تُعتبر حلى القصدير التي يطلق عليها أيضًا ليزي كيك، أو السوكسيه، أو الشوكولت سلامي أحد أهم وأشهر أصناف الحلى وأكثرها انتشارًا في كل مكان في العالم، فالحلوى عمومًا معروفة بكونها طبق رئيسي على كل الموائد، وذلك لأن الأطعمة بفطرتها تُعتبر مالحة، لذلك فإن الإنسان يعكف على التفنن في صناعة أطباق وأصناف حلوة لتُعادل تلك الملوحة، وربما كان هذا السبب هو ما جعل الجميع يعرف بالحلوى ويرغب في صناعتها، لكن من بين كل أصناف الحلوى الموجودة في العالم بأكمله نجد أنه ثمة أنواع كثيرة تكتب تفوقها وتميزها وانتشارها لأسباب كثيرة أهمها سهولة التحضير وسهولة الحصول على المكونات الخاصة بالحلوى أيضًا، والواقع أنه من أشهر تلك الأنواع وأكثرها تصدرًا للمشهد حلوى القصدير الرائعة المتواجدة تقريبًا في كل بيت يعشق فن تقديم الحلوى، عمومًا، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتعرف أكثر على حلى القصدير وأسباب انتشارها، والأهم من كل ذلك بالتأكيد الطريقة التي تُصنع من خلالها، فهل أنتم مستعدون لمعرفة المزيد عن ذلك الموضوع الشيق الهام؟
الإنسان والحلوى
قبل أن نُخصص الحديث عن حلى القصدير نحن بالتأكيد في حاجة أولًا إلى التعرف على علاقة الإنسان والحلوى، فالجميع يعرف أن الحلوى ليست فطرة الإنسان، بمعنى أنه قادر على تناول الأطعمة العادية طوال حياته دون أي تأثير، في حين أنه لن يتمكن أبدًا من تناول الحلوى بنفس الكيفية لأنها ليست فطرته، وإنما يكون الميل إليها في أوقات مُحددة وبكميات مُحددة كذلك، وقد كان الرومان القدماء هم أو من عرفوا بالحلوى قديمًا، وعلى الرغم من كونها لم تكن بالكيفية التي تتواجد عليها الآن إلا أنها في النهاية كانت عبارة عن طعام له طعم السُكر يؤكل بعد الطعام العادي.
تحسن علاقة الإنسان بالحلوى جعلته يتفنن بها ويبتكر الكثير من الأصناف الرائعة، وطبعًا كان يُراعي في كل ذلك أن تكون الحلوى بها نسبة عالية من السكر، والواقع أن الهنود ودول شرق وغرب أسيا بشكل عام هم الذين أولوا اهتمامًا أكبر بعمل الحلويات وصناعتها، ولذلك ظهرت الكثير من الأنواع التي صُدرت إلى ثقافات وحضارات أخرى وأصبحت متواجدة في تلك الحضارات بقوة، ومن أشهر هذه الحلويات المُنتشرة في كل مكان حلى القصدير الرائعة.
حلى القصدير الرائعة
تُعتبر حلى القصدير من أهم وأطعم الحلويات التي تُقدم باردة وتُصنع بمواد بيتية مئة بالمئة، فقد عُرفت تلك الحلوى قبل حوالي قرن، لكنها بدأت انتشارها الحقيقي مع بداية الألفية الثالثة، وربما هذا بسبب توافر المواد التي تتكون منها، والتي هي مواد بيتية كما ذكرنا، لكننا هنا نتحدث عن مواد معدات لم تكن في الأصل تصل إلى مناطق بعينها، عمومًا شهرة حلى القصدير جاءت لشكلها وطعمها وسهولة صنعها، وأيضًا لكونها قد بدأت في الهند، ومن المعروف أن أي حُلى تُصنع في الهند تأخذ على الفور شهادة الاعتماد والجودة لكون الهند أكبر دولة في العالم من حيث إنتاج وصناعة العالم، لكن، هل سيُفيد التعرف فقط على مكانة حُلى القصدير أم أننا كذلك في حاجة إلى معرفة كيفية صناعتها؟ بالتأكيد نحن نُريد معرفة طريقة صناعتها، وهذا ما يأخذنا إلى البداية المنطقية، حيث مكونات تلك الحُلى الرائعة.
مكونات حلى القصدير
البسكويت السادة يأتي على رأس المكونات التي نحتاجها كي نُخرج في النهاية حُلى رائعة الطعم والشكل، وأيضًا نحن في حاجة إلى الكاكاو البودرة ولو كان ذلك ربع كوب فقط، مع الوضع في الاعتبار أن البسكويت السادة يجب ألا يقل عن ظرفان مثلًا، هذا بالإضافة إلى نصف كوب من الزيت الصحي النباتي وكوب من الحليب، أما إذا لم يكن هناك وجود للحليب الطبيعي فيُمكننا الاكتفاء بحليب البودرة وتحديدًا مقدار معلقة واحدة مع الماء الذي يُستحسن أن يكون كوب كامل.
السكر أيضًا سوف يكون له دور في تلك الحلوى لأنه من الجنون أن نتحدث عن أي نوع من أنواع الحلو دون أن نُعطي حسابًا لوجود السكر، والذي يجب ألا يقل نصف كوب من نوع السكر الأبيض الخشن، وأخيرًا يأتي دور الشيء الأبرز والأهم في تلك المكونات، وهو القصدير، حيث سنكون في حاجة إلى قطعة كبيرة لا تقل عن راحة اليد، وبعد أن نجمع كل تلك المكونات يُمكننا أن نبدأ في تحضيرها كي نُخرج في النهاية حُلى القصدير.
طريقة تحضير حُلى القصدير
يُمكن لأي شخص شراء المكونات وتجهيزها لأي وجبة من الوجبات، لكن الخطوة الأهم على الإطلاق هي تلك التي تتعلق بالتحضير، فالتحضير هو ما يُمثل ثلاثة أرباع الوجبة، وإذا كان التحضير قد تم بطريقة خاطئة فإن المكونات مهما كانت لن تُعطيك الوجبة التي تنتظرها، وفيما يتعلق بتحضير حُلى القصدير فإنها مثل أي وجبة أخرى تمر بالعديد من المراحل التحضيرية حتى تكون في النهاية جاهزةً للأكل، وأهم هذه الخطوات وأولها خلط السكر والحليب.
لكيلا يكون الأمر مُربكًا بالنسبة لك فإن الحليب الأبيض الذي تحدثنا عنه واللبن الأبيض كذلك يوضعان في إناء واحد ويتم خلطهما جيدًا كخطوة أولى، ثم بعد ذلك يأتي دور الزيت النباتي والكاكاو البودرة، فهذان أيضًا يوضعان في نفس الإناء، ثم يتوسع الخليط ليشمل كل المواد السابقة مكونًا خليطًا أكبر.
بعد أن نقوم بصنع الخليط السابق، والذي بالمناسبة بمثابة المُدخل إلى خلطة حلى القصدير السحرية، نقوم بعد ذلك بإضافة البسكويت الذي أمرنا بجلبه في البداية، لكن هذا البسكويت يجب أن يُقطع قطع صغيرة حتى يُمكن دخوله ضمن الخليط بأكمله مكونًا خليطًا أكبر وأكثر نضجًا، وهنا يُمكنا القول إن ملامح حلى القصدير قد بدأت في التشكل أخيرًا.
الآن يأتي دور القصدير، أو الشيء الأساسي في هذه الوجبة، حيث أننا بعد الخطوة السابقة نقوم بوضع قطعة من القصدير ثم ندخل الخليط السابق بها ونقوم بتشكيلها على شكل أسطوانة، وهناك طبعًا من يقوم بصنع شكل آخر، عمومًا في النهاية لا يهم الشكل بقدر ما يهم مآل ذلك الخليط بعد إضافة القصدير إليه وبداية ظهور معالمه ظهورًا جليًا.
الحفظ هو خطوتنا التالية، ولكي نحفظ القصدير نكون بحاجة إلى وضعه في الثلاجة لفترة لا تقل عن الساعتين ولا تزيد عن الثلاث ساعات، ويجب أن يكون المكان شديد البرودة حتى يُجدي نفعًا، بعد ذلك نخرج هذا القصدير الذي وضعناه في الثلاجة ونقوم بإزالة القصدير وفصله عن الحُلى، والآن يُمكننا القول إن كل شيء قد انتهى فعلًا.
الخطوة الأخيرة البديهية هي تقديم ذلك المنتج إلى الضيوف بعدما أبلينا بلاءً حسنًا به، والحقيقة أنه لم يُحدد ما يجب تقديمه مع القصدير، فيمكن أن يكون الشاي الساخن ويُمكن أيضًا أن يكون عصير بارد، كلٌ على حسب ذوقه، والذوق كذلك يُستخدم في تحديد الشكل الذي سيتم تقطيع الحلى عليه، وهل هو دائري أم مربع، وإن كان الدائري أفضل بالطبع، على كلٍ، انتهت الوجبة، ولابد أن بعضكم الآن يتساءل حول عدم وضعها في الفرن، وإجابة ذلك التساؤل ببساطة تكمن في كون القصدير من الحلويات الباردة التي لا تحتاج إلى أي نوع من أنواع الحرارة.
أضف تعليق