كوكب بلوتو : تعرف على معلومات فلكية وجيولوجية عنه

كوكب بلوتو ويطلق عليه العلماء الكوكب القزم، وذلك لأنه يوجد بعيداً عن الشمس لدرجة أن هذا الكوكب يبدو وكأنه نجم منير، وكوكب بلوتو هو أصغر الكواكب الشمسية التسعة، ولكن في عام 2006، قام الاتحاد الفلكي الدولي بتغيير مصطلح كوكب واعتبروا أنه كوكب قزم لا يمكن حسابه ضمن كواكب المجموعة الشمسية، وبالتالي أصبح عدد كواكب المجموعة الشمسية ثمانية بدلاً من تسعة، وسمي هذا الكوكب باسم بلوتو نسبة إلى إله العالم السفلي عند الرومانيين قديماً.

كوكب بلوتو : تعرف عليه الآن

وصف كوكب بلوتو

وعندما نفترض أن وزن الشخص فوق الأرض 70 كيلو فإنه فوق سطح كوكب بلوتو 4 كيلو، ومن المعروف أن كوكب بلوتو حجمه صغير جداً ولذلك فإن الكثير من علماء الفلك لا يعتبرون بلوتو كوكباً بل هناك بعض العلماء الذين حاولوا اعتبار هذا الكوكب تابع لكوكب نبتون، وتصل درجة الحرارة على سطح هذا الكوكب 234 درجة مئوية تحت الصفر، وفي عام 2006، تم إطلاق المركبة الفضائية نيو هورايزو نز، ووصلت تلك المركبة إلى سطح بلوتو في عام 2015، ومن هنا أصبح هناك أول مسبار فضائي قد حلق فوق هذا الكوكب، وتقوم وكالة ناسا الآن بإجراء الكثير من الدراسات للتوصل إلى مزيد من التفاصيل حول هذا الكوكب من خلال المسبار.

كوكب بلوتو له قمر يطلق عليه العلماء قمر شارون، هذا القمر يبلغ حجمه ثلثي حجم كوكب بلوتو، بالإضافة إلى أنه يوجد قمرين صغيرين، ويبلغ متوسط المسافة بين كوكب بلوتو والشمس حوالي 5914.18 مليون كم، أما عن مسافته لكوكب الأرض تصل إلى 28.8 وحدة فلكية، وتصل سرعة هذا الكوكب المدارية 5.4 كم على الثانية، وتبلغ مدة الدوران التي يقوم بها هذا الكوكب حول نفسه 20 ساعة و26 دقيقة أي أن اليوم على هذا الكوكب يبلغ 20 ساعة 026 دقيقة، بينما تصل الدورة النجمية لهذا الكوكب 164.8 سنة، ويبلغ قطره عند خط الاستواء حوالي 2370 كليو متر.

تاريخ كوكب بلوتو

يعود تاريخ اسم هذا الكوكب إلى أن هناك فتاة صغيرة هي من قامت باختيار اسم بلوتو لهذا الكويكب، وذلك حينما طلب كلايد تومبو وهو العالم الذي اكتشف كوكب بلوتو من معهد لويل للبحث الفلكي ومدير هذا المعهد فيستو ميلفن سلفر أن يقترح عليه اسم لهذا الكوكب بسرعة قبل أن يقوم شخص آخر بإطلاق الاسم عليه، فتم اقتراح الكثير من الأسماء مثل زيوس ولويل ومنيرفا وكروناس إلى أن جاءت فتاة صغيرة كانت في جامعة أكسفورد وكان اسم هذه الفتاة فينيتيا باير في حوار كان بينها وبين جدها، حيث كان جدها يعمل بمكتبة الجامعة واقترحت هذه الفتاة اسم بلوتو، ثم قام جدها بتمرير هذا إلى الدكتور هيربرت هول تيرنر، وقام هذا الدكتور بتوصيل هذا الاسم لزملائه بأمريكا، وبعد إجراء الكثير من المناقشات تم الاستقرار على اسم بلوتو وكان ذلك في عام 1930.

نشأة كوكب بلوتو

هذا الكوكب لم يتوصل العلماء إلى نشأته، وتختلف طبيعة هذا الكوكب عن باقي كواكب المجموعة الشمسية، وبعد اكتشاف هذا الكوكب مباشرة كان علماء الفلك يتوقعون تفتت هذا الكوكب خلال عشر سنوات على حد أقصى، إلا أن العلماء تفاجئوا أن قوة هذا الكوكب وكثافته تزداد وهذا الأمر جعلهم يعيدون حساباتهم، وفي البداية كان ترتيب هذا الكوكب بالنسبة لمجموعة الكواكب الشمسية هو الثامن، ولكن حدث تقاطع لمدار كوكب بلوتو مع كوكب نبتون وتخطى مدار كوكب نبتون، وبالتالي أصبح ترتبيه هو التاسع، وهناك الكثير من العلماء الذين يتوقعون أن هذا الكوكب سيظل لمدة 228 سنة على الأقل، وهذا سيكون بدء تخطيه لمدار نبتون وكان ذلك في التسعينيات من القرن الماضي.

دوران كوكب بلوتو حول الشمس

كوكب بلوتو يدور حول الشمس بطريقة شاذة غير ثابتة، حيث أنه يدور في مدار بيضاوي، ويبتعد مداره كثيراً عن دائرة مساره حول الشمس، فمن المعروف أن الشمس تدور حول نفسها ومن أجل هذا السبب تدور الكواكب في اتجاه عكس عقارب الساعة، وبالتالي فإن الشمس أثناء دورانها تقوم بواسطة جاذبيتها بسحب الكواكب في اتجاه دورانها.

المسبار نيو هورايزونز الذي أرسلته ناسا إلى بلوتو

في عام 2006، قامت وكالة ناسا وكالة الفضاء الأمريكية بإطلاق مسبار نيو هورايزونز وتم إطلاق هذا المسبار بعد تحميله على صاروخ ضخم، وتم تزويد هذا الصاروخ بخمسة محركات إضافية تعمل تلك المحركات بالوقود الصلب، ويبلغ وزن المسبار نيو هورايزونز حوالي 454 كجم، ووصلت تكلفته مبلغ أكثر من 650 مليون دولار، وتصل سرعة انطلاق المسبار 75600 كيلو في الساعة، وقام المسبار خلال رحلته بالدوران حول كوكب المشترى، وذلك حتى تتم الاستفادة من قوة جاذبيته حتى تمنح المسبار قوة إضافية فتزيد سرعة المسبار وتصل إلى 21 كيلو في الثانية.

ووصل هذا المسبار إلى سطح بلوتو بعد 10 أعوام منذ بداية انطلاقه، حيث وصل المسبار في يوليو 2015 إلى محيط بلوتو، وتم إرسال العديد من الصور حول بلوتو بجودة عالية، ليقوم بالتقاط الصور الأولى لهذا الكوكب وأقماره، وسوف يتم جمع البيانات وستظهر أول خريطة لهذا الكوكب قبل ثلاثة أشهر من اقتراب المسبار لسطح الكوكب، وسوف يقوم المسبار بقياس الأشعة الفوق بنفسجية المنبعثة من الغلاف الجوي لسطح بلوتو.

المفاجآت الجديدة التي كشفتها الدراسات الأخيرة حول كوكب بلوتو

هناك الكثير من الدراسات تم نشرها، وتعتبر هذه المشاهد هي أقرب المشاهدات التفصيلية التي تم تصويرها بواسطة المسبار على سطح الكوكب القزم بلوتو، وكشفت هذه الدراسات أنه يوجد سلسلة جبال وتدفقات جليدية وسهول وتضاريس، وتوضح الدراسات البحثية أن الأنشطة الجيولوجية النشطة لهذا الكوكب غاية في التعقيد حيث أن هذا الكوكب يبعد عن كوكب الأرض حوالي 3 مليار ميل، بالإضافة إلى وجود محيط تحت أرض هذا الكوكب ووجود البراكين، وينتج عن تلك البراكين كميات جليد.

ويتوقع العلماء أن هناك العديد من العمليات التي سيتم حدوثها على سطح بلوتو مثل تبخر الجليد المتطاير، وبرغم أن كوكب بلوتو حجمه صغير جداً، حيث أن حجمه أصغر من حجم القمر التابع لسطح الأرض، إلا أن العلماء يرجحون وجود طاقة داخلية به، ويعتقد العلماء أن نشأة هذا الكوكب كانت منذ 4.5 مليار سنة، تلك الطاقة الداخلية تكفي بأن تحافظ على أهم سماته، والتي هي عبارة وجود حوض بشكل منبسط يبلغ مساحته حوالي ألف كيلو متر على شكل قلب، ويطلق عليه العلماء اسم سبوتنيك بلانوم.

ويعتقد العلماء بأن سبب نشأة كوكب بلوتو وأقماره جاءت بسبب حدوث تصادم بين كوكب بلوتو وجرم سماوي آخر في حجم كوكب بلوتو، وقد كان ذلك في أول المراحل المبكرة لنشأة كواكب المجموعة الشمسية، وبعدما كان بلوتو يعتبره العلماء كوكب قزم متجمد إلا أنه بعد الدراسات الأخيرة التي أظهرت بدايات لأنشطة جيولوجية ستحدث على سطحه، وسيحدث تحركات للكتلة البنائية التي توجد بالقشرة الخارجية للكوكب وتسمى تلك التحركات بالحركات التكتونية، ويرجع سبب قيام الاتحاد الدولي الفلكي بإلغاء لقب كوكب واعتبار أن بلوتو ليس من ضمن كواكب المجموعة الشمسية وأنها 8 كواكب فقط، وأصبحوا يطلقون عليه كوكباً قزماً بسبب اكتشاف عدد كبير من الأجرام الفلكية من أمثال بلوتو.