العناكب واحدةٌ من أكثر الحشرات سيطرةً وهيمنةً في العالم الحشري فتأثير بعض الفصائل منها لا يمس بقية الحشرات وحسب وإنما يصل إلى الإنسان نفسه ويهدد حياته بالخطر، اليوم نحن بصدد الحديث عن واحدةٍ من أقوى أسلحته وأهم أدواته في الصيد، شباك العنكبوت واحدةٌ من أرق الشباك بالنسبة للإنسان لكن في عالم الحيوان فهي مصيدةٌ ماكرة ما إن يقع فيها أحد الضحايا حتى تكون نهايته فيظل مقيدًا يرقب بخوفٍ العنكبوت الضخم وهو يسير باتجاهه ليفكه من الشبكة ويلتهمه.
ما هي خواص شباك العنكبوت ؟ وماذا تفعل بها؟
ليست كل العناكب متشابهة
اعتدنا دائمًا على الاستدلال على وجود العناكب من شباكها لكن المثير للعجب والذي سيدهشك هو أن نصف فصائل العناكب المعروفة تقريبًا لا تنسج شباكًا ولا تستخدمها في صيد فرائسها وإنما تعمد إلى وسائل أخرى مختلفة، لا يعني ذلك أنها لا تنتج الشباك على الإطلاق وإنما ما زالت تملك الغدد التي تفرز خيوطًا أشبه بالحرير تستخدمها العناكب في تغطية بيوضها وربطها ببعضها البعض أو في التدلي من فروع الشجر أو التنقل.
رغم كل ذلك تعتبر شباك العنكبوت من التحف الفنية الجميلة التي تستمتع بمشاهدة إتقان صنعها وجمال وبهاء شكلها وتناسقها الهندسي العظيم الموجود في فطرة العنكبوت دون أن يعمله أحد، وبرغم ذلك يكمن تهديدٌ وراء ذلك الجمال لبقية الحشرات حين تنزلق عليها أو تلتصق بها ولا تكون قادرةً على التخلص منها على الإطلاق.
لكنها ليست وسيلة القتل الوحيدة فهناك أنواعٌ من العناكب مثل العنكبوت الذئب ذو الحجم الكبير الذي يطارد فريسته ويتعقبها ثم يهجم عليها مستغلًا فارق الحجم والقوة بينهما ليلتهمها، بعض العناكب تنصب فخوخًا لفرائسها كأن تجعل كرةً من الخيوط متدليةً من أحد الفروع فما إن تلمسها الضحية حتى يهجم العنكبوت عليها، هناك عناكب تسبح على سطح الماء لتصطاد الحشرات الموجودة عليها وعناكب تقذف سمًا على ضحيتها فتشل حركتها.
لا أمان للعناكب
كل العناكب بلا استثناء مفترسة وربما لا نشعر بذلك لصغر حجمها ولكونها غير ذات خطرٍ حقيقيٍ ووشيكٍ على حياة الإنسان بهذا الجانب الافتراسي منها لكن فصائلها جميعها تتغذى على الحشرات الأخرى، بل إن الأضل والأكثر وحشيةً أن هناك مجموعةً من تلك الفصائل لا تكتفي بالتهام بقية الحشرات وإنما تلتهم غيرها من العناكب، هناك عناكب إناث بعد الزواج من الذكور تقتله وتتغذى عليه أو تصنع من جسده مخزونًا غذائيًا لصغارها.
تبدو حياة تلك الكائنات موحشةً ومرعبة وحقيقة أن جميع أنواع العناكب سامة هي حقيقةٌ موحشةٌ بدورها، لكن لحسن الحظ فعددٌ قليلٌ ومحدودٌ من العناكب تؤثر بسمومها على الإنسان أما البقية فبعد أن تسقط أي فريسةٍ في شباك العنكبوت إن كانت من العناكب الغازلة للشباك تسارع إلى غرس أنيابها في فريستها فتبث السم في جسدها وتشل حركتها أو تودي بها إلى حتفها قبل التهامها.
قد يذهلك أن برغم كل ذلك بعض الناس حول العالم يحبون العناكب كثيرًا ويهوون تربيتها كحيواناتٍ أليفةٍ في بيوتهم، وربما يختارون أكثرها شراسةً وأشدها سميةً لتربيته لكني لا أنصحك بذلك على الإطلاق فلن تريد الموت على يد حيوانك الأليف بالتأكيد، من الطبيعي أن يكون للعنكبوت صندوقه الزجاجي الخاص لكنك لا تعرف متى ينفتح الصندوق ويهرب العنكبوت، إن شاهدت هاري بوتر أظن أنك ستفهم قصدي.
أضف تعليق