هناك حيوانات مفيدة وهامة بالنسبة لنا بشكل واضح مثل البقر والكلاب وهناك أنواع لا يعرف كل الناس فائدتها الضرورية والتي بدونها قد تختفي الحياة على كوكبنا مثل النحل وهناك حيوانات أخرى غير معروفة تعطينا فائدة كبيرة دون أن نوفيها حقها مثل الدعسوقة التي تكافح الآفات، ولذا فإننا نقدم لك في هذا الموضوع كل ما يتعلق بالحيوانات المهمة والمفيدة بالنسبة للإنسان والتي بدأ بالتعرف عليها منذ بداية استغلاله للموارد الطبيعية والبدء في العمليات الهامة مثل الزراعة، وبشكل خاص فإننا سنتعرض إلى بعض الحيوانات بعينها والتركيز على فائدتها مثل النحل والكلاب والبقر.
حيوانات مفيدة للإنسان
بدأ تفاعل الإنسان مع البيئة منذ قديم الأزل، وفي البداية بدأ بالاتجاه إلى الزراعة ومحاولة تصنيع أولى الأدوات التي تساعده على الحصول على قوت يومه وتأمين نفسه من مختلف الأخطار، وعندما نظر الإنسان حوله في تلك الفترات وجد أنواع مختلفة من الحيوانات وبدأ يتعرف عليها أكثر ليستخدمها في احتياجاته الأساسية ومن ثم الترفيهية، ووجد بالفعل أن الأبقار قادرة على حرث أرضه وفي نفس الوقت الاستفادة من لبنها، ومع مرور الوقت بدأت الحضارة الإنسانية بالتقدم أكثر وأكثر حتى أصبحنا قادرين على استغلال الحيوانات بقدر كبير، وهنالك الكثير من الأشياء التي لا نعرفها عن حيوانات مفيدة للإنسان ولنضرب مثالاً على ذلك بالقطط، فنحن نظن أن القطط مجرد حيوانات أليفة إلا أنها تقوم بجهد كبير في القضاء على الفئران التي قد تحمل أخطر الأمراض وفي نفس الوقت نجد القطط تساهم في قتل عدد مهول من الحشرات الصغيرة التي قد لا نراها في أغلب الأحيان.
حيوانات مفيدة للبيئة
هناك عناكب تساهم في مكافحة مهولة لعدد كبير من الآفات التي تؤثر على المحاصيل الزراعية، ومن المعروف أن دود القز يستخدم في صناعة الحرير، والدعسوقة تكافح آفات مختلفة مثل البق، وهناك حيوانات مفيدة للإنسان والبيئة على حد سواء عبر طرق قد لا نفهمها إلا بعد الدراسات الشاملة، فدورة الحياة مترابطة ببعضها البعض، ولا يمكننا أن نقلل من دور الحيوانات أو النباتات بل أن ندرك أن هناك سلسلة من التفاعلات التي تحدث بينهما لتحافظ في النهاية على استمرارية الحياة على كوكبنا.
الحيوانات الأليفة والمفترسة
تحظى الحيوانات الأليفة بحياة هادئة ومريحة أكثر من الحيوانات المفترسة، وهناك الملايين حول العالم ممن يعشقون الكلاب والقطط وينهمكون في الاعتناء بالطيور المغردة الجميلة، وفي نفس الوقت الذين يشعرون فيه بالألفة مع تلك الحيوانات فإنهم قد يحتاجون منها المساعدة في أوقات أخرى، ولكن حتى الحيوانات المفترسة هامة جدًا للنظام البيئي الحيوي وللسلسلة الغذائية، واختفائها من منطقة معينة قد يسبب خلل هائل سيؤثر بدوره على كائنات حية أخرى سواء كانت نباتات أو حيوانات مما سيؤثر في النهاية على الإنسان، ولذا فإن هناك حيوانات مفيدة للإنسان قد لا ندرك فائدتها إذا نظرنا إلى شكلها الخارجي أو أسلوب حياتها الذي قد يبدو عنيفًا.
أهمية الحيوانات في حياتنا
بدأ الإنسان منذ وقت طويل بالاهتمام بموضوع الاستفادة من الحيوانات وحاول أن ينظر إليه بنظرة علمية مفصلة، وبالفعل بدأ الباحثون والعلماء بمحاولات جاهدة لوضع تصنيفات وتحديدات لأهمية الحيوانات بالنسبة للإنسان ولتحديد النواحي الهامة التي تؤثر من خلالها في التوازن البيئي، ومن أولى تلك المحاولات الجادة نذكر على سبيل المثال كتاب “بعض الحيوانات المفيدة وما يمكن أن تصنعه لنا” لجون مونتيث والذي تم نشره في سنة 1903 وللمؤلف كتب أخرى عن الحيوانات مثل كتاب “سيكولوجية الكلب” والذي تم نشره قبل عقد من الكتاب الآخر.
علاقة الإنسان بالحيوان
يخبرنا علماء الأنثروبولوجيا بأن العلاقة بين الإنسان والحيوان هي علاقة معقدة لكنها أصيلة ومتجذرة منذ ظهور الحضارة الإنسانية، فمثلاً ارتدى الإنسان جلود الحيوانات لفترة طويلة وفي المجتمعات البدائية كان الصيد هو من أهم العمليات التي يجب على الإنسان القيام بها ليستطيع البقاء على قيد الحياة، والعلاقة قد تكون في بعض الأوقات عبارة عن حرب بين الإنسان القديم والحيوانات المفترسة وفي أوقات أخرى تكون عبارة عن ترويض وهكذا.
فوائد النحل
قد لا يكون النحل من ضمن حيوانات مفيدة لنا ظاهريًا، فهو غير ودود ولا يبدو لطيف الشكل كغيره من الحشرات وبالطبع فإنك لن تفضل إمساكه مثلما تفعل مع كلبك أو قطتك، إلا أنه بدون وجود النحل فإن البشرية قد تختفي وفقًا لما أكده العلماء ووفقًا لما قاله العالم الكبير ألبرت آينشتين منذ عقود، والمؤسف والمخيف أيضًا أن أعداد النحل في تناقص مستمر بسبب الانتشار الجنوني للمواد الكيميائية التي تستخدم في المزارع والتي تبعد النحل عن النباتات أو تقتله، وهذا الأمر يسبب فزعًا كبيرًا بالنسبة للعلماء الآن، ومنذ عقود طويلة مضت قال عالم الفيزياء الأشهر ألبرت آينشتين أن الاختفاء الكلي للنحل سيؤدي إلى اختفاء الحياة على كوكبنا في غضون أربع سنين، ولا يزال هذا الهاجس مسيطرًا على العلماء وحتى غير المتخصصين ومن هنا بدأت حملات توعوية تحذر من استخدام المبيدات القاتلة للنحل بدون قصد وبغرض زيادة الإنتاج الزراعي، وحملت المؤسسات البيئية على عاتقها هذه المهمة الصعبة والتي تبدو في مراحلها الأولى في الوقت الراهن، ولعل من أبرز الجهود الذاتية من قبل الشخصيات الشهيرة حول العالم ما يقوم به الممثل الأمريكي مورجان فريمان وهو مشروع لتحويل مزرعته في ولاية مسيسيبي التي يبلغ حجمها 124 فدان إلى مستعمرة للنحل ويقوم هو بنفسه بالإشراف على المشروع. وأخيرًا علينا ألا ننسى الإنتاج الهام للنحل وهو عسل النحل الذي يحوي كمية كبيرة من المعادن والفيتامينات المختلفة، وينصح به الأطباء من يريدون الإنقاص من وزنهم بالقدر الأكبر وهو بديل مثالي للسكر لأنه عبارة عن منتج طبيعي وكذلك يساهم عسل النحل في تماسك مناعة الإنسان ويزيد من قدرة الجهاز على مكافحة الميكروبات والسموم، وحمض الستريك هو ممتاز لتقوية وظائف الكبد وهذا بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى مثل التأثير الإيجابي على نضارة البشرة.
النحل: منقذ البشرية
النحل هو البطل الذي يعطينا النصيب الأكبر من المحاصيل الغذائية، حيث يقوم بتلقيح كل ما تتخيله أو قد لا تتخيله، بدايةً من الحبوب مثل الذرة والقمح وحتى الفواكه مثل الفراولة والتفاح، وبدون تلقيح النحل فإن تلك المحاصيل لن تصل إلى مراحلها الأخيرة وستموت بعد وقت قصير، لذا فإن اختفاء النحل يعني اختفاء أكثر من ثلاثة أرباع المحاصيل والتي تحتوي على المحاصيل الأساسية، لذا فإننا سنبدأ في الاعتماد على الأغذية الخاصة بحالات الطوارئ وستبدأ المجاعات بسرعة.
فوائد الكلاب
من المعروف أن الكلاب هي حيوانات مفيدة للبشر منذ وقت قديم، وأهم استخدامات الكلاب بالنسبة لنا هي الصيد، وقديمًا كانت الاستخدام الجاد الأول والأخير، فالكلاب من أسرع الثدييات وأذكاها وهناك بعض الأنواع التي تملك قدرة مذهلة على تتبع الروائح، ومن خلال جسدها المرن فإنها تقدر على إخراج الأرانب من جحورها والعديد من المهام الصعبة الأخرى، ومع تطور الوقت أصبحت تربية الكلاب من الفنون وأيضًا من العلوم المتخصصة.
وفاء وذكاء الكلاب
لا تقف فائدة هذه الحيوانات صديقة الإنسان عند هذا الحد، فقوات الشرطة تستخدم بعض الأنواع مثل كلب الراعي الألماني في اقتفاء آثار المجرمين أو للتفتيش في الحواجز الأمنية بحثًا عن الممنوعات، بل أنها تساعد المكفوفين والمعاقين وتعطيهم اعتمادًا أكبر، بل وصل الأمر إلى حدوث بعض الحوادث التي نتج عنها اكتشاف السرطان، حيث قام بعض الكلاب بخدش أكثر من امرأة في حالات موثقة في دول مختلفة في مناطق قريبة من الصدر، وعندما ذهبن إلى المستشفى تم تحديد الإصابة بسرطان الثدي لديهن. ومع كل هذا فإن الكلاب تفاجئنا يومًا بعد يوم، فقد أثبتت أنها حيوانات مفيدة وذكية عندما منعت أكثر من حالة انتحار نذكر منها قصة إيزابيل دينويري، وهي شابة تعرضت إلى الاكتئاب فقررت الانتحار وأخذت كمية كبيرة من الحبوب المنومة، لكن كلبها أراد إيقاظها بعدما غطت في نوم عميق، وكرر الفعلة مرات عديدة حتى لاحظ وجود شيء غريب، فبدأ بخدشها وعضها في وجهها حتى أفاقت ووجدت وجهها قد تعرض إلى إصابات بالغة، فذهبت إلى المستشفى ووجد الأطباء ضرورة إتمام عملية نقل وجه وتمت بالفعل وقد كانت الأولى من نوعها في العالم كله، وبهذا أنقذ حياة الفتاة المسكينة. وبعيدًا عن هذا كله فإن الكلاب حيوانات أليفة وتملك ولاء استثنائي بالمقارنة مع القطط وبقية الحيوانات الأخرى، ومع الذكاء وبقية الصفات فإنها قطعًا حيوانات مفيدة وهامة بالنسبة للبشر.
الحيوانات مهمة للنباتات
تترابط الكائنات الحية ببعضها البعض في حالات كثيرة وهناك منافع مشتركة وعمليات حيوية تتم وفي حالة كسر السلسلة فإننا نكون أمام خلل بيئي خطير، فهناك عدد كبير من النباتات التي تحتاج إلى نقل حبوب لقاحها عبر أنواع مختلفة من الحشرات، وهناك نباتات تنمو بسبب وجود بعض الحيوانات في منطقة معينة لأنها توفر لها البيئة التي تحتاجها مثل مسكن السنجاب الذي عادةً ما يُحاط بأشجار البلوط، ولا ننسى أن السماد يأتي من الفضلات الحيوانية.
الأبقار وإنتاج الألبان
بإمكاننا الحصول على الحليب من ثدييات عديدة مثل الإبل بل وحتى من نباتات مثل فول الصويا، لكن الكمية العظمى التي نحصل عليها من الحليب حول العالم تأتي من الأبقار في المركز الأول ثم الماعز، والحليب هو من أهم المكونات اللازمة لبناء جسم الإنسان خاصةً في المراحل الأولى وهو من أهم مصادر البروتين وهو غني بفيتامين د ويحوي نسبة كبيرة من الكالسيوم الذي يجعل عظامنا قوية وأسنانا صحية، والأهم هو هذا الكم الكبير من منتجات الألبان بدايةً من الأجبان المختلفة والكريمة والزبادي وحتى الآيس كريم. وحتى مخلفات الأبقار التي يتم استخدامها كسماد لزراعة النباتات التي نستهلكها بصفة ضرورية في حياتنا اليومية، وقديمًا اعتاد المزارعون على استخدام الأبقار في جر آلات الحرث بل وحتى يومنا هذا نجد بعض المزارعين يستخدمون الأبقار لهذا الغرض.
استخدامات أخرى للأبقار
لعل الدهشة قد تنتابك إذا علمت أن بول الأبقار يستخدم في تصنيع أدوية الأيورفيدا وهي فرع من فروع الطب البديل الذي انتشر في الهند منذ وقت طويل ولا تزال تلك الأدوية مستخدمة حتى يومنا هذا بل ونجدها حاضرة في بعض الدول الغربية لكن على نطاق غير واسع، وبالرغم من عدم وجود أبحاث علمية كافية تؤكد لنا حقيقة تلك الأدوية إلا أنها بمثابة العلاج الأول المتاح لعدد مهول من الناس في القارة الآسيوية وتحمل الأبقار فضل كبير عليهم في هذا الصدد. لذا وبعد كل تلك الاستخدامات المتنوعة في مختلف النواحي الحياتية فإنه قطعًا علينا أن نعتبر البقر حيوانات مفيدة بالرغم من وجود علاقة مصلحة مباشرة فقط مع الأخذ في الحسبان أن الأبقار يتم تقديسها ويحظر الاقتراب منها بسوء في الهند التي تحظى بعدد كبير من متبعي الديانة الهندوسية التي تبجل البقر.
أضف تعليق