تسعة اولاد
الرئيسية » شخصيات وعلماء » ليوناردو دافنشي : تعرف على حياة ليوناردو دافنشي

ليوناردو دافنشي : تعرف على حياة ليوناردو دافنشي

ليوناردو دافنشي

ليوناردو دافنشي يعتبر واحدًا من أعظم العلماء والمهندسين والرسامين والمخترعين في التاريخ البشري، نتعرف في هذا المقال على معلومات قيمة عن حياة هذا العالم.

ليوناردو دافنشي يعتبر من أهم العلماء على مر التاريخ. سنتحدث في هذا المقال عن حياة العالم ليوناردو دافنشي ببساطة، حيث سنوضح في البداية لمحة عامة عن نشأة دافنشي وميلاده في إيطاليا، والطرق التي سلكها في حياته ليتجه من النحت إلى باقي الاهتمامات المتنوعة التي برع فيها، وعن تأثيره الكبير في عصر النهضة وتفوقه على أهم العلماء والفنانين في هذا العصر الأوروبي الهام، ثم سنوجز الحديث عن أهم أعمال دافنشي وبعض الرسومات الهامة مثل لوحة العشاء الأخير، واللوحة الأشهر على الإطلاق والمسماة بلوحة الموناليزا، ثم سنعرض أهم الرسومات التخيلية التي رسمها دافنشي والتي صورت الكثير من الصور الخيالية لآلات متقنة تم ابتكارها بعد وفاة دافنشي بمئات السنين مثل الطيارة الهليكوبتر وغيرها، وفي نهاية المقال سنذكر بعض من أهم الحقائق المدهشة عن ليوناردو دافنشي وأهم الاقتباسات والمقولات الخاصة به.

تعرف على ليوناردو دافنشي

من هو ليوناردو دافنشي ؟

ولد ليوناردو دافنشي في يوم 15 أبريل من عام 1452، وهو رسام وعالم إيطالي، ويعتبر من أهم الأشخاص المؤثرين في عصر النهضة في أوروبا، درس دافنشي القوانين الأساسية للعلوم والطبيعة والفنون، حيث امتدت اهتماماته إلى أمور متعددة مثل الابتكارات والهندسة المعمارية والنحت، وهو يعتبر من أشهر الرسامين في التاريخ الإنساني على الإطلاق، ولوحته الموناليزا تعد من أشهر اللوحات في تاريخ الفن الغربي، دائمًا ما يشار إلى دافنشي باعتباره عبقريًا ومبدعًا بشكل غير عادي، فهو رسام متميز وعالم ومخترع وأخرج الكثير من النظريات في مختلف الاهتمامات، وقد ولد لأب من عائلة ميسورة الحال وأم فقيرة، حيث ولد دافنشي بشكل غير شرعي، وقد عمل دافنشي في البداية في بعض الأعمال المختلفة في الورش والمعارض كصبي مساعد، إلا أنه لم يلتحق بالمدرسة أو بأي تعليم ديني حتى، وبشكل عام فإن النحت كان أكثر الاتجاهات المسيطرة عليه، وبعد حصول دافنشي على ميراث عائلته، اتجه للإبداع في النحت بشكل أكبر وظهرت أول أعماله في عام 1469، أي أنه كان في السابعة عشر من عمره، وامتدت هذه المسيرة عشرات السنين أخرج فيها دافنشي الإبداعات المتعددة، إلى أن توفى في يوم 2 مايو لعام 1519.

ليوناردو دافنشي أيقونة عصر النهضة

ولد دافنشي في عصر النهضة، وهذا العصر يعتبر من أزهى العصور الأوروبية التي أتت بعد العصور الوسطى، حيث انتقلت أنواع كثيرة من الفنون إلى مراحل متطورة لم يعتد عليها المثقفون الأوروبيون من قبل، وانتقلت العلوم إلى مراحل تعتمد على التفكير العلمي التجريبي بدرجة أكبر، وبالرغم من أن عصر النهضة كان ممهدًا للعصور التي تليه ولم يلحق التطور التكنولوجي والفني، إلا أنه كان من أهم العصور المؤثرة، وكان ليوناردو دافنشي أحد أهم الأشخاص المؤثرين في هذا العصر بشكل مطلق.

أشهر أعمال ليوناردو دافنشي

اشتهر ليوناردو دافنشي بالأعمال الكثيرة والمتنوعة التي أنتجها في الكثير من المجالات الفنية والعلمية، لكنه بشكل أساسي اشتهر كرسام بارع، وأشهر أعماله تتضمن لوحة الموناليزا (أو المعروفة أيضًا باسم الجيوكاندا)، بالإضافة إلى رسمة الرجل الفيتوري، واللوحة الشهيرة باسم العشاء الأخيرة والتي صورت العشاء الأخير للمسيح مع تابعيه وفقًا لرؤية الكتاب المقدس، وقد اعتمد ليوناردو دافنشي في هذه اللوحة على طريقة التلوين المباشر للحصول على الحيوية الأكبر في اللوحة التي أصبحت علامة بارزة في الفن، وأثارت الجدل الكبير خاصةً بعد رواية شيفرة دافنشي التي تحولت إلى فيلم بنفس الاسم، والتي تعتمد بشكل كبير على هذه اللوحة، لكن مؤلف الرواية دان براون نظر إليها نظرة مختلفة، حيث ادعى أن الشخص الواقف بجوار المسيح هو ليس من حوارييه، بل هو شخصية مريم المجدلية، وعامةً فإن اللوحة قد تعرضت إلى الكثير من التفسيرات المتعددة على مر التاريخ، إلا أن الكل يجمعون على براعة التصوير الاستثنائي الذي أضافه دافنشي للوحة، بالإضافة إلى لوحة يوحنا المعمدان ولوحة القديس جيروم في البرية، وتعد تلك اللوحات من أهم اللوحات في التاريخ الفني على الإطلاق.

الرسومات التشريحية لليوناردو دافنشي

مع ذكرنا لهذه اللوحات الشهيرة، أنتج ليوناردو دافنشي الكثير من الأعمال الأخرى الأقل شهرة، ويمكننا ضرب المثال هنا بمجموعة رسوماته التشريحية للإنسان والحيوان، حيث قام دافنشي برسم العديد من الرسومات التي توضح تشريح الجسد للإنسان ولحيوانات مختلفة مثل الحصان، وقد امتازت هذه الرسوم التشريحية بميزتين، الميزة الأولى هي براعة دافنشي في الرسم ودقته، أما الميزة الثاني فهي الالتزام الكامل بتشريح الجسد كما هو على الحقيقة وبدون أية مبالغات فنية، وفي الواقع فإن هذا الأمر كان حديثًا تمامًا على الحركة الفنية، حيث لم يعتد الفنانون على إخراج مثل هذه الرسومات المذهلة في التشريح الجسدي، ببساطة لأن علم التشريح نفسه لم يكن قويًا، لذا فإن المعلومات الطبية بخصوص هذا الموضوع كانت غائبة عن علماء التشريح أنفسهم، لكن دافنشي كانت لديه طرقه الخاصة، حيث كان مولعًا بعلم التشريح، وتقول بعض الروايات غير المؤكدة حتى الآن أن دافنشي كان يذهب إلى القبور في الليل ليسرق الجثث ويقوم بدراستها بنفسه ليخرج عملاً مطابقًا للواقع!

الرسومات التخيلية لليوناردو دافنشي

قام دافنشي برسم الكثير من الرسومات التخيلية، في تلك الرسومات، أطلق دافنشي العنان لمخيلته ولحدسه الدقيق، وأخرج لنا الكثير من الرسومات التخيلية المبهرة، فبالرغم من أن هذه الأجهزة والأشكال المختلفة لم تكن معروفة في عهده بأي شكل، إلا أن تصوراته تنم عن ذكاء خارق وخيال غير محدود، لدرجة أن دافنشي قام برسم رسمة تخيلية لطائرة هليكوبتر قبل اختراعها بمئات السنين، وقد اهتم دافنشي بالطيران بشكل غير عادي، حيث درس آليات طيران الطيور وخطط بشكل متقن لابتكار آلات للمساعدة في الطيران، مع أن هناك اختلافات بين الشكل الحالي للطائرة والشكل الذي رسمه دافنشي، إلا أن الشكل العام هو متشابه، ونجد أيضًا في رسوماته العديد من الآلات الموسيقية والآلات بشكل عام، نجد كذلك تخيلات للآلات الحاسبة باختلاف أنواعها، نجد أفكارًا لقوارب مختلفة، والعديد من الأفكار المذهلة الأخرى التي لم يحلم أي شخص بمجرد التفكير فيها في الوقت الذي عاش فيه ليوناردو دافنشي ، وقد قام العلماء اليوم بمحاولات لتطبيق بعض تلك الأفكار التخيلية، وقد أثبتوا أن هناك بعض الآلات تعمل بدقة ممتازة، وبعض الآلات الأخرى لا تعطي النتيجة المطلوبة، إلا أن تلك التخيلات هي أمر غير مسبوق وفريد بشكل مطلق.

لوحة الموناليزا

قد تكون لوحة الموناليزا أشهر لوحة في العالم بأسره، وهي عبارة عن رسم شخصي لامرأة، لكن هذه المرأة غير عادية، وبالرغم من أن ملامحها عادية وغير مميزة، إلا أنها تتناسب بشكل غير عادي مع الخلفية والكثير من التفاصيل الأخرى، حتى أنه كلما تمر السنين يخرج المختصين بنظريات جديدة توضح عظمة تلك اللوحة المبهرة، حيث وجدوا تناسبًا هندسيًا بين كافة تفاصيل اللوحة، ويرجح أن اللوحة رُسمت في عام 1503، وقبل تلك الفترة بوقت قصير، كان دافنشي يعمل مهندسًا تابعًا للجيش الإيطالي، وقد سافر خارج فلورنسا إلى الكثير من المناطق الأخرى لعمليات الاستكشاف والبحث، وبعد عودته من السفر، بدأ بإنجاز لوحة الموناليزا. واللوحة لا تزال معروضة في متحف اللوفر في باريس منذ أكثر من قرنين، وهي تمثل الغموض الساحر، حيث إذا نظرت لتلك المرأة المرسومة من أية زاوية، ستجد أنها تبادلك النظرات.

حقائق مدهشة عن ليوناردو دافنشي

  • بالإضافة إلى رسوماته التخيلية عن الهليكوبتر، فإن هناك رسومات أخرى عن الدبابات والباراشوت وغيرها من الابتكارات التي أخذت مئات السنين لتظهر بشكل قريب مما تخيل دافنشي.
  • على عكس بقية الفنانين في عصر النهضة، فإن دافنشي لم يحصل على التعليم المدرسي بأي شكل، حيث كان متعلمًا ذاتيًا واستمد معلوماته من الكتب ومن البحث المستمر في الحصول على المعرفة.
  • كان دافنشي بطيئًا للغاية في إنجاز أعماله، حتى أنه ترك وراءه الكثير من الأعمال الهامة التي يكملها، وبالرغم من أنها أعمال غير مكتملة، إلا أنها ذات سحر رائع.
  • عندما مات دافنشي في عام 1519، خلف وراءه أكثر من 6.000 ورقة مليئة بكتاباته الشخصية ومذكراته، بالإضافة إلى ذلك فقد خط فيها الكثير من العوامل والأشخاص الذين أثروا على حياته.
  • في الكثير من كتاباته، كتب دافنشي بالطريقة العكسية، أي أنك تحتاج إلى مرآة لتتمكن من أن تقرأ ما كتبه بالشكل الصحيح.
  • لم يكن دافنشي مجرد رسام، بل كان مخترعًا وعالمًا، حيث شملت اهتماماته العديد من الفروع العلمية مثل الرياضة والهندسة وفروع فنية أخرى غير الرسم، مثل الكتابة والموسيقى، ببساطة كان دافنشي من أكثر الأشخاص الموهوبين الذين مروا في التاريخ الإنساني.
  • لوحة الرجل الفيتوري، هي لوحة يصف فيها دافنشي العلاقة بين التناسب بين الإنسان والهندسة.
  •  في عام 1994، اشترى الملياردير الأمريكي بيل جيتس مخطوطة أصلية كتبها ليوناردو دافنشي ، ولعلها تكون أهم مخطوطة علمية كتبها دافنشي على الإطلاق، وهي تحتوي على شروحات مذهلة لكيفية حركة الماء، ونظريات مختلفة عن الحفريات، بالإضافة إلى تصورات دافنشي عن القمر، والكثير من الأمور الأخرى، وتعتبر تلك المخطوطة من أهم المخطوطات العلمية التاريخية على الإطلاق.
  • عاصر دافنشي النحات والرسام الإيطالي المعروف مايكل أنجلو، إلا أن مايكل أنجلو كان أصغر من دافنشي بأكثر من عشرين عامًا، وكان هناك اختلاف في الأسلوب بينهما، مما أثر على وجود بعض الانتقادات من كل طرف على أعمال الطرف الآخر.

أقوال واقتباسات ليوناردو دافنشي

عادةً ما تكون أقوال واقتباسات العلماء والفنانين والأشخاص البارزين باختلاف مجالات اهتماماتهم هي من أكثر الأمور التي تؤثر على الآخرين من القراء، خاصةً الأطفال والشباب الذي يحتاجون إلى الإلهام في كل شيء يجدونه، وهذه بعض المقولات التي تم توثيقها للرسام والعالم ليوناردو دافنشي :

  • من يفكر قليلاً، يخطأ كثيرًا.
  • ستتوقف الحركة قبل أن ندرك أننا مفيدين.
  •  الأمور الجميلة في الإنسان، تذهب بعيدًا، لكن الحال ليس كذلك في الفن.
  •  فن الرسم هو قائم على المنظور الشخصي، وهو ليس أكثر من معرفة آلية عمل العين البشرية.
  •  أعرف أن هناك الكثيرين من الناس سيقولون أن هذه الأعمال هي بلا قيمة.
  •  من الأسهل أن تستسلم في البداية قبل النهاية.
  •  القوة المُحفزة هي سبب وجود الحياة بأكملها.
  •  تولد الحضارة الجيدة من التنظيم الجيد؛ وطالما أن السبب دائمًا ما يتم كيل المديح له أكثر من التأثير، فأنا أفضل أن أمدح التنظيم الجيد بدون وجود حضارة، أكثر من الحضارة الجيدة بدون وجود تنظيم.

في نهاية المقال، يجب أن تعلم أن إسهامات ليوناردو دافنشي امتدت لتشمل الكثير من الإبداعات في مختلف الفروع العلمية والفنية، وبالرغم من أنه لم يتعلم في أية مدرسة، وأنه لم يتبع الأساليب العامة في الفن في ذلك الوقت، إلا أنه أخرج عدد مهول من الإبداعات العبقرية التي يعجز المرء عن التعبير عن مدى إتقانها، هناك دومًا المزيد من الأشياء لتعرفها عن دافنشي.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

ثمانية + تسعة =