تسعة اولاد
الرئيسية » تاريخ وحضارات » مباني غير مكتملة : ما هي أشهر المباني غير المكتملة في العالم؟

مباني غير مكتملة : ما هي أشهر المباني غير المكتملة في العالم؟

مباني غير مكتملة

ينتشر حول العالم مباني غير مكتملة كثيرة تعتبر علامات تاريخية ودينية، وتتنوع فيها أشكال البناء، فما هي أشهر هذه المباني؟ هذا ما سنعرفه هنا.

في العالم مباني غير مكتملة عديدة، تختلف في البناء والأسلوب والفنيات التي جعلت منها ما هي عليه، ومنذ بداية تاريخ الإنسان وقد عمل على تشييد القصور والكنائس وغيرها من المباني المختلفة، ولكن بعض هذه المباني لم تكتمل لأسباب مختلفة، الحروب والثورات كانت سببًا في تغيير خطط الدول، كذلك قلة الموارد المالية اضطرت بعض المهندسين إلى التوقف عن العمل، وانشغال بعضهم بأجزاء وإهمال الأخرى، وعادة ما تحتاج هذه الأعمال الضخمة والمعقدة الوقت الكافي للقيام بالعمل بشكل مناسب، وهذا الأمر مفهوم، ولكن أحيانًا وفي أثناء ذلك يتغير كل شيء بسبب الافتقار للمهارة والبصيرة في بعض الأوقات، ومع ذلك فبعض من هذه المباني يعتبر إرثًا تاريخيًا عالميًا ويستخدم لسبب أو لآخر، كمتحف مثلاً، يمكن لأي شخص زيارته في أي وقت، وبعض هذه المباني لم يكتمل وترك بدون فائدة، وفيما يلي بعض هذه المباني المشهورة التي لم تكتمل بالشكل المخطط لها.

كاتدرائية وستمنستر

ربما قد تكون سمعت عن دير وكنيسة وستمنستر، إنها واحدة من الكنائس الأكثر شهرة وجمالاً في العالم، وبكل المقاييس هي تحفة فنية معمارية عظيمة، ومن المثير للدهشة، هو أن كنيسة وستمنستر ليست هي الكنيسة الأم للكاثولوكين في انجلترا، ويرجع هذا الفضل لكاتدرائية وستمنستر والتي تقع حرفيًا في نهاية الشارع الموجود فيه دير وستمنستر، وفضل آخر يرجع لكاتدرائية وستمنستر هو أن الكاتدرائية لم ينتهي العمل فيها بالفعل، والعمل عليها لا يزال جاريًا، ومن المفترض أن داخل الكنيسة أصبح جاهزًا ولم يبق سوى بعض الطوب غير المكتمل في مكانه، وهذا هو عكس تمامًا معظم الكنائس الكاثوليكية، حيث يمكن لأي شخص زار أحد الكنائس الكاثوليكية أن يتوقع أن تكون كنيسة وستمنستر بفخامة الكنائس الأخرى.

وبدأ العمل في الكنيسة في عام 1895، ولكن على ما يبدو كان العمل على بناء صرح عظيم كالكنيسة كان مكلفًا للغاية لإنهاء تزيين الكنيسة الأم لكل من انجلترا وويلز، ومن وسط مباني غير مكتملة عديدة في أوروبا تعتبر كاتدرائية وستمنستر من الأجمل.

مباني غير مكتملة في ألمانيا

ديوتشس ستاديون، أو الإستاد الألماني كما يطلق عليه الإنجليز، تم الكشف عن هذا المبنى الكبير في سبتمبر من عام 1937، في نورمبرغ، ألمانيا، وإذا كنت على دراية بتاريخ العالم، فهذا على الأرجح قد ينبه إلى شيء، وهو أن هذا الاستاد هو أحد أفكار أدولف هتلر، والذي أراد بناء ساحة عملاقة على الطراز الروماني، وذلك كما يذكر لأغراض شائنة، لما تقتصر هذه استخدامات هذا الاستاد على اجتماعات الحزب النازي فقط، بل أيضًا لاستبدال الألعاب الأولمبية مع شيء يسمى الألعاب الآرية.

ومع بداية الحرب العالمية الثانية توقف العمل على إنهاء هذا المبنى بشكل كامل، وفي الحقيقة أيضًا أن النازيين لم يتمكنوا من عمل ذلك بشكل صحيح، وبالتالي فإن بقايا ستاد ديوتشس هي بعض الركائز المتدهورة والجدران من موقع الاختبار، وبحيرة كبيرة في نورمبرغ والتي كانت حفرة بناء في السابق.

كاتدرائية القديس يوحنا الإلهي

في أمريكا مباني غير مكتملة عديدة من أهمها، كاتدرائية القديس يوحنا الإلهي، وهي واحدة من أكبر الكنائس المسيحية في العالم، وعلامة كبيرة ومميزة في مانهاتن في نيويورك، وبكل الوسائل تعتبر كاتدرائية القديس يوحنا معلمًا، ولكن المسؤولين عن هذا النوع من المباني ينتظرون المبنى الذي بدأ العمل فيها عام 1892 أن يكتمل، حيث كان تشييد هذا المبنى من البداية إلى حد كبير عبارة عن فوضى، وشملت المشاكل الصعوبات المالية والمشكلات الهندسية مرورًا بالحروب والحرائق، بعيدًا عن الحقيقة وراء أن المصممين غيروا الأسلوب المعماري المعتمد في البناء عددًا من المرات، وإلى الآن لا يزال المسؤولون عن هذا المبنى لا يعرفون كيفية الانتهاء من إكمال هذا المبنى بالضبط، والكنيسة في هذه الأيام تحمل اسم كاتدرائية القديس يوحنا التي لم تكتمل.

مبنى السلطة العليا أو مبني العَلم

يعتبر مبنى السلطة العليا في فلوريدا هو السيانتولوجيا كما الفاتيكان هو الكاثوليكية، ووفقًا لزعيم الكنيسة ديفيد ميسكافيج، بدأ العمل بالمبني في عام 1999 في كليرووتر بولاية فلوريدا الأمريكية، وكانت التقديرات تقول أن بناء هذا الصرح سيستغرق عامين بتكلفة تصل إلى 40 مليون دولار أمريكي، ولكن في عام 2003، تم التخلي عن العمل في المبني، ولمدة ست سنوات، حتى يمكن للكنيسة إعادة تخطيط نظامها الداخلي بالكامل وحث أتباع الكنيسة على التبرع لإكمال المبنى، وحتى قام المسئولون عن الكنيسة بفرض غرامات على من يجلس بالقرب من المبنى.

وبدأ العمل مجددًا في المبني في 2009، ولكن لم يتم افتتاحه أبدًا، والعديد من أتباع الكنيسة تركوها من الاشمئزاز، وذلك بعد التبرع بالملايين لهذه القضية، وفي يناير من عام 2013، قام أحد أتباع الكنيسة برفع دعوى قضائية ضد الكنيسة لإضاعة أموالهم.

محطة الفضاء الدولية

في الحقيقة محطة الفضاء الدولية ليست من مباني غير مكتملة بالشكل الطبيعي كما هو موجود على الأرض بقدر ما هي هيكل وحدات، ولكن يمكن ضمها إلى المباني غير المكتملة لأنها في حالة بناء دائم، وهو الشكل الذي يجب أن تكون عليه المحطة الدولية دائمًا، وبالنظر إلى أنها تعمل ويتم صيانتها من قبل دول من جميع أنحاء العالم، والحقيقة أن هذا البناء لم ينهار إلى الآن هو أمر مثير للإعجاب جدًا، وتم إطلاق أول مكون من مكونات المحطة في عام 1998، وهو يدعى زرايا، وتم إضافة آخر مكوناتها في عام 2011، ومن أجل الإنصاف في الفرضية، كان من المفترض أن تكون محطة الفضاء الدولية مكتملة بحلول عام 2005، ولكن بسبب التغيرات في التكنولوجيا والعلوم، لو يكن هناك فرصة لإتمام بناء المحطة في التاريخ المحدد، ولا يزال هناك عدد من المكونات التي يجب إرسالها للمحطة في الأعوام المقبلة، وقد اعتبر أن البناء وصل لمنتصف الطريق.

قصر أجودا الوطني في لشبونة

لا يتمتع قصر أجودا الوطني في لشبونة بجاذبية سياحية شهيرة، ولكنه كذلك هو مقر إقامة العائلة الملكية البرتغالية، هذا كما تظن سيجعل هذا القصر العظيم على قائمة أولويات البناة في البرتغال، ولكن الحقيقة غير ذلك، البناء الذي بدأ العمل عليه في عام 1796، لم يكتمل في الواقع، وأدت الحروب وعدم توافر الأموال الكافية لاستكمال البناء إلى تعديل المشروع عدد من المرات وتكرار العمل فيه بشكل كبير، إلا أن البناء استمر على الرغم من هذه النكسات على طول الطريق حتى الثورة البرتغالية في عام 1910، الثورة التي كان من نتائجها إلغاء النظام الملكي، والآن القصر الجميل غير المكتمل يستخدم كمتحف يجذب الآلاف من السياح سنويًا.

قصر وودشستر

ظهر قصر وودشستر في عدد من البرامج التليفزيونية تحت افتراض أنه مسكون، وفي الحقيقة، أحدى المستشفيات العقلية كنت مهتمة ببناء متجر بالقرب من القصر في وقت ما، وفي الحرب العالمية الثانية، كان الجنود يعسكرون في المنطقة المحيطة بالقصر، وكانوا يرون أن هذا المكان لم يسكنه أحد من قبل، والسبب الحقيقي وراء شهر قصر وودشستر كواحد من مباني غير مكتملة معروفة عالميًا، هو أن القصر هو منزل ضخم فارغ، ويبدو القصر من الخارج مكتملاً ولكن في يتم الانتهاء من العمل في الداخل، والرجل الذي كلف ببناء هذا القصر، ويليام ليه، كان من مناصري الكمال في إتمام الأعمال، وكلما تمكن من الحصول على أموال لاستكمال العمل في القصر، كان يشرف بنفسه على التشييد وتغير الخطط، وبالتالي فإن النصف الذي بني تم الانتهاء منه بشكل جيد، وعلى الأقل، القصر دائمًا مفتوح للزوار، إذا كنت تريد رؤية منزل مكتمل من الخارج وليس به أي شيء بالداخل.

بنايات البرلمان في نيوزيلندا

على غرار ملوك وملكات البرتغال الذين اضطروا للعيش في قصر أجودا، ظل البرلمانيون النيوزيلنديون الجدد يعملون خارج مبنى لم يكتمل لأكثر من قرن، ووضعت خطط للمقر الجديد في عام 1911، وشملت الخطط مرحلتين من البناء، الأولى للغرف الهامة، والثانية على ما يبدو للغرق الأقل أهمية، مثل المكتبة ومكتب قانون التاج، كل شيء كان من المخطط أن ينتهي في عامين فقط، ولكن العمل لم يبدأ إلا في عام 1914، ولم يتم الانتهاء من المرحلة الأولى حتى عام 1922، ويرجع ذلك إلى قيام حرب في تلك الفترة، وعلى أي حال، لم يتم بناء المرحلة الثانية من مباني البرلمان الرسمية، ولذلك لم تكن مفتوحة رسميًا حتى عام 1995، ولم يتم الانتهاء من ذلك من الناحية الفنية، ولكن تم إنشاء المكتبة أو مبنى آخر يسمى خلية النحل في مساحة إضافية.

محطة ماربل هيل النووية

معظم المباني المدرجة في هذه القائمة هي مباني غير مكتملة ولكنها لا تزال تستخدم لشيء أو غيره، ومع ذلك بعض هذه المباني عديم الفائدة، وتقع محطة ماربل هيل النووية في هذه الفئة الأخيرة، وقد بدأ العمل على بناء هذه المحطة في عام 1977 في ولاية إنديانا الأمريكية، وفي خلال 7 سنوات كان من المقرر أن يتم العمل بهذه المحطة بشكل كامل، وتصبح حجر الزاوية في عملية توليد الطاقة في مجال الطاقة النووية، وبعد ذلك، وفي عام 1984، وبعد غرق 2.5 بليون دولار في محاولة لنقل المفاعلات إلى ما يقرب نصف الطريق، قررت الشركة وراء هذا المشروع التخلي عن إنهاء المبنى، لأنهم وبكل بساطة لن يتمكنوا من الاستمرار في تمويل المشروع، وانتهى الأمر بهم إلى بيع بعض المعدات لاسترداد بضعة ملايين من التكاليف المفقودة، والمحطة منذ ذلك الحين تقف نصف منتهية، والشركة التي تمتلكها الآن وضعت خطط للبداية في هدم المحطة.

كنيسة العائلة المقدسة

على عكس كاتدرائية القديس يوحنا، حصلت كنيسة ساغرادا فاميليا أو كما تعرف بكنيسة العائلة المقدسة في برشلونة على الكثير من الاعتراف المرموق، وذلك على الرغم من كونها عملاً جاريًا منذ عام 1882، ولم يتم تصنيفها كموقع للترات العالمي التابع لليونسكو فحسب، بل زارها البابا أيضًا وأعلنها كاتدرائية، وكنيسة العائلة المقدسة هي من أفكار المهندس المعماري المشهور أنطونيو جاودي، والذي قضى معظم حياته منشغلاً ببناء هذا العمل الفني الغريب والمستوحى من الطبيعة كما يظهر هو الآن، وموته كان مأساة في عام 1926، بعد أن ضرب من قبل الترام، وتحفته الفنية كما كانت في هذا الوقت كانت أقل من ربع كاملة، ولكن تم تنفيذها من ذلك الحين، بأسلوب مستوحى من رؤية جاودي، ويتم تمويلها تقريبًا من قبل ملايين السياح الذين يتدفقون إليها كل عام، وإلى اليوم لا يزال العمل جارى في الكنيسة، ويتوقع أن يتم إنجازها كاملة في عام 2026، وهي الذكرى المئوية لوفاة جاودي، ولكن مع ذلك، يظن المهندس الحالي المسؤول عن استكمال المشروع أن العملية تحتاج إلى أقل من قرن للانتهاء من هذا العمل.

الكاتب: حسام سعيد

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

5 × 1 =