فصيلة العرسيات هي ضمن أهم فصائل مملكة الحيوان، وهي تضم العديد من الأنواع التي تتباين في العديد من الصفات، لكنها تتشارك جميعًا في صفات مميزة مثل الرائحة الكريهة التي تستخدم لأغراض عديدة، لكن هناك بعض الصفات الخاصة التي لا نجدها في كل الأنواع، فبعض الحيوانات تعيش في الماء وبعضها لا يقدر على السباحة، كما أن بعض الأنواع صغيرة في الحجم مثل ابن عرس قصير الذيل الذي يقترب حجمه من الفأر العادي، وهناك أنواع أخرى ضخمة بالمقارنة معه مثل كلب البحر الذي قد يصل طوله إلى مترين، كما أن المناطق التي تتواجد فيها الحيوانات مختلفة إلا أن النطاق العام لها هو آسيا وشمال أفريقيا وأمريكا الشمالية، وفي المقال التالي سنتعرض إلى أهم أنواع فصيلة العرسيات ، حيث سنذكر لك في البداية بعض الصفات العامة لأنواع الفصيلة ثم سنفرد فقرات كاملة لحيوان الغرير وأيضًا حيوان غرير العسل المميز الذي يعتبر أكثر الحيوانات الشجاعة في البرية، ثم سنتحدث بالتفصيل عن قضاعة البحر أو كلب البحر وابن مقرض وفي النهاية سنفرد فقرة كاملة لحيوان الظربان.
تعرف على أهم حيوانات فصيلة العرسيات
ما هي فصيلة العرسيات؟
فصيلة العرسيات هي عائلة من الثدييات الآكلة للحوم وتشمل عدد كبير من الحيوانات أشهرها ابن عرس والغرير والمينك وابن مقرض وقضاعة البحر والقاقم (أو القاقوم أو ابن عرس قصير الذيل) وهو حيوان صغير جدًا ويعتبر من أصغر الحيوانات التي تتغذى على اللحوم في الطبيعة وينتشر في أمريكا الشمالية وبعض المناطق في أوراسيا وغذاءه الأساسي هو الأنواع الصغيرة من الطيور والزواحف والأرانب الصغيرة، ومن فصيلة العريات أيضًا حيوان الخر الذي يعتبر ضمن الحيوانات القارتة أي أنه يتغذى على اللحوم والنباتات وفرائسه المفضلة هي السنجاب والأرنب ويتميز بجنوحه إلى الانعزال في أغلب الأوقات، وحيوان الشره (أو الدب الظربان) الذي يمتاز بقوة هائلة تمكنه من قتل حيوانات بالغة القوة وتزيد عنه أضعافًا في الحجم، وهو يذكرنا بغرير العسل الشجاع، وينتشر بشكل كبير في أمريكا الشمالية والأجزاء الشمالية من أوروبا. وتتبع الفصيلة التي تسمى أيضًا بفصيلة السراعيب أو فصيلة ابن عرس رتبة اللواحم وشعبة الحبليات.
وأشهر شيء عنها هو الرائحة الكريهة التي تقدر كل الأنواع على إفرازها باستثناء كلب البحر، وتنقسم الفصيلة إلى ما بين أسرتين وحتى ثمانية أسرة فرعية، وهذا خلاف لا يزال دائرًا حتى الآن بين العلماء، وهناك تباين كبير فيما بين الأنواع المختلفة فيما يخص الحجم والسلوكيات لأفراد فصيلة العرسيات ، وفي الفقرات التالية سنتعرض إلى أهم الأنواع مع معلومات مفصلة عن كل نوع، ولعل أكثر ما سيجذبك هو غرير العسل الذي لا يهاب الأسود والنمور!
حيوان الغرير: أكثر أنواع فصيلة العرسيات شيوعًا
هناك 11 نوع من أنواع الغرير، مع أنه في السابق تم اعتبارهم 12 نوع، إلا أن أحد الأنواع اكتشف أنه ضمن الظربان، وينقسمون إلى 3 مجموعات رئيسية، الغرير الأوراسي والغرير الأمريكي وغرير العسل، ويمكننا أن نجد الغرير في أمريكا الشمالية وأيرلندا وبريطانيا العظمى وأغلب البلاد في أوروبا وبالتحديد السويد وبقية الدول الإسكندنافية، وهناك بعض الأنواع التي نجدها خاصةً في اليابان والصين وإندونيسيا وماليزيا، وبالتحديد نجد غرير العسل في الصحراء الغربية في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وتركمانستان والهند كذلك. والغرير هو حيوان ليلي كما هي عادة الكثير من الحيوانات التي تتبع فصيلة العرسيات . في ولاية ويسكونسني الأمريكية يعتبر الغرير هو الحيوان الوطني هناك، ويوجد كرمز حاضر في جامعة بروك وفي أونتاريو في كندا وجامعة دورام في إنجلترا، وفي الفلكلور الياباني يظهر الحيوان بصورة وحشية وعنيفة، حيث يعتبره اليابانيون ضمن الحيوانات البرية الجامحة بالرغم من أن أغلب أنواعه مسالمة.
الخصائص المميزة للغرير
يمتلك الغرير آذان صغيرة ولون جسده يتميز باللونين الأبيض والأسود، وفرائه يميل إلى اللون الرمادي مع وجود أجزاء باللونين تحت الفراء، ويمكن أن ينمو الحيوان حتى طول متر واحد، إلا أن المتوسط هو نصف متر، مع العلم بأن الغرير الأوروبي هو أكبر الأنواع، ويصل وزن الغرير في المتوسط ما بين 9 إلى 11 كيلوجرام، والغرير الأوروبي في المتوسط هو 18 كيلوجرام في الوزن و90 سم في الطول، وهو يعتبر حيوان سريع إلى حد ما في المسافات القصيرة، حيث قد تصل سرعته إلى 30 كيلومتر في الساعة، ويمتاز بتكوينه لمجموعات تضم في الغالب ما بين 2 إلى 15 فرد ويعملون معًا من أجل الحصول على الغذاء والاهتمام بمنازلهم وتكوين ما يشبه بالجيش للدفاع عن أرضهم الخاصة من اعتداء الحيوانات المفترسة وبالتحديد النمور والأسود والضباع.
معلومات شيقة عن الغرير
الغرير هو حيوان مسالم في الغالب، إلا أنه يتحول إلى حيوان عنيف عندما يتعلق الأمر بمهاجمة أرضه وعائلته، وهنا يستخدم فكه الحاد المناسب تمامًا لتمزيق اللحوم. في أغلب بقاع الأرض لا يأكل الناس لحم الغرير، إلا أن الكثير من الناس اضطروا إلى أكل لحمه في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وانتشر تناوله في أمريكا لبعض الوقت، أما في روسيا فهم يأكلونه حتى يومنا هذا، وفي إنجلترا يمكننا أن نجد الغرير حاضرًا في الأدب هناك ضمن أكثر الحيوانات التي يضرب بها المثل وتمثل شخصيات عديدة، مثل كتابات بريان جاكش وسي. إس. لويس وغيرهم. يملك الغرير جسم ممتلئ مع أقدام قصيرة مناسبة تمامًا للحفر في الأرض، وهم يحفرون للعديد من الأغراض أهمها إقامة منازلهم الخاصة والتي تكون عبارة عن أنفاق ومتاهات معقدة تكون الغرف الخاصة بالأفراد، وأغلب أنواع الغرير تهتم بمنازلها بشكل دقيق، وفي العادة تكفي الحفرة الواحدة لحوالي 6 أفراد.
غرير العسل: أخطر أنواع فصيلة العرسيات وأكثرها غرابة
إذا لم تشعر بالإثارة عند قرائتك للأنواع العامة من الغرير، فإنك من المؤكد ستندهش جدًا عندما تعرف طبيعة غرير العسل، أولاً فإن اسمه العلمي هو ميليفورا كابينسيس (Mellivora capensis)، لكنه يشتهر بغرير العسل أو غرير كيب نسبةً إلى موطنه في جنوب أفريقيا حيث يتواجد بأعداد كبيرة هناك، ويتواجد أيضًا في بعض الدول العربية مثل السعودية وعمان والشرق الأوسط والهند، ويشبه الظربان في بعض الصفات أهمها قدرته على إفراز رائحة كريهة من مؤخرته، هذه الرائحة يمكن أن تبعد أقوى الحيوانات عنه خاصةً إذا كان المكان ضيقًا، فعند مهاجمة ثعبان له في منازله في الحفر فإنه سيعود إلى الأرض على الفور بسبب تركيز الرائحة، وأيضًا يشبه الظربان في الشكل العام، وببساطة فإنه ضمن أغرب وأخطر أنواع فصيلة العرسيات ويطلق عليه البعض لقب أشجع حيوان على الإطلاق، أو ربما هو مجنون لا يخاف حتى عندما يكون الخوف هو التصرف الأمثل.
غرير العسل يهاجم الأسود والثعابين
يهاجم الأسود والنمور والضباع وبقية الحيوانات المفترسة دون خوف، وفي بعض الأحيان يتمكن عبر حيله من التغلب عليهم وإنهاكهم، رغم أنهم قد يتجاوزه في الحجم عدة أضعاف، ويفيده ذكاءه في رد الفعل السريع، وما قد يدهشك أكثر أنه هو الذي يفتعل الشجار، لأن الحيوانات لا ترغب في قتاله بسبب طرقه المراوغة والرائحة السيئة التي يخرجها، ولعل العامل الأكثر إفادة بالنسبة له هو جلده السميك، فحتى أنياب الأسود يمكن ألا تقدر على التسبب له بإصابة قوية، بل أن أسنان الحيوانات المفترسة يمكن أن تنكسر إذا حاولوا ذلك. وهو قادر على مواجهة الثعابين لأن جسمه يملك مناعة ضد سمومها، وهذه ميزة يندر وجودها إلا في عدد قليل جدًا من الحيوانات، أما أسنانه فهي حادة لدرجة أنها قادرة على كسر صدفة السلحفاة التي تعتبر من أكثر أجسام الحيوانات صلابة، لذا فمع هذه الأسنان القوية ومع هذا الجلد السميك فإنه يمتلك أسلحة وغطاء يجعله ضمن أقوى المقاتلين بالرغم من حجمه الضئيل، وهو من أكثر الحيوانات التي تسرق فرائس الحيوانات الأخرى، كما أن طريقة تصرفه في الحياة غريبة للغاية، فهو يحفر بشكل شبه يومي مثل عدد كبير من أفراد فصيلة العرسيات ، ونجده يحفر في أي مكان يجده، في الأرض أو في الشجر أو أي شيء يجده أمامه، وفي بعض الأوقات يتسلل إلى حفر الثعالب والحيوانات الأخرى ليستريح فيها أو حتى يصطاد الفرائس، ومع ذلك فهو كسول فيما يخص ترتيب منزله، لذا فإن البقاء في حفر أخرى مرتبة هو الخيار الأمثل بالنسبة له.
نظام غرير العسل الغذائي
هذا الحيوان يأكل أي شيء يجده أمامه، يمكن أن يأكل الثعابين سواء كانت سامة أو غير سامة ولحوم الثدييات والطيور والقوارض والحشرات وحتى اليرقات والنباتات والفواكه والبيض والجذور، لكن العسل هو غذائه المفضل وقد سمي بسبب ذلك، وهو لا يسكن الحفر فقط كما هو الحال في أغلب أنواع حيوان الغرير، بل تجده أيضًا بين الأشجار والصخور.
معلومات هامة عن غرير العسل
تم اكتشاف أولى سلالات غرير العسل في الربع الأخير من القرن الثامن عشر في جنوب أفريقيا وهو الوقت الذي بدأ فيه العلماء باكتشاف العديد من أنواع فصيلة العرسيات . وبشكل عام فإنه حيوان يفضل العزلة، لكن في موسم التزاوج قد نجده يصطاد مع أزواجه من الجنس الآخر، وهم يفضلون الابتعاد عن الأنظار في كل الأوقات، باستثناء الأوقات التي يبدأون فيها بالبحث عن شريك، وأيضًا الأطفال هم استثناء لأنهم يرتبطون بأمهم ويظلون معها لفترة طويلة ثم ينفصلون عنها. وهناك معلومة شائعة عن غرير العسل تقول أن طائر مرشدات العسل (أو دليل المناحل) يساعده على إيجاد أماكن العسل الذي يعتبر طعامه المفضل، إلا أنه وبعد ملاحظات لسنين طويلة وجد العلماء أنه لا يوجد أي تعاون بين الإثنين، وأن هذه هي وظيفة الطائر ويمكن أن يكون سبب انتشار المعلومة هو وجود الحيوانين بكثافة في نفس المناطق، وكما قلنا فإن الغرير هو حيوان يفضل العزلة في أغلب الأوقات.
حيوان ذكي
غرير العسل هو حيوان بالغ الذكاء، وقد أدهش العلماء بصورة بالغة لم يتوقعوها من قبل، والمدهش هو قدرته على استخدام الأدوات، وقد ظهر مقطع بثه مركز موهولوهلو لإعادة تأهيل الحياة البرية في جنوب أفريقيا وانتشر على الإنترنت يثبت لنا ذكاءه، حيث يظهر الحيوان وهو يحاول الهرب من قفص وفيه يستخدم أدوات متعددة مثل العصيان والأحجار والطين.
قضاعة البحر أو كلب البحر
هناك 13 نوع من قضاعة البحر، وللأسف فإنه طبقًا للجنة العالمية للحفاظ على الطبيعة (IUCN) فإن هناك 12 نوع تتعرض أعدادهم إلى التناقص باستمرار في العقود الأخيرة، خمس أنواع منهم وصلوا بالفعل إلى لائحة التهديد بالانقراض، ومن بينهم القضاعة الكاليفورنية التي بدأت أعدادها تتناقص بمعدلات مخيفة بسبب زيادة نسبة التلوث في الشواطئ هناك والأمراض التي فتكت بهم، ومثل بقية الحيوانات البحرية في شواطئ أمريكا الجنوبية فإن أعداد القضاعات تتناقص بسبب عمليات الصيد غير القانونية بشكل أساسي.
قضاعة البحر والثقافة الفارسية
يقدس أتباع الديانة الزرادشتية التي انتشرت في بلاد فارس ودول أخرى في آسيا وأفريقيا حيوان قضاعة البحر ويعتبرونه من أهم الحيوانات الموجودة في الطبيعة، وفي الواقع فإن هذا راجع إلى أسس معتقدات الديانة، فهم يقدسون النسور أيضًا لأنها تقتات على الحيوانات الميتة، وبالنسبة لهم فإن الأرض طاهرة وهي ضمن المكونات الأربعة المقدسة عندهم، لذا فإن النسر يخلصهم من تدنيس الأرض بالجيفة، وهم يعتقدون أيضًا أن قضاعة البحر تقوم بنفس الأمر ولكن في المسطحات المائية، إلا أن هذا غير دقيق تمامًا وفق الملاحظات العلمية الحديثة، كما أنهم يقيمون احتفالات خاصة إذا وجدوا أفراد منهم موتى في البرية، ويجب أن تعلم أن الكثير من المعتقدات التي تعتقد بها الديانة تجاه هذا الحيوان هي غير صحيحة بشكل كامل وذلك لأنها أقدم ديانة توحيدية على وجه الأرض، فيرجع ظهورها إلى بضعة آلاف سنة قبل الميلاد، أي أن البحث العلمي كان غير موجود وكان عبارة عن ملاحظات بالعين المجردة.
قضاعة البحر والسكان الأصليون لأمريكا
أيضًا فإن القضاعة تحظى باحترام عند الهنود الحمر حيث يعتبرونها رمز للإخلاص والأمانة، وهذا شائع لديهم حتى يومنا هذا، لكن عندما أتى المستعمرون الأوربيون لم يضعوا في اعتبارهم تلك المعتقدات الثقافية ودأبوا على اصطياد كميات كبيرة من الحيوان بسبب فروه المميز الذي يعتبر أفضل من أغلب أنواع الفرو الأخرى وهي ميزة توجد في أغلب أنواع فصيلة العرسيات ، لذا فقد تناقصت أعداده بوتيرة عالية في القرون التالية. كلاب البحر هي حيوانات شائعة جدًا في الثقافة اليابانية، ويسمون في اللغة اليابانية “كاواسو”، وفي الأساطير القديمة والحكايات الشعبية يظهر الحيوان كرمز للذكاء والقدرة على الخداع، وفي أغلب الأوقات يتغلب بذكاءه على البشر، أي أنه يشبه الثعلب في الثقافة الغربية.
فضلات قضاعة البحر
فضلات القضاعة هي مميزة في العديد من الجوانب، فأولاً يستخدمها الحيوان من أجل تحديد مناطقه الخاصة مع الأفراد الآخرين، وكل فرد يمتلك فضلات تختلف عن الأفراد الآخرين، لذلك فإنه بإمكان العلماء معرفة ما إن كان ذكر أو أنثى وكذلك معرفة العمر التقريبي والحالة الإنجابية، وهذا راجع إلى التمثيل الغذائي المثالي لدى قضاعة البحر والتي يتميز بها عن غيره من فصيلة العرسيات ، فأغلب أنواعه تحتاج إلى أكل 15% من وزن جسمه كل يوم، وهذا يعني كمية كبيرة من الفضلات التي يخرجها كل يوم.
الخصائص المميزة لقضاعة البحر
من الأمور الطريفة عن القضاعة أنها تحب الاعتناء بالصغار وتبنيهم في حالة عدم وجود أسرة لهم، وهذا هو الخيار الأمثل بالنسبة للصغار، لأنه في حالة تبنيهم من قبل البشر فإنه من الصعب عليهم العودة إلى البرية وهم في سن متقدمة لكونهم يتعلقون بالبشر بصورة بالغة. الصفة الأكثر تميزًا لقضاعة البحر هي الفرو، وذلك لأنه يمتلك الفرو الأكثر سماكة من بين كل الثدييات، وفي كل إنش مربع يحتوي الفرو على شعر كثيف يمكن أن يصل إلى مليون شعرة في تلك المساحة الصغيرة، وهناك طبقتان من الفرو في الجسم تتيحان للحيوان البقاء دافئًا وجافًا في مختلف الظروف، ويدخل الهواء إلى جسمهم مما يمنعهم من الغوص تحت الماء لمسافات عميقة وذلك في أنواع عديدة منهم، أيضًا من صفاته المميزة أنه بارع في استخدام الأدوات، وقد طور تلك المهارة على مدار سنين طويلة حيث أصبح يعتمد عليها بشكل رئيسي في العمليات الأساسية مثل الصيد الذي يعتمد فيه على الحجارة التي يخبأها في جسمه.
طريقة التواصل
لاحظ العلماء أن الأنواع الكبيرة من قضاعة البحر تملك 22 صوت مميز تستخدمها في المواقف المختلفة، ووجدوا أنهم كثيري الهمهمة بتلك الأصوات في العديد من أوقات اليوم، وحتى الصغار يمتلكون 11 صوت، وأبرز الأصوات هو صوت “هاه” الذي يستخدم للإشارة لوجود خطر قريب، وصوت همهمة صريح يشير إلى الأمر بتغيير الاتجاه أثناء العمل أو السباحة.
أكثر حيوانات فصيلة العرسيات الاجتماعية
قضاعة البحر هو حيوان لطيف جدًا واجتماعي للغاية بينه وبين الأفراد من نفس جنسه ومع البشر أيضًا، بل أن الأمر امتد ليشمل التعاون مع الإنسان في العمل، ففي بنجلاديش يستخدم الصيادون الحيوان لزيادة حجم غنيمتهم في الصيد غير القانوني، حيث يعملون كحاصدين للأسماك ومطاردين لمجموعات ضخمة منهم حتى يوقعوهم في الشباك، وفي أوقات الفراغ نجدهم يمرحون كثيرًا عبر لعبتهم المفضلة وهي الانزلاق من فوق الصخور المائية، وأكثر المجموعات المحبة للعب هي التي تتكون من الأمهات والصغار فقط، حيث لا يقومون بأي شيء في يومهم سوى التغذية أو النوم أو اللعب.
قضاعة البحر الكاليفورنية والنظام الغذائي
ظن العلماء لفترة من الزمن أن قضاعة البحر الكاليفورنية قد اختفت من ولاية كاليفورنيا، إلا أنهم لاحظوا وجودها بأعداد وافرة فيما بعد، ولاحظوا وجود خطة منظمة تشترك فيها كل أفراد المجموعة في البحث عن الغذاء، حيث أن الآلاف من كلاب البحر هناك يقومون بتقسيم نفسهم إلى ثلاثة مجموعات، الأولى للبحث عن الحيوانات البحرية التي توجد في قاع البحر مثل قنفذ البحر وهو حيوان صغير يتواجد في كل محيطات الأرض ويتراوح حجمه من 3 إلى 10 سنتيمترات، وبالإضافة إلى القضاعة فإن الأنقليس (أو الحنكليس) هو المفترس الثاني له وأيضًا هو وجبة يأكلها الإنسان في بعض البلدان، وكذلك حيوان الصفيلح (أو أذن البحر) الذي تقتات عليه القضاعات بشكل كبير في عمق المحيطات، وهو حيوان يمكننا أن نجده في سلطنة عمان، وأيضًا في القاع يصطاد بعض الحيوانات مثل أنواع مختلفة من السرطان، وفي المياه ذات العمق المتوسط توجد مجموعات أخرى تصطاد المحار الملزمي (أو الزلفية) وأنواع مختلفة من الديدان والأسماك ذات الأصداف متوسطة الحجم، أما الذين يبقون في المياه الضحلة أو على سطح البحر فإنهم يتغذون على الفقمة السوداء بشكل رئيسي، مع العلم بأن هذا النوع من القضاعة يحتاج إلى تغذية أكبر من أغلب أنواع فصيلة العرسيات حيث أنه يضطر إلى تناول ما لا يقل عن 35% من وزن جسده كل يوم، مع العلم بأن أغلب أنواع القضاعات هي حيوانات نشطة في عملية الصيد وتقضي ساعات طويلة من اليوم في البحث عن الغذاء وبالتحديد القضاعة الضخمة والقضاعة الأمريكية.
أول من اكتشف ألاسكا هو أول من اكتشف كلاب البحر
جورج فيلهيلم ستير حصل على شرف علمي رفيع من خلال وصفه لعدد كبير ومتنوع من الكائنات الحية خلال رحلته الاستكشافية في سنة 1741 والتي بدأت من روسيا، واستطاع هو وغيره ومن المستكشفين الغربيين في القرن الثامن عشر الوصول إلى ألاسكا، إلا أنه كان أول أوروبي تطأ قدميه الأراضي الرئيسية لألاسكا، ومع تسميته لتلك الحيوانات النادرة التي انقرض عدد كبير منها فإنه أيضًا أول من وصف قضاعة البحر وبعض الحيوانات الأخرى من فصيلة العرسيات بشكل علمي دقيق.
معلومات هامة عن قضاعة البحر
هناك بعض الأنواع من كلاب البحر تقضي أغلب وقتها في الماء وبعضها تفضل البقاء على الأرض، مع العلم بأنها قد تعيش في المتوسط إلى 16 سنة في البرية وهي نسبة عالية بالمقارنة مع عدد كبير من الأنواع الأخرى من فصيلة العرسيات ، وأصغر أنواع كلاب البحر يصل طوله إلى 0.6 متر (2 قدم) وكيلوجرام واحد في الوزن (2.2 رطل)، أما أكبرهم حجمًا فيمكن أن يصل حجمه إلى 1.8 متر (5.9 قدم) ووزن 45 كيلوجرام (99.2 رطل)، وبينهما توجد العديد من الأنواع التي تتراوح بشكل نسبي في الوزن والطول، وأشهر الأنواع هو قضاعة البحر الأوراسية التي توجد في أوروبا وآسيا وأجزاء من شمال أفريقيا والجزر البريطانية، وقضاعة البحر الأمريكية التي توجد في أمريكا الشمالية والتي تناقصت أعدادها بشكل كبير الآن كما حدث للعديد من حيوانات فصيلة العرسيات ، والقضاعة الضخمة التي توجد في أمريكا الجنوبية حول أحراش نهر الأمازون وغيرهم.
ابن مقرض
هو ضمن الحيوانات الأليفة القليلة التي تم استئناسها من فصيلة العرسيات ، واسمه اللاتيني يشير إلى صفة شائعة عنه وهي السرقة، بل أنها ضمن الهوايات المفضلة له، وما يميز الحيوان أن أكثر أنواعه لا تدخل ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض التابعة للجنة الدولية للحفاظ على البيئة باستثناء نوع واحد هو ابن مقرض الأسود، وقد ظن العلماء أنه انقرض بالفعل إلا أنهم أعادوا اكتشافه في الولايات المتحدة، ومن الجدير بالذكر أن فصيلة العرسيات تحظى باهتمام كبير نجده في الثقافة الأوروبية والأمريكية، وبالتحديد ابن مقرض الذي يستأنسه الملايين من الأمريكيين، كما أن استئناسه قد حدث قبل أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد وذلك للمشاركة في أعمال مختلفة تساعد الفلاح، وابن مقرض ينام لأكثر من نصف ساعات اليوم عبر ساعات متقطعة، وجسمه يتيح له قدرات زحف مدهشة، أما إذا فكرت في اقتناء الحيوان فإنه لابد أن تحذر من فكرة تحميمه، لأن هذا سيزيد من الرائحة الكريهة، وذلك لأن غدده الزيتية ستفرز كمية أكبر من الزيت حتى تعوض الكمية التي فقدت عبر الماء.
حيوان الظربان
هناك العديد من الأنواع من الظربان وأشهرها الظربان الأوروبي الذي يعرف بالظربان الأسود أو ظربان الغابة الذي يعتبر من أكثر أنواع فصيلة العرسيات شيوعًا، وهو نوع يستوطن بشكل أساسي في أوراسيا الغربية وشمال أفريقيا، ويتميز الحيوان بفروه السميك وذو اللون البني الجذاب مع وجود طبقة أخرى ذات لون أصفر باهت، ويتحول لون الفرو إلى الرمادي في فصل الشتاء لأغراض التمويه، ويملك الحيوان أذن بيضاء صغيرة مع أنف ذات شرائط بيضاء وما يشبه القناع الخفيف حول الوجه، ويتكون الجسم من ذيل طويل وأقدام صغيرة لدرجة أنه أضخم من ابن عرس ولكن أصغر من كلب البحر، والظربان هو السلف الوحيد لابن مقرض.
ومن المميز أن ذكر الظربان يزيد وزنه مرة ونصف عن الأنثى، وهو في العادة يأخذ الفرائس الأكبر ليتناولها ويترك الفرائس الصغيرة لإناثه، لذا فإن هناك اختلافات عديدة بين الجنسين، والذكور يحبون وضع مناطقهم الخاصة تحت السيطرة، وطوال الوقت يدافعون بشراسة عن منطقتهم الخاصة في وجه الحيوانات الأخرى أو الذكور المنافسين، أما الأنثى فإنها تظل باقية في مناطق أصغر من ناحية الحجم، ويتم تحديد مناطق كل زوجين عبر رائحة مميزة، ومن المعروف أن رائحة الظربان هي كريهة جدًا، وفي العادة يستخدمها لأغراض الدفاع عن النفس أو عند شعوره بالخوف أو الغضب أو الإثارة عامةً. والظربان هو موجود بكثرة في الثقافة الأوروبية، ومع ذلك فإن هناك شبه عداء بينه وبين البشر في بعض البلدان، لدرجة أن أعداده بدأت بالاختفاء في المملكة المتحدة في القرن التاسع عشر إلا أنها عادت مجددًا لتنتشر بكثافة في المنطقة، والآن هو يعتبر في أقل الدرجات فيما يخص التهديد بالانقراض، لذا فإنه لا يوجد أي قلق بشأن وجوده في الطبيعة.
أضف تعليق