تعتبر حاسة التذوق هي من الحواس التي أنعم الله على عباده بها، فهي تفيد الإنسان في معرفة نوع الطعام ومذاقه ولا يمكن للإنسان الاستغناء عن حاسة التذوق في حياته اليومية، وفي خلال تناول الوجبات اليومية والعصائر والمشروبات المختلفة يميز الإنسان المذاق الحلو والمذاق المر والمذاق اللاذع والحامض، وتتم عملية التذوق من خلال اللسان الموجود في الفم ولكن يجهل البعض كيف تتم عملية التذوق بشكل كامل فحاسة التذوق تمر بعدة مراحل مختلفة ومتعددة.
حاسة التذوق : تعرف عليها بشكل مبسط
ما هو التذوق؟
يعتبر التذوق هو التمييز بين نوع ومذاق الأطعمة التي من بينها الحلو والحار وأيضاً المذاق الحامض والمذاق المالح والمر وحاسة التذوق لا تقتصر فقط على اللسان بل هي موجودة في أماكن مختلفة باللسان، وأيضا موجودة بالبلعوم والمريء والمعدة وفي جميع المراحل التي يمر بها الطعام ومذاقه، وتعتبر حاسة التذوق هي الحاسة الخامسة من الخمس حواس التي وهبنا الله إياها، والتي قد تتأثر ببعض العوامل التي تغير من نشاطها كما أن حاسة التذوق مرتبطة كليا مع حاسة الشم مع الأعصاب وتمر بمراحل حتى يستطيع الإنسان التمييز بين الأطعمة.
كيف تعمل حاسة التذوق؟
أكدت الدراسات أن عملية التذوق تمر ببعض المراحل وتبدأ من أول مرحلة وهي اللسان فاللسان يوجد به العديد من أجهزة استشعار ومستقبلات للطعم وأن اللسان الموجود في فم الإنسان قد يحتوي على حوالي ثمانية ألف من هذه الأجهزة التي تعمل على التمييز بين أنواع الأطعمة والتفريق بين الحلو واللاذع والمالح والحار، كما أن هذه الأجهزة تحتوي على العديد من الخلايا الخاصة التي تهيأ لفئات الطعم المختلفة وهي المذاقات الأربعة المعروفة ولا يستطيع الإنسان أن يتذوق جميع الأطعمة بطرف اللسان فقط.
علاقة حاسة التذوق بالمخ
تعتبر الخلايا الموجودة في أجهزة استشعار الطعم الموجودة على اللسان هي الوسيط بين اللسان والمخ فهي تعمل على إرسال إشارات للمخ والأعصاب فور مرور الطعام على الأجهزة الاستشعارية ومن خلال هذه الرسالة يستطيع المخ الشعور بالطعم والتفريق بين الأطعمة فالمخ قادر على الاستجابة لجميع أنواع الطعم المختلفة، وفي حال التذوق المر فإن ذلك قد يكون ناتج عن بعض الإشارات التي تجعلك تميز أن هذا الطعام يحتوي على المواد السامة أم لا، وهذا لأن الخلايا الخاصة بالطعم المر تكون أكثر من غيرها من جميع الخلايا.
علاقة حاسة التذوق بالذاكرة
تعتبر الذاكرة من العوامل الأساسية في التمييز والسيطرة على حاسة التذوق فيشعر بعض الأشخاص بانجذابهم لنوع معين من بعض الأطعمة أو ميلهم لها مثلاً، فتفسير ذلك أن هذا الشخص عندما قام بتناول هذا النوع في مرة من المرات وأحبه فإن ذلك متوقف على الظروف التي تناول هذا النوع منذ فترة كبيرة، وكان تناوله قد أشعره بالسعادة فإنه عندما يتناوله يشعر بنفس الشعور الذي شعر به من قبل عند تناوله أول مرة وبقي هذا الشعور في الذاكرة محفوظا لذلك يفضله عن غيره من الكثير من الأطعمة.
العلاقة بين التذوق والشم
إن من مراحل تمييز الإنسان لمذاق الطعم الذي يتناوله هو أيضا مرحلة حاسة الشم فالشم أيضا مسئول عن حاسة التذوق، فالإنسان عادة قبل تناول الطعام يقوم بمحاولة لشم الرائحة وعندما يشعر الإنسان بأن الطعام فاسد يقوم بتشغيل حاسة الشم لكي يميز ما إذا كان الطعام يصلح أم لا، كما أن الإنسان المصاب ببعض حالات البرد قد تتأثر عنده حاسة الشم بصورة كبيرة مما يجعله يشعر بأن الطعام ليس له مذاق، وذلك لأن حاسة الشم معطلة فأثرت بالسلب على حاسة التذوق وهذا ما قام العلماء باكتشافه من خلال الأبحاث الكثيرة لتفسير العلاقة بينهما.
اضطرابات حاسة التذوق
اضطرابات مؤقتة
قد يحدث بعض الاضطرابات في حاسة التذوق لعدة أسباب ومنها نزلات البرد والإنفلونزا، فالشخص المصاب بالبرد لا يمكنه التمييز بين مذاق الطعام المختلف، ومع الشفاء من نزلة البرد يبدأ الشخص في الشعور بمذاق الأطعمة المختلفة مرة أخرى.
اضطرابات دائمة
وترجع هذه الاضطرابات الدائمة للعديد من الأسباب وهي من الصعب تشخيصها على الأطباء، كما تلعب حاسة الشم دوراً هاماً في عملية التذوق حيث يقوم عصب مخي واحد بمسئولية حاسة الشم بينما يقوم بمسئولية حاسة الشم ثلاثة أعصاب مخية، وأرجع الأطباء أسباب اضطرابات حاسة التذوق إلى حدوث أضرار في مستقبلات التذوق أو الأعصاب المخية أو حدوث خلل في المخ الذي ينتج عن السقوط على الرأس أو الإصابة بأورام الدماغ أو نتيجة أمراض نفسية.
الآثار السلبية لفقدان حاسة التذوق
يقول بعض العلماء أن نتيجة لفقدان حاسة التذوق الناتجة عن تناول بعض الأدوية هناك بعض الأشخاص يشعر بعدم الرغبة في تناول الطعام ويمتنع عن تناول الطعام مما يؤدي به إلى خسارة وزنه، بالإضافة إلى بعض التقلبات المزاجية التي قد تصل به إلى حدوث الاكتئاب، والطب حتى الآن لم يصل إلى وسائل يمكن بها مساعدة هؤلاء الأشخاص سوى إيقاف استعمال هذا الدواء فوراً، وهناك وسائل أخرى مثل العلاج بالزك، واضطرابات التذوق الناتجة عن وجود مشكلة في حاسة الشم يمكن السيطرة عليها بسهولة مثلما يحدث عند الإصابة بنزلات البرد.
حاسة التذوق لدى الجنين
أظهرت بعض الدراسات الأمريكية أن الطعام الذي تتناوله الأم الحامل لا يغذي طفلها فقط، ولكنه يسهم في تشكيل حاسة الذوق لديه في المستقبل حيث أنه بعد واحد وعشرين أسبوع من الحمل تتشكل نكهة الأطعمة المختلفة عند الجنين من خلال الأطعمة والمشروبات التي تتناولها الأم الحامل، فقد أثبتت الدراسة أن مذاق الأطعمة يصل مباشرة للطفل مثل الفانيليا والينسون والثوم والنعناع والجزر وغيرها من الأغذية المختلفة تصل للجنين ولكنها لا تظهر في الرحم، وقال العلماء أن تناول الأم للأطعمة المختلفة أثناء فترة الحمل يجعل الطفل بعد الولادة متقبلاً لعدد كبير من النكهات.
حاسة التذوق السادسة
كان هناك قديما اعتقاد بأن الإنسان يستطيع تذوق أربع نكهات فقط وهي الحلو والمالح والحامض والمر، ثم بعد ذلك اكتشف العلماء حاسة ذوق خامسة وهي المذاق المستساغ، وفي عصرنا الحديث اكتشف العلماء حاسة سادسة لم تكن معروفة من قبل وهي حاسة تذوق الدهن، وأثبتوا أن الإحساس بها يختلف من شخص لآخر، والعلم دائمًا في تقدم مستمر وكل يوم يكتشفوا لنا الكثير من المعلومات التي لم نكن نعرف عنها من قبل.
حاسة التذوق عند الحيوان
هناك بعض الحيوانات التي لديها حاسة تذوق عالية أكثر من الإنسان، الأفاعي على سبيل المثال تستخدم جلودها للشعور بمذاق الفريسة التي ستأكلها، وتختلف حاسة التذوق من حيوان لآخر وتعد الحيوانات البرية من أعلى الحيوانات شعورًا بالمذاق كالأسود والنمور.
معلومات قد لا تكون تعرفها عن حاسة التذوق
ومن أهم المعلومات أن الإحساس بحاسة التذوق لا يعتمد على حاسة التذوق فقط، وإنما هو عبارة عن خليط من الإحساس بالرائحة وحاسة الشم وإحساس بالملمس ودرجة حرارة الطعام، وأيضاً حاسة التذوق تتأثر بالعديد من العوامل ومنها تقدم السن وتناول بعض الأدوية والعقاقير الطبية، ومن أهم هذه المعلومات أيضًا عن حاسة التذوق لدى الإنسان هي أن الإنسان لا يمكنه تذوق المواد التي تذوب في الماء فهي تتحلل داخل الفم، ولذلك لا نشعر بمذاقها على الإطلاق.
أضف تعليق