكل الموجود في المكان الذي بعثت منه الرسالة ويبلغ متوسط طوله حوالي 176 سم. وهناك حوالي أربعة مليارات من هذا الكائن على سطح الكوكب الثالث من شمسنا. مع التحية”.
البشر يرسلون الموسيقى إلى الخارج
في سنة 2001 قام معهد علمي في روسيا بإطلاق مبادرة لإرسال موسيقى إلى بعض الكواكب من خلال موجات الراديو، تم اختيار مراهقين من عدة مدن روسية ليختاروا أغانيهم المفضلة وليتعاونوا مع بعضهم في اختيار أفضل الأغاني التي يمكن إرسالها إلى الفضائيين، وإلى جانب هذا قام عازفون محترفون بتسجيل بعض المقطوعات الكلاسيكية الشهيرة مثل ألحان بيتهوفن ورحمانينوف على آلة الثيرمين (وهي آلة بدون أوتار تعمل من خلال المجال الكهرومغناطيسي، أي أن العازف يحرك أصابعه فقط لتخرج الألحان).
الرسائل اللاسلكية
كارل ساجان هو عالم فيزياء وكونيات أمريكي اشتهر بكتبه وبرامجه في تبسيط العلوم، وهو أحد أكثر العلماء المتحمسين لفكرة البحث عن كائنات فضائية (أو ما يحب إطلاق عليها كائنات ذكية)، والأساس الذي اعتمده ساجان هو موجات الراديو، اعتقد ساجان أن طريقة التواصل الأفضل التي يمكن أن توصلنا إلى كائنات أخرى متقدمة هي الموجات اللاسلكية، باعتبارها طريقة واضحة وليست معقدة علميًا ويمكن إرسالها واستقبالها بدون وجود تعقيدات اللغة أو تغير الوسائط، وبالفعل قد بدأت بعض المحاولات قبل أفكار ساجان نفسه، ففي عام 1959 حاول بعض العلماء رصد موجات من كواكب بعيدة لكن بدون أية نتائج مبشرة على الإطلاق، وفي السنين التالية بدأت بعض المحاولات الأخرى الشبيهة والتي لم تتلق تمويلاً كافيًا، وحتى الآن كل محاولات الرصد للنجوم والكواكب لا تمثل إلا أقل من 1% من عدد الكواكب والنجوم المعروفة، لذا فإن العلماء يملكون بعض الحماسة ونسبة احتمال كبيرة في النجاح.
أضف تعليق