في هذا الموضوع الشيق سنتحدث عن أسرع الطيور ، فمنذ زمن قريب كانت سرعة الطيران التي يمكن للطيور أن تصل إليها محل تساؤل، والسؤال كان دائمًا من هو أسرع طائر في العالم؟ تنتشر الطيور في مختلف أنحاء العالم، وتختلف عن بعضها البعض من حيث قدرتها على الطيران والحجم والطول وتختلف الطيور أيضًا في سرعتها، بعض الطيور قادرة على الطيران بسرعات عالية جدًا والبعض الآخر يمتلك سرعات متوسطة أو عادية ولكل نوع قدرة خاصة يتميز بها مثل السرعة أو القدرة على الطيران لمسافات طويلة بدون توقف ومع التطور التكنولوجي تمكنا بالقياسات التعرف على أسرع الطيور الموجودة.
تعرف على أسرع الطيور الموجودة في الطبيعة
الشاهين
الشاهين أو الصقر الجوّال، طائر جارح كبير الحجم من فصيلة الصقريات ويعرف تاريخيًا عند الأمريكيين بـ “باز البط”، يعد أكثر الجوارح انتشارًا بالعالم وموطنه يمتد من التندرة القطبية حتى الاستواء. يمكن العثور عليه في جميع أنحاء الكرة الأرضية تقريبًا، وتعتبر نيوزيلندا المنطقة الوحيدة التي يغيب عنها هذا النوع كليًا ويعيش في سلاسل الجبال وأودية الأنهار ومؤخرًا في المدن، حياة الشاهين في البرية قد تصل إلى 16 عامًا، ويعتبر صقر الشاهين هو أسرع الطيور على الكرة الأرضية حيث تصل سرعة حركة الشاهين إلى 320 كيلومتر في الساعة مما يجعله أيضًا أسرع الحيوانات في العالم. تم استخدامه في الصيد منذ أكثر من 3000 عام على يد البدو في آسيا الوسطى، ومن الجدير بالذكر أن صقور الشاهين قوية البنيان وإضافةً إلى سرعتها العالية فهي تتمكن من الافتراس بكل سهولة في انقضاضه مدهشة من ارتفاع عالٍ جدًا، يتكون غذائه تقريبًا من الطيور متوسطة الحجم وبعض الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات وعادةً ما يقوم بالصيد عند الغسق والفجر. يزيد حجم الأنثى بحوالي 30% عن حجم الذكر، وقد عرف في العديد من الثقافات بقدرته على الطيران والصيد التي لا تُضاهى ومنها الحضارة المصرية القديمة حيث كان أحد الطيور المقدسة، ومن الضروري أن نذكره على رأس هذه القائمة التي تخص أسرع الطيور .
النسر الذهبي
أحد أقوى وأسرع الطيور الجارحة على وجه الأرض وأكثرها شيوعًا على وجه النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ينتمي إلى فصيلة البازية. النسر الذهبي هو أكبر العقبان على الإطلاق ويتميز بلونه البني الداكن وريشه الذهبي، ينتشر النسر الذهبي في مناطق كبيرة خاصةً أمريكا الشمالية بداية من المكسيك ويوجد بأعداد قليلة في قارة آسيا وأفريقيا وأوروبا وتعتمد العقبان الذهبية في الصيد على مخالبها القوية بالإضافة إلى سرعتها ورشاقتها العالية، تصل سرعته أثناء الانقضاض على فريسته إلى 240 كيلومتر في الساعة، تتميز أيضًا ببصرها النهاري شديد الحدة حيث يمكن للنسر الذهبي رؤية طريدة صغيرة على بعد كيلومترين، تعتمد في غذائها على عدد من الفرائس منها الأرانب والسناجب وعدد من الثدييات متوسطة الحجم مثل الثعالب والقطط البرية وتشكل الثدييات نسبة كبيرة من طرائد العقبان وتتغذى أحيانًا على بعض الزواحف والطيور، متوسط عمر النسر الذهبي يصل إلى 30 عام في البرية، النسور الذهبية طيور أحادية التزاوج عادة ما تبني أعشاشها الضخمة على الأشجار المرتفعة والأجراف الصخرية والمروج الجبلية التي قد يصل ارتفاعها إلى 3500 متر فوق سطح البحر، وعلى الرغم من تناقص أعداد العقبان في عدد من الدول التي تستوطنها وكونها واحدة من أسرع الطيور إلا أن أعدادها ما زالت مستقرة.
عقاب السهوب
عقاب السهوب أو عقاب البادية هو واحد من أكبر الطيور الجارحة التي تنتمي لفصيلة البازية، يتناسل في شرق رومانيا وآسيا الوسطى حتى منغوليا، يفضل المناطق الجافة والمفتوحة كالمناطق الصحراوية والسهوب والسافانا، لديه صوت نعيق كصوت الغراب ولكنه أكثر هدوءًا، غذائه الأساسي الجيفة والقوارض والثدييات الصغيرة وبعض الطيور معتمدًا على سرعته العالية حيث يتمكن من الوصول إلى فريسته والانقضاض عليها بسرعة قد تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، يمتلك حويصلة في حلقه لتخزين الطعام لعدد من الساعات قبل أن يتجه إلى المعدة، وعلينا ألا نغفل أن هذا الطائر يمثل رعب مستمر لكافة أنواع الطيور حتى الضخمة منها، فمثلاً هو قادر على قتل طائر الحجل الذي يصل طوله إلى 34 سم ويقدر على الدفاع بطرق عديدة.
السمامة الشائعة
من أسرع الطيور قطعًا، وهو طائر متوسط الحجم ينتمي لفصيلة السمامة ويشابه ظاهريًا السنونو أبيض البطن لكنه أكبر قليلاً، يقضي معظم حياته في الهواء حيث يقوم بالصيد والأكل والنوم والتكاثر في الهواء متغذيًا على الحشرات التي يلتقطها، تمتلك هذه الطيور أرجل قصيرة جدًا تستخدمها فقط للتشبث بالأسطح العمودية ولا تستقر على الأرض عادةً تجنبًا للحوادث أو الافتراس، تمثل السمامة الشائعة واحدة من أسرع الطيور على وجه الأرض حيث تصل سرعتها إلى 171 كيلومتر في الساعة، تعيش في الغابات القديمة وتجاويف المباني وتحت أعتاب النوافذ.
السنقر
السنقر أو السنقور هو أضخم أنواع الصقور، وهو يتميز بالعديد من الصفات الهامة، ونحن عادةً ما نجده في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويكون حجم الإناث أكبر من الذكور بفارق كبير كما هو الحال في أنواع عديدة من الصقور، وسابقًا اعتقد العلماء أنه يستوطن المناطق الجبلية فقط إلا أنهم عرفوا بعد ذلك أنه محب للمناطق الجليدية، وبغض النظر عن سرعته العالية فإنه قادر على قطع مسافات هائلة دون الشعور بالتعب، كما أن سرعة قنصه القصوى مذهلة بالفعل، ولهذا فإنه من أقل الحيوانات المعرضة للانقراض بالرغم من الظروف القاسية التي قد يتعرض إليها في بعض الأوقات، يختلف لون ريشها باختلاف الأماكن التي تسكنها، يتواجد على سواحل القطب الشمالي وأمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وتنتشر في عدة مناطق أخرى في فصل الشتاء وبعد التكاثر، يمثل هذا الطائر الرمز الوطني لآيسلندا، كان ذو مكانة كبيرة لدى الفايكنج، فالسنقر يعد طائر صيد ثمين، يتميز بسرعته التي تصل إلى 209 كيلومتر في الساعة عند السقوط، يتغذى على الطيور كالنوارس أو أصغر العصفوريات والثدييات التي يتراوح حجمها من الذبابة للغرير وقد تتضمن القوارض والأرانب البرية، كان الاعتقاد قديمًا أن طائر السنقر من طيور التندرة والجبال إلى أن اكتشف من زمن قريب أنه يقضي معظم فصل الشتاء على الجليد بالبحر بعيدًا عن الأرض.
الصقر أحمر الذيل
الباز أحمر الذيل من الصقور الجارحة، ينتشر في أمريكا الشمالية انتشارًا كبيرًا، واحد من ثلاثة أنواع يطلق عليها بالعامية الأمريكية “صقور الدجاج” على الرغم من أنه نادرًا ما يفترس الدجاج. وكذلك فهو يتمكن من التأقلم في العيش بأي مكان ومن أكبر البازيات الموجودة في أمريكا الشمالية، هناك أربعة عشر نوعًا فرعيًا تختلف فيما بينها في المظهر ومكان العيش، يتم تمييز الباز أحمر الذيل إذا كان ناضجًا أو غير ناضج عن طريق لون العيون حيث يتحول لون العيون من الأصفر قبل النضوج إلى البني المحمر بعد النضوج وهو من الطيور أحادية الزوج. وأشهرها شيوعًا في الصيد لأنه من السهل ترويضه وتدريبه، فتتمتع هذه البازيات بسرعة عالية جدا قد تصل إلى 190 كيلومتر في الساعة أثناء الانقضاض على الفريسة.
السمامة بيضاء الحنجرة
طائر متوسط الحجم، يشبه سمامة الصرود ولكنهما يختلفان في المظهر تمامًا، يمتلك أرجل قصيرة جدا كالسمامة الشائعة ولا يستخدمهما إلا في التشبث بالأسطح ولا يستقر على الأرض طواعية، تبني السمامة أعشاشها بين شقوق المباني وعلى حوافها وفي وقت بناءها يفرز لعابها مادة صمغية تستخدمها في لصق العيدان والريش ولصق البيض بالعش، تشتهر بقدرتها العالية على الطيران حيث يقضي هذا النوع معظم حياته معلقًا في الجو ويطير على ارتفاعات عالية تصل من 100 إلى 200 متر مصدرًا أصوات عالية وكذلك تتمكن السمامة بيضاء اللون من الوصول إلى 170 كيلومتر في الساعة وتتغذى على الحشرات، يتكاثر هذا الطائر في أواسط آسيا وجنوب سيبيريا، وقلما يطوف في غرب أوروبا، وسجل وجوده يكون في نطاق بلدان النرويج والسويد والمملكة المتحدة.
الشويهين
الشويهين أو البيدق أو الباشق الشامي هو نوع صغير من الجوارح المهاجرة التي تعبر في أسراب هائلة على عكس قريبتها البواشق الأوراسية الأكثر شيوعًا، وقد تم تصنيفه في منتصف القرن الثامن عشر، ويتراوح طوله بين 29-36 سم. يتميز بجناحين صغيرين عريضين هذه الخاصية تمكنه من المناورة بين الأشجار بقدرة عالية، يفترس الحشرات والسحالي معتمدًا على عنصر المفاجأة وتحليقه الأكروباتي حيث يتمكن من افتراس أكثر الفرائس رشاقة وسرعة محلقًا بسرعة قد تصل إلى 160 كيلومتر في الساعة، يتواجد في المناطق القطبية الشمالية والخليج العربي، وتتكاثر هذه الطيور في الغابات الممتدة من اليونان شرقًا حتى جنوب روسيا.
الفرقاط
هو جنس من الطيور ينتمي لفصيلة الفرقاطات رتبة البجعيات، تتواجد في المحيطات الاستوائية وشبه الاستوائية والساحلية أو البحرية، لا تستطيع السباحة ولها مشية سيئة، ومن المتعارف وجود هذا النوع في جزر فرنسية متفرقة في المحيط الهندي كجزر جلوريوسو، جزيرة خوان دي نوفا وفي قناة موزمبيق بأفغانستان، تمتاز بأجنحتها الطويلة التي تمكنها من الطيران لمسافات طويلة دون تعب تقدر بحوالي أسبوع، ويعد أسرع الطيور على الإطلاق إذ تجاوزت سرعته أكثر من 150 كيلومتر في الساعة، ويمكن التمييز بين الذكر والأنثى بسهولة من لون العنق فالأنثى عنقها أبيض بينما يكون لون عنق الذكر أحمر يتضخم خلال موسم التزاوج لجلب الإناث، وتتغذى على الأسماك والحبار وسلاحف البحر.
الحمام الزاجل
هو أحد أشهر أنواع الحمام، فهو سيد الحمام في العالم. كان يستخدم في نقل الرسائل فيما مضى حيث كان يتميز بقدرته على العودة لموطنه مرة أخرى إذ ذكرت دراسات حديثة قدرتها الطبيعية على رسم خارطة مجال مغناطيسي للأرض تساعده على العودة لموطنه مرة أخرى على عكس ما كان شائعًا قديمًا باستخدامه لحاسة الشم لمعرفة طريق العودة، ومن الهام أن تضيف إلى معلوماتك أن أصوله أفريقية وخصوصًا السودان وليبيا وأن استخدامه الأول تم لأول مرة في سنة 24 قبل الميلاد عندما حاصر القائد الروماني “مارك أنطونيو” قوات “بروتس” الذي كان على اتصال دائم مع “أوكتافيوس الثالث” عن طريق الرسائل التي كان يرسلها بواسطة هذا الطائر، وكان العرب أول من اهتموا بتربيته وتدريبه ووضعوا كتبًا عنه في وصفه وأمراضه وعلاجه، ويمتاز الحمام الزاجل بسرعته الفائقة التي تصل إلى 140 كيلومتر في الساعة وسهولة عودته إلى أماكن انطلاقه، تم استخدامه في الحرب العالمية الثانية حيث اصطحبه الجنود خلف خطوط قوات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة وأطلقوه مع رسائل تحمل نتائج عمليات التجسس التي نجحوا فيها، وتظل كيفية معرفة الحمام الزاجل موطنه الأصلي موضع اهتمام بالغ لدى العلماء حيث لم يتمكن أيًا منهم حتى يومنا هذا من الوصول إلى نظرية مثبتة إلى الآن.
أضف تعليق