العقل البشري هو من الأشياء التي حيرت العلماء على مدار التاريخ، ولقرون طويلة لم يعرف العلماء ما هي المهام المحددة التي يقوم بها المخ وكيف يفكر ويستنتج ويقوم بردود الأفعال المختلفة، لكن الآن مع تطور علم الجراحة وظهور المعدات الحديثة أصبح العلم قادرًا على معرفة أدق التفاصيل الخاصة بالمخ واكتشف أنه عبارة عن سلسلة متصلة من الأعصاب، وهذا ما سنعرضه لك في هذا الموضوع حيث سنوضح لك بعض الحقائق الغريبة عن الدماغ والأخطاء الشائعة، وسنذكر بعض المعلومات الهامة بخصوص وزن الدماغ وأقسام المخ وحجم القشرة المخية وأهم المناطق في المخ مثل منطقة اللوزة الدماغية.
تعرف على حقائق عن العقل البشري تعرفها للمرة الأولى
العقل هو لغز وكاشف ألغاز
يعرف العقل البشري بأنه مكتشف الألغاز والفارق بين البشر وما دونهم من الكائنات الحية، فبالعقل ميز البشر القدامى مواعيد هطول الأمطار والأوقات المناسبة للزراعة وأنواع الحيوانات المفترسة من الحيوانات الداجنة التي يمكن تربيتها والاستفادة منها. وبالعقل أيضًا بنى البشر حضارتهم الحالية وانتقلت حياتهم من البساطة للتعقيد ومن الاعتماد على الحياة والموارد الطبيعية في صورتها الخام إلى تسخير الطاقات وصنع الآلات والأدوات الحديثة.
رغم أن العقل هو ما ساعدنا على فك ألغاز الماضي إلا أنه يظل لغزًا في حد ذاته، فالمخ لم تعطه بعض الحضارات اهتمامًا كبيرًا كمركز للتفكير بدلاً من القلب مثلاً كما في حالة المصريين القدماء، وأهملته بعض الحضارات الأخرى لعدم معرفة ماهيته أو تكوينه.
العقل البشري مذهل
يعتبر العقل البشري هو العضو الأساسي في النظام العصبي المركزي، يقع بداخل تجويف الدماغ العظمي، ويؤدي وظائف الإنسان العقلية وما يتعلق بالوعي والحركة وتنظيم حياة الإنسان، يتشابه العقل البشري مع أغلب عقول الثدييات مع اختلافات ظاهرية سواء في حجم الأجزاء المكونة له أو في نوعية الخلايا الموجودة فيه. فيتميز البشر بقشرة مخية أكبر من مثيلتها في الثدييات، فعلى الرغم من امتلاك بعض الثدييات كالحيتان والدلافين عقول أكبر في الحجم بأضعاف المرات إلا أنه عند قياس نسبة حجم القشرة المخية للبشر نجد أنها أكبر بالنسبة لحجم المخ ككل. ومن المعروف عن وظائف القشرة المخية أنها تلعب دورًا رئيسيًا في الذاكرة والانتباه وخصائص الإدراك واللغة، وبعض الأبحاث الأحدث زمنًا تربط بشكل مباشر بين القشرة المخية والوعي البشري.
ما هو وزن المخ البشري؟
يزن المخ البشري حوالي 1.5 كيلوغرام ويمثل وزنه 2% فقط من وزن الجسم، يحتوي هذا الوزن على حوالى 86 مليار خلية عصبية (ما يعرف باسم المادة الرمادية في الدماغ) ويحتوي على مليارات الوصلات العصبية بين الخلايا المختلفة وهي المسماة باسم العصبونات وهي التي تربط أجزاء كبيرة من المخ ببعضها والتي تسير في محاور عصبية كثيرة.
أقسام المخ
ينقسم المخ إلى قسمين رئيسيين هما الأيمن والأيسر، يقع أسفلهم النخاع الشوكي من ناحية الرقبة ومؤخرة الرأس ويغطيه غشاء من الخلايا الرمادية المسماة بالقشرة المخية، تتكون القشرة المخية من أربعة فصوص، واحد أمامي واثنان على الجانبين بالإضافة إلى الفص الخلفي. وكعادة كل الفقاريات يتكون المخ تحتها من ثلاثة أقسام وهي: الأمامي والأوسط والداخلي المملوء بالسوائل التي تملأ التجاويف الداخلية للمخ. يتصل المخ بالنخاع الشوكي والذي يعد الموصل الأساسي لتوصيل إشارات المخ لكل الجسم، فتمتد الأعصاب في الأطراف وتصل إليها الرسائل العصبية عن طريق النخاع الشوكي.
ما هو حجم القشرة المخية؟
قياس سمك القشرة المخية عند البشر هو من 2 إلى 4 مليمتر وتكون مطوية مع ثنيات المخ لإعطاء مساحة سطح كبيرة داخل حجم الدماغ العظمي المحدود، تتكون تلك القشرة المخية من مادة لونها يقترب من الرصاصي وهي المادة الرمادية والتي تغطي طبقة في عمق المخ تعرف باسم المادة البيضاء. تتصل المادة الرمادية بالعديد من أجزاء الدماغ كالمهاد والعقد القاعدية مرسلة الإشارات العصبية إليهم ومنهم إلى أجزاء أكبر من المخ. يتم تمرير أغلب الإشارات الحسية إلى القشرة المخية فيما بعد لتنتقل خلالها من منطقة فيها إلى منطقة أخرى حيث وجد أنه وبالرغم من أنها تربط أجزاء كثيرة في المخ ببعضها البعض إلا أن أغلب الإشارات العصبية تتحرك من نقطة فيها إلى نقطة أخرى بداخل القشرة المخية أكثر من حيث عدد المرات أو من حيث النشاط المخي بين نقطتين.
كيف يتم قياس حجم القشرة المخية؟
يمكن باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي على المخ أن نقوم بقياسات لسمك القشرة المخية في المناطق المختلفة في المخ، فمثلاً وجد أن سمك القشرة المخية في منطقة الإحساس أكبر من مناطق الحركة، وأيضًا هناك علاقة بين سمك القشرة وقدرات الذكاء. ووجدت دراسة أخرى رابطًا بين سمك القشرة المخية والمصابين بأمراض الصداع المزمن ولكن لم يتضح بعد سواء كان ذلك الرابط سببًا أم نتيجة للمرض.
منطقة اللوزة الدماغية
من المناطق الهامة في المخ أيضًا منطقة اللوزة الدماغية وتقع عميقًا بداخل جانبي المخ الأيسر والأيمن وتتواجد نسختان منها يكمل كل منهما الآخر، وتشير الأبحاث إلى أن اللوزة الدماغية هي المسئولة عن الذاكرة واتخاذ القرارات وردود الفعل العاطفية. حيث وجد أن ذاكرة الخبرات العاطفية كالخوف مطبوعة في النهايات العصبية الخاصة باللوزة الدماغية والتي تستدعي ذلك الإحساس عند تعرض الشخص إلى مواقف مشابهة تستدعي الخوف أو النجاة بحياة الشخص. من التغييرات التي يتم حفرها في اللوزتين هي الإشارات العصبية التي تتحكم بضغط الدم وتلك المتحكمة بسرعة نبضات القلب حيث يزيد شعور الخوف ويرافقه أعراض كزيادة ضربات القلب والجمود اللحظي أو الهرب اللاواعي من الموقف، وترتبط تلك التغيرات في الجسم بهرمون الأدرينالين وبعض الهرمونات الأخرى.
حقائق عن العقل البشري
- الدماغ عبارة عن أعصاب بالنسبة الأكبر، وهي لا تملك مستقبلات ألم، لذا فإن الدماغ لا يمكن أن تشعر بأية آلام.
عقلك وأنت بالغ هو قريب جدًا من حجم وعدد خلايا عقلك وأنت طفل، ولكن العقل يتوقف عن النمو بشكل نهائي في سن الثامنة عشر. - عقلك يستخدم 20% من الأكسجين الموجود في جسدك.
- عندما مات ألبرت آينشتين، سرق الطبيب المسئول عن تشريحه دماغه وحفظها في إناء مغلق لمدة 20 سنة، ولم يجد العلماء أي فارق في حجم دماغه ومتوسط حجم الدماغ البشرية، لكن في منطقة معينة فقط وجدوا أن عقله أوسع بنسبة 35% من المعدل الطبيعي.
- توجد معلومة شائعة خاطئة تقول أن الإنسان يستخدم حوالي 10% فقط من عقله، فالصحيح أن كل جزء في الدماغ له آلية معروفة حددها العلماء وإن كانوا غير قادرين على الربط بين كافة الآليات وتحديد تأثير كل الهرمونات المساعدة في تكوين الأفكار المختلفة.
- الضغط المستمر باختلاف أنواعه ولسنين طويلة قد يؤثر على خلايا المخ وقد يدمرها تدريجيًا، خاصةً مع زيادة المؤثرات الكيميائية الموجودة في بعض المنتجات مثل السجائر.
- قد يبدو الضحك على نكتة مضحكة أمرًا عاديًا، لكنه في الواقع عملية شبه معقدة داخل الدماغ وتحتاج إلى حدوث نشاط في خمس مناطق مختلفة، لكن مع النشأة يعتاد الإنسان عليها ليصبح عقله متحفزًا لمثل تلك النشاطات في أغلب الأوقات.
- وجد العلماء اختلافًا بين ردود الفعل الخاصة بالاستجابة للألم والصدمات المختلفة بين الرجال والنساء في الدماغ.
- كل شخص يمتلك قدرات مختلفة عن الآخرين فيما يخص الخيال والتخيل، وكما في الأحلام، نجد 12% فقط من الناس يحلمون بالأبيض والأسود.
- أقدم دماغ بشرية محفوظة عمرها 2000 سنة وهي داخل جامعة يورك في إنجلترا.
أضف تعليق