الخنزير الغيني هو من الحيوانات التي استأنسها البشر منذ آلاف السنين، ففي البداية اعتمد الإنسان عليه في بعض العمليات الهامة مثل استخدامه في العلاج، لكن بعد ذلك أصبح ضمن الحيوانات الأليفة التي يحب البعض اقتنائها، وفي هذا الموضوع سنخبرك بكل المعلومات الهامة والطريفة التي تريد معرفتها عن هذا الحيوان الصغير، وفي البداية سنوضح لك سبب تسميته بهذا الاسم فهو ليس من جنس الخنازير ولم يأتِ من غينيا، كما سنذكر تفاصيل دورة حياته وأهم الخصائص التي يتميز بها وتاريخ البشر مع الحيوان ومختلف الأشياء التي يتوجب عليك معرفتها.
الخنزير الغيني : ما هو وما هي خصائصه؟
ليس خنزيرًا وليس غينيًا
من المفاجئ أن تعلم أن الخنزير الغيني ليس من جنس الخنازير كما أن موطنه ليس من غينيا، فهو من القوارض وموطنه الأصلي الذي انتشر عبره هو جبال الإنديز. سبب التصاق كلمة الخنزير بالاسم هو تشابه الشكل وبالتحديد التكوين الجسدي إلى حد ما إذا تخيلنا الخنزير بشكله الصغير. أما كلمة غينيا فهي لا تعني دولة غينيا أو بابوا غينيا الجديدة، بل تعني عملة نقدية قديمة كانت منتشرة في إنجلترا، لكن يوجد رأي آخر يقول أن أصل الكلمة تعني بالفعل غينيا للاعتقاد الخاطئ الذي ظنه الأوربيون، حيث ظنوا أن الحيوان يتم جلبه من أفريقيا لأن السفن المُحملة بالثدييات والآتية من أمريكا الجنوبية كانت تمر ببعض المناطق في أفريقيا قبل وصولها إلى أوروبا، لذا انتشرت شائعات عن أن أصل الحيوان يأتي من غينيا، وقد تكون هذه النظرية هي الأصح.
حيوانات اجتماعية
الخنازير الغينية هي حيوانات اجتماعية جدًا وتشعر بالسعادة البالغة عندما تجتمع مع أفراد آخرين من نفس نوعها، حتى لو أنها تحب الإنسان الذي يملكها فإنه من المستحيل أن تفضله على أفراد جنسها. الخنزير الغيني الأمريكي هو من أقدم الأنواع وهو الخيار الأمثل في حالة رغبة الأطفال اقتناء الحيوان، لأنه سهل العناية وهو اجتماعي مع البشر ويتميز بشعره القصير والناعم، ومن الجدير بالذكر أن هذا الحيوان هو من أقرب الحيوانات إلى قلوب الأطفال، وقد أثبتت دراسة حديثة أن الأطفال المصابين بالتوحد ما بين سنة الخامسة إلى الثانية عشر أظهروا نتائج إيجابية بعد تفاعلهم مع الخنزير الغيني وانخفضت نسبة القلق لديهم بشكل كبير.
الأنواع
يخبرنا العلماء بأن الجد الأكبر للخنزير الغيني كان يبلغ ارتفاعه خمسة أقدام ويزن طن كامل، وعضته تساوي عضة الببر، وطوله 10 أقدام، وكل هذه أرقام تقديرية حيث أن ما وصلنا مجرد حفريات. هناك تصنيفان رئيسيان للخنازير الغينية، فإما تكون طويلة الشعر أو قصيرة الشعر، وذات الشعر القصير في العادة تكون الخيار المفضل لمن يريد اقتناء خنزير غيني لأنها أسهل في الرعاية ويمكن ترويضها بسهولة على عكس النوع الآخر. الخنزير الغيني الحبشي هو من أقدم الأنواع وبسبب مظهره المختلف عن الأنواع الأخرى فإنه في العادة يتم استخدامه في العروض الترفيهية مثل السيرك، وهو يحتاج إلى رعاية مختلفة تمامًا ودقيقة جدًا، ويتميز بوجود بعض الوريدات الموجودة في شعره.
الطب الشعبي
قديمًا لعب الحيوان دور كبير في الطب الشعبي في أمريكا الجنوبية، بل وحتى يومنا هذا في مناطق جبال الإنديز حيث ينتشر الفقر ويقل التواصل مع العالم المتقدم ويندر وجود الأدوية الحديثة، والخلاصات الموجودة في جسمه لم تكن لمرض واحد فقط بل شملت عدة أمراض أهمها اليرقان (اصفرار الجلد) والتهاب المفاصل، وفي بعض الأحيان كانوا يقومون بمسح الأجزاء المصابة من جسم الإنسان بالحيوان نفسه ثم التدليك به بشكل أكثر قوة.
خنازير غينية مميزة
الخنزير الغيني الذي يدعوه أصحابه باسم ترافيلز هو من المملكة المتحدة وقد دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية حيث أنه استطاع قفز أطول قفزة قام بها خنزير غيني وهي مسافة 48 سم، وهي قفزة ممتازة بالنسبة للتكوين الجسدي للحيوان وصغر حجمه وقد تم هذا في أبريل 2012. وهناك خنزير غيني آخر يدعى فلاش نال لقب الأسرع من بين أفراد نوعه حيث قطع مسافة 32.8 قدم في 8.81 ثانية وذلك في سنة 2009 وهو من المملكة المتحدة أيضًا. ومن الجدير بالذكر أن الملكة إليزابيث ملكة إنجلترا كانت تقتني خنزير غيني وكان من أقرب الحيوانات الأليفة بالنسبة إليها، وقد ساهم هذا في زيادة شعبيته كحيوان أليف تقتنيه الطبقات الثرية.
دورة الحياة
يولد الصغار وهم مستعدون بشكل كامل للانطلاق في الحياة، فهم يولدون وأعينهم مفتوحة على عكس الكثير من الحيوانات ولديهم غطاء من الفراء، كما أنهم يستطيعون القيام بأهم العمليات الحيوية وهم في أيامهم الأولى مثل شرب الماء وأكل التبن. عادةً ما يعيش الحيوان أربع أو خمس سنوات، مع أنه قد يصل إلى عمر الثامنة، أما الحيوان الأطول عمرًا المعروف لنا فهو خنزير غيني من إنجلترا مات بعد 14 سنة و10 أشهر ونصف، وذلك في سنة 1979. وعندما يصل الحيوان إلى سن الرابعة فإنه يدخل في مرحلة جديدة وتبدأ آثار الشيخوخة بالظهور عليه ويكون معرضًا للأمراض الوراثية بنسبة أكبر. من الغريب عن أنثى الخنزير الغيني أنها إذا لم تلد قبل أن تتم ستة أشهر فإن جسمها يتعرض إلى اختلال، حيث أن عظامها في الجهاز التناسلي تصبح ضعيفة جدًا، وإذا حاولت أن تقوم بعملية ولادة بعد ذلك فإن العظام المتهتكة ستمنعها من ذلك مما سينتج عن موت الأنثى وصغارها الذين لم يولدوا بعد.
تاريخ الحيوان مع البشر
منذ القرن السابع عشر اعتاد العلماء على إجراء التجارب على الخنازير الغينية بدلاً من الفئران كما هو معتاد الآن، وهناك الكثير من دراسات الأمراض التي اعتمدت على دراسات تخصهم مثل السل ونقص فيتامين سي ومرض السكر بالإضافة إلى أمراض ومشاكل أخرى مثل مشاكل الحمل. وقد تم استئناس الخنزير الغيني في وقت مبكر جدًا من عمر البشرية، ويرجح العلماء أن هذا قد حدث قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد وذلك في قارة أمريكا الجنوبية، وقد اعتمد السكان عليه كوجبة لذيذة في البداية، لكنهم اعتادوا بعد ذلك على اقتناءه واستخدامه في أنشطة مختلفة حيث أنه كان حاضرًا في بعض الطقوس الدينية للقبائل البدائية كما أن جسمه يحوي على خلاصات استخدموها في الأدوية.
معلومات هامة عن الخنزير الغيني
الخنازير الغينية هي أسهل في التربية من الدجاج كما أنها تتناسل بمعدل كبير، لكن هذا يخص الأنواع قصيرة الشعر فقط، لذا فإنها الوجبة المثالية بالنسبة للاحتفالات القومية والدينية عند بعض الشعوب التي تتطلب كميات كبيرة من اللحوم، وهذا ما نجده في دول مثل بيرو والإكوادور وكولومبيا وغيرهم، لكن هناك خطورة كبيرة في أكل الحيوان حيث أنه قد يسبب مرض شاجاس (أو المعروف باسم داء المثقبيات الأمريكي). وعليك أن تعلم أن فضلات الحيوان تكون مختلفة، فهي تنقسم إلى نوعين؛ نوع عادي والنوع الآخر من النادر أن تراه لأن الحيوان يأكله مباشرةً قبل أن يقع على الأرض، وهي عملية حيوية يقوم بها عدد كبير من الحيوانات. وفي فمه يملك الحيوان 20 من الأسنان، وأسنانهم تنمو باستمرار وهم يحتاجون إلى كميات كبيرة من الطعام للمساعدة في صقل أسنانهم حتى تبدو مصطفة في الوضع الطبيعي.
أضف تعليق