لا شك عزيزي القارئ أن عالم السينما بمقدوره تمامًا جذب أي شخص إليه مهما كان سنه وأهدافه وتوجهاته، ونحن هنا لا نتحدث عن مجرد الجذب لوجود شيء يُمكن الترفيه من خلاله، وإنما ذلك الجذب الحقيقي الذي يجعل الشخص يبحث عن الاستفادة وقدرها والأهداف الممكن تحقيقها بعد دخول عالم السينما، والجميل حقًا أن هذا الأمر لا يتوقف أبدًا على سن معين، بمعنى أنه من الممكن القيام بذلك من الأطفال كما سيكون بمقدور الكبار كذلك القيام به، وطبعًا لا نحتاج لإخباركم بأن مجرد مشاهدة بعض الأفلام السينمائية أمر لا يُمكن اعتباره أبدًا اقتحام للعالم السينمائي، وإنما هي مجرد بداية فقط، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتعرف سويًا على أهم الطرق أو الدليل الكامل لاقتحام هذا العالم وكيفية الاستفادة منه، فهل أنتم مستعدون للقيام بذلك الأمر سريعًا؟ حسنًا لنبدأ.
عالم السينما
قبل أن ننغمس في ذكر كيفية فهم عالم السينما ودخوله في سن صغير فلابد وأننا بالتأكيد سنكون في حاجة إلى التعرف أولًا على ما يعنيه هذا العالم، إذ أنه يعني إجمالًا كل شيء يُمكن نسبه من قريب أو من بعيد إلى السينما، وضمن هذه الأشياء الكثيرة تأتي الأفلام السينمائية المعروضة، لكن أيضًا عليك عزيزي القارئ التعرف على أمور أخرى كطرق إنتاج الأفلام وأهم أخبار الممثلين والوظائف الأخرى التي تتواجد في هذا المجال كالمخرج والمؤلف والمصور، كذلك عليك أن تعرف ماهية الأفلام والأسباب التي تجعل الناس يُفكرون أساسًا في إنتاجها والاستفادة المرجوة منها وكيف أن كل فيلم يتم إنتاجه يكون حاملًا لهدف أو لغاية نفيسة من الممكن إدراكها من المشاهد العادي كما أنه من الممكن كذلك عدم فهمها، المهم في النهاية أنها موجودة وأن عالم السينما عالم كبير لا يُمكنك أن تسبح فيه وحيدًا دون الحصول أولًا على مساعدة وتذليل من أجل ذلك.
دخول عالم السينما
الآن نحن نمتلك مفهوم كامل لفكرة عالم السينما، فقط ما نحتاجه الوقوف على كيفية الدخول في هذا العالم، وهو أمر ليس سهل وخصوصًا إذا كنت ستفعل ذلك الأمر في سن صغير، على العموم، يُمكن فعل ذلك من خلال عدة طرق أهمها على سبيل المثال مشاهدة الأفلام منذ الصغر.
مشاهدة الأفلام منذ الصغر
أول شيء طبعًا من أجل دخولك عالم السينما منذ الصغر أن تبدأ أساسًا في عملية المشاهدة السينمائية للأفلام منذ سن صغيرة، فلا يُعقل بالتأكيد أن تبدأ وأنت في سن كبيرة ثم تجد نفسك بسهولة مثلما هو الحال مع البداية في سن صغيرة، في الأساس عامل السن سوف يجعلك أكثر قدرة على الاستيعاب والتركيز، وبالتالي ستُصبح أكثر إنتاجًا، وأكبر دليل على ذلك أن أي شيء يبدأ فيه الإنسان يُصبح متمكنًا فيه عند كبره مهما كان ذلك الشيء، ولو كنا منصفين فإن أسهل شيء يُمكن القيام به الآن من قِبل الأطفال، وما دام سيجلس أمام التلفاز فبكل تأكيد سوف يشاهد الأفلام، وبالتالي سيحدث الأمر الذي يتحدث عنه وتسير الأمور بسهولة شديدة.
القراءة عن السينما منذ الصغر
لا تكفي المشاهدة فقط حتى تُصبح جزءًا مهمًا من عالم السينما الذي نتحدث عنه، وإنما يجب إتباع عملية المشاهدة هذه بعملية قراءة، فأنت الآن لا تُريد أن تُصبح مجرد هاوٍ، وإنما تُريد احتراف ما تفعله بكل تأكيد، وربما طريقك الوحيد للقيام بذلك أن يتم استخدام الكتب التي تتحدث عن السينما، وهو أمر متوفر جدًا في الوقت الحالي، سواء الكتب الأجنبية التي يتم ترجمتها أو حتى الكتب الأصلية التي تُحقق نفس الأمر، ولا ننسى بالتأكيد أن وجود بعد السيناريوهات وقراءتها أمر يُسهم كثيرًا فيما نرمي إليه، بمعنى أن القراءة لا يُقصد بها الكُتب الأكاديمية فقط، وإنما كل الكتب بشكل عام.
تنويع المشاهدة في الفئات
أيضًا من طرق الدخول في عالم السينما والاستمتاع به أن تتم مشاهدة الأفلام بتنويع في الفئات، فإياك عزيزي القارئ أن تقع في فخ التكرار بأن تشاهد كل أفلام الكوميديا أو أفلام الحركة أو أفلام الإثارة والغموض، فكل نوع من هذه الأنواع جيد بحد ذاته لكن أن تشاهده وحده فهذا أمر آخر مختلف، لذلك فإن النصيحة التي نعطيها لك بهذا الصدد أن تقوم بمشاهدة أفلام بشكل مختلف ومتنوع، فهذه الطريقة ستمنحك أفلام أكثر وتعرف أكثر على دهاليز الصناعة، وبالتالي سيكون بمقدورك أن تدخل إلى هذا العالم السينمائي بشكل مختلف، عمومًا، هذا أمر عليك وضعه في الحسبان.
تنويع المشاهدة في الأشكال
أيضًا من طرق الاستمتاع ودخول عالم السينما من أوسع أبوابه أن تقوم عزيزي المشاهد بتنويع المشاهدة في الأشكال، بمعنى أدق، لنفترض أنك تمتلك تلفاز، فهذا لا يعني أن تشاهد كل الأفلام طوال حياتك من خلال التلفاز فقط، ففعلك ذلك سيجعلك تقف في نقطة لا تتحرك منها، بل عليك التنويع والتنقل بين الطرق والأشكال المختلفة كالتلفاز والسينما واللاب توب ومثل هذه الطرق، هكذا سيكون بمقدورك في النهاية الاستفادة من عملية المشاهدة وبالتالي دخول العالم السينمائي بصورة جيدة.
الذهاب إلى السينما
أيضًا ضمن النصائح التي نمنحها لك من أجل الدخول في عالم السينما بالطريقة المثلى أن تذهب عزيزي المشاهد إلى السينمات، فالأفلام لم تُخلق في التلفزيون فقط، صحيح أنه منصة العرض الرئيسية لكنها ليست الوحيدة، فهناك السينمات أيضًا، والسينمات كذلك ستعطيك منظور آخر للمشاهدة، حيث ستشعر وكأنك في قلب الفيلم وتشارك مع الأبطال في العمل، لذلك لا تفوت مشاهدة أفلام السينما في السينمات على وجه التحديد لأنها ستأخذك إلى العالم السينمائي بشكل أسرع.
وضع مُعدل ثابت للمشاهدة
أخيرًا ضمن طرق المشاهدة التي يجب اتباعها من أجل دخول عالم السينما أن يتم وضع معدل ثابت من أجل عملية المشاهدة هذه، فليس من المنطقي مثلًا أن تشاهد فيلم كل أسبوع أو فيلمين في الشهر ثم تعتقد أنك بهذه الطريقة سوف تدخل عالم السينما، هذا لن يحدث أساسًا بهذه الطريقة، بل يجب عليك أن تكون مشاهد بكثافة، وأيضًا نحن لا نقصد تلك الكثافة الهائلة المفزعة، بل يكفي مثلًا فيلم واحد في الليلة، فبهذه الطريقة سوف تكون قد دخلت العالم السينمائي ووضعت قدم ويد فيه، ولا تنسى عزيزي المشاهد أن العالم السينمائي عالم الحيوات الأخرى الذي يجب الاهتمام به.
ختامًا، عزيزي المشاهد، قد تعتقد لأول وهلة أن دخول عالم السينما أمر سهل جدًا لا تحتاج فيه سوى امتلاك تلفاز وقنوات لعرض الأفلام، لكنك بالتأكيد سوف تدرك خلاف ذلك بعد الانتهاء من هذا المقال وستعلم يقينًا أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، فعالم السينما يستدعي منك تحقيق بعض الشروط أولًا، ثم بعد ذلك ستكون المتعة حاضرة وبقوة.
أضف تعليق