العالم ابن النفيس سيكون حديثنا اليوم عنه أحبائي. والذي يعتبر من أهم علماء عصره والذي كان أبرز إسهاماته في العلم باكتشافه الدورة الدموية الصغرى فمن هو العالم ابن النفيس؟ وما هي سيرته؟ وما هي حياته؟ وما هي مجالاته التي أسهمت في نشر العلوم المفيدة لبني البشر كأحد مؤسسي علم الطب الذي لا زالت العديد من الجامعات العربية والغربية تدرس ما كتب هذا الرجل الشهير، سوف نتحدث بالتفصيل عن حياة هذا العالم ونبدأ بحياته ونشأته.
تعرف على حياة العالم ابن النفسي
ابن النفيس حياته ونشأته
من هو ابن النفيس؟ هو أبو الحسن علاء الدين على ابن أبي الحزم والمشهور بابن النفيس وهو يعتبر من الأطباء ومن العلماء الكبار والفلاسفة في عصره، ولد في مدينة دمشق في سنة 607 للهجرية و توفي في مدينة القاهرة في سنة 687 للهجرية، تعلم العالم المسلم الطب على يد علماء دمشق حيث نهل من العلوم الكثير الكثير حتى أصبح أشهر علماء عصره في علوم الطب و الفلسفة وبعد انتهاءه من دراسة الطب انتقل ابن النفيس إلى مدينة القاهرة وهناك كانت أولى بدايات حياته في هذا المشوار الطويل حيث مارس مهنة الطب هناك حتى وفاته، واشتهر العالم ابن النفيس ليس فقط في علوم الطب بل أشهر أيضا في علوم الفلسفة واللغة والفقه والدين والحديث وغيرها من العلوم الأخرى، وقد عمل ابن النفيس على تأليف العديد من المؤلفات والتي لا زالت حتى عصرنا الحالي في هذه المجالات التي درسها نذكر منها الكتاب الشهير الرسالة الكمالية في السيرة النبوية والعديد من الكتب والمؤلفات والتي نافست العلماء في عصره آنذاك.
لقد عاش ابن النفيس حياته دون أن يتزوج ولعل ذلك من أحد الأسباب التي جعلته يتميز في دراسته والتركيز فيها، حيث عاش في مصر طوال حياته فكان مدرسا للطب وكان طبيبا في نفس الوقت، حيث عمل ابن النفيس في المستشفى الناصري وتتلمذ على يديه العديد من العلماء منهم ابن القف والسيد الدمياطي وبدر الدين حسن وغيرهم من العلماء الذين تركوا العديد من البصمات في حياتهم بعد رحيلهم.
لقد عاش ابن النفيس في زمن كانت فيه الاضطرابات والمشاكل الكبيرة آنذاك وكانت الفتن والمعارك التي نشأت بين المسلمين وبين الحملات الصليبية التي كانت تجتاح البلدان العربية والإسلامية منها الشام القاهرة ولكن كان هناك في ذلك العصر من اشد الرجال الذين أنجبتهم الأمة الإسلامية ومن خيرة رجالاتها وقياداتها منهم القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس والذين جلبوا النصر في تلك المعارك للأمة الإسلامية والعربية وتوحيد كلمتها وتوحيد صفوفها من الأعداء والأخطار التي كانت تحدق بها من كل حدب وصوب من الروم ومن الفرس ومن الصليبين وغيرهم.
هذه الفترة التي كانت مليئة بالاضطرابات عاشها العالم ابن النفيس أو يسمي علاء الدين بن النفيس والذي كان عالم ذو غريزة شديدة في طلب العلم ومعرفة كل شيء حيث عمل ابن النفيس على اكتشاف الدورة الدموية وعمل على انتقاد العديد من العلماء الذين لم يصفوا الدورة الدموية كما عمل على وصفها بالنحو الدقيق مثل ابن سينا وجالينوس.
ما هي إسهامات العالم ابن النفيس؟
كانت هناك العديد من الإسهامات العلمية والتي عمل عليها العالم ابن النفيس وسنذكر منها ما يلي:
- أولا: تأليف الكتاب الشهير شرح تشريح ابن سينا حيث عمل على تأليف ونشر هذا الكتاب في سنة 1242 للميلاد والتي ذكر فيها تشريح الدورة الدموية الصغرى وقد عد العلماء في العصر الحديث وفي العصر القديم أن هذا الكتاب هو من أفضل الكتب الذي يتناول تشريح وظائف الأعضاء والأمراض وغيرها من المواضيع التي تتعلق بالدورة الدموية وتشريح الشريان التاجي بشكل مفصل كما عمل على تصحيح نظريات العالم ابن سينا حيث اشتهر العالم ابن النفيس بانتقاده لبعض نظريات ابن سينا في هذا الموضوع.
- ثانيا: تأليفه لكتاب الصناعة الطبية وذلك في عام 1244 للميلاد بوقت قصير بعد تأليفه ونشر كتاب شرح تشريح ابن سينا حيث يحتوي هذا الكتاب على 43 مجلد يشرح فيها الصناعات الطبية.
- ثالثا: كتب ابن النفيس كتاب شرح الأدوية المركبة وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية في عام 1520 للميلاد وتم نشر منه نسخ وتم الاستفادة منه فيما بعد من خلال العديد من علماء الطب منهم العالم ويليام هارفين صاحب الدورة الدموية الكبرى.
- رابعا: كتب العالم ابن النفيس ما يزيد عن 300 مجلد من الكتب والمواضيع المختلفة المتعلقة بالطب ولكن لم ينشر منها إلا سوى 80 مجلد قبل وفاته.
- خامسا: تأليف كتاب شرح تشريح القانون.
- سادسا: تأليفه لكتاب شرح فصول أبقراط.
- سابعا: كتاب المهذب في الكحل.
- ثامنا: كتاب شرح تشريح جالينوس.
- تاسعا: تأليفه لكتاب الموجز في الطب.
ابن النفيس والدورة الدموية الصغرى وآراءه
اتسم العالم ابن النفيس بالجرأة و الذكاء في آراءه حيث عمل على انتقاد علماء عصره في العلوم وعمل على تصحيح نظرياتهم في بعض المواضيع ولعل هذا أيضا من الأسباب التي دعت إلى أن يكون العالم ابن النفيس من العلماء الذين تركوا بصمة كبيرة من بعد رحيلهم علينا وخاصة في المجال الطبي وكما ذكرنا ابن النفيس عمل على تأليف العديد من المؤلفات ولكن للأسف فقدت العديد من هذه المؤلفات بسبب سقوط بغداد في سنة 1258 هجري حيث اتسم السقوط بالكارثة التي حلت على المؤلفات التي ألفها العلماء المسلمين في ذلك العصر من حرق وتدمير وتلف العديد منها.
ابن النفيس واكتشافه للدورة الدموية الصغرى
يعد العالم ابن النفيس من العلماء المشهورين و الذين عملوا على اكتشاف ما يدور في جسم الإنسان حيث عمل ابن النفيس على شرح الدورة الدموية الصغرى بالتفصيل في داخل جسم الإنسان حيث قال أن عملية تنقية الدم تتم في الرئتين من اجل بقاء الإنسان على قيد الحياة وشرح أن الدم يخرج من البطين الأيمن إلى الرئتين بحيث يختلط الدم بالهواء ومن ثم يخرج إلى البطين الأيسر وهذه هي النظرية الصحيحة حيث كان من السائد أن الدم يخرج من الكبد وينتقل إلى البطين الأيمن ثم للقلب ثم إلى الأوردة والشرايين في باقي الجسم ولكن على الرغم من اكتشاف ابن النفيس للدورة الدموية الصغرى إلا أن هذا الاكتشاف بقي غامضا ومجهولا حتى أتي العالم الشهير محي الدين الطاوي في عام 1924 للميلاد وعمل على شرحها حيث كان يدرس في ألمانيا وكانت أطروحته في رسالة الدكتوراه الدورة الدموية عند ابن النفيس.
لقد كان ابن النفيس من أحد أشهر العلماء الذين نبغوا في علوم الطب والفلسفة وكان من العلماء الذين أذهلوا العالم من خلال ما اكتشفوه وعمل على نقل العالم نقلة نوعية وخاصة في مجال الطب حيث عمل ابن النفيس على شرح وتبيان العديد من الموضوعات الطبية في عصره آنذاك بل وعمل على تصحيح هذه المواضيع من العلماء الذين سبقوه فتميز العالم ابن النفيس وكان من أذكى العلماء حتى رحيله وبذلك يكون ترك لنا كنزا من كنوزه والتي سوف نذكرها على الدوام.
أضف تعليق