يدهشنا عالم النمل كل يوم بالعديد من الصفات التي تخص هذه الحشرة الصغيرة المميزة، في الفقرات التالية سنتعرض ببساطة إلى آخر الاكتشافات التي وجدها العلماء مثل اكتشافهم القدرات الكبيرة للنمل في الشجار مع رفاقه حيث تبين أنه بالغ السرعة في توجيه الضربات، وسنعرف كذلك معلومات جديدة عن عمل النمل واستخدامه العلاج والسر الغريب للشباب الدائم في بعض أنواع النمل.
عالم النمل ومعلومات تعرفها للمرة الأولى
أسرع الملاكمين
قامت جامعة إلينوي بالمشاركة مع متحف نورث كارولينا للعلوم الطبيعية بإجراء تجارب متعددة على عالم النمل منها عملية تصوير باستخدام كاميرات فائقة السرعة لمجموعة من النمل وهم يتشاجرون حتى الموت، شملت العملية أربع أنواع مختلفة من فصيلة نمل أدونتاماشوس أو المعروف باسم نمل فكّ الفخ لقوة أسنانه وحدتها لدرجة أنهم يستخدمونها في بعض الأحيان لقطع أطراف جسمهم في حال وقوعهم في أفخاخ المفترسين، لكن الملاحظة الغريبة كانت أنه عندما تشاجروا مع بعضهم لم يستخدموا الأسنان واعتمدوا على ضربات أطرافهم، وهنا كانت النتيجة مذهلة حيث استطاعت كل نملة أن توجه من 20 إلى 42 ضربة في الثانية الواحدة، وهذا يجعلهم أسرع الملاكمين بشكل مطلق من بين كل أنواع الحيوانات.
عالم النمل يوجد فيه كسالى
من الشائع عن النمل أنه دؤوب في عمله لدرجة أنه يتم ذكرهم كاستعارة تدل على العامل الجاد، لكن بعد عدة تجارب أجرتها جامعة آريزونا الأمريكية ومن خلال مراقبة خمس مستعمرات لأنواع مختلفة من النمل، تضم حوالي 250 نملة وذلك لعدة أسابيع، وجدوا أن 25% من النمل العامل لا يعملون حقًا، بل إنهم لا يقومون بأي شيء سوى الحركة في بعض الأوقات دون فائدة، وأن نسبة 70% منهم عملوا لنصف الوقت فقط، ونسبة 3% فقط عملوا بجد وتحملوا العبء الأكبر، لكن التقرير النهائي للبحث نوّه على شيء مهم وهو أنه يوجد احتمال لوجود دور خفي للأفراد غير العاملين ربما لم يتمكن العلماء من ملاحظته حتى الآن، لكن عامةً فإن هذه التجربة تنسف فكرة العمل الجاد للنمل وتجعل حيوانات أخرى تتفوق عليهم.
شباب دائم
يبدو وأن بعض أنواع النمل قد وجدوا سر الشباب الدائم الذي يبحث عنه البشر منذ زمن، فقد لاحظ العلماء من خلال تجارب أخضعت مجموعة من أحد أنواع النمل لمراقبة في المختبر، وطوال فترة حياتهم التي يقدر متوسطها بـ 140 يوم، فإنه لم تظهر أية آثار للشيخوخة على كل الأفراد، وبعد تحليل جسمهم وجدوا أن الخلايا لم تضعف كما هي العادة ولم يحدث انخفاض في مستويات مرسلات الاستقبال العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، بل أن الكبار منهم أظهروا مهارات أكبر مثل قدرتهم على تتبع رائحة الصغار، ولم يصلوا إلى أي تفسير مقنع لهذا سوى أن الحياة الاجتماعية المنظمة في عالم النمل قد تؤدي إلى مثل هذا الشباب الدائم.
استخدام العلاج
قليل من الحيوانات هي القادرة على معرفة الأنواع المناسبة للعلاج (غالبًا ما يكون في النباتات) في الحالات الخطيرة مثل التسمم، وقد أظهرت أبحاث جامعة هلسنكي أنه في حالة إصابة النمل بالتسمم عبر أكل الفطريات السامة فإنهم قادرين على الحصول على مكون يحتوي على بروكسيد الهيدروجين لمحاربة المرض، وفي عالم النمل لا يستخدمونه إلا بحذر لأنه قد يضر غير المصابين بالمرض.
أماكن مخصصة للفضلات
أجرت جامعة ريجينسبورج تجربة طريفة لمعرفة الأماكن التي يضع فيها النمل فضلاته، فوجدوا أن المستعمرة بكاملها تقوم بتحديد مكان واحد لإخراج الفضلات لتضمن نظافة بقية الأماكن، وقد قاموا بهذا عبر إطعام النمل سكر ملون بصبغة مميزة تحول إلى فضلات زرقاء اللون أو حمراء ليقدروا على تتبعها، فوجدوا أنهم يختارون أماكن محددة وبعيدة مثل الزوايا.
أضف تعليق