يُعتبر طائر الكاسوراي أحد أغرب الطيور الفريدة من نوعها، فذلك الطائر، بالرغم من منظره الرائع، إلا أن وداعته هذه لا تمنع من تصنيفه كأحد أكثر الطيور شراسة، ولمزيد من التحديد، يمكن القول إنه يُصنف في المرتبة الثالثة ضمن أكثر الطيور خطورة، ولقد ساهم في ذلك الاعتقاد الحقيقي حجمه الكبير والذي يجعله في المرتبة الثالثة حجمًا بين الطيور أيضًا، وكل هذا بالتأكيد لم يمنع من سعي الجميع إلى استكشافه والتعرف على معلومات أكثر عنه، وهذا ما سوف نحاول فعله كذلك خلال السطور الآتية، حيث التعرف على طائر الكاسوراي وخصائصه المميزة، وهل فعلًا يمتاز بالخطورة الشديدة؟ ولماذا قد يتميز بأمر كذلك؟
طائر الشبنم
اسم الشبنم في الحقيقة ليس سوى الاسم الثاني لطائر الكاسوراي، فكلاهما اسمان لنفس الطائر الذي نحن بصدد التحدث عنه، وغالبًا ما سيكون ذلك الاختلاف في الاسم راجع إلى اختلاف الثقافات والحضرات، فيمكن القول ببساطة أنه قديمًا كان هذا الطائر يُدعى الشبنم، أما الآن فقد أصبح الاسم الذي يعرفه به الجميع به هو الكاسوراي، وقد سبب ذلك الاختلاف بالطبع بعضًا من التشتيت، فهناك من كان يعتقد أن ثمة طائر اسمه الشبنم وطائر آخر اسمه الكاسوراي.
ظهر طائر الكاسوراي على الأرجح قبل خمسة آلاف عام، وقد كان أشبه بصدمة للناس فور رؤيته، فقد كان طائرًا، وبالرغم من ذلك كان ذا حجمٍ كبير جدًا، حتى أن البعض أجزم أنه يأتي في المرحلة الثالثة بين الطيور من حيث الحجم، حيث أنه أصغر من النعام بقليل، وعمومًا، يمكن أن يتم توضيح ذلك الأمر بسهولة من خلال التطرق إلى ذكر أوصاف وأحجام طائر الكاسوراي حسبما تقول الشهادات.
أوصاف طائر الكاسوراي
نبدأ الوصف من الطول، فلابد أنه أول شيء سوف يراود أذهانكم عند ذكر الكاسوراي، وهو في الحقيقة طول مناسب جدًا بالحديث عن طائر يُصنف في المرتبة الثالثة بين الطيور، حيث لا يقل عن متر ونصف، ولا يزيد عن مترين، أي يمكن القول إنه أطول من أي إنسان أو على الأقل مماثل له في الطول، ولكم أن تتخيلوا أن ثمة طائر بحجم الإنسان وطائر آخر بحجم العصفور، هل يمكن أن تكون هناك أدنى مقارنة بينهما؟
وزن الكاسوراي بلا شك هو الأمر الثاني الهام في أوصافه، وإذا قلنا إن ثمة طائر يزن حوالي خمسة كيلو جرام فسوف نكون مبالغين بعض الشيء، فما بالكم بطائر الكاسوراي الذين يزن أكثر من ستين كيلو جرام، وهو وزن أسطوري بالتأكيد، لكنه وزن حقيقي وكل من شاهد الكاسوراي دُهش نفس الدهشة عند سماع طوله ووزنه، واللذان يُمكن اعتبارهما بلا شك معجزة صغيرة، والحقيقة أن المعجزة تكمن في أن طائر بهذا الطول والحجم قادر على التحليق والطيران!
أنواع طائر الكاسوراي
طائر الكاسوراي لا يأخذ نوعًا واحدًا، وإنما عدة أنواع مختلفة تتبع عدة تصنيفات، فبالنسبة للمكان سمة كاسوراي شمالي وطائر جنوبي، أي أنهما يعيشان في الجنوب والشمال، وهناك أيضًا نوع ثالث من الطيور الكاسوراي، وهو الطائر الكاسوراي القزم، وهو الذي يُشاع أنه صغير الحجم جدًا مقارنة مع طائر الكاسوراي الكبير، والحقيقة أن الأنواع الثلاثة، والتي تتنوع كما نرى في المكان والشكل، في النهاية تمتلك نفس الخصائص والسمات الرئيسية لطائر الكاسوراي بشكل عام، وهو ما لا يجعل هناك أي مُشكلة، لكن بالتأكيد يجب التفريق بين الأنواع ومراعاة بعض الاختلافات الموجودة.
غذاء طائر الكاسوراي
لأن طائر الكاسوراي يميل بشكل كبير إلى الخضروات والفواكه والأعشاب لذلك تراه يتخذ من الحقول والحدائق والغابات المطيرة ملاذًا له، والحقيقة أن ميزة كون الكاسوراي طائر تُسهل عليه الأمر كثيرًا، فهو في النهاية لا يجد أي عوائق لدخول أي مكان، والواقع أن هذا الأمر ينطبق على كافة الطيور بكافة أشكالها وأنواعها، لكن ميزة الطيران تكمن في سرعة فعله لذلك، وعليه لم يتمكن أحد من اصطياده في مرة من المرات وإلحاق الضرر به.
طائر الكاسوراي في الغالب لا يعتمد على الخضروات والفواكه فقط، وإنما أيضًا يتجه إلى كائنات حية أخرى مثل الفقاريات والحشرات الصغيرة، ولا يجب علينا أبدًا أن نربط بين ما يقود الكاسوراي بصيده للطعام وقوته، فهو في حقيقة الأمر قادر على إسقاط ما هو أكثر من ذلك، وعلى رأس قائمة ضحاياه يأتي الإنسان والكلاب.
الكاسوراي والصيد
ربما لا يمكنكم تصديق ذلك، لكن طائر الكاسوراي في الحقيقة قادر على أذية الإنسان، ليس فقط مجرد قدرة شفهية، بل إنه قد ثبت ذلك بالفعل، حيث أن طائر الكاسوراي في كل زمان ومكان يستغل سرعته الخاطفة في الانقضاض على الفريسة وجرحها بسهولة، وهذا ما يفعله مع الإنسان ويجعله يتسبب بصورة دائمة في أذيته، خاصةً وأننا قد ذكرنا من قبل أن ذلك الطائر يأخذ غذاءه من الحقول، وهو مكان يكثر فيه تواجد البشر بالطبع.
بالرغم من قدرة الكاسوراي الفريدة على الصيد إلا أنه من خلال مراقبة ذلك الطائر العجيب أثبت العلماء أنه طائر خجول جدًا، بمعنى أنه يفعل ما يفعل عند البدء في الصيد لكنه يظل في النهاية أحد أكثر الحيوانات خجلًا، ولذلك لا يظهر كثيرًا في السماء، بل يبدو كلص ظريف، يظهر ليسرق ضحيته ثم يختفي بعدها ويبدأ الإعداد للضحية الجديدة.
طائر الكاسوراي يهاجم
يمتلك طائر الكاسوراي بعض العادات الغريبة التي يفعلها عند المهاجمة، والتي لا يمكن الاستنباط منها أبدًا أننا نتحدث عن مجرد طائر أو مجرد حيوان، ففي البداية عليك أن تعرف بأنك إذا كنت وحيدًا فلن يتمكن الكاسوراي من مهاجمتك، فصدق أو لا تُصدق، لا يُحب الكاسوراي الضحايا المُنفردين، وإنما يجب أن يكونوا جماعة ثم يتخير هو الأفضل بينهما ويقوم بإصابته مُحدثًا الأضرار به، وللعلم هو لا يقتل ضحيته، وإنما فقط يكتفي بإصابتها وجرحها، وهذا في الواقع أمر غريب، فإن كان لا يود القتل فلماذا يُقدم على الأذية من الأساس.
من ضمن الأشياء التي تم رصدها أيضًا في عملية المهاجمة التي يقوم بها طائر الكاسوراي أنه يعشق مُهاجمة الكلاب، فيكفي أنه يترصد الكلاب في كل مكان يذهب إليه، بل أن هناك من يقول إنه لا يجعل يومًا يمر دون أن يطأ كلبًا، وبالطبع يفعل معه مثلما يفعل مع الإنسان، حيث يكتفي فقط بأذيته دون قتله، حتى وإن مات الكلب فإنه لا يقترب منه ولا يتخذه طعامًا، وهذا ما يُثير الجنون بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ.
حياة طائر الكاسوراي
تحت الأشجار يختبأ طائر الكاسوراي وحيدًا، فهو كما ذكرنا لا يُحبذ الاختلاط مع باقي الطيور ولا يظهر بصورة دائمة، وكما ذكرنا يكون ذلك الاختفاء أسفل الأشجار وعند مناطق السافانا، وخاصةً تلك التي تتواجد في استراليا وغينيا الجديدة، بل هناك من يعتبر أن طائر الكاسوراي هو الساكن الأصلي للغابات المطيرة، أي أنه أول من عاش بها، وفي هذا دلالة على عشقه للحشائش أولًا وقِدمه في المرتبة الثانية.
يعيش الكاسوراي مدة كبيرة جدًا مقارنة مع كونه مجرد طائر، فأقل مدة يمكن أن يعيشها أربعين عام، وأكثر مدة يمكن أن يصل إليها في الغالب تكون خمسين عام، ومن هذا يتضح أنه يحظى بمعدل أعمار كبير يقترب من الإنسان، ليس هذا فحسب، بل إنه يتفوق كذلك على حيوانات وطيور عتيقة ربما لا تعيش نصف هذه المدة، هذا إذا ما تغاضينا أصلًا عن تلك الأنواع من الطيور التي لا تعيش أكثر من عام.
طائر الكاسوراي والقفز
دعكم من كل ما مضى، فلم نذكر بعد نصف قدرات وإمكانيات طائر الكاسوراي الحقيقية، فبالإضافة إلى كل ما سبق تمتلك تلك النوعية من الطيور قدرة هائلة على القفز لمسافات طويلة، قد تصل في الغالب إلى أربعة أمتار ونصف، وهو في الواقع معدل كبير جدًا لا يصل إليه البشر إلا بصعوبة بالغة، لكن الكاسوراي يفعل، وقد يسأل سائل لماذا يفعل الكاسوراي مثل هذه الأمور بالرغم من قدرته على الطيران، والإجابة ببساطة تكمن في سؤال آخر مُماثل لما تسألوه، وهو لماذا يؤذي الكاسوراي ضحيته ولا يقوم بقتلها بعد ذلك؟
طائر الكاسوراي والسباحة
لا تقل إمكانيات طائر الكاسوراي في السباحة عن إمكانياته في مجال القفز، فهو قادر على السباحة لمسافات طويلة دون أن يشعر بالتعب، وهذا أمر في الحقيقة غريب ويعود بنا إلى نفس السؤال، لماذا قد يُقدم قادر على الطيران والتحليق على مثل هذه الأمور، هل هو طائر مجنون حقًا أم أن هذا مجرد شيء فُطر عليه، أم أن الخيار الثالث والأغرب هو الصحيح، والذي يقول بأن الكاسوراي يُجيد الملاحظة والتقليد على حدٍ سواء!
هناك من يدعي أن الكاسوراي لا يقفز أو يقوم بالسباحة لأنه يُريد أن يفعل ذلك أو حتى يجد متعة فيه، الأمر ببساطة أنه يلحظ بعض الكائنات من الأعلى وهي تفعل مثل هذه الأمور، فيقوم هو بدوره بتقليد تلك الحركات، هذه هي موهبته التي يُجيدها إذًا، والأمر ليس له علاقة بالجنون أو الغرابة، لكن هذا لا يمنع بالتأكيد من وصف طائر الكاسوراي بالطائر الأكثر خبثًا على وجه الأرض لما يفعله من أفعال ماكرة بحق.
أخبث طائر بالعالم
مع نهاية الألفية الثانية كان العالم قد استقر بصورة شبه نهائية عن تلقيب طائر الكاسوراي بالطائر الأكثر خبثًا في العالم، وهذا الوصف في الحقيقة راجع لعدة عوامل أولها الاختفاء الذي لا يُعرف سببه، فمن الطبيعي جدًا أن تنتشر الطيور في كل مكان بالعالم وأن تمتلئ السموات بها، هذه موهبتها وقدراتها، لكن الكاسوراي لا يفعل الأمور الطبيعية أبدًا، بل يظل مُختفيًا طوال أوقات الملاحظة ثم يظهر فجأة وينقض على ضحيته ويختفي مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكن، وبالطبع هذا ليس سوى الخبث في أبهى صوره الممكنة، لكن، هل هذا كل شيء؟ بالتأكيد لا.
خبث الكاسوراي يظهر من جديد أثناء الصيد، فعند خروجه لاصطياد ضحيته بتظاهر أمامها بعدم الاكتراث بها، ثم يبدأ في أن يجوب المكان بكل هدوء وسكان، وفجأة، وبلا أي مقدمات، ينقض على الضحية ويفعل بها ما يفعل ثم يُعاود الاختفاء مُخلفًا الدمار حوله، وربما لكل هذا بدأت في السنوات الأخيرة عمليات صيد موسعة بحق الكاسوراي، فقد أصبح خطرًا وتهديدًا حقيقيًا لا يُدركه إلا من يقترب منه أو يتعامل معه بأي شكل من الأشكال.
أضف تعليق