حيوان الكسلان هو من رتبة الكسلانيات وهو من الثدييات متوسطة الحجم، ومن المعروف عنه أنه يحب الاستلقاء على فروع الأشجار والتدلي منها عبر الإمساك بمخالبه، وكذلك كسله الشديد وعدم قيامه بأي شيء يذكر سوى التحرك ببطء بين فروع الأشجار والتناسل وأكل الحشرات والنباتات وفي العادة لا يعود للأرض إلا لإخراج فضلاته وربما قليل من الأنشطة الأخرى، لكن هل هذا كل ما تعرفه عن الكسلان؟ اقرأ الفقرات التالية لتتعرف أكثر على بعض المعلومات الغريبة عن حياته.
حيوان الكسلان وطريقة حياته الغريبة
بيئة خطرة
من المفترض أن يعيش حيوان مثل الكسلان في بيئة هادئة وخالية من المتاعب، فهو لا يتحرك أكثر من 40 متر كل يوم مما لا يسمح له بالتعرف على المناطق المحيطة من حوله واحتمال وجود المفترسين مثلما تقوم أغلب الحيوانات بهذا، فهو شديد الكسل ولا يتحرك إلا نادرًا ومع ذلك فإنه يعيش في مناطق تكثر فيها أخطر الحيوانات مثل الأسود الجبلية التي تفضل افتراس حيوان الكسلان بكثرة لكونه فريسة سهلة ويحتوي على كمية كبيرة من اللحم، وتستطيع الأسود الجبلية تسلق الأشجار متوسطة الحجم وهز الأفرع ليقع الكسلان من عليها ثم تفترسه، لذا فإن مسكنه لا يعطيه الأمان الكامل، بل إنه يقع فريسة لحيوانات أصغر منه حجمًا مثل البومة التي تصطاده وتأكله بالرغم من أنه يضاعفها في الحجم مرتين وأثقل منها أربع أضعاف، وحتى المخالب الطويلة للكسلان لا تساعده على التصدي للمفترسين إلا في حالات قليلة.
الحركة البطيئة
يعتمد الكسلان على تجنب الفرائس بدلاً من مواجهتها، وتساعد حركته البطيئة في هذا، حيث أن الحيوانات المفترسة تجول ببصرها بسرعة عالية لتلمح الأهداف المتحركة، أما الأشياء الثابتة فتبدو وكأنها نباتات أو صخور أو أشياء أخرى، وحركته البطيئة تجعله يبدو كأنه ثابت بالفعل.
الطحالب تساعده على الاختفاء
تنمو الطحالب والبكتيريا بصورة مكثفة في فراء الكسلان حيث تجد الرطوبة والدفء وهي البيئة المثالية للنمو السريع للطحالب، بل حتى أن هناك نوع من الطحالب لا يوجد في أي مكان على كوكبنا سوى في فراء الكسلان، وعلى ما يبدو فإن الكسلان متصالح تمامًا مع وجود كم مهول منهم على فرائه الطويل الخشن المجعد، والميزة الأهم هي أن لون الطحالب يتحول إلى اللون الأخضر، فوجود كمية كبيرة منهم في ظهره وبينما هو على الأشجار ذات الأوراق الخضراء سيكون من الصعب جدًا إيجاده.
سباح سريع
بالرغم من أنه يقضي أكثر وقته على فروع الأشجار دون أن يفعل أي شيء، إلا أنه سباح سريع وهذا يرجع إلى معدته الضخمة والمرنة التي تساعده على السباحة، مع أن تيارات المياه القوية قد تؤدي إلى إغراقه بسهولة، لكنه في العادة لا يحتاج إلى النزول إلى الماء لأنه يعيش في الغابات المطيرة التي تكون رطبة، وقد تمت بعض التجارب التي أثبتت أن حيوان الكسلان قادر على البقاء لمدة 40 دقيقة تحت الماء دون تنفس.
رقبة غريبة
أغلب الثدييات تملك نفس عدد الفقرات في الرقبة، وهذا بدءًا من الحيوانات ذات الرقبة الصغيرة مثل الجيبون وحتى الرقبة العملاقة للزرافة، فالعدد هو سبع فقرات ولا يتغير، أما حيوان الكسلان فتكوينه الجسدي بالغ الغرابة، فأحد أنواعه قد تحتوي رقبته من خمس إلى سبع فقرات، ونوع آخر يحتوي على ثمان أو تسع فقرات، فاختلاف العدد ليس في النوع فقط بل حتى فيما بين أفراد النوع الواحد!
الفائدة العلمية
بسبب الحيوانات المجهرية الغزيرة التي تعيش في فراءه، والتي تقوم بالعديد من الأنشطة مثل قتل بعضها البعض للحصول على البيئة الأفضل، فإنها تمثل حقل ممتاز لدراسة هذه الكائنات، والأهم أنه في الآونة الأخيرة استفاد العلماء من دراسة تلك الكائنات في العديد من خصائص الأدوية المضادة للبكتيريا والمضادة للطفيليات والملاريا بل وحتى للخلايا السرطانية.
أضف تعليق