تسعة اولاد
الرئيسية » أحياء » التقلب أثناء النوم : لماذا يتقلّب الإنسان أثناء النوم؟

التقلب أثناء النوم : لماذا يتقلّب الإنسان أثناء النوم؟

التقلب أثناء النوم

لعلك لاحظت أنك تتقلب كثيرًا أثناء نومك، في الحقيقة هذه العملية اللاإرادية لا تتم اعتباطًا، فهناك الكثير من ضروريات التقلب أثناء النوم كما سنرى هنا.

لا يُعد التقلب أثناء النوم أمرًا سيئًا على الإطلاق، فهو يجعل الإنسان قادرًا على القيام بعدة عمليات حيوية لا يستطيع فعلها أثناء اليقظة، كما أنه يقوم بتنشيط خلايا الدم بطريقة يصعُب حدوثها دون ذلك التقلّب، وقد كان التقلب أثناء النوم في بداية ظهوره ومعرفة الإنسان به أمرًا مُقلقًا، جعل البعض يظنون أنهم مُصابون بمرض ما، لكن مع الوقت واستخدام الأبحاث والدراسات تبين الأمر برمته، فدعونا نتعرف في السطور الآتية على أسباب التقلب أثناء النوم وفوائد تلك العادة للإنسان والأهم من كل ذلك هو معرفة كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من هذا الوضع.

ما هي أهمية التقلب أثناء النوم ؟

سلطان النوم

قبل التحدث عن التقلّب أثناء النوم ينبغي علينا أولًا معرفة ما يعنيه النوم بالنسبة للإنسان، أو بالنسبة إلى جسم الإنسان تحديدًا، فكلمة سُلطان التي يُوصف بها النوم لم تأتي من فراغ، وإنما جاءت بعدما رُصدت المهام التي يقوم به النوم أثناء تملّكه للإنسان، فعلى الأقل فيه تحدث مجموعة عمليات حيوية لا يُمكن أن تحدث في أي وقتٍ آخر، كما أنه يُريح الجسم من مشقة النهار بأكمله، وهذه بالطبع صبغة الحياة وسنتها في كل شيء، يجب أن يحصل على قسط من الراحة حتى يتمكن من المُتابعة مرة أخرى، وهكذا النوم بالجسم للإنسان، لكن، ثمة شيء مُعين يحدث ويكون له التأثير الأكبر فيما يتعلق بهذا الأمر، وهو التقلّب أثناء النوم.

التقلّب أثناء النوم

لا أحد يُمكنه رؤية نفسه وقت النوم، لكنك، ولأسبابٍ غير مفهومة، ستشعر بنفسك في كل مرة تتقلب فيه أثناء نومك، وهذا التقلّب غالبًا لا يكون بشكل دوري مُستمر، وإنما يحدث مرتين أو ثلاثة على الأكثر في كل ستة ساعات نوم، ويكون ببساطة تغيير الجهة التي بدأ النوم عليها، بمعنى أن الإنسان مثلًا إذا نام موليًا وجه وجسه بالكامل إلى جهة اليمين فإنه بشكل شبه مؤكد سيستيقظ واجدًا نفسه في ذات الجهة لكن بهيئة مُختلفة، وهذا يعني أنه قام بعملية التقلب أثناء النوم بعدد فردي، فراح إلى اليسار مثلًا مرة ثم عاد أدراجه إلى اليمين بعد ساعتين ولم يلبث ساعتين آخرتين حتى ذهب إلى الميسرة، وفي آخر النوم، وقبل الاستيقاظ بحوالي ساعتين عاد إلى حالته الأولى من جديد، وبذلك يكون في نفس جهته لكن بغير الهيئة التي نام عليها، ولا بد أن البعض قد بدأ في وصف هذه العملية بالمعقدة، إلا أن التعقيد كله في الحقيقة يبدأ من معرفة السبب العلمي الذي يؤدي إلى التقلّب أثناء النوم.

أسباب التقلّب

أسباب التقلّب أثناء النوم قد تبدو غريبة بعض الشيء، لكنها في الحقيقة تفسيرات علمية تستند إلى عدة أدلة، فقد قيل مثلًا عن التقلّب أثناء النوم أنه فعل لا إرادي يحدث بسبب ما يُعرف بالنشاط الغير ملحوظ، وذلك عندما يخلد الإنسان إلى النوم، مُعتقدًا أنه قد قام بتعطيل كل أجزاء جسده، كالوجه واليدين والقدمين وغيرها من الأجزاء، إلا أنه في الحقيقة تظل بعض الأعضاء الأخرى، كالقلب والكبد والرئتين والعقل، تعمل وتمارس مهامها بصورة طبيعية.

أما عن التقلّب تحديدًا فهو النقطة الأكثر حيرة في هذه العملية المعقدة، حيث يبدأ الجسم وخلايا الدم خاصةً في ممارسة عملهما، إلى أن تأتي حالات عدم وصول الدم إلى جميع الجسم، فيُصدر العقل أمرًا بديهيًا مُباشرًا إلى باقي الجسد، فيقوم هو بدوره بحركة لا إرادية، وهي التقلّب إلى الجهة الأخرى، سامحًا بذلك للدم بالانتشار، وضاربًا آية ومُعجزة صغيرة.

التقلّب والمرضى

وينتج عن العملية السابق ذكرها أن يتقلب الإنسان مرة كل ساعتين على الأقل، ويختلف العدد حسب صحة هذا الشخص، فالأصحاء مئة بالمئة لا يقومون بهذه العمليات كثيرًا بسبب انتظام سريان الدم في جسدهم، أما المرضى والمُعانين من بعض الحالات فإنهم يتقلّبون بمُعدل أكبر، وذلك بسبب عدم انتظام جريان الدم، وبالطبع أكثر الأشخاص الذي يعرفون ذلك هم مرضى السمنة، والذين يدفعهم مرضهم هذا إلى الحاجة للتنفس بشكل منتظم حتى خلال النوم، أي أن الرئتين يجب أن يعملا بشكل دائم، وهذا بالتحديد يجعل التقلّب أثناء النوم أمر شبه ضروري وليس مجرد ظاهرة غريبة.

الأم والتقلّب أثناء النوم

لا يصح أن نتعرض لموضوع هام مثل التقلّب أثناء النوم دون أن نتعرض لقضية هامة وخطيرة جدًا، وهي كيفية تعامل الأمهات مع أطفالهم أثناء النوم، فالأطفال كما يقول الأطباء يكونون بسبب حجمهم الصغير وعقلهم الغير مدرك لأشياء كهذه غير قادرين على التقلّب أثناء النوم باستمرار كما يفعل الكبار، وذلك الأمر بالطبع قد يتسبب في مشكلة كبيرة حالة حاجة الجسد إلى التقلّب لانتظام جريان الدم، وقد ينصح بعض الأطباء الأمهات بتقليب أبناءهم كل فترة أثناء النوم، وذلك تحسبًا لرغبة العقل في ذلك وعدم استجابة الجسم له، لذلك يجب التأكيد على هذا الأمر وإعطاء أولوية كبيرة له، فقد يتوقف عليه بشكل كبير حياة هذا الطفل أو طريقة نموه على الأقل.

الأشخاص الذين لا يتقلّبون

هناك بعض الأشخاص الذين ثبت عليهم بالملاحظة أنهم لا يتقلّبون أثناء النوم، وهؤلاء في الحقيقة هم أكثر الناس صحةً وخلوًا من الأمراض التي يُمكن أن تُعيق جريان الدم وتوزيعه على الخلايا، فانتظام جريان دليلًا دامغًا على عمل كافة الأجهزة دون وجود لأية مشكلات، وإن كان هذا لا يمنع من وجود بعض الأمراض الغير مزمنة والغير مؤثرة أيضًا.

تجربة التقلّب

المقاومة من أجل التقلّب، كانت هذه التجربة التي كشفت بشكل كبير الغطاء عن التقلّب أثناء النوم، بل وقامت بتأكيد صحة بعض النظريات التي خرجت من أجله، فقد قام بعض العلماء بربط أحد النائمين لمنعه من الحركة أو التحكم في نفسه، ثم بعد مرور أقل من ساعتين هَمّ هذا الشخص بالتقلّب، إلا أنه لم يستطع فعل ذلك في البداية، فأخذ يحاول بقوة على الرغم من كونه غارق في النوم، وهنا تأكد للعلماء أن التقلّب أثناء النوم ضرورة لبعض الأشخاص لا يمكن الاستغناء عنها، فهي ظاهرة غريبة ومفيدة في نفس الوقت.

طُرق النوم

إذا سلّمنا بوجود عملية التقلّب أثناء النوم فإننا بحاجة إلى وضع آليات وقواعد، أو طرق بمعنى أصح، لتنفيذ هذه العملية، وبالطبع أول هذه الفوائد هي البداية المناسبة للنوم، والتي حسب قول الباحثين يجب أن تكون من على الجانب الأيمن، بمعنى أن تكون له البداية، ثم يقوم الجسم بعد ذلك بتلقي الأوامر من العقل، والذي يجعله يتقلّب في أي اتجاه مناسب، لكن شرط رئيسي أن تكون البداية للجانب الأيمن، ولا يجم أبدًا أن يبدأ الإنسان النوم على بطنه، فهو بالإضافة إلى كونه وضع غير صحي إلا أنه يُعطل أيضًا عملية جريان الدم وانتشاره، ويكون التقلّب معه شبه مستحيل.

وأما الأسباب المتعلقة بعدم استحسان النوم على الجانب الأيسر فأهمها وجود القلب ومعظم الأجهزة فيه، وبالطبع من غير المعقول أن يترك الإنسان الجانب الأيمن الفارغ تمامًا والمؤهل للنوم الصحيح ويختار الأيسر المُتكدّس بالأجهزة والعمليات الحيوية الهامة، لكن الإنسان بطبعه يعشق مخالفة القواعد، لذلك يُقدم فعلًا على النوم بالجانب الأيسر.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × 1 =