بالتأكيد لا يُغفل أحد تلك العلاقة المميزة التي نشأت بين الإنسان و الحصان ، من بين المملكة الحيوانية دائمًا ما ظهرت حيواناتٌ أوجدت لنفسها مكانًا متميزًا في قلب الإنسان وعالمه وكانت من أوفى الأصدقاء له، اعتدنا على الوفاء بين الإنسان والكلاب لكنها في الواقع ليست الحيوانات الوحيدة التي تحب الإنسان وترتبط به وإن سعى لصداقتها بذلت حياتها من أجله.
قديمًا لم يكن للإنسان ذلك التقدم في وسائل المواصلات الذي نتمتع به اليوم فكان ترحالهم وأسفارهم بدلًا من الساعات التي نقضيها في طائرةٍ أو قطارٍ أو سيارة أسابيعًا وأشهرًا على ظهور الأحصنة والجمال ومن هنا نشأت تلك الصداقة القديمة والوطيدة عندما كان الحصان خير صاحبٍ ورفيقٍ في السفر.
ورغم التقدم وحصول الإنسان على بدائل لخدمات الحصان إلا أنه ظل يعتمد ليه ويحبه ويرتبط به عاطفيًا وتجد الحصان في المقابل يعهد بالولاء لصاحبه الذي يحسن معاملته ويعطف عليه ويعامله كواحدٍ من أفراد أسرته مثلما كان يفعل كثيرون قديمًا.
العلاقة المميزة بين الإنسان و الحصان
جمع بين القوة والجمال
إن نظرت إلى أكبر مميزات الحصان وأكثر ما جعل الإنسان ينجذب إليه ويحبه ويألفه ويتخذ منه صديقًا قد يكون الوحيد في حياته ستجدها القدرة الخارقة على التحمل والقوة الكبيرة والجمال الأخاذ الذي لفت نظر الإنسان وخلب لبه وجعله يضرب به الأمثال.
وكان الحصان حيوانًا لينًا طيبًا أليفًا لم يمانع صحبة الإنسان وأن يقدم له المساعدة والولاء وبعكس ما يظن الجميع فالحصان من أكثر الحيوانات رقةً في القلب وصاحب مشاعر مرهفة ورقيقة يتأثر بشدة بمن حوله وبالطريقة التي تعامله بها وحتى بنبرة صوتك عندما تحدثه.
ويشعر في داخله بالسعادة والحب والحزن والصداقة والرغبة في التضحية والعزم والإصرار وحتى التمرد! فلا تفتنك مميزاته وطوعه وهدوءه مع من يحب لأن ذلك بإرادته وطواعيته لكنه لو قرر التمرد فهو قادرٌ على قتل الإنسان وسحقه تحت قوته العظيمة في لمح البصر.
لم يكن الحصان دومًا مستأنسًا ولم تولد كل الأحصنة في وفادة الإنسان وإسطبلات الأحصنة التي صنعها وجهزها لها وإنما عاشت الأحصنة قديمًا حرةً متمردةً في البرية واحتاجت من الإنسان مجهودًا جبارًا للإمساك بحيوانٍ بهذه القوة والإحساس الداخلي القوي بالحرية والتمرد والتمكن من ترويضه وكسب وده وجعله في صفه.
معلوماتٌ مثيرة عن حياة الأحصنة
في البرية لا تعيش الأحصنة منفصلة وإنما في قطيع أو جماعة لها حصانٌ هو أكبرها وأقواها ينظر له الجميع نظرة احترامٍ وتبجيل ويعتبرونه رئيس الجماعة ويعطونه زمام القيادة ويتبعون توجيهاته بينما من ناحيةٍ أخرى يتحمل هو مسئولية القطيع كله من أكبره حتى أصغر صغاره وحمايتهم وتوجيههم نحو الأماكن الأكثر أمانًا والمراعي الغنية التي ستكفي حاجتهم، وأثناء الليل بينما تنام جميع الأحصنة ينام هو واقفًا مستعدًا لأي تغيرٌ مفاجئٌ لينبه البقية.
تستخدم الأحصنة عدة طبقاتٍ مختلفةٍ من الصوت للتواصل مع البشر وفيما بينها ويعرف صوت الحصان العالي المميز باسم الصهيل لكنه ليس الصوت الوحيد الذي تكون قادرةً على إصداره فهناك أصواتٌ أخرى كالحمحمة وأصوات منخفضةٌ وأكثر نعومة في أوقاتٍ مختلفة، كما أنها تستخدم هزات رأسها وحركات جسدها كذلك في التخاطب بينها وتنبيه الآخرين أو تحذيرهم.
الحصان خلق حرًا وطليقًا فإن أسره الإنسان وروضه واتخذه صديقًا له فعليه أن يحسن وفادته ومعاملته ويكرمه لأنه كائنٍ شديد الحساسية يحب العدو في الهواء الطلق شديد القوة يحتاج أن يخرج تلك القوة فإن لم يجد فرصةً لذلك يصيبه المرض، يقال أن الأحصنة التي تظل في ظلمة الإسطبل لا تخرج للشمس تفقد بصرها مع الوقت ثم تموت.
أضف تعليق