الحيوانات المفترسة : حيوانات أثارت الرهبة في القلوب منذ الأزل!

بالطبع جميعنا يعرف بوجود نوع من الحيوانات يُسمى الحيوانات المُفترسة، وذلك النوع من الحيوانات هو الذي لا تستهويه الأعشاب والنباتات والأشياء الموجودة في الأرض أصلًا من أجل الغذاء، وإنما يُفكر في أشياء أخرى مثل الحيوانات التي تنتمي لبني جنسه أو البشر إذا تطلب الأمر، والمعروف أن الحيوانات المفترسة تمتلك قوة إضافية تجعلها قادرة على اصطياد حيوانات أخرى والتهامها، لذلك، سوف نحرص في السطور الآتية على تناول أشهر هذه الحيوانات على سبيل التعرف عليها والوقاية منها كذلك، فهي كما ذكرنا، لا تُفرّق خلال الافتراس بين إنسان وحيوان.

ما هي أشهر الحيوانات المفترسة الموجودة حاليًا

ما هي الحيوانات المفترسة؟

الحيوانات المفترسة كما يُطلق عليها البعض هي حيوانات الطبقة العليا، فإن كان البشر يتفاوتون في الطبقات بناءً على الأموال، فالحيوانات يتفاوتون في الطبقات بناءً على الافتراس والقوة، لكن ثمة فارق آخر، وهو أن تلك الحيوانات لا تكتسب قوتها وافتراسها مثلما يكتسب البشر أموالهم، وإنما يحصلون على ذلك بفطرتهم، فالجميع يعرف قانون الغاب، لابد أن يكون هناك وجود للقوي والضعيف.

أُطلق اسم الحيوانات المفترسة بُناءً على المشاهدات، فلم يكن أحد يعرف أن الأسد حيوان مفترس إلا بعد أن شُوهد وهو يفترس ضحاياه، لأن الحكم لو كان بمجرد الرؤية فالفيل حيوان لا يوجد ما هو أضخم منه، لكنه في نفس الوقت لا يُعتبر ضمن قائمة الحيوانات المفترسة، عمومًا، سوف نحرص فيما يلي على ذكر أهم أنواع الحيوانات المفترسة وخصائصها.

أسد البحر الشمالي، مُفترس المُحيط الهادئ

اسأل أي شخص يعيش في محيط المحيط الهادئ عن أسد البحر الشمالي، وسيكون رده بجملة واحدة، إنه أكثر الحيوانات المفترسة التي شاهدتها في حياتي، فهو ليس خطرًا على بني جنسه من الحيوانات فقط، بل والبشر كذلك.

يُعرف أسد البحر الشمالي بأنه حيوان ذكي جدًا، وربما هذا الذكاء هو الذي جعله قادر على التربص بضحاياه ونصب الشراك لهم، كما أنه يتميز كذلك بالخفة والسرعة في الانقضاض، إضافةً إلى القوة الجسمانية الهائلة، وكل هذه بالطبع ليست سوى صفات وحش فتاك، وهو حال أسد البحر الشمالي بالفعل.

أسد الشمال وأسد الغابة

بالطبع جميعنا يعرف حيوان الأسد الشهير، والذي نُلقبه بأسد الغابة، لكنه لا يُقارن بأي حال مع أسد البحر الشمالي، فهو بالنسبة له حيوان وديع وهادئ، لا يشغله شيء سوى حكم الغابة وترأس باقي الحيوانات.

يعيش أسد الغابات، والذي يمكن أن نضعه مجازًا في ذيل قائمة الحيوانات المفترسة، في الغابات أو الحدائق فقط، ولا يعرف أي شيء عن البحر، في حين أن أشد البحر الشمالي يتخذ من البحر، والمحيط الهادئ تحديدًا، موطنًا له، فهو يصول ويجول هناك ويصطاد ضحاياه باستمرار، لدرجة أن بعض المناطق هناك يُطلق عليها المنطقة الميتة، لأن أسد البحر الشمالي يكون متواجدًا هناك، ولأن الموت كذلك يكون حاضرًا ومُهيمنًا.

ذبابة تسي تسي، الذبابة المفترسة

تعد ذبابة تسي تسي من أكثر الحيوانات المفترسة بالرغم من كونها مجرد ذبابة صغيرة، إلا أن تلك الذبابة صغير قادرة على قتل إنسان بعد تنفث سمها فيه، وهي بخطورة الثعبان من ناحية الاحتواء على السم، لكن من ناحية الأكثر فاعلية فهي بالطبع، على الأقل لأنها قادرة على التنقل بحرية بسبب حجمها الصغير الذي يكاد يجعلها غير مرئية بالمرة.

تعيش ذبابة تسي تسي في أفريقيا، وهي تتربص بالإنسان ثم تقوم بلدغه، فتُسبب له ما يُعرف بمرض النوم، ذلك المرض الذي لم يثبت أن أحدًا قد أُصيب به ثم استكمل حياته مرةً أخرى، ويطلق البعض على ذبابة تسي تسي اسم الحيوان المصاص للدماء، فهي تقوم بمص الدماء فعلًا في بعض الأحيان، لكن في المجمل، تُعتبر تلك الذبابة واحدة من أخطر الحيوانات المفترسة، وهي معجزة أكثر من كونها حقيقة تمتلك الكثير من الأدلة والشواهد عليها.

الضبع، حيوان الليل

يُعتبر الضبع كذلك من أشهر الحيوانات المفترسة، ومثلما هو الحال مع أغلب الحيوانات الموجودة في هذه القائمة، يعيش الضبع في أفريقيا، غابات أفريقيا تحديدًا، لكن وجه ظل مجهولًا لفترة طويلة بسبب سياسته الغريبة في عدم الخروج وبدء رحلة الصيد إلا عند حلول الليل، لكنه لا يقتصر على حيوانات الغابات فقط، بل يتعدى كذلك على البشر.

خطورة حيوان الضبع تكمن في التوقيتات التي يُقرر فيها مواجهة ضحاياه، فلم تعتد الحيوانات أبدًا على الصيد ليلًا، لذلك يجدها الضبع فرصة مواتية لخوض معركة شبه محسومة، لكن، بخلاف هذا التخطيط الذكي، فهو أيضًا يمتلك قوة جسمانية هائلة تُساعده في تنفيذ خططه تلك، وقد أثبتت الإحصائيات أن ضحايا الضبع من البشر أكثر من ضحاياه من الحيوانات، وفي هذا دلالة على عداوة الضبع الشديدة للبشر.

الخنزير البري، حيوان كل شيء

يُعد الخنزير البري من أخطر الحيوانات المفترسة الموجودة في العالم، وخطورة الخنزير البري تكمن في قدرته الغريبة على التهام أي شيء موجود في هذا العالم، حتى ولو كان مجرد حبة توت صغيرة.

يمتاز الخنزير البري بمهارة عالية في الصيد والأكل، إضافةً إلى مهارته الطبيعية في الانقضاض وقوته الجسمانية، ولأنه حيوان يأكل كثيرًا كما ذكرنا، لذلك هو يحتاج بنفس القدر إلى الاصطياد كثيرًا، والمقصود بأنه يأكل كل شيء أنه لا فرصة للجوع كي ينتصر عليه، فهو يأكل حبات التوت وأوراق الشجر في حالة عدم تواجد الفرائس أمامه، أما إذا كانت الحيوانات كثيرة فإنه قادر حتى على أكل فيل أو غزالة، وذلك بالضبط ما جعله ضمن قائمة الحيوانات المفترسة باقتدار.

حيوان الفهد، الحيوان الذكي

يعتبر حيوان الفهد من أشهر الحيوانات المفترسة وأكثرها ذكاءً في نفس الوقت، فهو لا يصطاد أي شيء وفي أي مكان وبأي وقت، بل يتخير الفريسة المناسبة في المكان والوقت المناسبين.

طبيعة الفهد أنه أضعف قليلًا من الأسد، لذلك تراه يختفي عند النهار، لأنه يعرف أن هذه وقت صيد الأسود، أما مع حلول الليل وعودة الأسد إلى عرينه يبدأ الفهد في اصطياد فريسته، والتي تبدأ بالقوارض والثدييات وتستمر إلى أي شيء يراه الفهد صالحًا للأكل، حتى وإن كان ذلك الشيء هو الأسد نفسه، فكما ذكرنا، يعرف الفهد ماذا يفعل وأين.

هل يأكل المُفترس بني نوعه؟

هناك سؤال يحتار فيه الجميع، وهو بخصوص التهام الحيوانات المفترسة لبني نوعه من الحيوانات، بمعنى أن الفهد مثلًا هل يمكنه أن يأكل فهود مثله عند الجوع، الإجابة فيما يتعلق بالحيوانات المفترسة لا، فمع أنه ثمة حيوانات أخرى قد تأكل بعضها بعضًا إلا أن الحيوانات المفترسة مهما كانت درجة جوعها فلا تُقدم أبدًا على الاعتداء بأي شكل من الأشكال على الحيوانات التي تنتمي لها، في حين أنها قد تتجرأ وتُهاجم الحيوانات التي تفوقها قوة، وهو أمر لم يستطع العلماء تفسيره حتى الآن، وقد ردوه إلى الفطرة الطيبة لهذه الحيوانات وسجيتها.