تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » إجراءات سفر الأطفال حول العالم: تعرف عليها عن قرب

إجراءات سفر الأطفال حول العالم: تعرف عليها عن قرب

سفر الأطفال

سفر الأطفال من الأمور المُعقدة، فالكبار عندما يُريدون السفر كل ما عليهم استيفاء الشروط التي يطلبها ذلك الأمر، لكن بالنسبة للأطفال، ما هي إجراءات سفرهم؟

تختلف إجراءات سفر الأطفال بكل مكان في العالم، فليست كل الدول تسمح بسفر أطفالها بنفس الطريقة والكيفية، وإن كانت هناك بعض الأمور المُتشابهة بالطبع، لكن في النهاية يبقى الأطفال هم الشيء الشاذ في عملية السفر لأنهم لا يستفون الشروط التي يجب أن تتوافر في الكبار من أجل القيام بهذه العملية، والحقيقة أن من يُركز الانتباه في تلك العملية سيجد أن أغلب شروط سفر الأطفال تتعلق بالوالدين والحالة التي يمرون بها، فهي بشكلٍ أو بآخر من تُحدد إمكانية سفر الأطفال من عدمه، وطبعًا أغلب الآباء لا يعرفون تلك الشروط أو الإجراءات التي تجعل أطفالهم قابلين للسفر، ولذلك يُضيعون الوقت في التردد كثيرًا على أماكن استخراج جوزات السفر وإصدار التأشيرات حتى يتوصلوا في النهاية إلى الإجابة المُرضية، عمومًا، في السطور القليلة المُقبلة سوف نحاول توفير الوقت على هؤلاء ونذكر بعض إجراءات سفر الأطفال حول العالم، فرجاء انتبهوا فيما هو آتٍ لأهميته الشديدة لكم ولأطفالكم.

لماذا يُسفر الأطفال؟

قبل أن نخوض في أي شيء يجب علينا أولًا إجابة سؤال هام بهذا الصدد، وهو المتعلق بالأسباب التي تجعل الأطفال يُقدمون على السفر من الأساس، فالبعض يقول أن طبيعة الأطفال أنهم يلزمون منازلهم ولا يُفكرون في مثل هذه الأمور سوى بعد تجاوز سن الثامنة عشر، وربما لهذا السبب أقل سن لاستخراج جوازات السفر هو سن الثامنة عشر، فالطفل لن يذهب إلى ألمانيا مثلًا للعمل أو إلى روسيا من أجل الزواج، لكنه في الواقع قد يضطر للسفر من أجل أسباب أخرى قوية يجب علينا بالطبع تناولها أو تناول أهمها على الأقل، والحقيقة أنه من أهم تلك الأسباب مصاحبة الوالدين.

السفر من أجل مصاحبة الوالدين

قلنا للتو أنه من غير المنطقي أن يُسافر طفل من أجل العمل مثلًا، لكننا إذا فكرنا قليلًا فسنجد أن الأب قد يفعل ذلك ويُسافر إلى بلد مثل السعودية من أجل البحث عن فرصة عمل، وهو الأمر الذي سيجعله مُرغمًا على التغرب لأكثر من ثلاث سنوات على سبيل المثال، وبالتالي فإنه سوف يضطر إلى سفر زوجته، والتي ستُعامل معاملته من حيث شروط استخراج جواز سفر وتأشيرة، لكن، إذا كان لهذين الزوجين أطفال صغار فإنهم بالطبع لن يكونون قادرين على تركهم وحدهم في البلد التي سيُهاجرون منها، وبالتالي يلجئون إلى القيام بإجراءات سفر الأطفال من أجل اصطحابهم معهم.

السفر من العلاج

لا تسير الأمور بخير دائمًا، فقد يحدث أن يتعرض الطفل لوعكة صحية شديدة أو لمرض خطير لا يُمكن علاجه داخل البلد التي يُقيم بها الطفل، وبالتالي لا يكون أمامه سوى السفر إلى دولة أخرى من العلاج، وهذا طبعًا يستدعي استخراج جواز سفر لذلك الطفل مما يؤدي إلى المرور بالإجراءات للحصول على الجواز والتأشيرة، حيثُ تعتبر تلك الحالة من الحالات التي يجب على الوالدين وضعها في الاعتبار وافتراض كونها مُسببة للسفر.

السفر من أجل الحج

في بعض الحالات يكون السفر لأمر جيد مثل قيام الطفل بعمل رحلة حج مع والديه، والذين يكونون غالبًا بنفس مواصفات الحالة الأولى، أي أنهم وحيدين ولا يُمكنهم ترك طفل، لذلك فإنهم يضطرون إلى استخراج جواز سفر من أجل اصطحاب طفلهم في رحلة السفر المباركة تلك.

السفر من أجل الزيارة

عندما يهجر رجل وزوجته إلى بلد من البلاد ويتركان عائلتهما ثم يُقيمان لفترة طويلة حتى يُنجبا طفل صغير فبالتأكيد سوف يحين الوقت الذي يتوجب على الوالدين العودة إلى الوطن ولو على سبيل الزيارة من أجل ما تبقى من ذويهم في تلك البلد، وفي نفس الوقت تعريف الطفل بوجود عائلة له، والتي عادةً ما يكون لم يرها من قبل، عمومًا، تقودنا تلك الحالة كذلك إلى استخراج جواز سفر الأطفال والقيام بالإجراءات التي تسمح لهم بذلك الأمر.

إجراءات سفر الأطفال

سفر الأطفال واحد، أو بمعنى أدق، يتم السفر بنفس الطريقة والكيفية، لكن خطوات استخراج جواز السفر هو ما يختلف من بلدٍ إلى أخرى، ولهذا سوف نقوم في السطور الآتية بذكر أبرز إجراءات ذلك السفر في عينات من البلاد التي يحدث بها ذلك الأمر كثيرًا، ولتكن البداية مثلًا مع سفر الأطفال في السعودية.

إجراءات سفر الأطفال في السعودية

الطفل في السعودية هو من لم يتجاوز الخامسة عشر عامًا، وولي الأمر هو من يقوم بالسعي في استخراج جواز السفر هذا وليس أي شخص آخر مهما كانت درجة قرابته، وذلك ببساطة لأن ولي الأمر هو الوحيد المسموح للطفل بالسفر معه، عمومًا، تبدأ الخطوات بمقابلة أحد الموظفين بشئون الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية، وفي تلك الزيارة من المفترض إبداء الأسباب التي تستدعي سفر الطفل الصغير، وغالبًا ما تكون تلك الأسباب أحد الأمور التي ذكرناها قبل قليل، عمومًا، في تلك الزيارة سوف تحصل كذلك على استمارة تقوم بملئها، وفيها تقوم بإضافة بعض البيانات الشخصية لك وإبراز مسئوليتك في تحمل أمانة الطفل خلال السفر.

بعد أن تفعل ما سبق ذكره تكون الخطوة التالية في تصوير الطفل أربعة صور بالمقاس الذي يتم تحديده لك مع تقديم صورة عائلية تحتوي على بيانات الزواج والطفل، وأيضًا سوف تُقدم بطاقة الهوية الخاصة بك وبالزوجة في حالة وجودها، وكذلك صورة من شهادة ميلاد الطفل، أما إذا كنا نتحدث عن حالة طفل مات والديه فإننا في هذه الحالة سوف نحتاج إلى صك شرعي يؤكد وصاية شخص آخر وصلاحيته للقيام بذلك الأمر مع تحمل المسئولية بكل تأكيد.

إجراءات سفر الأطفال في مصر

تتشابه خطوات سفر الأطفال في مصر كثيرًا مع تلك الخطوات التي تتم في السعودية، ففي مصر أيضًا أول ما تفعله كولي أمر أن تذهب بطفلك إلى المكان الذي من المفترض أن تستخرج منه تصريح السفر، وهناك تُسأل أولًا عن سبب السفر، والذي سيكون غالبًا مصاحبة الوالدين، وهنا سيُطلب منك أولًا إخراج شهادة ميلاد الطفل من أجل التأكد من كونه تابعًا لك، فمن الممكن جدًا أن تكون مُختطفًا لهذا الطفل مثلًا، والحقيقة أن الصعوبة بعض الشيء تتواجد في حالة كون الطفل ليس طفلك وإنما أنت ولي أمره بعد والديه، كعمه مثلًا أو جده، ففي هذه الحالة تظهر الحاجة لإثباتات أكثر.

بعد إبداء السبب وإظهار ما يؤكد كون هذا الطفل تابع لك بأي طريقةٍ من الطرق تأتي خطوة ضمه إلى جواز سفرك، وهذا يعني أنك ستأخذ يومين على الأقل أو أسبوع أكثر، كما أنه يعني كذلك وجوب وجود جواز سفر لك، فلا يُمكن أن تطلب السفر للطفل ولا تكون أنت مؤهل له، فلو كان ثمة عائق يمنعك من السفر فإنه سيمنع الطفل أيضًا ما لم يكن هناك حاضن له، عمومًا، بعد جواز السفر يأتي دور التأشيرة، وهي أسهل بكثير من جواز السفر، حيث يُمكننا القول أن تلك الخطوة تُبنى على الخطوة السابقة، فلا يجوز أن يذهب شخص لاستخراج تأشيرة لطفله دون أن يكون له جواز سفر.

أمريكا والسفر دون مرافق

طبعًا في كل دولة تكون الإجراءات شبه واحدة، أما في الولايات المتحدة الأمريكية بالذات، هذا قبل أن يُعمم الأمر دوليًا في الآونة الأخيرة، ومع تقدم إجراءات سفر الأطفال، ظهرت حالات كثيرة للسفر دون أن يكون هناك مرافق أو ولي أمر، بمعنى أن الطفل بات بإمكانه السفر بمفرده والتنقل دون أن يكون مع والديه، وهناك فارق كبير بين مصاحبة والديه وموافقتهما، فالموافقة مطلوبة لا محالة، لكن المرافقة الآن باتت غير ضرورية خاصةً في ظل تقدم إجراءات السفر والأمان كما ذكرنا، ومن يُسافر كثيرًا سوف يرى في الطائرات أحيانًا درجة كاملة مُخصصة للأطفال.

سفر الأطفال الذي ينطبق عليه هذا الأمر يبدأ من سن الثامنة وينتهي بالخامسة عشر، لأنه من المعروف أن الشخص عندما يتجاوز سن الخامسة عشر لا يُصبح طفلًا، وقبل أن يتجاوز سن الثامنة لا يكون قادرًا غالبًا على خدمة نفسه، ولهذا تم تحديد ذلك السن كنوع من الموازنة، والحقيقة أن عندنا في الوطن العربي تحديدًا يخشى الآباء من إرسال أطفالهم بمفردهم ولو كان الأمر حياة أو موت، والخوف هنا ليس لعدم الثقة في الأطفال وإنما في الظروف المحيطة بالسفر وما درج الناس على حدوثه في مثل هذه المواقف، عمومًا، موضوع السفر دون مرافق موضوع منذ فترة ولأي شخص حرية العمل به، ونادرًا ما ستجد طفل مقطوع تمامًا من شجرة وليس له أي أقارب يتولون رعايته في هذه الأمور.

ما الذي يحدث عند السفر؟

كل ما ذكرناه فيما يتعلق بمسألة سفر الأطفال كان يتطرق في المقام الأول إلى الإجراءات التي تتم قبل السفر من استخراج جوازات سفر وما شبه ذلك من إجراءات قانونية معروفة للجميع، لكن في بعض الأحيان يحتاج البعض إلى التعرف على ما يحدث داخل تلك الطائرة من كواليس أثناء الرحلة، وهذا أمر مُختلف تمامًا، فبالتأكيد الأطفال لا يُعاملوا نفس معاملة الكبار وإنما ثمة بديهيات مثل الترفيه بكل الطرق المتاحة.

الترفيه بكل الطرق المتاحة

أول شيء يرغب أي طفل في تواجده مهما كان المقابل هو الترفيه، فالطفل ليس مثلنا أبدًا، لا يمكنه الانتظار لساعات وساعات داخل الطائرة دون أن يكون هناك أي شيء يُمكنه المحافظة على وجوده هادئًا دون أي ضجر، ومن ضمن الطرق المستخدمة في الترفيه مثلًا تلك الأجهزة التي تكون معلقة بالكراسي ويتم تشغيل الكرتون أو أفلام الأطفال عليها، وهناك أيضًا مجلات الصور التي تحتوي على صور جاذبة للأطفال، أو أصوات أغاني الأطفال التي يتم تشغيلها في سماعات الطائرة، وهكذا الكثير من طرق الترفيه المُدهشة.

المحافظة على الأمن الخاص بهم

من أهم إجراءات سفر الأطفال، وخاصةً أولئك الذين يُسافرون دون مرافق، أن يتم مراعاة أمنهم الخاص في كل خطوة يخطونها، فطبعًا من المعروف أن الأشخاص العاديين يُمكنهم المقاومة والتصرف في حالات الخطر، أما الأطفال فهم يفقدون اتزانهم وإذا كانوا بمفردهم فمن الممكن جدًا أن ينتهي الأمر بكارثة حقيقية، ولهذا يُراعى معهم الأمن بدرجة مرتفعة جدًا من الحرص، وحتى لو كانوا مصاحبين لمرافق فإن الوضع يبقى كما هو عليه من حيث حالة الأمن الشديدة.

ختامًا، يجب أن نعرف بأن سفر الأطفال ليس أمرًا تافهًا كما قد يعتقد البعض، بل ثمة حقًا ما يُلزم هؤلاء الأطفال ترك بلادهم والتوجه إلى بلاد أخرى وخوض هذه التجربة التي ذكرناها الآن.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

4 × خمسة =