يُعتبر سن القيادة هو السن الأكثر تعقيدًا والأكثر حيرة في تحديده، ففي هذا السن يتم منح المراهق رخصة من أجل القيام بأمور ليس من الآمن أبدًا القيام بها كقيادة السيارات، وطبعًا في حال فشله في القيادة فإن ما ينتظره بلا شك الموت، لذلك يتم أخذ كافة التدابير اللازمة من أجل الاستقرار على السن الأنسب، وربما لأن كل دولة تنظر إلى الأمر من زاوية مُختلفة فإن سن القيادة يختلف باختلاف هذه الدول، إذ أنه ليس هناك سن ثابت يُمكن العمل به في جميع دول العالم، لكن يا تُرى ما هو السن الأنسب بين الجميع وما هي المعايير والشروط التي يأتي هذا التحديد بناءً عليها؟ هذا بالضبط ما سنعرفه في السطور القليلة المُقبلة عندما نتحدث عن سن القيادة الأدنى في العالم وشروط نيل رخصته، إنه ببساطة شديدة موضوع يشغل الجميع، سواء كان مُراهقًا مُقدم على القيادة أو ولي أمر لا يُريد أن يُلقي بأطفاله إلى التهلكة.
سن القيادة
رغم أن قيادة السيارات أمر ممكن ضمنيًا لكل من يمتلك أموال لشراء هذه السيارات إلا أنه قد جرى العرف بأن بعض الناس قد يقومون بقيادة السيارة لكون هذه وظيفتهم أو أنهم مثلًا يُجربون الأمور، ما نريد قوله ببساطة أن الجميع معرضون لقيادة السيارات، حتى الأثرياء أيضًا باتوا يجعلون فكرة القيادة هذه غير ملتزمة بسن، فيُمكنهم من خلال هذا الثراء أن يوفروا الأموال لأطفالهم، ومن هنا تأتي نقطة التحول كما يقولون، فعندما يكون بمقدور الأطفال القيادة يكون الخطر حاضرًا وبقوة، إذ أن طيشهم وعدم تركيزهم من الممكن أن يؤدي إلى كارثة، أيضًا دعونا لا ننسى أن مسألة القيادة في الأساس صعبة ومُعقدة، وربما هذا أمر لا يُمكن إصلاحه سوى من خلال وضع سن مُعين يُمكن عند الوصول إليه التفكير في عملية القيادة، أما ما دون ذلك في السن فتُعتبر قيادة مُجرمة يُعاقب عليها القانون، وبكل تأكيد أدى اختلاف أوضاع وحالة كل دولة إلى اختلاف سن القيادة بداخلها، وإن كانت في نهاية المطاف تبقى مُتقاربة إلى حد كبير، فلا يزال سن القيادة الأدنى موحدًا للأغلبية.
سن القيادة الأدنى
في الحقيقة ثمة اتفاق ضمني من العالم على أن يكون سن القيادة الأدنى هو سن الثامنة عشر، فهو السن الذي يُمكن الاتفاق فيه على كون الشخص قد أصبح مؤهلًا لقيادة السيارة، وبالتالي فإنه لن يكون هناك عائق من تجريب ذلك الشخص لمسألة القيادة بنفسه، في النهاية الأمر يرجع إلى الناحية التقديرية وقد تم تقديره بهذا السن في دول هامة مثل الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية والأردن والكويت ولبنان وتونس والجزائر والإمارات وقطر، فكل هذه الدول المذكورة من الكافي جدًا أن يصل الشخص الموجود بها إلى سن الثامنة عشر حتى يُمكنه قيادة السيارة التي يمتلكها في أي مكان يُريده، في النهاية لن يكون هناك أي عائق يمنع من ذلك، لكن بما أننا في الوطن العربي فحتى ذلك القانون البسيط تتم مخالفته دون أي اكتراث، حيث يُمكننا أن نرصد تواجد بعض الأطفال الذين بالكاد يتجاوزون الثانية عشر وهم يقودون سياراتهم في قلب هذه الدول دون أن تكون هناك أية مشكلة لهم، والسر في ذلك طبعًا عدم وجود الرقابة المناسبة لهم، أو بمعنى أكثر دقة، عدم توافرها كليًا.
فيما يتعلق بالدول الغربية فهي أيضًا توفر نفس الوضع بالنسبة للحصول على رخصة القيادة بداخلها، فغالبًا ما يكون السن القانوني هو سن الثامنة عشر ويُمكن أن يقل ليكون سبعة عشر عامًا أو حتى ستة عشر، وفي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال يُمكن أن يقوم الطفل في السادسة عشر بالقيادة شريطة أن يكون هناك مشرف بالقرب منه، ففي هذه الحالة يُمكنه القيادة، ويكون الأمر هنا تعليمي أكثر من كونه مجرد قيادة، أيضًا هناك دول تسمح بسن الخامسة عشر للقيادة لكنها عادةً ما تكون دول أفريقية تنظر إلى البنية الجسدية ولا تنظر إلى أمور أخرى أهم من ذلك، وربما تلك النقطة تحديدًا هي التي تأخذنا إلى جانب آخر في غاية الأهمية، وهو المتعلق بشروط نيل تلك الرخصة من الأساس.
شروط نيل الرخصة
الآن نأتي للحديث عن نقطة مهمة جدًا في هذا الموضوع، فبعد أن تعرفنا على سن الحصول على رخصة القيادة في بعض الدول فبكل تأكيد سوف يكون لدينا شوق من أجل التعرف على الشروط التي يُمكن بتحقيقها نيل الرخصة من الأساس، وتلك الطرق كثيرة، لكن أهمها على سبيل المثال تخطي سن القيادة القانوني.
تخطي سن القيادة القانوني
طبعًا الأمر البديهي الأول فيما يتعلق بالحصول على رخصة القيادة أن يتم تخطي سن القيادة القانوني، بمعنى أن يكون هناك أصل يُمكن البناء عليه لاحقًا، فقد ذكرنا قبل قليل السن المعمول به في كل دولة، وأنت عزيزي السائق عندما تذهب للحصول على الرخصة فإن أول شرط ستجده أمامك هو تخطي سن السادسة عشر أو السابعة عشر أو الثامنة عشر حسبما هو معمول به في دولتك، فبالأساس ذلك الشرط هو الذي يجعل هناك إمكانية لمتابعة بقية الشروط، بمعنى أنك عزيزي القارئ إذا لم تُحقق ذلك الشرط على وجه التحديد فلن يكون هناك متسع لبقية الشروط، فهي مُترتبة بشكل رئيسي عليه.
تخطي اختبار القيادة
ليكن في علمك عزيزي القارئ أنك لن تحصل على رخصة القيادة الرسمية بأية حالٍ من الأحوال إلا في ذلك الوقت الذي تتخطى فيها اختبارات القيادة التي توضع لك، فأنت تتعرض لعملية الاختبار من خلال جلب سائق محترف لمراقبتك وأنت تقوم بالقيادة لفترة من الوقت، ثم بعد ذلك يتم الوقوف على قدرتك على الأمر من عدمه، وإذا كان يُمكن التساهل في أي شرط فإن ذلك الشرط على وجه التحديد لا يُمكن التساهل فيه بأية حالٍ من الأحوال.
وجود ضامن وكفيل
عندما تذهب للحصول على رخصة القيادة، وخصوصًا إذا كنت صغير السن، فسوف يكون من الضروري جدًا تواجد كفيل وضامن معك، إذ أن تواجد ذلك الشخص من الشروط الرئيسية حتى يتم منحك ضمان ورخصة لمزاولة القيادة وفقًا لمجموعة من الشروط، وحال مخالفة هذه الشروط فإن الضامن لك سيكون الشخص المخول بمعاقبتك ومن الممكن أن تتم معاقبته كذلك بسببك، ولهذا فإن وجوده يُعد أمرًا ضروريًا لا مناص منه.
ختامًا عزيزي القارئ، لا شك أن ذلك الموضوع الذي نتحدث عنه الآن موضوع في غاية الأهمية لكونه مُتعلق بالأرواح، فذلك سن القيادة المُحدد لم يوضع عبثًا، وإنما تكون هناك بعض الأسباب التي تتعلق بعقلية الشخص في كل سن وكيف أنه من الممكن التعرض للأذى البالغ جراء مخالفة السن المُحدد.
أضف تعليق