بدأت رياضة السباحة تلعب من قبل الناس منذ العصر الحجري أي ما يزيد عن عشرة آلاف عام تقريبًا، ولكنها كانت بدائية وليست لها أي قواعد ولا قوانين ويتم ممارستها في الأنهار والبحار أو بعض بركات الماء الكبيرة، أما في العام الثامن والعشرين من القرن التاسع عشر تغيرت مفاهيم هذه الرياضة تمامًا حتى أصبحت رياضة منظمة لها قوانينها وأفتتح لها أول حوض سباحة في المملكة البريطانية، وبعدها بتسع سنوات تقريبًا قامت الجمعية المسئولة عن السباحة في بريطانيا بعقد مسابقة سباحة تقام على ستة حمامات سباحة صناعية، وتعتبر هي المسابقة الأولى تنظيمًا لتلك الرياضة الرائعة، ثم ازداد الأمر تطورًا مع مرور السنوات وأقبل الناس على ممارسة رياضة السباحة حتى الآباء بدأ يرسلون أبنائهم إلى الأماكن المخصصة لتدريب الأطفال على السباحة، وذلك بسبب الفوائد العديدة التي تقدمها هذه اللعبة مثل اللياقة والمرونة، وتحسين الدورة الدموية بجسم الطفل، وتحمى القلب بنسبة كبيرة من التعرض لبعض الأزمات المفاجئة عن طريق تقوية عضلة القلب، وغيرها من الفوائد التي سنتعرف عليها سويًا، فتابعوا معنا.
المرونة واللياقة البدنية
أولى الفوائد التي تقدمها رياضة السباحة لجسم الطفل هي المرونة الحركية واللياقة البدنية، فهي تعمل على تنشيط الجسم بأغلب عضلاته وتيسير حركاتهم مثلما يحدث في التمارين البدنية والإحماء، فبدلًا من ممارسة الكثير من التمارين الرياضية المتعبة لدى بعض الناس لكي يصلوا إلى لياقة بدنية جيدة، سوف تغنينا السباحة عن كل هذا وبمجهود بسيط لا يتعدى نصف ما سنفقده في تمارين الإحماء، مثل تمرين القرفصاء، وتمارين التوازن، والتمارين الهوائية، وتمارين المقاومة، ولكن علينا أن نضع في الحسبان أنه عندما نقوم بأداء التمارين الرياضية الخاصة باللياقة البدنية يستلزم علينا أن نأكل جيدًا ونعتمد بشكل كبير على البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات الموجودة بهما، ولذا مع ممارسة رياضة السباحة من قبل طفلنا في المراكز والنوادي لابد من الاهتمام به غذائيًا بصورة جيدة.
وسوف يستفيد الطفل من هذه اللياقة البدنية والمرونة الحركية في أداء جميع المهام التي تطلب منه على أكمل وجه، مع عدم الإحساس بالتعب كما يحدث في الأوضاع العادية قبل ممارسة رياضة السباحة، هذا بجانب أنها تقي الطفل من أمراض نقص الحركة التي تهدد الأطفال في بعض الأحيان، غير أن تلك اللياقة تساعد الجسم في الأوقات والحالات النادرة لكي يكون لها مثل الصخرة لا يتأثر بأول تيار بدني يتعرض له، ولذا تعتبر اللياقة والمرونة من أهم الفوائد للطفل عند ممارسة رياضة السباحة.
تطوير الأداء الحركي للطفل
تعمل رياضة السباحة في المقام الأول على تطوير الأداء الحركي للطفل الذي يقوم بممارسته بصورة دائمة، مثل الأطفال الذين يرسلهم آبائهم إلى النوادي ومراكز التعليم الخاصة بالسباحة، حيث أن الطفل يقوم باستخدام يديه وقدميه وقلبه والتنفس وأعضاء أخرى أثناء ممارسة السباحة، مما يزيد من قدرة هذه الأعضاء على أداء مهامها على الشكل المطلوب منها بدون أي تقصير أو خلل مفاجئ، ومن الأساس رياضة السباحة المائية تختلف بصورة كلية عن جميع الرياضات والأنشطة الأخرى التي تجرى على اليابسة، مما يجعل السباحة استثناء له نتائج مختلفة وجيدة على الطفل وصحته فما سيتعلمه هنا لا يتعلمه في أي شيء أخر على اليابسة، وهذا بدون أدنى شك يصب في مصلحة الطفل وتنمية حركاته وحواسه وأعضائه بصورة مستمرة مع التمرين والتمرس الدائم.
راحة العضلات وتدليك الجسم
أثبتت الإحصائيات الطبية أنه مع ممارسة رياضة السباحة بصورة منتظمة يتم إراحة العضلات وتدليك الجسم بشكل كامل، ففي البداية يعتبر الماء عنصر جيد لتدليك الجسم أو المساج كما يسمى فهو يغنيك بصورة شبه كاملة عن جلب أشخاص خصيصًا لتلك المهمة، وأهم ما يركز عليه هذا التدليك الناتج عن التعرض للماء بصورة كافية هو الظهر، فهو يعتبر الأكثر شعورًا بالراحة بعد الانتهاء من التمارين الرياضية لتلك اللعبة، فهو يؤثر على العمود الفقري وعضلات الظهر بصورة أكبر من باقي أجزاء الجسم مما يجعلهم في حالة راحة تامة ولا يشعرون بأي ضغط عليهم، ثم يلي الظهر المفاصل وعضلات باقي الجسم فهي تأخذ حظًا وفيرًا من ذلك التدليك، فالعضلات ترتاح والمفاصل يقل الضغط عليها مما ينشئ لنا جيل جديد خالي من هشاشة العظام والتهابات المفاصل أو حدوث شد وتمزق في عضلات الجسم، فجسم الطفل يتعود على ذلك التدليك الناتج عن التعرض للماء ويبقي محافظًا على صحته طالما الشخص مستمر في أداء تمارينه الرياضية بشكل منتظم وسليم.
رياضة السباحة وعلاقتها بالهدوء والثقة بالنفس
وعلى الجانب النفسي تلعب رياضة السباحة دورًا كبيرًا للغاية في المحافظة على هدوء الجسم وتعزيز ثقته بنفسه، فقبل الغطس في حمام السباحة الصناعي لابد على المتدرب أن يكون هادئًا تمامًا وخاصة إذا كان سيقوم بالتمرين من على ارتفاع كبير، فنحن نرى على شاشات التلفاز يقال للمتسابق أو المتمرن أن يأخذ أنفاسًا عميقة وبطيئة لكي نحافظ على الهدوء قبل بدأ اللعب، ومع تكرار ما يؤدي للهدوء بصورة دائمة سوف يغل الطابع الهادئ على الإنسان ويصبح هكذا دائمًا، وهذا ما سوف يسهل حياة الطفل ويجعله أقدر على المشكلات التي يتعرض لها سواء في صغره أو بعدما يكبر، أما ن تعزيز الثقة بالنفس فهذه أيضًا تأتي بعدما يجتاز الطفل الكثير من العقبات التي كان ينظر إليه نظرة استحالة قبل أداءها مثل القفز من مناطق مرتفعة للغاية.
أو القدرة على الانتهاء من السباحة في الحمامات الصناعية بصورة أكبر من المتسابقين الآخرين حتى يحصل على المركز الأول، أو ممارسة رياضة السباحة نفسها من الأساس فالموضوع ليس بالسهل ولذا عندما يصل الطفل إليه تزداد له ثقته بنفسه، حتى تؤثر هذه الثقة بالنفس على حياته العادية فيكون كالأسد في كل ما يتعرض له في حياته من مواقف وأزمات.
فوائد عامة للسباحة
توجد العديد من الفوائد الأخرى لجسم الإنسان ككل عند ممارسة رياضة السباحة لمدة نصف ساعة يوميًا، مثل ضبط مستويات الكوليسترول في الدم والحد من ارتفاعها إن كان تسير في اتجاه خاطئ، وأيضًا ضبط مستوى ضغط الدم بالجسم فلا يرتفع ولا ينخفض حتى لا يؤذي الجسم ويتسبب في بعض المشاكل الأخرى، وتعمل رياضة السباحة على تقوية عضلة القلب حتى تستطيع الثبات والعمل بصورة جيدة تحفظها من التعرض لأي نوبة مفاجئة قد تقضي على الإنسان، هذا بجانب أن السباحة تنشط الجسم وتزيد من الأداء الجيد للدورة الدموية بسبب آليات عمل هذه الرياضة، ويقول الأطباء أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة ويحتاجون القضاء عليها عليهم بممارسة رياضة السباحة لمدة ساعة يوميًا، وذلك لأنها تقوم بحرق ما قد يصل إلى خمسمائة سعرة حرارية يوميًا على قدر المجهود الذي سيبذل فيها، وهذه النسبة جيدة للغاية لمن يسعى للقضاء على الدهون المتراكمة بجسده.
الكاتب: أحمد علي
أضف تعليق