كوكب المشترى يعتبر من أضخم الكواكب الموجودة في المجموعة الشمسية، ويعتبر ثالث الأجرام تألقا في سماء الليل بعد كوكب الزهرة والقمر حيث يمكن رؤيته بسطوع كبير إذا نظر إليه من خلال كوكب الأرض، كما أنه أيضاً خامس كواكب المجموعة الشمسية بعدا عن الشمس حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 778 مليون كيلو متر، ويكمل مداره حولها في 11.86 سنة، بينما يتم دورته حول محوره في أقل من 10ساعات، ويعتبر دورانه هو الأسرع بين كواكب المجموعة الشمسية، وقد عرف بشفاط المجموعة الشمسية نتيجة للتأثير الكبير للجاذبية الخاصة به ويملك كوكب المشترى 64 قمرا.
تعرف على كوكب المشترى الآن
رصد كوكب المشترى
عرف كوكب المشترى منذ قرون وعصور قديمة وبعيدة فهو مرئي للعين المجردة في ظلمة الليل كما يمكن رؤيته بالنهار إذا كانت الشمس منخفضة حيث تم رصده من قبل علماء الفلك البابليين في القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد، وقد تم اكتشاف أربع أقمار من أقمار المشترى في عام 1610 على يد العالم جاليليو، ولا يمكن لأحد أن يرى كوكب المشترى بالعين المجردة فيجب اتباع هيئة الأرصاد والفلك للتعرف عليه عبر المعدات المخصصة لذلك.
سبب تسميته بهذا الاسم
عرف كوكب المشترى في الحضارة البابلية باسم الإله مردوخ، كما أطلق عليه الرومان اسم جيوبتر نسبة إلى إله السماء والبرق عندهم، كما يستمد الرمز الفلكي له من صاعقة زعيم الآلهة عندهم زيوس، وعرف عند العرب باسم المشترى، قيل لأنه يستشري في سيره أي يلج ويمضي ويجد فيه بلا فتور أو انكسار.
وصف كوكب المشترى
يعتبر كوكب المشترى أحد الكواكب الصخرية الأربعة في المجموعة الشمسية حيث يبلغ حجمه حوالي 1.321 ضعف حجم الأرض، ويأخذ الشكل الكروي المفلطح، ويرجع ذلك إلى سرعته العالية خلال دورانه وقطره أكبر بـ11 مرة من قطر كوكب الأرض حيث يبلغ قطره 142.984 كيلو متر إلا أن كثافته وهي 1.326 أقل، وهو ثاني الكواكب الغازية كثافة، ويعتبر كوكب المشترى عملاق غازي وكتلته حوالي 0.001 وهي أقل بقليل من 1/1000 من كتلة الشمس، وثلث كتلة مجموع باقي الكواكب في المجموعة الشمسية وهي أكبر من كتلة الأرض بـ318 مرة. يبعد كوكب المشترى عن الشمس حوالي 778،3 مليون كم، بينما تبعد الأرض عن الشمس فقط حوالي 149،5 مليون كم، ويعتبر عطارد أقرب الكواكب للشمس حيث يبعد عن الشمس حوالي 60 مليون كم فقط.
الغلاف الجوي لكوكب المشترى
يملك كوكب المشترى أكبر غلاف جوي بين كواكب المجموعة الشمسية ويمتد إلى ارتفاع 5000 كيلو متر، يتكون الغلاف الجوي العلوي له من 75% من غاز الهيدروجين و24% من غاز الهيليوم والنسبة الباقية وهي ضئيلة عبارة عن مواد مختلفة، أما الطبقة الداخلية من الغلاف الجوي لهذا الكوكب فتحتوي على مواد ذات كثافه أعلى ونسبتها 71% من غاز الهيدروجين و24% من غاز الهيليوم و5% من مواد مختلفة أخرى، كما يحتوي الغلاف الجوي أيضا على كميات مختلفة من الميثان والأمونيا والماء ومركبات السيليكون وبعض آثار للأكسجين والكبريت والكربون والإيثان والنيون وكبريتيد الهيدروجين والفوسفين، أما الطبقة الأبعد فتحتوي على بلورات متجمدة من الأمونيا وبعض آثار للبنزين ومركبات هيدروكربونية أخرى.
حلقات كوكب المشترى
يملك كوكب المشترى نظام حلقات خافت يتكون من ثلاث قطاعات أساسية وهي الحلقة الخارجية وتعرف باسم حلقة غومر أو حلقة الخيط الرقيق وهي مكونة بشكل رئيسي من الجليد والغبار مثل باقي حلقاته، والحلقة الوسطى وتعرف باسم الحلقة الرئيسية وتتكون من مقذوفات قادمة من قمرين من أقماره، والحلقة الداخلية وتعرف باسم هالو وهي حلقة مضيئة على شكل طائرة.
البقعة الحمراء لكوكب المشترى
يملك كوكب المشترى عدة بقع منها بقع بيضاء والتي تتواجد في السحب الباردة في طبقات الغلاف الجوي العليا وبقع بنية أيضاً وهي أكثر حرارة وتتواجد في طبقات الغيوم وتأخذ هذه البقع الشكل البيضاوي. ولكن أهم ما يميز كوكب المشترى وأكثرها شهرة هي البقعة الحمراء العظيمة وشكلها على هيئة قطع ناقص تدور بعكس عقارب الساعة، وتتم دورة كاملة كل 6 أيام، وهي عبارة عن إعصار مضاد مستمر وهي كبيرة كفاية لتسع كوكبين أو ثلاثة بحجم كوكب الأرض.
تركيب كوكب المشترى الداخلي
لا يوجد سطح لمعظم أو كل الكواكب عملاقة الحجم، ولكن تتكون من تغيرات تدريجية في الجو فقط. وتتكون الطبقة السطحية لكوكب المشترى من طبقة سميكة حوالي 150 كيلو متر وتتميز بأنها عبارة عن غيوم تتميز بالبرودة مكونة من الأمونيا والهيدروجين البارد والماء أيضا بعدها تأتي طبقة هيدروجين سائل بعمق 10.000 كيلو متر، ومن بعدها تأتي طبقة سميكة جدا تصل إلى 10.000 كيلو متر من الهيدروجين الفلزي السائل تكون تحت الضغط الجوي الشديد ودرجة حرارة عالية جدا. وبعد ذلك طبقة من الأمونيا والميثان والماء المتجمد تحت ضغط هائل، وتأتي الصخور المتجلدة وهي القلب الداخلي ويقدر بعشرة مرات كتلة الأرض. تركيب المشترى الداخلي يتكون من جزيئات بسيطة من غازات مثل الهيدروجين والهيليوم والتي تتواجد بصورة سائلة تحت ظروف ضغط عالية.
طبقات الغيوم لكوكب المشترى
دائما ما يكون كوكب المشترى مغطى بطبقات من الغيوم المركبة من بلورات الأمونيا عمقها حوالي 50 كيلو متر، تنقسم على الأقل إلى طبقتين طبقة سفلية سميكة وأخرى علوية رقيقة وأكثر شفافية، وربما توجد طبقه أخرى رقيقة من غيوم الماء وتعرف باسم المناطق المدارية وتكون مرتبة على نطاقات مختلفة وفق خطوط العرض، وتقسم إلى مناطق ذات ألوان براقة وأخرى معتمة، وتختلف هذه المناطق من سنة إلى أخرى من حيث اللون والكثافة والعرض. يوجد لدى المشترى غيمة تتواجد داخل الغلاف المغناطيسي الخاص بالكوكب، وفائدتها أن الكوكب يضيء بالشفق بشكل جميل جدا، كما يوجد للمشترى موجات راديوية وموجات تسمى موجات صافرة.
الحياة على كوكب المشترى
أعتقد قبل إرسال الرحلات إلى سطح كوكب المشترى فرضية وجود حياة عليه على أساس وجود الأمونيا والماء في الغلاف الجوي، ولكن بعد دراسته من قبل العلماء أكدوا عدم احتمالية وجود حياة عليه تشبه تلك الموجودة على كوكب الأرض حيث أنه لا يوجد عليه سوى كميات بسيطة من الماء والموجودة في الغلاف الجوي له، كما أن احتمال امتلاكه أي سطح صلب سيكون في طبقات عميقة مما يعني تعرضه لضغط كبير.
الرحلات إلى كوكب المشترى
تم إطلاق عدة مركبات فضائية إلى كوكب المشترى منذ عام 1973 والتي قامت بالعديد من المناورات الكوكبية لاكتشافه، وكانت أهم هذه الرحلات أولها وكانت للمسبار بيونير 10 حيث استطاع الاقتراب إلى مسافة كافية من أكبر كواكب المجموعة الشمسية وأرسل بعض الظواهر والخصائص المتعلقة بهذا الكوكب إلى الأرض، وأيضاً الحصول على صور قريبة للعديد من أقماره والغلاف الجوي له، ثم توالت الرحلات بعد ذلك حتى كان آخرها عام2007، وتخطط وكالة الفضاء ناسا إلى إطلاق مهمة لدراسة تفاصيل المشترى، ويعتقد أن وقت إطلاقها سيكون في حدود عام 2020.
نتمنى أن تكونوا قد استفدتم معنا بهذه المعلومات القيمة حول كوكب المشترى الذي يعتبر هو أكبر وأضخم الكواكب في المجموعة الشمسية.
أضف تعليق