تسعة اولاد
الرئيسية » جسم الإنسان » لماذا يظهر شعر الجسم وما هي الفائدة الأهم من وجوده ؟

لماذا يظهر شعر الجسم وما هي الفائدة الأهم من وجوده ؟

شعر الجسم

يجب على الإنسان معرفة أن شعر الجسم لا يظهر عبثًا أو من دون أي فائدة فهو له فائدة كبيرة جدًا، فلشعر الرأس فوائده الخاصة، ولشعر الوجه فوائده الخاصة أيضًا، وشعر اليد، وهكذا جميعهم له مهمة جيدة يقوم بها للحفاظ على صحة الإنسان.

يظهر شعر الجسم منذ العام الأول لولادة الطفل بل أن هناك بعض الأطفال الذي يظهر الشعر لديهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم، ولكنه بالطبع يتساقط بعد الولادة وينمو مكانه شعر أخر يستمر إلى الأبد، فبالطبع هناك سبب وراء ظهور شعر الجسم وهناك أيضًا فائدة يكتسبها الإنسان من وجود هذا الشعر، والفائدة هنا ليست عامة فقط على وجود شعر الجسم بل توجد فوائد خاصة بالشعر المتواجد في كل منطقة، فعلى سبيل المثال شعر الرأس يحميها من أشعة الشمس الضارة والأشعة الفوق بنفسجية، فنحن نرى تأثير هذه الأشعة على وجه الإنسان والذي لا يكون التقاءه مع الشمس التقاء مباشرًا، فما بالك بالرأس التي تكون الشمس في وجهها مباشرة بالتأكيد سوف تؤثر عليها بشكل ضار جدًا، وهنا يظهر دور شعر الرأس في حمايتها من تلك الأشعة هذا بجانب فوائده الأخرى مثل تنبيه الجسم بوجود بكتريا أو حشرات في الرأس حيث يعوق حركتها أولًا ثم يعرف الإنسان بتلك الأجسام الضارة فيتمكن من معالجتها والقضاء عليها سريعًا، وغيرها الكثير من الفوائد لكافة شعر الجسم فهيا بنا نتعرف عليها تفصيلًا.

أنواع شعر الجسم

قام الأطباء بتصنيف أو تقسيم شعر الجسم إلى عدة أقسام مختلفة وأولى هذه الأقسام هو الشعر الزغبي، والذي يظهر تدريجيًا في العام الأول من ولادة الطفل وهو يشمل جميع مناطق الجسم مع بعض الاستثناءات، فمثلًا لن نجده على راحة اليدين والشفتين وباطن القدم والقليل من الأماكن الأخرى، ومن الجدير بالذكر أن الشعر الزغبي هو عبارة عن شعر ناعم ورقيق جدًا لا توجد عليه أي صبغة، بعد ذلك لدينا القسم الثاني وهو شعر اللانوغو والذي يظهر على الطفل وهو جنين في بطن أمه، حيث أنه ينمو في المرحلة الجنينية وتحديدًا في الشهر الثالث أو الرابع من بداية الحمل، وهو عبارة عن شعر ناعم يظهر على جسم الطفل ولكنه ليس برقة الشعر الزغبي، وأيضًا يتميز هذا الشعر بشيء أخر ألا وهو سقوطه قبيل الولادة بقليل، فهو لا يستمر مع الطفل بل يسقط ويظهر شعر أخر عليه.

ومن الممكن ألا يسقط شعر اللانوغو قبيل الولادة بل يظل موجود حتى بعد الولادة بقليل ثم يسقط من تلقاء نفسه ولكن هذا يعد أمر نادر أو قليل الحدوث، أما عن القسم الثالث فهو الشعر النهائي الذي يستمر مع الإنسان دائمًا ولا يسقط، ويظهر الشعر النهائي هذا في فترة البلوغ تقريبًا وعلى مناطق معينة من الجسم وليس جميعه، ويتميز هذا الشعر بكثافته مع خشونته وتزداد تلك الصفات مع مرور الوقت وكثرة الحلاقة، ومن الجدير بالذكر أن الشعر النهائي يظهر على العانة والإبط لدى كلا الجنسين، وهناك بعض الأماكن الأخرى التي يظهر فيها هذا الشعر ولكنها خاصة بالذكور فقط، مثل الصدر والبطن والوجه من شارب ولحية والأطراف، والسر وراء هذه الزيادة هو أن الهرمون المسئول عن ظهور الشعر في الجسم ينشر إفرازاته عند الذكور بشكل أكبر من الإناث.

فوائد شعر الجسم

توجد العديد من الفوائد التي يقدمها شعر الجسم للإنسان عند تواجده لذلك يجب عدم حلق هذا الشعر نهائيًا، ومن ضمن الفوائد التي يمنحها للجسم هو تحذير وتنبيه الإنسان فور وجود الطفيليات الضارة بصحة الإنسان، فعندما تأتي الطفيليات مثل حشرة البق التي تصيب الجسم يقوم الشعر بالإحساس بها أولًا وتحذير الإنسان منها، مع إعاقتها تلك الحشرة الضارة عن التنقل بين أجزاء الجسم فهي بذلك تستغرق فترة كبيرة من الوقت حتى تصل إلى المكان المستهدف من قبلها، وأثناء هذه المدة يتم إرسال إشارات إلى الإنسان لكي ينتبه لما يحدث على جسده، وبعدها يكون الدور الأساسي على الشخص حيث يذهب إلى الطبيب في أسرع وقت لكي يشخص الحالة ويعطيه العلاج المناسب له، وما يدل على صحة ذلك هي التجربة التي قام بها بعض الأطباء الأمريكيين حيث قام بعض الأشخاص بحلق شعر جسدهم وخاصة في مناطق معينة مثل التي تكشف في بعض الأوقات وهو الذراع، وبالفعل كانت عملية ظهور بعض الأمراض الجلدية لديهم أسرع بكثير ممن يبقون على شعر جسدهم.

الوقاية من بعض الأمراض

نأتي هنا للحديث عن فائدة أخرى من فوائد وجود شعر الجسم ألا وهي الوقاية من بعض الأمراض، حيث يقوم الشعر المتواجد في كل منطقة بحماية الجسد من مرض أو مشكلة ما فمثلًا شعر الرأس يقوم بحماية الرأس من أشعة الشمس الضار بالجسم، فإذا لم يكن هذا الشعر موجود فسوف تتأذى فروة الرأس ويعاني الإنسان من هذا الشيء، هذا بجانب أن للشعر الرأس فائدة أخرى فهو يعد مساعد في تنظيم درجات حرارة الجسم، ولدينا أيضًا الشعر الموجود في الأذن حيث يقوم هذا الشعر بمنع دخول الحشرات والأوساخ عن طريق فتحة الأذن، ويتشابه في هذا شعر الأنف الذي يقوم بإعاقة الأوساخ والغبار والحشرات الصغيرة من دخول الأنف، فنجده يلتقط مثل هذه الأشياء ويقوم إما بطردها أو الإمساك بها وذلك لكون دخولها للجسم أمر خطير وعواقبه أشد خطورة.

ولكن هذه لا تعد الفائدة الوحيدة للأنف فهي تقوم أيضًا بتنظيم درجة حرارة الهواء الذي يدخل من خلالها، حيث تنظم حرارته حتى يتناسب مع الجسم ولا يسبب له أية أضرار، فلو قلنا أن الإنسان قد استنشق هواء ساخن جدًا نظرًا لدرجة حرارته فماذا سيكون تأثيره على الرئتين والجهاز التنفسي بأكمله، بكل تأكيد سيكون الأمر سيء للغاية ولن يقوي الجسد على تحمل مثل هذه الأشياء ولذلك يمنع إزالة مثل هذا الشعر، ولا ننسى أيضًا الشعر الموجود فوق الرموش والحواجب فهو له فائدة كبيرة تتعلق بحماية العينين، حيث يقوم هذا الشعر بمنع إصابة العين بالغبار والأوساخ وأية مؤثرات خارجية ضارة بصحة العينين، وهكذا في كل مكان بالجسم سنجد أن شعر الحسم يعمل كوقاية وحماية من بعض الأمراض والمشكلات المؤذية للإنسان.

فوائد أخرى لشعر الجسم

هناك بعض الفوائد الأخرى التي تعود على الإنسان بالنفع عند تواجد شعر الجسم بشكل عام، ومن ضمنها حماية الإنسان من الإصابة بمرض الملاريا الخطير حيث أن الشعر يحذر الإنسان من وجود حشرة أو بعوضة الملاريا، فهو ينبه بتواجدها وقرب عضها للإنسان فإذا تدارك الأمر سريعًا فسوف يحمي نفسه من خطر هذه المشكلة، فكما نعلم الملاريا مرض خطير شاع ظهوره في قارة إفريقيا وهو ينتقل عن طريق المياه، بعد ذلك لدينا فائدة أخرى وهي تخليص الجسم من بعض السموم التي تتواجد به، وأيضًا يعمل الشعر على تجديد خلايا الجلد بعد الإصابة بالجروح، ويعمل أيضًا على حماية الإنسان من التغيرات التي تحدثها المؤثرات البيئية.

ولا ننسى أن للشعر دور كبير في التواصل الخارجي مع الناس، حيث أنه يحافظ على مظهر الإنسان ويحسن من صورته وهيئته بشكل كبير، وهذا ينطبق على شعر الرأس أولًا ثم شعر الوجه أي الذقن، فالذقن أيضًا لها هيبتها وجمالها حيث تعطي للوجه منظر جميل للغاية، ولذلك قد حثنا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام على الاعتناء باللحية وتهذيبها، وغيرها الكثير من الفوائد الأخرى التي نأخذها من شعر الجسم بشكل عام، ولذلك نحن ننصح بضرورة عدم حلق هذا الشعر بصورة نهائية.

فوائد شعر الرأس

إذا قمنا بالحديث عن فوائد شعر الرأس بشكل خاص فسوف نسرد بضعة أشياء مختلفة تدل على مدى أهمية هذا الشعر، وأولى هذه الفوائد هي حماية شعر الجسم من الأشعة الفوق بنفسجية التي تأتي من الشمس فهذه الأشعة ضارة جدًا ببشرة الإنسان ولذلك يقوم الكثير من الناس بوضع واقي شمس لكي يحميهم من تلك الأشعة، هذا بالرغم من عدم تعرض وجهم بشكل مباشر لتلك الأشعة القادمة من الشمس، فما بالك بالرأس لو كانت من دون شعر وهي كما نعلم أكثر منطقة في الجسم معرضة للشمس، بالتأكيد سيكون الأمر مضر جدًا على فروة الرأس وسيسبب مشاكل فيما بعد، ثانيًا يقوم شعر الرأس بحماية الإنسان من درجات الحرارة سواء المرتفعة أو المنخفضة فبالطبع كلاهما له تأثير سلبي على صحة ولذا وجب الاحتماء منهما عن طريق الشعر.

ثالثًا إذا كانت هناك أية ميكروبات أو جراثيم عالقة بالرأس فإن الشعر يقوم بإعاقة حركتها بشكل كلي حتى يتمكنن الإنسان من القضاء عليها، رابعًا هناك فائدة أخرى متعلقة بفصل الشتاء ودرجات الحرارة الباردة حيث يقوم شعر الرأس بتدفئة الجسد، ويتم ذلك من خلال حصر الحرارة الموجودة في الجسم قدر الإمكان بين الشعر فيعطي دفء أكثر يغطي على برودة الشتاء، خامسًا بعيدًا عن كل هذه الفوائد فإن شعر الرأس يعتبر زينة للمرأة وعلامة جمالية لها لذلك لا تقوم النساء بحلق شعورهن.

شعر الجسم في الإسلام

نأتي هنا للحديث عن شعر الجسم من الجانب الشرعي الإسلامي فقد كان للإسلام يد في كل ما هو يتعلق بنظافة الجسم، فكما نعلم جميعًا إن الله جميل يحب الجمال لذلك يجب علينا الاهتمام بجسدنا ومظهرنا حتى نظل دائمًا في أحسن صورة، من أجل ذلك أمرنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام بضرورة حلق شعر العانة والإبط والشارب فقد جاء في حديثه الشريف “وقت لنا في قص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا نترك أكثر من أربعي ليلة”، فهذا الحديث الشريف قد تناول عدة جوانب خاصة بنظافة الجسم بدأها بقص الشارب وهو شعر الوجه حيث أن الإبقاء عليه لفترة طويلة يعطي منظر سيء للإنسان وهذا ليس من أخلاق المسلمين.

بعد ذلك أمر بضرورة تلقيم الأظافر نظرًا لما تحمله من أوساخ وميكروبات ضارة بصحة الإنسان، بعدها أكمل الحديث عن حلق الشعر وهنا تحدث عن شعر الإبط ثم تلاه بالعانة، فهذه الأماكن كما هو معروف تخرج روائح كريهة بعد فترة معينة، لذلك فالإبقاء على الشعر بها يعد أمر مكروه جدًا ويتوجب حلقه قبل أن يتجاوز الأربعين يوم حتى لا تخرج هذه الروائح الكريهة، وهكذا كما رأينا في ذلك الحديث الشريف قد تحدث النبي عن حلق بعض الأماكن في جسم الإنسان وليست كلها، فمثلًا لا يجوز حلق شعر القدم أو البطن أو اليد بالنسبة للذكر، فهذه الأماكن لها فوائد عديدة قد تحدثنا عنها بالأعلى بجانب كونها لا تسبب رائحة كريهة لذلك وجب الإبقاء على باقي شعر الجسم .

الكاتب: أحمد حمد

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

13 − إحدى عشر =