كوكب عطارد يعتبر واحد من أربعة كواكب صخرية في المجموعة الشمسية وهيئته الصخرية تشبه الأرض، كما أنه أقرب الكواكب إلى الشمس، ويعتبر هذا سبب رئيسي في سرعة دورانه الكبيرة جداً حولها أيضاً وحول نفسه، حيث يعادل دورانه حول نفسه ثلثي دورانه حول الشمس أيضاً فإنه وبسبب هذا القرب الشديد لا يمكن رؤيته بوضوح إلا في وقت الفجر أو الشفق فقط، أما في النهار فيظهر عند حدوث الكسوف فقط ويكون متألق عندما يراه الناظر من كوكب الأرض، كما أن كوكب عطارد أيضاً أصغر الكواكب في المجموعة الشمسية.
كوكب عطارد : تعرف عليه اليوم
اكتشاف كوكب عطارد
تم اكتشاف كوكب عطارد في الألفية الأولى قبل الميلاد واعتقد علماء الإغريق أن هذا الكوكب عبارة عن جرمين منفصلين وأطلقوا على أحدهم أبولو، واعتقدوا أنه لا يظهر للناظر إلا في وقت الشروق فقط، كما أطلقوا على الجرم الآخر اسم هرمس واعتقدوا أنه لا يمكن رؤيته إلا وقت الغروب فقط وكان هذا قبل القرن الرابع قبل الميلاد، أما أول رصد له بالتلسكوب فكان في القرن السابع عشر على يد العالم جاليليو جاليلي، أما أول اكتشاف له بالرادار تم عندما قام فريق من العلماء السوفيات بإرسال وتلقي أمواج رادارية وملاحظة تضاريس سطحه.
سبب تسمية كوكب عطارد بهذا الاسم والرمز الفلكي له
اختلفت تسميته كثيراً حيث أن كلمة عطارد مأخوذة من كلمة طارد ومطرد عند العرب ومعناهما المتتابع في سيره أو سريع الجري والحركة، ولذلك أطلق عليه هذا الاسم نتيجة لسرعته الكبيرة في دورانه حول الشمس وسمي أيضاً بميركوري في اللغة اللاتينية نسبة لإله التجارة عند الرومان (هرمس)، ومن هنا اشتق الاسم الفلكي له حيث أخذ من شكل الصولجان الأسطوري للإله هرمس.
وصف وتكوين كوكب عطارد
يعتبر سطح كوكب عطارد كروي ويشبه في شكله سطح قمر كوكب الأرض حيث أنه يحتوي على مناطق سهلية ناعمة، وأيضاً العديد من الحفر والفوهات مما يدل على نشاطه الجيولوجي منذ مليارات السنين، كما أنه لا يملك أي أقمار طبيعية (حيث يظهر على سطحه بقع معتمة تسمى بحار القمر مما يدل على نشاط بركاني)، أو غلاف جوي وتتكون تركيبة هذا الكوكب من 30% سيلكيات والتي تشبه حجارة كوندرايت النيزكية و 70% من المعادن، كما أنه يحتوي على كمية كبيرة من الحديد أكبر من الموجودة على أي من الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية، وقد تمكن يوهان شروتر عام 1800 من رصد بعض تضاريس كوكب عطارد حيث سجل مشاهدته لعشرين كيلو متر من الجبال المرتفعة، وقد سجل كوكب عطارد أعلى قيمة للشذوذ المداري وأصغر ميل محوري بالنسبة لباقي كواكب المجموعة الشمسية.
قطره وكتلته وكثافته
يبلغ قطره حوالي 4880 كيلو متر وتبلغ كتلته حوالي 0.055 من كتلة الأرض وكثافة كوكب عطارد هي ثاني أكبر كثافة في المجموعة الشمسية وتعتبر استثناء كبير بالنسبة إلى حجمه، وهذا نظرا لحجم نواته الكبير، ويتم كوكب عطارد دورته حول الشمس خلال 87.969 يوم.
الغلاف الجوي لكوكب عطارد
بسبب الصغر الشديد لكوكب عطارد فإن كتلته وجاذبيته أقل بكثير من أن يكون له غلاف جوي أيضاً فإن إفلات غلافه الجوي يعتبر سهل وسريع جدا نتيجة حرارته العالية للقرب الشديد لهذا الكوكب من الشمس، ولكنه وعلى الرغم من ذلك فإنه يمتلك غلاف خارجي رقيق والذي يتكون من الأكسجين والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والهيليوم وبعض العناصر الأخرى، ولكن نظرا لضآلة وجود الطبقة العليا من الغلاف الخارجي لكوكب عطارد، فإن الفلكيين يعتبرون أنه لا يملك غلاف جوي مقارنة بالكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية.
درجة الحرارة على كوكب عطارد
بسبب انعدام الغلاف الجوي لكوكب عطارد بالإضافة إلى الانحدار الحاد في درجات الحرارة بين خط الاستواء والقطبين، فإن هذا يحدث تفاوت كبير في درجات الحرارة العليا والدنيا على سطحه والتي تتراوح من 100:700 كلفن حيث تصل درجة الحرارة في الوجه المعرض منه للشمس إلى 700 كلفن خلال الحضيض وتنخفض إلى 550 كلفن خلال الأوج أما الوجه المظلم منه فان متوسط حرارته حوالي 110 كلفن.
وجود الجليد على كوكب عطارد
يعتقد احتمالية وجود طبقة رقيقة من جليد الماء، حيث استنتج من خلال الرصد بالرادار في منطقة القطبين، ويرجع ذلك إلى وجود العديد من فوهات القطب في الظل واحتمالية وصول درجات الحرارة في هذه المناطق والتي يستمر فيها الليل إلى الأبد إلى 160 درجة مئوية هو احتمال كبير وفي وجود هذه الظروف يمكن أن يتواجد الجليد.
الرحلات إلى كوكب عطارد
يحتاج الوصول إلى كوكب عطارد إلى تحديات كبيرة وذلك بسبب قربه الشديد من الشمس، وأيضاً لاختلاف وتفاوت السرعة المدارية لهذا الكوكب بالنسبة لكوكب الأرض مما يضطر المركبة الفضائية إلى تغيير سرعتها بشكل كبير لتستطيع الدخول إلى مدار هوهمان الانتقالي القريب من كوكب عطارد، كما أنه يجب أن تقطع تلك المركبة أيضاً مسافة 91 مليون كيلو متر باتجاه الشمس وجاذبيتها، وقد أطلقت وكالة الفضاء ناسا أول رحلة إلى كوكب عطارد عام 1973م، بواسطة مركبة الفضاء مارينز10 وتوالت بعدها الرحلات حتى كانت الأخيرة والتي أطلقتها وكالة الفضاء الأوربية بالاشتراك مع منظمة بحوث الفضاء اليابانية عام 2014م، على متن المركبة الفضائية ببي كولومبو.
أضف تعليق