تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » غرائب النقود : حقائق وغرائب ستعرفها للمرة الأولى عن النقود

غرائب النقود : حقائق وغرائب ستعرفها للمرة الأولى عن النقود

غرائب النقود

غرائب النقود كثيرة، بل إن النقود في حد ذاتها شيء غريب على البشرية، لكن، بعض الأمور التي حدثت مع النقود طوال رحلتها تجعلها تُصنف ضمن الغرائب والعجائب.

مما لا شك فيه أن النقود شيء هام جدًا في حياتنا، لكن هذا الأمر لا يتعارض أبدًا مع بعض غرائب النقود التي تمكن الناس من ملاحظتها وجمعها، فتقريبًا مرت خمسة قرون على وجود النقود الورقية، ومرت قرون كثيرة على النقود ذات العملات المعدنية، وفي خِضم تلك الفترة الطويلة حدثت الكثيرة من الأمور التي يُمكن تصنيفها كغرائب شديدة الدهشة، والحقيقة أن تلك الغرائب لا تُقلل أبدًا من قيمة النقود، لكنها تجعلنا أمام مادة جيدة للإثارة، ومن باب العلم بالشيء، فإنه من الواجب علينا التعرض لبعض تلك الغرائب ومعرفة أصلها وما هو صحيح منها وما هو مُبتدع من خيل البشر، فهل أنتم جاهزون للتعرف في السطور القادمة على غرائب أكثر الأشياء أهميةً في حياة البشر بكل زمانٍ ومكان؟

البشر والنقود

قبل أن نتعرف على بعض غرائب النقود علينا أولًا المرور سريعًا على علاقة البشر بالنقود، حيث يُمكن القول بل مبالغة إنها علاقة حب من الدرجة الأولى، البشر يا سادة قد يقتلون أنفسهم من أجل حِفنة صغيرة من هذه النقود، هم عامةً مستعدون لفعل أي شيء من أجلها، والحقيقة أنهم يمتلكون كل العذر للقيام بذلك الأمر، فالعالم منذ فترة طويلة أصبح يعرف حقيقةً أن من يمتلك النقود يمتلك كل شيء، بما في ذلك السلطة والنفوذ والاحترام، وحتى العلم نفسه يحتاج النقود من أجل تحصيله، كل شيء أصبح مرتبطًا بالنقود لدرجة لا يُمكن تخيلها، لذلك لم نبالغ عندما قلنا أن العلاقة بينها وبين البشر علاقة حبٍ بامتياز، علاقة عشق، وطبعًا أنتم تعرفون ما الذي يُمكن أن يفعله العاشق من أجل معشوقه.

نشأت النقود طوال تاريخها بأكثر من شكل، ففي البداية كانت مجرد سلع وأغراض، ثم بعد ذلك أصبحت عملات معدنية ذات قيمة، وأخيرًا، أصبحت بالصورة التي تسود بها العالم الآن، صورة الورق، لكن، خلال تلك الرحلة، حظيت النقود ببعض الغرائب والعجائب، دعونا نتعرف على أهمها، ولنجعل بدايتنا بذلك الأمر الغريب الذي ربما لا يعرفه البعض، وهو أن النقود الورقية ليست أصلًا من الورق.

النقود ليست ورق

أبرز غرائب النقود التي ربما ستثير اندهاش الكثيرين أن تلك النقود الورقية التي نراها في كل مكان ليست أصلًا من الورق، بمعنى أنه لا توجد حقيقيًا عملات ورقية بأي مكان في العالم، وإلا فإن الأمر سوف يبدو تافهًا بعض الشيء، كل ما هنالك أنها مصنوعة من مواد قريبة جدًا من الورق وتدخل كذلك في صناعته، وهي مواد القطن والكتان، وربما سيدهشكم ما سنقوله الآن أكثر مما مضى، لكن النقود قديمًا كانت تتعرض للتلف مثل أي شيء آخر، وخمنوا ماذا؟ لقد كان يتم إصلاحها عن طريق الإبرة والخيط مثل أي قطعة قماش موجودة في العالم، عمومًا، دخلت النقود مواد أكثر قوة وجعلتها غير قابلة للتلف، لكن ما يعنينا أنها حتى الآن لا تزال مصنوعة من مادة بخلاف الورق، تخيلوا أن كيان وسوق يُعرف بسوق الورق ليس فيه أي شيء يتبع الورق بخلاف الاسم!

حاملة للكوكايين والإنفلونزا

أمر آخر يُمكن اعتباره بلا شك ضمن غرائب النقود الغير مُصدقة، وهو أن تلك الأوراق المالية تستطيع حمل أكبر قدر ممكن من الفيروسات والكوكايين لأوقاتٍ طويلة، وهذا ليس مجرد كلام مُرسل، فقد أثبتت الإحصائيات أن نسبة كبيرة ممن يتعرضون للفيروسات المختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية يتعرضون لها أصلًا بسبب احتكاكهم المباشر مع النقود، وطبعًا لا يُمكن منع ذلك الاحتكاك بأي طريقةٍ من الطرق، حتى أن بعض الأجهزة والتقنيات الحديثة تستطيع الكشف عن العملة الورقية والتوصل إلى ما هو موجود عليها، سواء كان ذلك آثار لفيروسات أو كوكايين، فهو أيضًا يتلبس الورق المالي لفترة طويلة، ولهذا لن نبالغ إذا قلنا بأنها أكبر ناقل للفيروسات والسموم في العالم.

الوقت الذي تحتفظ به النقود بالفيروسات أو آثار الكوكايين وقت طويل جدًا، فقد يصل في بعض الأحيان إلى أربعة عشر يومًا، هذا الوقت يُمكن أن يزيد عن ذلك إذا كان الفيروس قويًا أو الكوكايين المُستخدم كان بمقدار كبير، عمومًا، لا يعنينا الآن الأضرار التي تُسببها مثل هذه الأمور، ما يعنينا أن ضلوع النقود في أمرٍ كهذا يُعد بلا شك أحدد غرائها الكثيرة.

المعدن أسهل في التزوير

إذا سألنا أي شخص عن الأموال وقلنا له أي العملات سوف تكون سهلة أكثر في التزوير فسوف يقول بلا تردد أن تلك العملات الورقية تبدو أسهل من العملات المعدنية التي تُستخدم الآن في أماكن قليلة من العالم وكانت تُستخدم قديمًا في أماكن كثيرة، لكن الحقيقة أن الإجابة الصحيحة هي نقيض ذلك الأمر تمامًا، أجل، فالعملات المعدنية هي التي يسهل تزويرها دون وجود احتمالية كبيرة لكشف ذلك التزوير، بل لن نبالغ إذا قلنا أن سهولة تزوير العملات المعدنية كان سببًا رئيسيًا في تجنب العالم لها واتجاهه نحو العملات الورقية التي أصبح هناك الآن أجهزة مُخصصة في الكشف عنها.

قديمًا كان الراغبين في تزوير العملات المعدنية يفعلون ذلك من خلال إحضار مواد شبيهة بالذهب أو الفضة ثم القيام بنفشها بنفس طريقة النقش الموجودة على العملات الأصلية، لكن اتضح فيما بعد أنهم انتبهوا أيضًا إلى الحواف الموجودة على جوانب العملة، والتي كانت المعيار الرئيسي في اعتبارها مُزورة أو دقيقة، وقد ساعد ذلك الأمر في تسهيل عمليات التزوير لدرجة أن السوق قد تشبع بتلك العملات المزورة، وكانت هذه واحدة من أبرز غرائب النقود على الإطلاق.

ورقة تُساوي الكثير

كذلك من ضمن غرائب النقود ذلك التفاوت الذي يحدث بين العملات، ولكي نكون دقيقين أكثر فنحن نتحدث عن القيمة التي تُشكلها كل فئة من المال، فالورقة الواحدة، والذي تكون من نفس المادة وتأخذ نفس الحبر تقريبًا، قد تحمل قيمة أكبر من الأخرى بكثير، ونحن هنا سنستشهد بتلك الورقة التابعة لعملة الدولار والتي كانت تحمل قيمة مئة ألف دولار، تخيلوا أن ورقة صغيرة لا قيمة لها ورقيًا يُمكنها أن تصنع الكثير من المعجزات بمفردها!

كانت ورقة المئة ألف دولار محظورة للتداول بين الأشخاص العاديين، بل كان المخول لهم باستخدامها فقط البنوك والحكومات، أو بمعنى أدق، كانت تدخل فقط في المعاملات التي كانت تتم بين الطرفين، وربما كانت هذه الورقة هي الباب الذي فُتح أمام الشيكات والأوراق الرسمية التي يُمكن تدوين أي قيمة مادية عليها وتُصبح كذلك حاملة لنفس القيمة، بمعنى أدق، إذا كُتب على الشيك مبلغ مليون دولار فإن ورقة الشيك سوف تُصبح حاملة لقيمة المليون دولار حرفيًا.

من غرائب النقود أنها لا تصلح للأكل

من غرائب النقود أنها على الرغم من قدرتها على شراء أي نوع من أنواع الأطعمة الموجودة في الوجود إلا أنها لا تستطيع سد الجوع بحد ذاتها مهما بلغت قيمتها، فإذا كان ثمة شخص يمتلك عملة بمئة ألف دولار مثلًا فإن هذه العملة في الواقع قادرة بقيمتها على إطعامه لمدة عشر أعوام وأكثر، لكن العملة نفسها غير صالحة للأكل أو سد الجوع، فهي في النهاية مجرد ورق لا يمتلك أي طعم، بل يُقال أن طعم ورق النقود بالذات يكون مالحًا وغير مقبول بالمرة، وخاصةً العملات ذات القيمة الكبيرة، وسبحان الله على هذا التفاوت الذي يجعلنا نقف ونفكر في حقيقة ما يجري حولنا من مفارقات غريبة.

نقود من أشياء مُقززة

قديمًا كان العالم يتعامل بنقود من نوعٍ آخر جعلتها تدخل ضمن تصنيف غرائب النقود بامتياز، تلك النقود في الحقيقة لم تكن سوى أجزاء من حيوانات ودماء بعض المخلوقات الغريبة وبراز خفاش، أجل كما سمعتم بالضبط، كان الشخص قديمًا يمتلك عقل طبيعي ومع ذلك تراه يُفكر في جمع براز الخفافيش ثم يذهب إلى السوق مثلًا ويطلب شراء مقدار من القمح، وقبل أن تحكموا على ذلك الرجل بالجنون أعلموا أيضًا أن البائع كان يأخذ منه ذلك البراز ويحتفظ به ثم يُعطي الشخص ما يحتاجه من سِلع، وهكذا تدور العملية في حلقةٍ لا نهاية لها إلا بضياع ذلك البراز أو تفاعله مع البيئة وتحوله إلى شيء آخر غير ذات قيمة، وطبعًا كلكم ستسألون الآن سؤالًا تهكميًا لا مفر منه، وهو عن الشيء الأقل قيمة من براز الخفاش؟ في الحقيقة لا إجابة لدينا، لكن ربما تكون عند أولئك المجانين الذين كانوا يقبلون التعامل بهذه الأشياء العجيبة.

النقود والبناء والهدم

من غرائب النقود التي لا يُمكن أن تخفى عين عنها تلك القدرة العجيبة على البناء والهدم، ومثال ذلك ببساطة أن مجموعة من الأموال، ولتكن مئة ألف دولار مثلًا، يُمكن من خلالها شراء قطعة أرض وإقامة بناء جميل عليها ويُمكن كذلك استئجار أشخاص ومعدات بنفس المبلغ من أجل هدم منزل أجمل، أرأيتم ما الذي تفعله النقود؟ إنها تبني حيوات يا سادة، وطبعًا معاذ الله أن نقول إنها تُحيي وتُميت، فالله واحده يفعل ذلك الأمر، لكن كل ما هنالك أن النقود قد تجعل الناس يقتلون أنفسهم بدمٍ بارد وقد تجعلهم يُحافظون على أنفسهم، وطبعًا هذا أمر غريب للغاية يستحق أن يُضاف طبعًا إلى غرائب النقود الكثيرة التي ذكرناها في السطور الماضية.

هل ستختفي النقود الورقية؟

مع تقدم الزمن بدأ الناس يطرحون أسئلة فائقة بعض الشيء، باتوا يسألون مثلًا عن العمر الافتراضي للنقود، وهل ستبقى للأبد طالما بقي الإنسان أم سيأتي الوقت الذي تختفي فيه وينوب عنها أشياء أخرى ربما لا وجود مادي لها؟ في الواقع أي إجابة متسرعة عن ذلك السؤال سيكون مفادها أن الإنسان لا يُمكن أن يستغني أبدًا عن النقود وما دام هو موجودًا فسيحافظ على وجودها لإدراكه الشديد لما تقوم به النقود من تسيير الحياة.

في الواقع أن الإجابة قد تكون مختلفة إذا ما نظرنا إلى المعطيات التي نملكها الآن، فقد بدأت النقود تفقد مكانتها شيئًا فشيئًا أمام العملات الوهمية كالبيتكوين، وهي طبعًا ليست وهمية بالمعنى الذي قد نظنه، فالقيمة موجودة وقائمة، لكنها وهمية أي لا وجود مادي لها، وهو سلاح ذو حدين خاصةً مع كثرة العملات الإلكترونية والبنوك التي تتعامل بطريقة أون لاين، عمومًا الناس لن يستغنوا عن النقود الورقية على الأقل قبل مئة عامٍ من الآن، وربما خلال هذه الفترة تظهر بعض عجائبها التي تستحق الإضافة إلى الغرائب المذكورة الآن، من يدري، فكل شيء يتغير بين يومٍ وليلة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ستة عشر + 15 =