مما لا شك فيه أن زيادة طول الإنسان واحدة من الأمور الهامة جدًا في هذه الحياة، فالإنسان يُريد دائمًا أن يظهر جميلًا وفي أفضل مظهر مُمكن، والحقيقة أن ذلك الأمر يحدث بعد أن تتوافر عدة عوامل وتُصبح في حالة جيدة، ومن ضمن هذه العوامل بلا شك الطول، والذي يعتبره البعض معيارًا رئيسيًا للجمال، وطبعًا كلنا نعرف قدر المعاناة التي يعيشها الأشخاص الذين لا يمتلكون طولًا كافيًا، أو بمعنى أدق، قِصار القامة بشكلٍ مُبالغ فيه، فهؤلاء بالذات يُعانون أشد المعاناة من سخرية المجتمع والتقليل من شأنهم، ولهذا فإن ملاذهم الوحيد هو الطول والبحث عن طرق لزيادته، لكن بالتأكيد عليهم أولًا البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى زيادة ذلك الطول والتوقيتات التي تحدث فيها الزيادة، وكذلك الحال تمامًا بالنسبة للتوقف، عمومًا، في السطور القليلة المُقبلة سوف نوضح سويًا تلك الأمور بالتفصيل، فهل أنتم مستعدون للتعرف أكثر على ذلك الموضوع الشيق المتعلق بأمر هام مثل الطول وزيادته وتقفه؟
البشر والأطوال
من عجائب الله وقدرته في خلقه أنه لم يخلق جميع البشر في طولٍ واحد متساوٍ، بل جعلهم مُختلفين ولو حتى بسنتيمترات قليلة، فمن النادر أن تجد شخص يمتلك نفس الطول الذي يمتلكه شخص آخر، لكن الغريب أكثر أن اختلاف الطول يختلف باختلاف المناطق والبلاد، فأولئك الذين يعيشون في بعض مناطق أسيا، وتحديدًا اليابان والصين وكوريا، يمتلكون طولًا ضئيلًا جدًا مقارنةً ببعض سكان أفريقيا الذين يمتازون بأطوال عالية ربما تصل إلى ضعف الفريق الأول، وهذا بالطبع راجع إلى الاختلاف في عدة أمور على رأسها الجوانب الوراثية التي يولد بها الأشخاص في الأساس.
كان الناس قديمًا لا يشعرون بمسألة الطول هذه ولا يُعيرونها أي اهتمام، وربما ذلك الأمر بسبب عدم خروجهم واحتكاكهم ببعض الحضارات والثقافات المُختلفة عنهم في الطول، لذلك حديثًا، ومع الانفتاح الشديد بين كل مكان في العالم، بدأ البعض يُدرك حقيقةً حجم مشكلة الطول هذه وكيفية تأثيرها عليهم اجتماعيًا، لكن الأهم من التطرق لنقطة الفوارق هذه أن نعرف أولًا توقيتات تغير الطول لدى البشر بشكل عام، وذلك من حيث الزيادة والنقصان أو التوقف.
توقيتات زيادة طول الإنسان
السؤال الذي يشرع الجميع في سؤاله ويُريد الحصول على أوفى إجابة ممكنة له هو ذلك السؤال المُتعلق بتوقيتات زيادة طول الإنسان ونقصها، فطبعًا كل شيء يجري بقدر الله وإرادته، لكن إرادة الله كذلك تقول بأنه ثمة أوقات مُعينة تحدث فيها زيادة معينة في الطول، وطبعًا أهم تلك التوقيتات وأكثرها تغيرًا هي مرحلة الطفولة.
زيادة طول الإنسان خلال مرحلة الطفولة
في مرحلة الطفولة يبدأ الطول في التعرف على الجسم، بمعنى أنه غالبًا ما يولد الأطفال جميعًا في طول واحد، ثم يظلون حتى عمر معين لا يزيدون على ذلك الطول ومتساوون جميعًا، وما إن يزيدوا عن الثمانية سنوات فأن الأطوال تبدأ في التفاوت بصورة مدهشة حتى يكون بإمكاننا مُلاحظة الفوارق بين أي طفلين في الطول على الرغم من أنهما يتمتعان بنفس العمر، وفي بعض الأحيان يكون الطفل الأقصر طولًا هو الأكبر عمرًا، أي أن الأمر برمته يتبع مرحلة النمو وتطورها بالنسبة لكل شخص على حِدة وليس للجميع على حدٍ سواء.
زيادة طول الإنسان خلال مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة هي الانفجار بحد ذاته، ففي هذه المرحلة ينقلب حال الأطوال تمامًا، ومن كان يظن أن تلك المرحلة هي مرحلة من أجل زيادة طول الإنسان فقط فهو مخطئ، حيث أن تلك المرحلة بنسبة كبيرة تُحدد طول الإنسان للأبد، ولهذا فإنه دائمًا ما يُنظر للشخص الذي لم يزد طوله في هذه المرحلة على أنه قد فوت قطار الطول، حيث يُمكن في أي وقت أن يزيد من وزنه أو أي شيء آخر، لكن الطول هو الشيء الوحيد الذي لن يتمكن من اللحاق بركبه والتحكم به.
زيادة الطول بعد مرحلة الشباب
يُمكننا اعتبار مرحلة الشباب مرحلة تكميلية من أجل زيادة طول الإنسان، فتلك المرحلة تبدأ من سن الثامنة عشر وتستمر حتى الثلاثين، وفيه تحدث تغيرات في الطول فعلًا لكنها تكون تغيرات طفيفة لن نُبالغ إذا قلنا أنها لا تذكر، فالجهد كله والتغير الشامل يحدثان في مرحلة المراهقة، أو مرحلة الانفجار كما ذكرنا، ولهذا فإنه من الملاحظ أنك لا تتمكن من التعرف على أصدقائك في مرحلة الثانوية بينما تتمكن بسهولة من التعرف عليهم في مراحل أقدم مثل الابتدائية.
زيادة طول الإنسان وهو نائم
بعيدًا عن المراحل الزمنية المتباعدة التي ذكرناها الآن فإنه من ضمن التوقيتات الرئيسية التي يبدأ طول الإنسان فيها بالزيادة غالبًا وقت النوم، فذلك الوقت وقت شائك جدًا بالنسبة للبشر وغير مفهوم بالمرة، وذلك لأنهم يعتقدون بأنهم في ذلك الوقت لا يفعلون أي شيء بخلاف النوم والراحة، لكن الحقيقة أنهم في ذلك الوقت بالذات يفعلون كل شيء بخلاف النوم والراحة، فالجسم في هذا الوقت يبدأ في القيام بالكثير من العمليات التي تمنع اليقظة من القيام بها، فمثلًا خلال النوم يهضم الإنسان طعامه ويقوم بإيصاله إلى كافة الأجهزة التي يحتاج إليها، كما أنه يقوم بعملية التنفس لكن بجودة أكثر، وكذلك عملية التقلب الغريبة، وأخيرًا فإن عملية زيادة الطول تكون حاضرًا أيضًا خلال ذلك الوقت، ببساطة، كل المراحل التي ذكرنا أن الطول يزيد فيها، سواء كانت مراهقة أو شباب أو طفولة، تحتاج إلى النوم كي تبدأ في النشاط.
توقيتات توقف زيادة طول الإنسان
بعد مرحلة الشباب يتوقف الطول عن الزيادة، هذا هو الغالب وليس الواجب، بمعنى أن بعض الأشخاص قد يصلوا إلى سن الأربعين مثلًا ولا يزالون يزيدون في الطول، لكن بعد ذلك السن فإنه من النادر جدًا حدوث أي زيادة، بل يُمكن القول أن الطول يبدأ في النقصان حتى يتوقف عن حد مُعين، ولهذا يُمكننا مُلاحظة أن أغلب كبار السن يحظون بطول صغير نسبيًا لدرجة أن بعد المراهقين في سن السادسة عشر قد ينعمون بنفس طولهم، وأيضًا من ضمن الأوقات التي يتوقف فيها الطول عن الزيادة وقت المرض، حيث أن كثير من العمليات المساعدة على الزيادة لا تتم، وربما لهذا نرى بعض المصابين بالسرطان مثلًا وهم يتضاءلون ويقلون من حيث الحجم والطول، كما أن هناك بعض الأوقات الأخرى لكنها تكون نادرة وليست قاعدة يُقاس عليها.
كيفية زيادة الطول؟
سؤال هام يطرحه البعض بخصوص هذه القضية الهام، وهو يتعلق بإمكانية زيادة طول الإنسان فعلًا أم أن الأمر يتم بشكل طبيعي بحت؟ والإجابة في الحقيقة لا تخرج عن كون الأمر برمته إرادة الله، لكن يحدث أحيانًا أن تُسهم بعض الأدوية في زيادة الطول، كما أن هناك بعض التمارين الرياضية التي تقوم بنفس الدور، لكن لا يُمكن أبدًا التخويل والاعتماد على حدوث الزيادة لأنها غير مضمونة كما ذكرنا، وإن كنا سننصح أحد بفعل شيء ما فهو ممارسة الرياضة، فعلى الأقل إذ لم يزد طولك فسوف تحافظ على طولك القديم.
أضف تعليق