يُعتبر الموز الملك الحقيقي للفواكه بأكملها، فإذا كانت هناك بضعة آلاف من أنواع الفواكه فإن الموز سوف يتواجد على قائمة العشر الأوائل لتلك الفواكه، والحقيقة أن هذا التميز لا ينبع من أهمية فوائد الموز فقط، وإنما لكونه كذلك يمتلك طعمًا رائعًا، لكن إذا كنا سنأخذ جانب الفوائد فيجب أن تعرفوا بأن الموز يُعتبر أحد أهم الفواكه من حيث الفوائد الكثيرة التي يمتلكها، فالفواكه أصلًا مفيدة، لكن عندما نتحدث عن الموز فنحن نقصد بذلك فاكهة تمتلك كل مقومات الجذب، وطبعًا لم يُخيب البشر آمالها وباتت فعلًا عنصر جذب للجميع، صغار وكبار، رجال ونساء، لذلك، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على فاكهة الموز وأهم الفوائد التي يمتلكها وتجعله ضمن قائمة الأفضل بين كل الفواكه، فهل أنتم مستعدون للتعرف على واحدة من أكثر الفواكه إبهارًا على الإطلاق؟
الموز فاكهة وحياة
من يُصدق أن الموز بالرغم من عظمته إلا أنه يُعتبر أحد الفواكه الحديثة، فقد ظهر فقط في القرن السادس عن طريق الهند التي أوصلته للصين، والتي بدورها أوصلته إلى العالم بأكمله، فمن يتذوق الموز لا يُمكن أبدًا أن يتوقف عن تناوله أو لا يقوم بزراعته بألوانه المُتعددة، والتي نعرف منها الأصفر والأخضر، لكن هناك كذلك الأحمر والأرجواني، وطبعًا هذه الألوان تتبع في المقام الأول حالة النمو التي يمر بها الموز والظروف التي صاحبت عملية النمو هذه، كما أن الموز يحظى بشيء غريب جدًا، وهو يتعلق بتوقيت اكتمال النمو الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى خمس سنوات.
دخول الموز عالم الإنسان لم يتوقف عند الطعم الجميل فقط، بل بات بالإمكان استخدامه لأكثر من غرض كالعصائر وسلطة الفاكهة الشهيرة، وإذا سألتم القرد ونطق مُتكلمًا فإن أول شيء سيقوله إنه يعشق تلك الفاكهة التي تُسمى الموز، وهذا بالطبع ما يُفسر وجود أشجار موز كثيرة في أغلب الحدائق، لكن بعيدًا عن كل ذلك فإن كون الموز أحد أصحاب الفوائد الطبية هو ما منحه كل هذا التفرد والتميز، فما هي فوائده للصحة يا تُرى؟
فوائد الموز وتناوله
ذكرنا قبل قليل أن قوة الموز لا تكمُن فقط في طعمه، فهناك آلاف الفواكه التي تأخذ الطعم الجيد لكنها لا تمتلك فوائد الموز الكثيرة، والتي منها ما يتعلق بصحة الإنسان الظاهرية ومنها كذلك ما يتعلق بصحته الباطنية التي ربما لا يعرف بها أحد، عمومًا، تتعدد فوائد تلك الثمرة الرائعة، لكن على رأس تلك الفوائد بلا شك تبرز القدرة الهائلة على معالجة الجهاز الهضمي الذي يُعتبر أكثر أجهزة الجسم تقلبًا وإزعاجًا.
الموز والجهاز الهضمي
أي خطر يقترب من المعدة فإن الموز بالتأكيد سوف يكون واقفًا له بالمرصد، فهو مادة بالأصل لينة القوام، وتلك الميزة تجعله أشبه بغلاف المعدة الذي يحميها من أمور أخرى مهمة مثل التقرح والتهيج، كما أن الإسهال والإمساك يكونان شبه معدمان في وجود الموز، وطبعًا كلنا يُعاني من هذين العرضين بالذات عندما يتأذى الجهاز الهضمي، لكن الموز يمتلك مادة الكربوهيدرات والمعروف عنها تسهيلها لعمليات الهضم، مما يعني في النهاية أن نسبة التعرض للإمساك والإسهال تكون شبه مُعدمة، كل هذا بفاكهة جميلة الطعام مثل الموز.
الحموضة والقولون لا يكونان كذلك من الأخطار الشديدة التي تُهدد المعدة وجهازها الهضمي، هذا فقط إذا كنا نتحدث عن وجود القولون كمادة أساسية مُدعمة بالبكتين الذي من مهماته تسهيل حركة الأمعاء ليختفي بذلك أي أثر قد ينتهي بتعثرها وإصابتها بأي تقلص يُسبب الأعراض التي ذكرناها الآن، والتي يحتاج المرض بإحداها عشرات الأنواع من الأدوية والأموال الكثيرة بالطبع، لكن الموز يُنهي الأمور بأقل خسائر مُمكنة ودون أي تكلفة مادية.
منح الطاقة للجسم
عندما تقوم بالكثير من التدريبات الشاقة فإنك بذلك تقوم بفقدان طاقتك بالتدريج، تلك الطاقة عندما تُستنزف قد تؤدي إلى ضعف عام بالجسم، لكن لا تقلق أبدًا، فمن فوائد الموز أنه يتمكن من منح كميات كبيرة من الطاقة مُقابل قطعتين فقط من الموز الطازج، فهو يرفع معدل الجلكوز في الجسم، وبالتالي يؤدي إلى تعويض الطاقة المفقودة، والحقيقة أن كثير من مركز التدريب والألعاب الرياضية وصالات التدريب تضع الكثير من الموز لتناوله بعد انتهاء التدريبات، كما أن الأطباء ينصحون به أولئك الذين يشعرون بالضعف الشديد ويُحتمل وجود بكتيريا بهم، حيث يرى الأطباء أن الفواكه بشكل عام جيدة، لكن فاكهة الموز تحديدًا تؤدي الغرض المطلوب وزيادة، وهذه بالطبع معجزة أخرى من معجزات الموز الكثيرة.
تنظيم ضربات القلب
أخطر شيء قد يحدث للإنسان في يومٍ من الأيام أن تتسارع نبضات قلبه أو تقل، بمعنى أدق، أن يحصل فيها اضطراب من أي نوع، فذلك الاضطراب قد يؤدي حقيقةً إلى الموت المفاجئ، أو على الأقل التعرض لأمراض القلب التي يعلم الجميع خطورتها المفرطة، لكن الحل بسيط جدًا ويُمكن أن يغنينا عن كل ما سبق بسهولة، فكل ما هنالك أن نقوم بتناول فاكهة الموز بشكل مُنتظم إذ لم يكن يوم، فهذا الأمر يُسهل من عملية وصول الأكسجين إلى الرأس، كما أنه يتعرض السموم التي يُمكن أن تتسبب في مشاكل من أي نوع، وبالتالي فإن احتمالية حدوث اضطراب في القلب تكون شبه محدودة، والقلب بالذات يحتاج منا اهتمام أكثر من أي جزء آخر بالجسم، لذلك لا مناص من الالتزام بالتناول الدائم للموز.
معالجة الروماتيزم والعظام
بعض الناس يشتكون دائمًا من هشاشة عظامهم أو ألم المفاصل الذي يقودهم فيما بعد إلى عجز شديد في الحركة، ومن ثَّم تُصبح القدم عبء عليهم وليس العكس، ولذلك يجب على هؤلاء أن يعرفوا بشأن فوائد الموز المُتعلقة بالعظام والروماتيزم، فهو يمتلك مادة قادرة على إزالة التهام المفاصل وعلاج داء النقرس الذي يتطور فيما بعد إلى ألم شديد في العظام، والحقيقة أن الأطباء قد حددوا القدر المسموح بتناوله كي يتم تحقيق ذلك الغرض، وهو عشر ثمرات بشكل يومي، فهل ستفضلون تناول عشر ثمرات من فاكهة الموز ذات الطعم الجميل أم ستتغاضون عن ذلك حتى تمرضوا وتُصبحون مُطالبين بتناول عشرة أنواع من الأدوية ذات الطعم المرير المؤلم!
الموز ومحاربة التدخين
من ضمن فوائد الموز التي تجعله على رأس قائمة الفواكه لدى الجميع وخاصة المُدخنين أنه يحتوي على مواد مُحاربة للتدخين، ويتم ذلك ببساطة من خلال احتواءه على بعض المواد الطاردة للنيكوتين، وهو معروف بكونه مادة رئيسية للتدخين، لكن الموز يتمكن ببساطة من تخليصك من ذلك الصداع، ولذلك فإنه من النادر أن ترى شخص عاشق للموز وفي نفس الوقت يُدخن بشراهة، حيث أنه غالبًا ما يُعاني من شيء واحد فقط، فإما عشق الموز أو عشق التدخين، وطبعًا الجميع يتمنى أن يكون العشق الأول والأخير للموز، فلو كانت فائدته الوحيدة هي المساعدة في الامتناع عن التدخين لكانت كافية وشافية بكل تأكيد، فما بالكم بالكثير من الفوائد الأخرى بالإضافة إلى هذه الفائدة؟
المساهمة في إنقاص الوزن والمحافظة عليه
من المفاجآت السارة التي يحملها لنا الموز أنه مساعد جيد جدًا في عملية إنقاص الوزن والرجيم، أو حتى المحافظة عليه في وضعية جيدة، فإذا تناولت لمدة عشر أيام الموز مصحوبًا باللبن الخالي من الدسم فإنك بهذه الطريقة تكون قد حظيت بنظام غذائي رائع، وما هي إلى فترة قصيرة حتى تفقد جزء من وزنك إذا كنت تعاني من السمنة مثلًا، أما إذا وزنك مثاليًا فالموز كذلك سوف يمدك ببعض الفوائد، فهو سيُحافظ على وزنك ويضمن عدم الزيادة أو دخول منطقة السمنة، وربما بعض من جربوا الذهاب إلى أطباء السمنة والرجيم يعرفون جيدًا هذا الأمر، فعلى الأغلب نصحهم طبيبهم في بادئ الأمر بالموز أو أدخله في أحد الوجبات الرئيسية المُعدة لإنقاص الوزن أو المحافظة عليه.
الموز والاكتئاب
ما زلنا مع فوائد الموز الكثيرة، وهذه المرض لن نتحدث عن فائدة عضوية ظاهرة، بل سوف نتناول أحد الفوائد التي نحتاج إليه جميعًا ونظن أنها لا تأتي سوى بصعوبة، مع أنه في الحقيقة تأتي ببساطة من خلال الموز، تلك الفائدة هي المزاج الجيد والابتعاد عن الاكتئاب، أجل الموز يفعل ذلك لاحتوائه على مادة فيتامين ب، وهي مادة من شأنها إغنائك عن استخدام المنبهات وأدوية الاكتئاب بمختلف أنواعها، كما أنها تقتل هرمون الغبطة الموجود بالجسم والذي يُسهم في تصاعد وتيرة الغضب والحزن، كل هذا يمنعه الموز ببساطة ويجعل بديله حاضرًا، والبديل هو البال الرائق والمزاج الحسن.
الموز والنظر والعين
يُحافظ الموز على العين بالمعنى الحرفي للكلمة، فهو لا يقوي النظر فقط، وإنما كذلك يحمي العين من كافة الأضرار الوارد التعرض له، فعندما تضعف حاسة النظر لدينا فهذا يعني أن عضو العين قد تعرض لبعض المشاكل التي تسببت في إضعاف الرؤية وربما فقدانها نهائيًا، لكن الموز يأتي بقدراته وفوائده المُتعددة ويقوم بالقضاء على كافة المشاكل الموجودة، وفي حالة عدم وجود المشاكل من الأساس فإن الموز يضمن المحافظة على قوة وحِدة العين.
الموز وشعر الرأس
لم نكن نبالغ عندما قلنا إن فوائد الموز لا حصر لها، فها نحن الآن نتحدث عن شعر الرأس، والذي من البديهي ألا تكون له أي علاقة بالرأس وما بها من شعر، لكن حقيقة الأمر أن الموز يُعتبر أكبر حليف لشعر الرأس بسبب غناه بالزيوت والفيتامينات، تلك الأشياء التي تؤدي في النهاية إلى إبعاد القشرة والتقشف والتلف عن الشعر نهائيًا، وربما يعرف ذلك أكثر من يعملون بصناعة المواد المُتعلقة بالزيوت والكريمات الخاصة بالشعر، فهم يُدركون جيدًا أن أغلب تلك المواد يدخل فيها الموز بصورة أساسية.
الموز والمرأة الحامل
أعظم فوائد الموز على الإطلاق هي تلك التي تتعلق بالمرأة الحامل، والتي يجب أن يكون الموز بالنسبة لها في هذه الفترة أشبه بالماء تمامًا، فهو يُسهم بشدة في نمو الجهاز العصبي للجنين، كما أنه يمده بما يلزمه من أوكسجين، وبعيدًا عن الجنين فإن المرأة في هذه الفترة تكون في حاجة ماسة إلى الكثير من الفيتامينات والغذاء، وهو ما يتوافر بالطبع في الموز، أرأيتم كيف يكون الموز كنز حقيقي لكل من يُدرك قيمته؟
ختامًا، نحن هنا لا نخاطب الأشخاص فقط، فطبعًا من البديهي أن ينتبهوا إلى قيمة الموز لهم ولأبنائهم بعد كل ما سمعوه الآن من فوائد، لكن يجب على الأطباء كذلك أن ينصحوا مرضاهم به لضمان حياة صحية أفضل.
أضف تعليق