في كل عام تُقام مسابقات عالمية كثيرة يشترك فيها أشخاص من بلاد متنوعة ومُختلفة في الثقافات والحضارات، والحقيقة أن تواصل العالم وتبادله الخبرات هو الهدف الأول من هذه المسابقات، والتي يتولى تنظيمها دول كبرى قادرة على استيعاب أكبر عدد من المتسابقين، والذين يكونون عادةً من فئة الطلاب، تلك الفئة التي يتم اختبارها في أكثر من مجال، سواء كانت هذه المجالات تتعلق بالرياضة أو الثقافة أو الفنون أو العلوم، ولقد حققت تلك المسابقات خلال الفترة الأخيرة العديد من النجاحات والإنجازات، لذلك، دعونا في السطور القادمة نتعرف على كل شيء يتعلق بالمسابقات العالمية التي تتعلق بالطلاب، بدايةً من الهدف منها مرورًا بأشهرها وانتهاءً بالنجاحات التي حققتها.
التسابق والتنافس
قبل أن نتحدث عن عدة مسابقات عالمية شهيرة ونعرف تفاصيلها دعونا أولًا نتعرف على التسابق والتنافس بشكل عام، فمن يُصدق أن تباري البشر فيما بينهم وتنافسهم على الظفر بأمر ما شيء يصب تمامًا في المصلحة العامة، بل إن الذين يفقدون روح التنافس والتباري فيما بينهم يقل نتاجهم وتخور عزيمتهم ويُصبحون أقل تأثيرًا وفاعلية.
ظهر التنافس مع ظهور الإنسان، فهو ليس مجرد عادة بقدر ما هو فطرة فُطر الناس عليها، والحقيقة أننا إذا ما أمعنا التفكير في هذه الفطرة فسنجد أنها لا تقل أبدًا عن باقي الفِطر السوية التي فطر الله الناس عليها، وسوف يتضح ذلك الأمر أكثر عندما نذكر فوائد عدة مسابقات عالمية شهيرة، أو لنقل فوائد المسابقات العالمية بشكل عام.
فوائد المسابقات العالمية
قد يعتقد البعض أن تواجد مسابقات عالمية كُبرى حدث عادي لا يُشكل أي أضرار أو فوائد سوى للطلاب أو الأشخاص عمومًا الذين يشتركون في هذه المسابقات، وهذا الأمر في الحقيقة عارٍ تمامًا من الصحة، فمثلًا حدث عالمي مثل كأس العالم، هو في الأصل مسابقة، لكن عندما يحدث فإن أكثر من ثلثي العالم ينشغلون به، والحقيقة أن الفائدة لأولى هي مسابقة هي التسلية والترفيه، ثم يأتي بعد ذلك الوقوف على القدرات والإمكانيات المُتاحة، وكذلك المُساهمة في تحسين الحالة العامة للمتسابقين، فمن يرغب في الفوز بالتأكيد سيبذل قصارى جهده، وهو ما يعود بالنفع على الجميع.
كذلك من فوائد أي مسابقات عالمية تُقام في أي مجال أنها وسيلة للتقارب بين الشعوب، والعالم لا يُمكن أن يستمر سوى بمثل هذا الود والانتفاع المُتبادل، فمثلًا، عندما تكون هناك مسابقات وسفر متبادل بين بلدين فإن هذا الأمر يمكن اعتباره صورة من صور السلام، ذلك السلام الذي يطمح به ويتمناه كل شخص في هذا العالم، ولذلك قامت المسابقات، والتي تنوعت واختلفت حتى خدمت مجالات كثيرة وفئات عمرية مختلفة، من ضمنها الطلاب من الأطفال والكبار.
مسابقات عالمية للأطفال
عندما ظهرت الحاجة إلى وجود مسابقات عالمية لم يكن في الحسبان أبدًا أن يأتي اليوم الذي يكون في الأطفال هم الوقود الأعظم لهذه المسابقات، والحقيقة أن ذلك الأمر لا يعكس سوى الاهتمام الكبير بالأطفال ومستقبلهم والسعي الحثيث نحو تحسين قدراتهم، وبالتأكيد راعت مجالات التسابق التي أُقيمت فيها هذه المسابقات أمور كثيرة أهمها قدرات الطفل المحدودة وأهمية ترك مساحة كبيرة له من الابداع، ولنبدأ مثلًا بمسابقات الرسم التي تُقام للأطفال.
مسابقات الرسم
هناك عدة مسابقات عالمية مُخصصة للرسم وللتخصيص أكثر فإنها مُخصصة للتنافس في الرسم بين الأطفال، وتُنظم دول مثل اليابان والصين هذه المسابقات وتجمع آلاف أطفال العالم لكي يتباروا فيما بينهم، كما أنها ترصد لهم مكافأة كبير تتجاوز آلاف الدولارات، وذلك على سبيل التشجيع، والحقيقة أن الأطفال بألوانهم وقدرتهم الإبداعية يستطيعون التعبير في هذه المسابقات عن رؤيتهم للمستقبل والأجواء المحيطة بهم.
مسابقات الأبحاث
تستضيف دول كبرى كذلك أطفال جميع العالم في مسابقات عالمية من المفترض أنها مُخصصة فقط للأبحاث التي تُناسب عقلية الطفل، والحقيقة أن الاستفادة من ذلك النوع من المسابقات لا يمكن تقديرها، فهي تُنمي قدرة الطفل الإبداعية والبحثية، كما تُكسبه العديد من المعلومات التي يحتاجها لتقييم الوضع الراهن، وبالطبع أنتم تتخيلون ما يمكن أن تكون عليه عقلية طفل قام بإجراء بحث عالمي بأحد الموضوعات الهامة.
مسابقات الروبوت
من ضمن المسابقات التي ظهرت حديثًا تلك المسابقات العالمية التي تُخصص في مجال الروبوت، حيث أقيمت الدورة الأولى من المسابقة في مدينة الإسكندرية مطلع هذا العام واشترك بها أكثر من مئة وسبعين مدرسة للأطفال من أعمار ست وحتى تسع سنوات، وقد أشرف على المسابقة لفيف من المُتخصصين وكان موضوع المسابقة هو النحل.
مسابقات عالمية عبر الانترنت
تعتبر نافذة الانترنت من أكبر النوافذ التي مهدت لوجود مسابقات عالمية يمكن أن تشغل قطاع أكبر من المتسابقين، فالإنترنت قد أصبح الآن وسيلة عالمية مجانية متاحة للجميع، لذلك لم يتوانى أحد في استخدامها، سوى كان من المنظمين للمسابقات أو الراغبين بالاشتراك بها، ومن أشهر تلك المسابقات على الاطلاق مسابقات التصوير.
مسابقات التصوير
مسابقات التصوير هي ما تُعادل مسابقات الرسم بالنسبة للأطفال، والحقيقة أنه مع التقدم التقني الكبير بات بإمكان الجميع امتلاك كاميرات صالحة للتصوير بأعلى جودة، حتى ولو كانت مجرد كاميرا صغيرة موجودة خلف الهاتف، فهي كذلك صالحة للاستخدام في التقاط صورة والاشتراك بها في مجموعة مسابقات عالمية تُخصص في مجال التصوير، وهذه المسابقات تُشرف عليها مؤسسات دولية وليست مجرد مسابقات للهواة، كما أن الجوائز تكون ذات قيمة مرتفعة جدًا، حيث يُمكن أن يحصل الفائزون في أحد المسابقات المتعلقة بالتصوير على جائزة مقدارها ربع مليون دولار.
مسابقات الشعر والرواية
الشعر والرواية أيضًا يجدون أنفسهم ضمن المسابقات العالمية التي تتم عبر الإنترنت، فهناك العديد من المسابقات التي يُشترط فيها التقدم بالأعمال عبر الانترنت ثم انتظار ظهور النتائج وإعلانها عبر الانترنت أيضًا، أي أن العملية برمتها تتم من خلال تلك الشبكة العنكبوتية الكبيرة، والحقيقة أنه بالنسبة للجوائز فهي لا تقل عن جوائز أي مسابقة في أي مجال من المجالات التي ذكرناها للتو، فهناك مثلًا جوائز تصل قيمتها إلى ستين ألف دولار بالإضافة إلى ترجمة العمل الفائز.
مسابقة التصميم والفوتوشوب
يتنافس رواد الانترنت أيضًا في مسابقات عالمية تنتمي إلى المصممين والمُجيدين لبرامج الفوتوشوب، فهؤلاء يشتركون في مسابقة يُطلب منهم فيها أن يقوموا بعمل تصميم لشيء معين، ثم يتم التقدم للمسابقة من خلال الإنترنت، وبعد استقبال الأعمال من كل مكان في العالم يبدأ الفرز لاختيار أفضل التصميمات حسب وجهة نظر لجنة التحكيم، ثم بعد ذلك يُختار التصميم الأفضل ويُبلغ صاحبه عن طريق الإنترنت كذلك ويتم منح جائزة مالية كبرى له، والحقيقة أن قيمة جوائز المصممين تزداد بشكل كبير في الآونة الأخيرة حتى أصبحت تقترب من الخمسة وعشرين ألف دولار في المسابقات العالمية ومثلهم بعمل أقل إذا كنا نتحدث عن دولة عربية مثل الإمارات أو قطر مثلًا.
مسابقات عالمية في الرسم
منذ أن عُرف الرسم وهو يلقى تقديرًا من الجميع، فالإنسان بطبيعته مُقدر للجمال ومحب له، وباحث عنه في نفس الوقت، ولذلك تُقال عدة مسابقات عالمية لا تهتم سوى بالرسم، لكن هذه المرة يتنافس فيها المحترفون والذين يقومون بالرسم في أي بقعة في العالم وبأي سن مهما كبر أو صغر، والحقيقة أن المكسب من المسابقات العالمية في الرسم لا يكون بالجوائز فقط، بالرغم من أنها تكون كبيرة في أغلب الأحيان، لكن المكسب الحقيقي هو عرض هذه اللوحات في المعارض العالمية ورؤيتها من قِبل الرسامين العالمين، مما يساعد في زيادة الخبرة والاحتكاك.
مسابقات عالمية رياضية
بالتأكيد إذا ما ذُكر التسابق فإننا لن نكون قادرين على إغفال أهم نوع من أنواع التسابق تم اختراعه على الأرض، وهو التسابق الرياضي، فالرياضة بحق هي المسابقة العالمية الأولى التي تجمع العالم بأكمله، ولنا في الاولمبياد مثلًا خير برهان على ذلك، ففي مئات المسابقات يتسابق آلاف اللاعبين في الاولمبياد التي تقام كل أربع سنوات، ويشترك فيها الأبيض والأسود والمنغولي والأشقر والذكر والأنثى وكل أشكال وأنواع البشر، وذلك من أجل التنافس الدولي وتمثيل البلاد، وبالتأكيد يكون الحلم الأكبر هو الحصول على جائزة في هذه المسابقة ورفع علم البلاد، عمومًا كما ذكرنا، تظل المسابقات الرياضية العالمية هي النوع الأهم والِأشهر من المسابقات العالمية.
أضف تعليق