تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » كيف تعيش وتتغذى وتتناسل أشهر الطيور المغردة في الطبيعة؟

كيف تعيش وتتغذى وتتناسل أشهر الطيور المغردة في الطبيعة؟

الطيور المغردة

نقدم كل المعلومات اللازمة عن أهم الطيور المغردة مع الملامح العامة الخاصة بهم والموطن والحجم والتغذية وتنوع الطبقات الصوتية لدى البلبل والسنونو وغيرهما.

تتميز الطيور المغردة بصوتها الجميل وقدرتها على محاكاة الأصوات المختلفة من حولها وشكلها الجميل وصغر حجمها وتنوع الألوان فيها وتناسقها، وكل هذه الأسباب جعلتها من أهم أنواع الطيور التي يتم أسرها، وكل هذا جعلها مألوفة في العديد من الثقافات، فمثلاً الطائر المحاكي هو من أكثر الطيور شعبية في الولايات المتحدة، وكلنا يعرف طائر البلبل ولا يغيب عنا طائر العندليب، لكن هل تعرف حقًا كل المعلومات الكافية عن الطيور المغردة ؟ اقرأ هذا الموضوع لتتعرف إلى أهم المعلومات الطريفة والخاصة بالوصف والشكل والتواجد في مختلف بقاع العالم وغيرها من السمات المميزة، وبشكل خاص سنتعرض إلى طائر سنونو المخازن باعتباره أحد أهم أنواع السنونو وطائر الحسون والطائر المحاكي والزرزور والبلبل، مع العلم بأن هناك عشرات الأنواع الأخرى من هذه الطيور.

سنونو المخازن من أشهر الطيور المغردة

سنونو المخازن هو من أشهر أنواع السنونو وأكثرها من ناحية العدد في العالم، ويتناسل الطائر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بشكل كبير ويزيد وجوده في فصل الشتاء في النصف الجنوبي، وفيما مضى كان طائر سنونو المخازن يبني أعشاشه في الكهوف في قارة أمريكا الشمالية، لكننا نجده الآن في مختلف الأشياء التي بناها الإنسان والتي يستطيع أن يخرقها بمنقاره ليعيش فيها، لكن هناك بعض الأعداد المتوطنة قديمًا والتي لا تزال موجودة في كهوف أمريكا الشمالية وبالتحديد في مناطق معينة مثلما على طول ساحل كاليفورنيا وجزر تشانل.

معلومات عامة عن سنونو المخازن

في بعض الأحيان يحصل الوالدان على مساعدات خارجية من طيور آخرين لإطعام صغارهم، وعادةً يكون أولئك الأفراد من الأقارب أو السكان القدامى، ومع ذلك فقد لوحظ وجود مساعدات من صغار السن. طبقًا للأسطورة فإن سنونو المخازن حصل على شكل ذيله المميز بسبب أنه اعتاد على سرقة النار من الآلهة ليجلبها إلى البشر ليحصلوا على النفع منها، لكن الآلهة غضبوا وقاموا بحرق الذيل ليصل إلى شكله الحالي. أكثر الطيور المسنة من هذا النوع في أمريكا الشمالية هو بعمر 10 سنين.

الوصف العام

طول الطائر يكون ما بين 5.9 – 7.5 إنش (15 – 19 سم) واتساع الجناح يكون ما بين 11.4 – 12.6 إنش (29 – 32 سم) والوزن ما بين 0.6 – 0.7 أوقية (17 – 20 جرام)، وهذا بالنسبة لكلا الجنسين حيث يتشابه الذكر مع الأنثى إلى حد كبير، وبالمقارنة مع الطيور الأخرى فهو أصغر قليلاً من ناحية الحجم من الطائر الأزرق وأكبر قليلاً من سنونو الشجرة.

التناسل

لاحظ العلماء أن بعض الذكور البالغين ممن لم يحصلوا على فرصة التزاوج حتى وقت متأخر قد يقومون بأفعال عدائية قد تصل إلى قتل الصغار الذين لا يستطيعون الطيران خارج العش وذلك من أجل الوصول إلى الإناث، وفي العادة ينجحون في هذا. يفقس الطائر ما بين 3 – 7 بيضات، ويكون طول البيضة ما بين 0.6 – 0.8 إنش (1.6 – 2.1 سم) وعرضها بين 0.5 – 0.6 (1.2 – 1.5 سم) وتمتد فترة الحضانة من إثنى عشر يوم حتى سبعة عشر يوم، وفترة بقاء الصغار في العش حتى قدرتهم على الطيران من خمسة عشر يوم حتى سبعة وعشرين يوم، ويكون لون البيض أبيض مائل إلى اللون الوردي مع وجود بقع صغيرة من ثلاثة ألوان هي البني والرمادي والأرجواني الشاحب.

طائر الحسون

يتميز الحسون كعادة الطيور المغردة بصوته الجميل، لدرجة أن الموسيقي الإيطالي الشهير أنطونيو فيفالدي قام بمحاكاة صوته عن طريق آلة الفلوت في كونشرتو قام بتأليفه، وفي قصيدة “الجوع الكبير” للكاتب الأيرلندي باتريك كافانا نجده يصف الطيور المغردة والحسون بالتحديد على أنها واحدة من طيور الجنة (وهذا الوصف هو وصف شعبي شائع لتلك الطيور في بعض المناطق مع عدم الخلط بين هذا الوصف وبين النوع المعروف بهذا الاسم)، وقبل أي شيء علينا أن ننتبه إلى أن هناك ثلاث أنواع من طائر الحسون في عالمنا، الأول هو النوع الشائع منه وهو الحسون الأوروبي أو الذي يطلق عليه الحسون فقط في أغلب الأوقات، بالإضافة إلى نوعين ينتشران عبر المحيط الأطلنطي وهما الحسون الأمريكي وحسون لورانس في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية. والحسون هو من أكثر الطيور المغردة من الناحية الاجتماعية وأغلب الأفراد هم من الطيور المهاجرة حيث يفضلون الهجرة عبر البحر المتوسط في فصل الشتاء.

شهرة الطائر

اشتهر طائر الحسون من بين كافة الطيور المغردة في الحقبة الفيكتورية في بريطانيا، وأدى هذا إلى زيادة أسره بنسبة مخيفة عبر التجار لسد الطلب مما أدى إلى نقصان الأعداد بشكل كبير في العقود التالية، لدرجة أنه في سنة 1860 على سبيل المثال تم أسر أكثر من مائة وثلاثين ألف طائر من قرية ورذنج في سوسيكس، واعتبرت الجمعية الملكية للحفاظ على الطيور (RSPB) في بريطانيا هذا النقصان تهديد كبير للتنوع الحيوي وأخذت على عاتقها مهمة حماية الحد من المشكلة. وفي القرن الثامن عشر في أوروبا كانت كلمة الحسون بالإنجليزية هي كلمة شائعة للأشخاص فاحشي الثراء، ويظهر الطائر بصورة متكررة في رسومات العصور الوسطى الخاصة بالسيدة مريم والمسيح، وكان يرمز إلى الخصوبة والبعث.

الغذاء

يتغذى على النباتات في الغالب، إلا أننا نراه في بعض الأوقات من السنة يتجه إلى أكل بعض الحشرات الصغيرة مثل قملة النبات وهو نوع من الحشرات الضارة والمؤرقة للمزارعين خاصةً مزارعي الرمان وفول الصويا. يفضل الحسون بناء أعشاشه في الأغصان الصغيرة الأكثر بعدًا عن جذور وفروع الشجرة، والأشجار المفضلة لهم هي أشجار الفواكه. ومن الجدير بالذكر أن أغلب أزواج هذا النوع من الطيور المغردة يتناسلان مرتين في السنة، إلا أنه لوحظ أن بعض الأزواج يقومان بهذا ثلاثة مرات. يكون منقار ذكور الحسون أطول بكثير من منقار الإناث، وهذه ميزة كبيرة بالنسبة لهم حيث يتيح لهم الحصول على غذاء لا تستطيع الإناث الوصول إليه مثل الغذاء الموجود في نبات الممشقة الذي يندرج ضمن فصيلة معزية الورق.

معلومات هامة عن الحسون

نجد وصف وتصوير للحسون في كتاب لعالم الطبيعة السويسري كونراد جينسير في منتصف القرن السادس عشر، لكن الوصف الرسمي الأول له كان عن طريق كارل لينيوس في الطبعة العاشرة من كتابه الشهير “النظام الطبيعي” الذي نشر في سنة 1758. يكون متوسط طول الحسون فيما بين 12 – 13 سم (4.7 – 5.1 إنش) مع اتساع جناح بين 21 – 25 سم (8.3 – 9.8 إنش) ووزن بين 14 إلى 19 جرام، ويتشابه الذكر والأنثى في أغلب الصفات، فهم يملكان نفس الوجه الأحمر والرأس الملونة بالأبيض والأسود والأجنحة السوداء والصفراء، لكن بنظرة متفحصة ستجد بعض الاختلافات مثل طول المنقار والقناع ذو اللون الأحمر الداكن الذي يمتد خلف العين. وفي فصل الخريف تضم أسراب الطائر عدد هائل من الأفراد قد يصل إلى الآلاف في بعض الأحيان.

موطن الحسون

الموطن الأصلي للحسون هو أوروبا وأفريقيا الشمالية والأجزاء الغربية والوسطى من آسيا، ويتواجد في الأراضي المفتوحة والمنخفضة المليئة بالأشجار ويفضل البقاء في الأجزاء الأكثر رطوبة، وقد تم استقدامه إلى كندا والولايات المتحدة والمكسيك وبيرو والأرجنتين وتشيلي والأوروغواي والبرازيل وجنوب أفريقيا وأستراليا ونيوزيليندا في القرن التاسع عشر، وتزايدت أعداهم بطريقة سريعة واتسع نطاقهم.

التزاوج والصغار

تقوم الأنثى ببناء العش بصفة مستقلة وتستطيع إنجاز المهمة خلال أسبوع في الغالب، ومع أن الذكر يصاحبها أثناء ذلك إلا أنه لا يشارك في العمل، وعادةً يكون العش فوق بضعة أمتار من الأرض ومخفي بالأوراق. تبيض الأنثى عادةً 4 – 6 بيضات يكون لونها أبيض مع نقاط بنية مائلة إلى الأحمر، وزنها حوالي جرام ونصف جرام، وفترة الحضانة تمتد بين إحدى عشر يوم وثلاثة عشر يوم وفيها يعمل الذكر على جلب الغذاء للأم، وبعد خروج الصغار يعتني كل منهما بمسائل الغذاء والتربية، ويكون الغذاء مكونًا من مزيج من البذور والحشرات. ولا يوجد اللون الأحمر في وجه صغار الحسون على عكس الكبار، وعادةً ما يكون وجههم رماديًا.

الطيور المحاكية

تتناسل الطيور المحاكية في فصل الربيع وبداية الصيف، يصل الذكور أولاً ليحددوا منطقتهم الخاصة ثم تأتي الإناث، ويبدأ الذكور بالغناء للإشارة إلى نطاق المنطقة، ويتشارك الإثنان في بناء العش في الأشجار أو الشجيرات، وتضع الأنثى بين 2 – 6 بيضات، ويكون لون البيض مائلاً إلى اللون الأخضر مع بقع بنية واضحة، وتحتضن البيض لمدة أسبوعين تقريبًا، وعندما يفقس البيض يبدأ الذكر والأنثى في تغذية الصغار، وبعد عشرة أيام يكون الصغار جاهزين للتحليق والاعتماد على أنفسهم، مع العلم بأنه يقوم بالتناسل مرتين أو ثلاث مرات في السنة، وبعد عام واحد يصل الصغار إلى مرحلة البلوغ، ومتوسط دورة حياة الطائر في البرية هو ثمانية سنوات.

معلومات هامة

الطيور المحاكية هي من رتبة العصفوريات التي تتكون من حوالي 100 عائلة وحوالي 5.400 نوع، وهي من عصفوريات العالم الجديد ومنحدرة من عائلة المحاكيات (المعروفة أيضًا باسم الجواثم)، والصفة الأكثر تميزًا لهم هو قدرتهم على محاكاة أصوات وأغاني الأنواع الأخرى من الطيور وأصوات الحشرات والبرمائيات التي تعيش حولهم وذلك بتتابع سريع وصوت عالٍ، وهناك 17 نوع من الطيور المحاكية، والكلمة اليونانية لاسم الطائر تعني “اللغات المتعددة” في إشارة إلى قدرة الطيور على المحاكاة، والنوع الوحيد الذي يعيش في قارة أمريكا الشمالية هو طائر أمريكا الشمالية المحاكي أو المعروف باسم المحاكي الشمالي، وقد يكون أكثر الأنواع شهرة وشعبية لدى غير المتخصصين، ولهذا سنتعرض إليه بشيء من التفصيل فيما يلي، وقبل ذلك علينا أن نعلم أن الطيور المغردة بشكل عام والطيور المحاكية بشكل خاص كانت من أهم الطيور التي سيطرت على تفكير علماء الطبيعة ومنهم تشارلز داروين، ففي رحلة البيجل الثانية (تحت قيادة الكابتن روبرت فيتزروي) التي امتدت من 27 ديسمبر 1831 وحتى 2 أكتوبر 1836 استطاع داروين ملاحظة أن أحد أنواع الطيور المحاكية المسماة “ميموس ثينكا” يختلف تكوينه من جزيرة إلى أخرى في جزر جالاباجوس، وكان التكوين العام مشابهًا للطيور المحاكية في أراضي أمريكا الجنوبية، وكانت تلك هي أولى الملاحظات التي دفعته إلى الشك والمزيد من الشك ليصل في النهاية إلى نظريته في التطور. والآن لننتقل إلى الحديث عن أكثر الأنواع شعبية.

المحاكي الشمالي

يتواجد الطائر بصفة دائمة في قارة أمريكا الشمالية، لكن الأفراد الذين يقطنون المناطق الشمالية من القارة عادةً يذهبون باتجاه الجنوب خلال طقس الشتاء القارس، وبشكل نادر تتواجد بعض الأعداد في قارة أوروبا، وقد وصف الطائر للمرة الأولى في كتاب “النظام الطبيعي” لكارل لينيوس في سنة 1758 باسم “توردوس بوليجلوتوس”، ويتميز بلونه الرمادي مع اللون البني في الريش العلوي مع بطن ذات لون باهت مع ذيل وأجنحة بيضاء مرقعة تكون مميزة خلال الطيران.

معلومات عامة

المحاكي الشمالي هو من القارتات حيث أنه يأكل الحشرات والفواكه كما هو الحال لدى عدد كبير من الطيور المغردة ، ويتواجد في المناطق المفتوحة وعلى حدود الغابات، والمنطقة الأمثل للبحث عن الغذاء هي الأراضي الغزيرة بالعشب، ويتواجد الطائر بشكل أساسي في جنوب شرق كندا والولايات المتحدة وشمال المكسيك وجزر الباهاما وجزر الأنتيل الكبرى وجزر هايمان، وإذا اتجهنا إلى الجنوب أكثر سنجد قريبه الأكثر شبهًا له وهو المحاكي الاستوائي، وأيضًا هناك قريب آخر هو محاكي سوكورو، مع العلم بأن هذه المعلومة جديدة على العلماء واعتقدوا عكس ذلك في السابق، وهو من الطيور المعرضة لخطر الانقراض وفقًا للقائمة الحمراء الخاصة بالاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، حيث أن أعداده أقل من 400 فرد في العالم كله بسبب الافتراس بصفة أساسية، أما المحاكي الشمالي فهو بعيد تمامًا عن خطر الانقراض. في العادة يفضل المحاكي الشمالي الطيران في أزواج، أي أنك لن تجد أسرابًا منه إلا في حالات الهجرة من المناطق الشمالية إلى الجنوبية. المحاكي الشمالي يظل مع زوجه حتى موت أحدهما. يمكن أن يعيش هذا النوع من الطيور المحاكية حتى 20 سنة في الأسر، لذا فإنه من الطيور المفضلة لدى الكثيرين.

المحاكي الشمالية في الثقافة الأمريكية

يتميز هذا الطائر بذكاءه العالي، حيث أظهرت دراسة حديثة أنه قادر على التمييز بين مختلف البشر، أي أنه قادر على معرفة الأشخاص الذين عاملوه بشكل جيد أو سيء، وقادر على استشعار الخطر بدرجة كبيرة وكذلك تمييز المناطق التي تناسل فيها ليعود إليها مجددًا، وهو من الحيوانات التي نجدها بكثافة في الثقافة الأمريكية، فهو من الطيور الرسمية لخمس ولايات أمريكية هي تكساس وتينيسي وميسيسبي وفلوريدا وأركنساس، والرئيس الأمريكي توماس جيفرسون نفسه كان يمتلك أحد تلك الطيور المغردة وأسماه “ديك”، ونجده في مآثر فنية عديدة أشهرها رواية “أن تقتل طائرًا محاكيًا” للكاتبة الأمريكية هاربر لي والتي تعتبر من أهم أعمال الأدب الأمريكي الحديث، مع العلم بأن استخدام الطائر المحاكي هو رمزي بشكل كامل ولا يتواجد الطائر في القصة، حيث أن موضوع الرواية الأساسي هو التفرقة العنصرية بين البيض والسود في الولايات الجنوبية وبالتحديد ولاية ألاباما.

الغناء

يتميز المحاكي الشمالي بقدرته الرهيبة على الغناء متفردًا في ذلك على أغلب الطيور المغردة لدرجة أنه يستطيع غناء حتى مئتي أغنية مختلفة، مع العلم بأن الذكر يقوم بالغناء بدرجة أكبر بكثير من الإناث اللاتي تفضلن السكوت في أوقات عديدة، ولا يكف الذكر عن الغناء في الصباح أو المساء، والمميز أن لديه أغاني مختلفة تبعًا للفصول الأربعة، فالأغاني التي يغنيها في الخريف مختلفة عن أغاني الربيع.

الزرزوريات

الزرزوريات هي نوع قد يكون صغير أو متوسط الحجم من العصفوريات، وعادةً تكون الأنواع الآسيوية أضخم في الحجم، والموطن الأصلي لها هو قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا بالإضافة إلى الأجزاء الشمالية من أستراليا والجزر الموجودة في الشريط الاستوائي في المحيط الهادئ، وتم استقدام العديد من الأنواع الأوروبية والآسيوية بنجاح إلى تلك المناطق وكذلك أمريكا الشمالية وهاواي ونيوزيليندا، وعادةً ما يتنافسون للحصول على المسكن مع الطيور المتوطنة هناك ويتم اعتبارهم ضمن الأنواع المجتاحة لدرجة أنهم تسببوا في كوارث اقتصادية بالغة للمزارعين خاصةً في الولايات المتحدة وأستراليا، وأكثر الأنواع المألوفة لدى غير المتخصصين هو الزرزور الأوروبي، لكن في آسيا وجزر المحيط الهادئ فالمينة الشائع هو النوع المألوف.

معلومات هامة

تملك أنواع الزرزور أقدام قوية مما يؤهلها للتمكن من الطيران بدرجة ممتازة، وأغلب الأنواع إن لم تكن كلها هي حيوانات اجتماعية للغاية كما هو الحال في أغلب أنواع الطيور المغردة ، ويفضلون المسكن المفتوح ويتغذون على الحشرات والفواكه، وبعض الأنواع تعيش بين البشر. تملك الزرزوريات طبقات عديدة من الصوت وبالغة التعقيد، ويستطيعون محاكاة الأصوات المحيطة بطريقة ملفتة للنظر، ومؤخرًا تأكد العلماء من قدرتهم على محاكاة بعض الأصوات الصعبة مثل أصوات السيارات وحتى الكلمات التي ينطق بها البشر، ويتعرف الأفراد على بعضهم البعض من خلال نداءات مميزة جدًا، وكل هذا دفع علماء الاجتماع إلى دراسة الطائر بتفحص أكبر لدرجة أنهم استعانوا بهم في موضوع أصل لغة الإنسان، حيث أن النظرية السائدة الآن بين العلماء أن الإنسان استعان بمحاكاة الأصوات الطبيعية وخاصةً أصوات الطيور لتشكيل لغته الخاصة.

أنواع الزرزور

أصغر الأنواع في الحجم هو زرزور كينريك (بويوبتيرا كينريك) الذي يقطن كينيا وتنزانيا حصرًا، حيث يكون طوله 15 سم فقط، ولكنه ليس الأخف في الوزن، حيث ينافسه في هذا زرزور أبوت (بويوبتيرا فيموراليس) بوزن يبلغ 34 جرام فقط، وأضخم الأنواع في الحجم والوزن هو مينة نياس الذي يقطن جزيرة نياس في إندونيسيا وكذلك الجزر القريبة من الجانب الغربي لجزيرة سومطرة ويتواجد في أسراب تحلق فوق الغابات وهو من أغلى أنواع الطيور المغردة ثمنًا وهو من ضمن الطيور المعرضة لخطر الانقراض في المستوى الحرج طبقًا للقائمة الحمراء، ويصل طوله إلى 36 سم مع وزن 400 جرام، مع ملاحظة أن جنس المينة يضم أنواع ضخمة الحجم مثل المينة ذات الوجه الأصفر والمينة ذات الذيل الطويل. بعض أنواع الزرزور هي من الطيور المهاجرة، مثل زرزور شيلي الذي يتناسل في إثيوبيا والأجزاء الشمالية من الصومال ويهاجر إلى كينيا وجنوب الصومال. و الزرزور الأوروبي أو الزرزور الشائع هو أكثر الأنواع ألفة، ويبلغ طوله 20 سم ويتميز بريشه الأسود مع بقع بيضاء تظهر في أوقات معينة من السنة بسبب التغيرات المناخية، وتكون الأقدام وردية اللون والمنقار أسود في فصل الشتاء وأصفر في الصيف.

البلبل

البلبل هو أحد أهم أنواع الطيور المغردة وتتوزع تلك العائلة عبر أغلب أجزاء أفريقيا ودول الشرق الأوسط وكذلك في الشريط الاستوائي في قارة آسيا، وهناك بعض الأنواع التي تقطن الجزر الاستوائية في المحيط الهندي، وهناك أكثر من 150 نوع من 27 جنس من هذا الطائر المغرد، لكن في القارة السمراء نجد النوع يتواجد بكثافة في الغابات المطيرة، وبسبب ندرة تلك الغابات في آسيا فإنه يتواجد في المناطق المفتوحة. التقسيم التقليدي للبلابل هو في أربعة مجموعات وهي: بيكونوتوس وفيلاستريفوس وكرينيجير وتشلوروكيلا، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت وجود خلل في هذا التقسيم.

القبرة

القبرة أو القنبرة هي من أنواع الطيور المغردة التي تتواجد في العالم القديم فقط مع وجود بعض الأعداد في الأجزاء الشمالية والشرقية لأستراليا، باستثناء القبرة المقرنة الذي يتواجد في أمريكا الشمالية، وتفضل أغلب الأنواع العيش في المناطق الجافة، وهو إما صغير الحجم أو متوسط، حيث يتراوح الحجم بين 12 إلى 24 سم (4.7 – 9.4 إنش) ووزن من 15 إلى 75 جرام، ويتغذى بشكل عام على الحشرات والبذور، وبالنسبة لوجوده في الثقافات فإن الصين تعتبره من أهم الطيور المغردة في ثقافتها وذلك منذ وقت قديم.

العندليب

هو من الطيور المغردة صغيرة الحجم ومن فصيلة صائدة الذباب وقطاع ثانويات الفم، ويعرف بشكل خاص بسبب جمال صوته وقوة طبقات صوته، ويكون طوله بين 15 – 16.5 سم (5.9 – 6.5 إنش)، ويغطي جسمه الريش البني بشكل كامل باستثناء الذيل المائل إلى اللون الأحمر، ويتشابه الذكر مع الأنثى في أغلب الصفات، وبالتوازي مع البلبل فهو من أشهر الطيور المغردة في الثقافات العربية مع العلم بأن الكروان ليس ضمن هذا النوع من الطيور.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

ثلاثة × 1 =