تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » الحيوانات قوية البصر : مجموعة حيوانات تتميز بحاسة بصر قوية

الحيوانات قوية البصر : مجموعة حيوانات تتميز بحاسة بصر قوية

الحيوانات قوية البصر

الحيوانات قوية البصر تتميز بوضع خاص بين بقية الحيوانات، وذلك نظرًا لقدرتها على توفير سبيل أفضل لصيد ضحاياها أو على الأقل الهرب من أعدائها.

مما لا شك فيه أن الحيوانات قوية البصر تحظى بمكانة رائعة ومميزة بين بقية الحيوانات، فإذا قلنا إن الفيل مثلًا يتميز بوجود أنف طويل وأن الصقر يتميز بالمخالب فإن مجموعة الحيوانات التي تمتلك بصرًا قويًا سوف تكون ذات حظ لا يقل عن حظ الحيوانات السابقة، فقوة بصرها ميزة تجعلها في بعض الأحيان تُسرع من عمليات الصيد التي تقوم بها وتختار ضحيتها بعد أن تُشاهدها بأعلى جودة ممكن، وفي أحيانٍ أخرى تؤدي قوة النظر إلى رصد تلك الحيوانات لأعدائها من مسافةٍ طويل مما يعني أنها سوف تمتلك فرصة أكبر للهرب والنجاة بحياتها، أي أنها في كل الظروف ميزة رائعة، وحتى البشر يتمنون جميعًا أن يحظوا ببصر جيد، بل ويحسدون أولئك الذين يحظون بها، عمومًا، دعونا نبقى مع الحيوانات ونبدأ بالتعرف في السطور القليلة المُقبلة على أبرز الحيوانات قوية البصر وكيفية استخدامها لتلك الحاسة الرائعة.

العين والبصر والمخلوقات

قبل أن نتعرف على أبرز الحيوانات قوية البصر ونعرف تفاصيل استخدامها لتلك الهبة، فإنه من الواجب علينا أولًا التعرف على العلاقة بين المخلوقات والعين وحاسة البصر التي وهبها الله لكل مخلوق يمتلك العين، فتقريبًا لا يوجد كائن حي لا يحتوي على تلك الهِبة الربانية، وهي الرؤية، حيث أن الكون موجود أصلًا لكي نراه ونستمتع به، وطبعًا نحن هنا لا نتغافل أبدًا عن بعض الحالات التي خلقها الله فاقدةً للبصر، أجل هم يملكون حاسة البصر وعين في مكان العين لكنهم فقط يفقدون طريقة الاستخدام، كما أنه من الممكن جدًا حدوث ذلك الفقدان بسبب حادث ما يتعرض له الشخص الطبيعي.

عندما خلق الله العين ومنح البشر جميعًا حاسة البصر فإن هناك من تميز بحاسة بصر قوية وهناك من حظي بحاسبة بصر ضعيفة وهناك من حظي بحاسة متوسطة، المهم في النهاية أن الحاسة موجودة، لكن بالنسبة للحيوانات، فإن وجود حاسة بصر قوية أمر يعني الكثير والكثير، وهذا ما سنعرفه عندما الآن باستعراض أبرز هذه الحيوانات، ولتكن البداية مثلًا مع قرد التارسير العجيب.

قرد التارسير، قرد العيون الكبيرة من أشهر الحيوانات قوية البصر

من المدهش حقًا أن نرى حيوان مثل قرد التارسير وهو يُعتبر من الحيوانات قوية البصر على الرغم من كونه يتمتع بحجم صغير جدًا يكاد يقترب من حجم السنجاب، فهذا القرد النادر الذي يعيش مُتخفيًا في الغابات يحظى بعين بُنية اللون تزن ضعف عقله، بمعنى أنه إذا كان عقله يزن مئة جرام فإن عينيه سوف يزنان مئتي جرام، وهذا مثال تقريبي لا أكثر، إذ أنه من غير المقبول وزن العقل أو العين حتى بعد وفاة الكائن، وذلك لأن تلك الأجزاء من الجسم تأخذ حجم مختلف تمامًا بعد الموت عن الذي تأخذه خلال الحياة، وهذا هو الحال مع التارسير الذي يستطيع الرؤية لمسافة تتجاوز الكيلو، وهي مسافة كبيرة بالطبع، لكن هذا ليس فقط ما يُدهش في ذلك الحيوان.

يتغذى التارسير على الحشرات مثل أي حيوان آخر في حجمه لا يتمكن من أكل الحيوانات الكبرى، لكن المدهش الذي تحدثنا عنه في عيون ذلك الحيوان وقوة بصره أنه يتمكن من الرؤية لمسافة كبيرة وفي أكثر من اتجاه، ففي وضع الثبات الذي يأخذه برأسه يُمكنه بسهولة أن يجعل عيونه تلتف لأكثر من وثمانين درجة، كما يرى الأشعة فوق وتحت البنفسجية، وأيضًا خلال الليل وجود الظلام يكون قادرًا على الرؤية، لكن الأمر المدهش الآخر أنه بالرغم من تلك القوة في حاسة العين إلا أنه لا يستطيع التمييز بين الألوان المُختلفة، وهي مفارقة غريبة بكل تأكيد.

الحرباء، حيوان اللون المُتغير

طبعًا جميعنا يعرف الحرباء ويعرف ما الذي تفعله بالضبط في حياتها من تغيير لونها واستخدام ذلك في الهرب من المطاردين أو اصطياد الضحايا، لكن الذي ربما لا يعرفه أغلبنا أن تلك الحرباء تمتلك كذلك عيون قوية جدًا وقادرة على رؤية الأشعة البنفسجية والتبدل من مكان إلى آخر بكل سهولة، فشكل العين نفسه يدعو للدهشة، فهو جفن عادي يقع فوق عين عادية، لكن الغريب أن تلك العين عندما تكون تحت الجفن تتوارى بالكامل باستثناء فتحة صغيرة، تلك الفتحة الصغيرة هي ما تُعطيها ذلك الامتياز الكبير وتجعلها أكثر الحيوانات حدةً في البصر.

زوايا عين الحرباء تتحرك باتجاه يتجاوز من حيث الدرجات ال 360 درجة، وهذا يعني أنها ستمتلك ميزة إضافية تتمثل في مسح الضحية بكل سهولة وتحديد نقاط القوة والضعف بها، أما موضوع تغير لون جلدها وشكلها الذي تُجيده أيضًا فهو يُسهم في جعل عملية الصيد بالنسبة لها أشهد بنزهة، فكل ما عليها أن تذهب للمكان الذي من المفترض أن تتواجد به الضحية ثم تتربص بها وتتوارى في الأعشاب أو أغصان الشجر، بعد ذلك يحدث ما يعرفه الجميع، ينتهي أمر الضحية.

وجه الغول، العنكبوت صاحب العيون الست

كلنا طبعًا نعرف العناكب وذكرها في القرآن الذي وصل إلى وجود صورة كاملة باسمها، لكن ما لا نعرفه أنها تمتلك عيون قوية للغاية، وحتى لو كنا نعرف ذلك فثمة أمر بالتأكيد سوف يغيب عن البعض، وهو أن أحد أنواع فصيلة العناكب، وتحديدًا عنكبوت وجه الغول، يمتلك ستة أعين، أجل كما سمعتم تمامًا، ستة أعين كاملة، لكن يُقال إن اثنتين فقط من هذه العيون الست تقوم بعملها، بينما الأربعة المتبقية مجرد عيون صغيرة تُثبت فقط وجودها، لكن عمومًا، ومهما كان العدد الموجود، فإن ذلك العنكبوت بالذات يمتلك حاسة نظر قوية تجعله بلا شك ضمن قائمة الحيوانات قوية البصر.

عيون العنكبوت الست وإن كانت لا تقوم بعملها بشكل جماعي إلا أنها تؤدي في النهاية إلى إعطاء وجه الغول ميزات كثيرة، منها مثلًا قدرتها على الرؤية الليلية، وهو أمر لا يتوافر في أنواع كثيرة من العناكب والحيوانات بشكلٍ عام، أما المُدهش حقًا فهو تلك الخلايا الحساسة الخفيفة التي تتواجد فوق العيون الست، والتي يُقال إنها تتدمر يوميًا بصورة ذاتية ثم يخرج غيرها بكل بساطة، وهذه معجزة بكل تأكيد، أما الشيء البديهي بعد كل ذلك فهو أن وجه الغول تتمكن بسهولة من رؤية الأشعة فوق البنفسجية التي تُخصص رؤيتها لكائنات مُعينة قليلة.

مسروقة العينين، الذبابة التي جابت العالم

فرد آخر يقع ضمن مجموعة الحيوانات قوية البصر، ذلك الفرد في الحقيقة ليس سوى ذبابة صغيرة، أجل كما سمعتم تمامًا، مجرد ذبابة عادية لكنها تمتلك حاسة بصر غير طبيعية بالمرة تُمكنها من رؤية الأشياء من زاوية مُختلفة، فكما نعرف جميعًا يظل الذباب مستهدفًا بسبب صغر حجمه والأذية التي يُسببها للبشر على وجه التحديد، لكن التعويض في هذا الأمر جاء من خلال منحه عين قوية يستطيع من خلالها الهروب من الجلاد مهما كانت هويته، وتلك العين بالرغم من صغرها قادرة على التقلب 360 درجة ورؤية الأشعة فوق وتحت البنفسجية أيضًا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ستة عشر + 4 =